ماليزيا تحث تايلند وكمبوديا على ضبط النفس بعد تجدد النزاع بينهما
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
بانكوك" وكالات":حثت ماليزيا اليوم الاثنين كلا من تايلند وكمبوديا على ضبط النفس بعد تجدد النزاع بينهما، محذرة من أن القتال يهدد بإلغاء العمل الدقيق الذي تم بذله في وقف إطلاق النار التي ساعدت في التوسط فيه.
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم -عبر منصة إكس- إنه يحث الجانبين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة والاستفادة الكاملة من الآليات القائمة، في إشارة إلى الاتفاق المبرم في يوليو الماضي.
بدوره، شدد رئيس الوزراء التايلندي أنوتين تشارنفيراكول على أن بلاده لا تريد أن ترى أعمال عنف، "لكن الجيش مستعد لاتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الأمن وسيادة البلاد".
ما جانبه كتب رئيس وزراء كمبوديا هون مانيت عبر تطبيق فيسبوك للتواصل الاجتماعي أن مهام حكومته العاجلة هي حماية الشعب وسيادة البلاد.
وقال " أطالب جميع الوزارات والمؤسسات والسلطات على جميع المستويات وجميع أفرع القوات المسلحة وجميع المواطنين الكمبوديين بالوحدة خلف قضية الأمة والوطن في هذا الوقت الصعب".
وفي وقت سابق اليوم ، أعلنت القوات التايلندية أنها شنّت تايلاند غارات على مناطق حدودية مع كمبوديا أسفرت عن مقتل جندي تايلاندي وأربعة مدنيين كمبوديين، بحسب الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات بشأن تجدد الاشتباكات، وذلك بعد أقل من شهرين على وقف لإطلاق النار توسّط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووصف ترامب بـ"التاريخي" الاتفاق الذي وُقّع في 26 أكتوبر الماضي بين البلدين المجاورين الواقعين في جنوب شرق آسيا والمتنازعين منذ فترة طويلة بسبب خلاف حدودي.
وجاء الاتفاق بعد خمسة أيام من القتال برا وجوا في يوليو، أسفرت عن مقتل 43 شخصا وأجبرت نحو 300 ألف شخص على إخلاء منازلهم.
وليل الأحد الاثنين، استؤنفت الأعمال العدائية بين البلدين، مما أجبر آلاف السكان على جانبي الحدود على الفرار مجددا.
وقالت بانارات وورثام، وهي تايلاندية تبلغ 59 عاما، لوكالة فرانس برس "طلب منّا زعيم القرية المغادرة، ونظرا لما حدث في يوليو، استجبت فورا لطلبه".
وبحسب الجيش التايلاندي، أُجلي نحو 35 ألف شخص من المناطق الحدودية منذ استئناف القتال ليلا، فيما أفادت السلطات الكمبودية بإجلاء أكثر من ألف عائلة من مقاطعة أودار مينشي.
أُبلغ عن مناوشات الأحد على الحدود، لكن التوترات تصاعدت ليلا، واتهم كل من الطرفين الآخر بالمسؤولية عنها.
أكد الجيش التايلاندي تعرّضه لهجوم كمبودي في مقاطعة أوبون راتشاثاني، وأفاد بمقتل أحد جنوده وإصابة ثمانية آخرين على الأقل.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية أن القوات التايلاندية شنّت هجوما في وقت مبكر صباح اليوم على مقاطعتي برياه فيهير وأودار مينشي الحدوديتين، مؤكدة أنّ القوات الكمبودية لم ترد.
وقال وزير الإعلام الكمبودي نيث فيكترا لوكالة فرانس برس إن "الهجمات التايلاندية" أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين كمبوديين وإصابة نحو عشرة آخرين.
وكان المتحدث باسم الجيش التايلاندي وينتاي سوفاري أكّد أنّ "الضربات الجوية دقيقة جدا وتُوجَّه فقط نحو أهداف عسكرية على طول خط المواجهة، من دون إلحاق أي ضرر بالمدنيين".
علّقت تايلاند في نوفمبر اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع في أكتوبر في كوالالمبور في ماليزيا برعاية دونالد ترامب، بعدما أدى انفجار لغم أرضي إلى إصابة أربعة من جنودها.
واتهمت بانكوك جارتها مرارا بزرع ألغام جديدة على طول الحدود، في حين تشدد كمبوديا على أن هذه الألغام من مخلفات نزاعات سابقة.
وجدّدت بنوم بنه التزامها باحترام اتفاق وقف إطلاق النار. وتعهد الطرفان سحب أسلحتهما الثقيلة، وتطهير المناطق الحدودية من الألغام، ومواصلة الحوار، لكن لم يُحلّ أي من القضايا الجوهرية حتى الآن.
