حالة من التوتر يشهدها الشارع الليبي حالياً بعد تظاهر عشرات المواطنين في طرابلس بداية من، أمس الثلاثاء، أمام مقر كلية الشرطة للمطالبة بطرد جميع المرتزقة المتواجدين داخل المعسكرات وإعادتهم لبلدانهم في أقرب وقت.

ورأى مراقبون أن لقاء وزير الخارجية الليبية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش مع وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين، له علاقة قوية بما شهدته العاصمة الليبية طرابلس، ويرتبط بالانتفاضة التي حدثت من قبل الشباب الليبي.

وأمهل المتظاهرون الذين يتبعون حراك يسمى "شباب منطقة الهضبة"، حكومة الوحدة الوطنية ساعات لإخراج المرتزقة، منتذرعين بإهدار وصرف أموال الدولة عليهم، ومهددين بالتصعيد في حال استمرار وجودهم. 

#فيديو| أحد المتظاهرين الليبيين في طرابلس يوثق بعدسة هاتفه انتشار مرتزقة سوريين بقرب بوابة أحد المعسكرات بطرابلس مطالباً إياهم بالرحيل عن ليبيا الساعة24 #ليبيا pic.twitter.com/39JT6tbkTr

— الساعة 24 (@alsaaa24) August 29, 2023
كواليس الأحداث

وكشف مصدر ليبي اطلع على الأحداث (رفض ذكر اسمه لحساسية الموقف) أن "البداية كانت، حين وقعت مناوشات كلامية بين عدد من الشباب المشاركين في التظاهرات التي شهدتها طرابلس مؤخراً، بسبب الاحتجاج على لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، وبين مجموعة من المرتزقة الأجانب وطالبوهم بمغادرة بلادهم، إلا أن مجموعة مسلحة أبعدتهم بالقوة عن المكان".

وأوضح المصدر أنه "عقب ذلك وقعت مواجهات وكر وفر بين الشباب والمرتزقة الذين يتمركزون في كلية ضباط الشرطة، ثم تجمهر الشباب الليبي وطالبوا بضرورة إخراج المرتزقة في أسرع وقت من قبل حكومة الوحدة الوطنية".

وأشار المصدر الليبي إلى أن "الأحداث لم تهدأ حتى الآن، ومازال الشباب الليبي متمسكين بمطالبهم، وينظمون احتجاجاً ضد وجود المرتزقة في طرابلس".

 حان وقت الانتفاضة

ومن جانبه قال المحلل السياسي الليبي الدكتور مصطفى الزايدي إن "هناك ربطاً تاماً بين احتجاجات المتظاهرين في ليبيا ضد لقاء المنقوش وإيلي كوهين، وبين مطالبات الشباب الليبي بضرورة إخراج المرتزقة من ليبيا وعدم السكوت على بقائهم في البلاد.

وأوضح الزايدي أنه "حان وقت الانتفاضة من قبل الشباب الليبي الوطني الذي يريد الخير لبلاده، وأن هناك أعداداً هائلة من المرتزقة السوريين والأتراك الذين جاؤوا إلى البلاد منذ وجود فائز السراج في السلطة"، مشيراً إلى أن "هناك حالة من الغضب الشديد ضدهم".

وأعرب المحلل السياسي الليبي عن أمله في "عدم تطور الأمر إلى اشتباكات دامية بين الشباب الليبي وبين هؤلاء المرتزقة"، مؤكداً أن "حكومة عبد الحميد الديبية ضعيفة للغاية ولن تفعل شيئاً لايقاف الاشتباكات إن وقعت".

فيديو > مجموعة من شباب مناطق جنوب #طرابلس يباغتون المرتزقة السوريين بكلية الشرطة المجاورة لمعسكر " اللواء 444 " ويطالبونهم بالرحيل قبل ان يتم طردهم بقوة السلاح من السوريين. #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/Sw4PXlV9fE

— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 29, 2023

وكان الحراك الليبي دعا شباب العاصمة طرابلس إلى الانضمام إليهم، لإخراج المرتزقة من كلية الشرطة بشارع الهضبة الوسطى، على بعد 5 كيلومترات من مركز طرابلس، بعد "تماديهم في تجاوزاتهم"، حيث "أصبحوا يهددون المنطقة بالسلاح".

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، اقتحام ليبيون كلية الشرطة، حيث تتواجد معسكرات السوريين ودخلوا في مناوشات حادة معهم، كما أشعلوا الإطارات المطاطية وأغلقوا الطرقات المحيطة بالمبنى.

