وسط هدنة هشة ومخاوف من تجدد الصراع.. تايلاند وكمبوديا تستأنفان المحادثات بماليزيا
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
البلاد (كوالالمبور)
انطلقت في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس (الاثنين)، محادثات تمهيدية بين مسؤولين عسكريين من تايلاند وكمبوديا، في محاولة لإرساء أسس سلام دائم عقب تصعيد عسكري حدودي خطير، هو الأسوأ بين الجارتين في جنوب شرق آسيا منذ أكثر من عقد.
تأتي هذه اللقاءات قبيل اجتماع وزاري مرتقب يوم الخميس، يضم وزيري دفاع البلدين، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن الولايات المتحدة، والصين، وماليزيا، في إطار لجنة الحدود العامة التي تسعى لتثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت على الحدود المشتركة بين البلدين أواخر يوليو الماضي، واستمرت خمسة أيام، وتخللتها عمليات قصف مدفعي وغارات جوية، أودت بحياة ما لا يقل عن 43 شخصًا، وأجبرت أكثر من 300 ألف مدني على النزوح من القرى والمناطق الحدودية. وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال اجتماع عُقد في ماليزيا الاثنين الماضي بمشاركة دولية واسعة، غير أن الهدنة لا تزال هشّة، وسط استمرار التوترات والمخاوف من انهيارها في أي لحظة.
ورغم المحادثات الجارية، لا تزال حالة انعدام الثقة تطغى على الأجواء، فقد أصدرت وزارة الدفاع الكمبودية بيانًا اتهمت فيه القوات التايلاندية بانتهاك بنود الهدنة، من خلال تحريك حفارات ونصب أسلاك شائكة في منطقة حدودية متنازع عليها.
وفي المقابل، لم يصدر رد رسمي من الجانب التايلاندي على هذه الاتهامات حتى لحظة إعداد هذا التقرير، في وقت تؤكد فيه مصادر دبلوماسية أن المفاوضات تركز حاليًا على وضع آلية مراقبة مشتركة وتحديد خطوط فاصلة واضحة لمنع الاحتكاك الميداني.
ويُنظر إلى الدور الذي تلعبه ماليزيا، إلى جانب الولايات المتحدة والصين، باعتباره محوريًا في احتواء التوتر وضمان التزام الطرفين بوقف التصعيد. إذ تخشى هذه القوى من أن يؤدي تفاقم الصراع إلى زعزعة استقرار منطقة جنوب شرق آسيا، وفتح باب لتدخلات أوسع.
وبينما يعوّل المراقبون على اللقاء الوزاري المرتقب الخميس، فإن نجاح المحادثات يبقى مرهونًا بإرادة سياسية حقيقية لدى الطرفين، وتوفر ضمانات دولية تمنع العودة إلى مربع المواجهة المسلحة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: 16 جنديا ينهون حياتهم منهم 4 الشهر الماضي
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية انتحار 16 جندي من جنود الاحتلال من بينهم 4 الشهر الماضي.
وأشارت الهيئة وذلك نقلا عن تحقيقات جيش الاحتلال إلي أن حالات الانتحار مرتبطة بمواجهة صعوبات البقاء لفترات طويلة بمناطق القتال.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلي بإقدام أحد جنود الاحتلال على الانتحار بعد خدمته في صفوف الاحتياط لأكثر من 300 يوم.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر عبرية بمقتل 890 جنديًا وضابطًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ هجوم طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر 2023.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل أحد ضباطه خلال المعارك الدائرة في جنوبي قطاع غزة، حيث تشهد مدينة خان يونس منذ أيام مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال ومقاتلين فلسطينيين.
وفي بيان نُشر عبر منصات الجيش الرسمية، أوضح أن الضابط القتيل يدعى ريعي بيران، ويبلغ من العمر 21 عامًا، وكان يشغل منصب قائد وحدة استطلاع ضمن لواء "غولاني" النخبوي.
وأضاف الجيش أن بيران قُتل خلال اشتباكات وقعت في خان يونس، وهي واحدة من أكثر الجبهات اشتعالًا منذ بداية العملية العسكرية.
وبحسب البيان، فإن بيران ينحدر من مستوطنة "شورشيم"، وتمت ترقيته بعد وفاته من رتبة ملازم أول إلى نقيب، في إطار تكريم رسمي من قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
هجمات مركّبة وخسائر متزايدة
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن خان يونس أصبحت مسرحًا لعمليات كمائن وهجمات مباغتة تُنفّذها مجموعات مسلحة تابعة لفصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس".
وأشارت إلى أن الجنود الإسرائيليين واجهوا خلال الأيام الأخيرة عدة كمائن شديدة التنظيم، أسفرت عن مقتل عدد من الجنود وإصابة العشرات.
وفي واحدة من أبرز الهجمات الأخيرة التي تبنتها "حماس"، قُتل جندي إسرائيلي أثناء محاولته تشغيل جرافة عسكرية في خان يونس.
وقال الجيش إن مجموعة من المسلحين خرجت من نفق مفخخ وهاجمت الجرافة، في محاولة لاختطاف الجندي، لكنها فشلت بعد تدخل القوات المرافقة التي أحبطت الهجوم، وفق البيان.
وتعكس هذه الحوادث تصاعدًا واضحًا في وتيرة الهجمات التي تتبناها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال في غزة، مع عودة ملحوظة لاستخدام تكتيكات الأنفاق، وشن هجمات مباغتة من تحت الأرض، في محاولة لإرباك خطوط التماس الإسرائيلية وتعطيل التقدم البري داخل القطاع.
كما أشارت تقارير عسكرية إسرائيلية خلال الأسبوع الجاري إلى وجود تقديرات أمنية تتخوف من "جرأة متزايدة" في سلوك المقاتلين الفلسطينيين، لا سيما في محاور خان يونس ورفح، حيث تتكرر عمليات الاشتباك المباشر ومحاولات الأسر.