تتنازع تايلاند وكمبوديا منذ فترة طويلة على ترسيم أجزاء من حدودهما الممتدة على طول 800 كيلومتر، والتي يعود تاريخها إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تجدد القتالُ بين تايلاند وكمبوديا يكشف فشل «سلام ترامب»
يفجر تجددُ القتال بين تايلاند وكمبوديا توترًا إقليميًا حادًا رغم ادعاء الرئيس الأمريكى دونالد ترمب قبل أسابيع أنه نجح فى إنهاء النزاع بين الجارتين. ويكشف المشهد الذى تصاعد أمس هشاشة الهدنة السابقة وعجز المبادرات الدبلوماسية عن معالجة جذور الخلاف الحدودى الممتد منذ عقود.
اندلعت الجولة الجديدة من القتال بعدما أعلنت تايلاند انها استخدمت طائرات اف 16 لقصف أهداف عسكرية داخل الأراضى الكمبودية ردا على إطلاق نار عبر الحدود اسفر عن مقتل جندى تايلاندى واحد على الأقل واصابة ثمانية آخرين. واتهم كل طرف الطرف الآخر ببدء إطلاق النار كما حدث فى اشتباكات سابقة هذا العام عندما استمر القتال خمسة أيام مخلفا قتلى ونزوحا جماعيا.
قالت تايلاند ان الغارات الجوية استهدفت منشآت عسكرية كمبودية لكن حجم الاضرار لم يتضح بعد. وافاد الجيش التايلاندى ان الهجوم الكمبودى الاول وقع فى مقاطعة حدودية صباح امس وتسبب فى خسائر بشرية بين صفوفه.
وفى المقابل اكدت كمبوديا ان الطائرات الحربية التايلاندية هاجمتهم واتهمت القوات التايلاندية بتنفيذ اعمال استفزازية متكررة خلال الايام الماضية بهدف دفع الوضع الى مواجهة مفتوحة.
تأتى هذه التطورات بعد شهر من انسحاب تايلاند من محادثات السلام مع كمبوديا. وكان ترمب قد نسب لنفسه الفضل فى وقف القتال السابق الذى ادى الى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا ونزوح مئات الآلاف. لكن معارك الاثنين اثبتت ان الخلاف الحدودى المعقد لا يزال بعيدا عن اى حل نهائى.
يتشارك البلدان حدودا تمتد لنحو 500 ميل بينما ما تزال اجزاء واسعة منها غير مرسمة بدقة. وتوجد فى المناطق الاكثر حساسية معابد تاريخية تعود لقرون وتعد محور نزاعات متكررة.
جاءت اشتباكات امس بعد تبادل لاطلاق النار بدا انه لم يسفر عن قتلى لكنه اجبر السلطات التايلاندية على اخلاء سكان اربع مقاطعات حدودية هى بوريرام وسورين وسيساكيت وابوون راتشاثانى. وقال الجيش التايلاندى ان سبعين فى المئة من سكان هذه المناطق غادروها بالفعل. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى مقاطع تظهر تلاميذ مدارس كمبوديين يهربون سيرا على الاقدام من المناطق الحدودية.
دعا رئيس الوزراء التايلاندى انوتين تشارنفيراكول الى اجتماع امنى طارئ فى مقر الحكومة فى بانكوك. وقال المتحدث باسم الحكومة سيريبونج انغكاساكولكييت ان رئيس الوزراء وجه وزارة الدفاع والقوات المسلحة لاتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية سيادة تايلاند وضمان سلامة السكان.
تصاعد التوتر اول امس حين قالت تايلاند ان قوات كمبودية اطلقت النار داخل مقاطعة سيساكيت ما دفع القوات التايلاندية الى الرد، بينما اكدت السلطات التايلاندية اصابة جنديين. وردت وزارة الدفاع الكمبودية باتهام تايلاند بفتح النار اولا داخل اقليم برياه فيهير مستخدمة مسدسات وقاذفات صواريخ بى 40 وقذائف هاون عيار 60 ملم. واضافت ان قواتها تواصلت مع الجانب التايلاندى مطالبة بوقف فورى لاطلاق النار قبل ان يتوقف اطلاق النار بخمس عشرة دقيقة.
واكد المتحدث باسم الجيش التايلاندى اللواء وينثاى سوفارى ان طائرات اف 16 استهدفت ثلاث منشآت عسكرية كمبودية قرب الحدود من بينها برج راديو قرب معبد برياه فيهير. ولم تصدر كمبوديا تعليقا فوريا بشأن نتائج الضربات.
ويعد استخدام القوة الجوية بين دول جنوب شرق آسيا امرا نادرا، وقد شكل نشر تايلاند طائرات اف 16 فى يوليو الماضى اول استخدام لمقاتلات فى قتال فى المنطقة منذ ثلاثة عقود. وكان ذلك عاملا رئيسيا فى انهاء حرب الحدود التى استمرت خمسة ايام حيث تتفوق تايلاند عسكريا بشكل واضح على كمبوديا التى تمتلك قدرات جوية محدودة للغاية.