وميض يمتد لأكثر من 800 كيلومتر.. اكتشاف أطول برق في العالم
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
في ظاهرة نادرة ومذهلة، سجل العلماء برقا خارقا امتد عبر سماء أميركا الشمالية لمسافة نحو 828 كيلومترا، من شرق ولاية تكساس إلى مشارف مدينة كانساس، ليحطم بذلك الرقم القياسي العالمي لأطول وميض برق أفقي تم تسجيله على الإطلاق، وفقا لتقرير بحثي جديد نشر في مجلة "بوليتان أوف ذا أميركان ميترولوجيكال سوسايتي".
ويعرف هذا النوع من البرق باسم "الميجا فلاش" أو البرق العملاق، ويحدث عندما يمتد الوميض على نطاق واسع يفوق المألوف.
البرق هو ظاهرة طبيعية تحدث بسبب تراكم الشحنات الكهربائية في السحب. فعندما تتحرك قطرات الماء وبلورات الثلج داخل السحابة، فإنها تحتك ببعضها، مما يؤدي إلى توليد شحنات كهربائية. في العادة، تتجمّع الشحنات السالبة في أسفل السحابة، بينما تبقى الشحنات الموجبة في الأعلى، وتتشكل شحنات موجبة على سطح الأرض أيضا تحت السحابة.
عندما تقترب يدك من مقبض الباب، قد تشعر بوخزة كهربائية مفاجئة، هذا بسبب انتقال الشحنات من يدك (ذات الشحنات السالبة) إلى المعدن، أي تفريغ كهربائي.
بالطريقة نفسها، عندما تتجمّع شحنات سالبة كثيرة في أسفل السحابة، وتقترب من الأرض التي تحمل شحنات موجبة، فإن الجو يصبح مثل عازل ضعيف (يشبه الهواء بين "اليد" و"المقبض")، وما إن يصبح فرق الجهد قويا بما فيه الكفاية، تنفجر شرارة ضخمة عبر هذا العازل، هذه هي ضربة البرق.
"ما زلنا نكتشف كيف ولماذا تحدث هذه الظواهر الجوية الفائقة"، يقول المؤلف المشرف على الدراسة راندي سيرفيني أستاذ المناخ والأرصاد الجوية بكلية العلوم الجغرافية والتخطيط الحضري في جامعة ولاية أريزونا، ومقرر سجلات الطقس المتطرفة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
إعلانويضيف سيرفيني في بيان صحفي رسمي: "بفضل أدوات الرصد الفضائية الدقيقة، أصبح بإمكاننا تحديد لحظة بدء البرق وطول المسافة التي يقطعها، بدقة تصل إلى أجزاء من الثانية".
يتجاوز الوميض الجديد الرقم القياسي السابق المسجل في أبريل/نيسان 2020، والذي بلغ 767 كيلومترا. وقد تحقق الاكتشاف بفضل أجهزة قياس البرق التي تحملها الأقمار الاصطناعية، والتي تتيح تتبع البرق على امتداد قارات بأكملها. ووفقا لسيرفيني، فإن العالم قد يشهد في المستقبل ظواهر أكثر تطرفا مما تم تسجيله حتى الآن، مع تراكم المزيد من بيانات الرصد عالية الجودة.
وتعد أجهزة قياس البرق على متن الأقمار الاصطناعية، مثل القمر "جوز-16" التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية، من الأدوات الرائدة في هذا المجال. إذ يرصد القمر وحده نحو مليون وميض برق يوميا، ويوفر تسجيلا لحظيا لمسارات البرق عبر الغلاف الجوي.
تغطية نطاقات البرق الساخنةويشير المؤلفون إلى أن إدراج قياسات مستمرة من المدار الجغرافي الثابت شكل نقلة نوعية في فهم الظواهر البرقية. ويقول الفريق: "نحن الآن في مرحلة تغطي فيها الأقمار الاصطناعية معظم المناطق الساخنة للميجا فلاش حول العالم، ومع تطور تقنيات معالجة البيانات، أصبح من الممكن تمثيل ومضات البرق بدقة على مختلف المستويات".
ورغم ضخامة الحدث، فإن هذا النوع من البرق نادر الحدوث، إذ تظهر البيانات أن أقل من 1% من العواصف الرعدية تولد برقا عملاقا. وتكون هذه العواصف عادة طويلة الأمد، قد تمتد لأكثر من 14 ساعة، وتغطي مساحة ضخمة تعادل تقريبا مساحة ولاية نيوجيرسي الأميركية. وفي حين أن البرق العادي يمتد عادة أقل من 16 كيلومترا، فإن الميجا فلاش يبدأ من 100 كيلومتر فأكثر، وقد يطلق عدة فروع تصل إلى الأرض أثناء عبوره أفقيا السماء.
ويحذر سيرفيني من خطورة البرق الممتد، قائلا: "ما يجهله الكثيرون هو أن البرق قد يضرب على بعد 16 أو حتى 21 كيلومترا من العاصفة، مما يزيد من خطورته"
ويشير سيرفيني إلى أن معظم الإصابات الناجمة عن الصواعق تحدث قبل أو بعد ذروة العاصفة وليس في أثنائها. وينصح الباحث: "عليك الانتظار لنحو 30 دقيقة بعد مرور العاصفة قبل استئناف الأنشطة في الهواء الطلق، لأن الخطر لا ينتهي بمجرد انقشاع الغيوم من فوق رأسك".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
شنيكات: الأمن المصري يمتد لغزة وسوريا وإثيوبيا.. وتصفية القضية الفلسطينية خطر على المنطقة
قال الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل تواجه ضغوطًا دولية متزايدة وتحاول عبر إعلامها العبري ومسؤوليها التنصل من مسؤولية ما يحدث في قطاع غزة من دمار وقتل، عبر توجيه الاتهامات إلى دول عربية، سواء بشكل فردي مثل مصر والأردن، أو بشكل جماعي للدول العربية، وكأنها شريكة في المأساة الإنسانية المتفاقمة.
الأوضاع في غزةوأضاف شنيكات، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الأمن القومي المصري لا ينحصر داخل حدود الدولة فقط، بل يمتد إلى غزة وسوريا ويصل إلى إثيوبيا وربما أبعد من ذلك، وهو ما يفسر حرص مصر والأردن على استقرار الأوضاع في غزة ورفض سيناريوهات التهجير التي تهدد الأمن الإقليمي برمّته.
وأشار إلى أن الاتهامات المتكررة التي يوجهها الإعلام العبري للدول العربية، بزعم مشاركتها إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية، لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا أن الموقف العربي كان وما زال واضحًا قبل وبعد 7 أكتوبر، ويتركز على أن الحل الوحيد الذي يحقق الأمن والاستقرار هو إقامة دولة فلسطينية، لأن القضية الفلسطينية ليست وليدة اللحظة بل تمتد لعقود من النضال والمعاناة.