وتوافد المرتزقة بالآلاف إلى ليبيا من سوريا وتشاد ودول أخرى عقب احتجاجات عام 2011، التي أسقطت نظام الزعيم معمر القذافي، واستخدمت لتنفيذ أجندات أجنبية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا الشباب اللیبی کلیة الشرطة

إقرأ أيضاً:

خيبة أمل المرتزقة

 

 

منذ منتصف مارس 2025م وحتى السابع من مايو 2025م، مضت شهران إلا نيف واليمن تواجه أكبر قوة عسكرية وفق فقه العالم المعاصر، تضافرت معها قوتان هما بريطانيا وإسرائيل واليمن كبلد فقير محاصر برا وجوا وبحرا وكان يخوض حربا ضروسا مع تحالف عربي ظل مشتعل الأوار على مدى تسعة أعوام، هذا التحالف كانت تقف من ورائه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وفي كلا الحالتين يخرج اليمن أكثر إصرارا وصمودا وأقوى شكيمة، لم تستطع أسلحة العالم المعاصر أن تخضعه لغاياتها وأهدافها.

ليس في الأمر ما يمكن استغرابه، فاليمن ظل على مدى تاريخه الممتد إلى الماضي السحيق، عصيا على إرادات الاستعمار منذ أكلت رمال صحراء صيهد حوافر خيل الرومان إلى الزمن الذي نعيش الذي شاهدنا أفتك أسلحة العالم المعاصر تقف عاجزة أمام صلابة الموقف والإرادة اليمنية في فرض ثنائية الخضوع والهيمنة على اليمن الذي شهدت سهوله ووهاده وهضابه وجباله حركة التاريخ الثقافي والحضاري في القديم وما يزال يقف كطود شامخ أمام كل حركة تاريخية تريد أن تثنيه عن مساره الحضاري والتاريخي.

وحين جاءت الرسالة السماوية إلى النبي العربي الأمي كان اليمن هو حامل رايتها وبشر بها العالم فاتحا وهاديا وما يزال وفيا لهذه الراية حين خذلها العرب من حوله وفرشوا جفونهم لجيوش الغزو من الشرق ومن الغرب وخضعوا وذلوا بعد أن كانت عزتهم في الإسلام.

مثل هذه الحقائق قد يجهلها ساسة الغرب من أولئك الذين يخوضون حربهم لتحقيق مصالح اقتصادية أو لإحداث توازن في حركة المصالح الدولية، لكن من المعيب أن يجهلها أهل اليمن من الذين غرهم في الله الغرور فأصبحوا عبارة عن دمى تحركها الدول الإقليمية والدولية فوقفوا على قارعة الطريق ينتظرون سقوط صنعاء بعد أن أعلنت أمريكا الحرب على بلدهم فباركوا الخطوات واعتبروها تطورا مهما قد يعجل بعودتهم إلى صنعاء، والثابت في قانون التاريخ اليمني أن من تقذفه صنعاء إلى خارج أسوارها لا يعود اليها أبدا ومن عاد يجد نفسه ذميما مدحورا فما يلبث إلا قليلا حتى يغادر صنعاء، ولعل أقرب مثال ما حدث في عقد السبعينيات من القرن العشرين لو أمعنوا النظر في الذين وضعوا أيديهم في يد المستعمر البريطاني الذي أغدق عليهم بجنيهات الذهب عن طريق واجهته في المنطقة والخليج العربي وهي السعودية، لقد تفرقت بهم السبل ولم يلبثوا في صنعاء إلا قليلا حتى كانوا خارج أسوارها الكريمة، وفي التاريخ عبر شتى ودروس لكن الذين امتهنوا الغرور لا يفقهون من القول إلا قليلا .

حين أعلنت أمريكا وقف عدوانها على اليمن بكى أولئك الناس بكاء شديدا وطفح بهم الكيل حتى لم يستطيعوا كتمانه فرأينا لهم تغريدات ومنشورات وفيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي تندب حظهم وتعبر عن خيبة أملهم التي كانوا يتوقعونها، فقد حلموا أن تحملهم قنابل أمريكا الارتجاجية على أجنحة اليمام حتى تهبط بهم في أزقة صنعاء وحواريها، وكاد بعضهم أن يرسم السيناريوهات ويسقط ما حدث في سوريا من سحل وقتل وتدمير ومن إبعاد وتشهير وتفاخر على صنعاء وعلى أهلها، لكن الله كان لهم بالمرصاد إذ خيب آمالهم وجعلهم ضحايا حسرتهم ومشاعرهم السلبية، كيف لا وقد كانوا فرحين مستبشرين وهم يشاهدون مقدرات اليمن تحرقها القنابل والصواريخ وكانوا يرون أشلاء الضحايا من المدنيين العزل تتناثر على أرصفة الشوارع وهم يرون أن الأمريكان والصهاينة بذلك يحسنون صنعاً، ما عدا قلة قليلة أنكروا على أمريكا ذلك القتل والدمار في اليمن ممن ما تزال ضمائرهم تنبض بالحياة وتفرق بين الحق والباطل .

الاختلاف طبيعة بشرية والتعدد في الرأي حق لا ننكره على أي أحد لكن في إطار دفع المفاسد والاحتكام إلى الحق، أما في جلب المفاسد وتعطيل حياة البشر، وإزهاق الأرواح التي حرمها الله إلا بالحق، وفي تدمير مقدرات الأمة فذلك باطل لا تقره الشرائع السماوية ولا النظريات الأخلاقية ولا أي آيديولوجيا سياسية مرت في تاريخ البشر منذ آدم إلى اليوم، ومن يضع نفسه في موضع الباطل الذي تجرمه الشرائع والنظريات والآيديولوجيات والقوانين البشرية فقد تجرد من كل خصائص البشر وتجرد من الإنسانية ووضع نفسه في مراتب الكائنات الحيوانية التي تدفعها غرائز البقاء على تدمير حياة المماثل لها فتقتله أو تأكله، وقد يستغرب المرء كيف لإنسان وضعه الله في مقام السؤال والمسؤولية أن يفرح بما يحدث لبلاده وأهله من دمار وقتل ومن فناء وحرق وحصار وجوع، وهو يرى ذلك عقابا مستحقا لا لشيء إلا لكونه لم يحقق له غاياته وأهدافه في السلطة والثروة والمجد والسؤدد، ومن وجد نفسه في هذا المقام فليراجع نفسه فقد لا يدرك أنه في مقام الباطل من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم .

لقد قلت في يوميات الأسبوع المنصرم – في هذه المساحة نفسها والتي بعنوان ” أمريكا وحركة تغيير الموازين العالمية “- أن أمريكا تعمل لمصالحها ولا تدعم خيارات السلام في أي بلد ولن تحمل المرتزقة إلى صنعاء، ولا خيار للمرتزقة سوى الحوار وترتيب البيت اليمني بعيدا عن أجندات الخارج وسياساته، ومثل هذا التوجه قابل للتحقق إذا صلحت النوايا وأخلص الناس للقضايا الوطنية والقومية وعادوا إلى الحق وابتعدوا عن الباطل الذي يورد المهالك.

فاليوم تلوح أمامنا فرصة تاريخية للتصالح وتغليب مصالح اليمن على المصالح الذاتية والحزبية .. فهل تملك القوى الوطنية التي تتنازع الجرأة على إعلان تاريخي يحفظ لليمن حريته وكرامته وسيادته على كامل أراضيه وحقه في تقرير مصيره؟ نأمل أن يستشعر الكل مسؤوليته التاريخية أمام اليمن ووحدته وحريته وكرامته وسيادته .. وكفى ما قد مضى من الغي والخذلان.

 

 

مقالات مشابهة

  • شركات مصرية تشارك في معرض “ليبيا بيلد” في طرابلس 12 مايو
  • التصديري للصناعات الكيماوية: 27 شركة مصرية تشارك في معرض ليبيا بيلد – طرابلس
  • من حضانة الطفل إلى قسم الشرطة.. هل تنتهي أزمة جوري بكر القانونية قريبًا؟
  • السفير الروسي: استمرار الوضع الحالي في ليبيا لا يخدم مصالح البلاد
  • وفد من شيوخ وقبائل غرب ليبيا يعرض مطالبه أمام المستشار صالح في القبة
  • سوريا.. حقيقة انتفاضة المدن الجامعية ضد الإدارة الجديدة
  • خيبة أمل المرتزقة
  • المنفي يستقبل السفير الفرنسي لدى ليبيا
  • من «عش الزوجية» إلى قسم الشرطة.. جوري بكر وطليقها أمام النيابة العامة
  • أبوزريبة: نطالب بتحقيق عاجل في تقرير رويترز عن ترحيل سجناء من أمريكا إلى ليبيا