تتوالى الشهادات من داخل صنعاء لتفضح حقيقة سلطة ميليشيا الحوثي التي قامت طوال سنوات الحرب على إدارة ممنهجة للنهب والسلب لصالح قيادات عليا، بعدما أحكمت الجماعة قبضتها على مؤسسات الدولة وحوّلتها إلى أوكار فساد منظّم تتقاسم عوائدها شبكات نافذة داخل الحركة. ويظهر جليًا أن النظام المالي والاقتصادي في مناطق الحوثيين ينهار تدريجيًا نتيجة سوء الإدارة المقصود، واستنزاف الموارد لصالح المنتفعين، دون مراعاة لمعاناة ملايين المواطنين.

وفجّر عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، سلطان السامعي، مفاجأة مدوية خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة “الساحات”، حين كشف– بوضوح غير مسبوق– عجز سلطات الحوثي عن محاسبة أي مسؤول فاسد، رغم أن مظاهر الثراء الفاحش بين قيادات الحركة صارت علنية وصادمة.

وقال السامعي في تصريحاته: “نحن لا نحكم.. نحن عاجزون حتى عن القبض على فاسد واحد ينهب علنا. من كانوا حفاة أصبحوا اليوم يمتلكون الشركات والوكالات، فمن أين لهم هذا؟”.

وأشار القيادي الحوثي إلى أن أكثر من 150 مليار دولار خرجت من اليمن بفعل سيطرة المليشيا على موارد الدولة ونهبها، دون أن تتم مساءلة أي شخص أو جهة عن تلك الأموال المنهوبة، معتبرًا أن هذا الوضع كشف حقيقة سلطة الحوثيين التي تعيش على فسادٍ مستشرٍ تديره القيادات العليا.

واتهم القيادي البارز وزارتي المالية والتجارة في صنعاء بإصدار قرارات تضر بالاقتصاد الوطني وتطرد رؤوس الأموال، بدلًا من تشجيع الاستثمار والحفاظ على ما تبقى من الدورة الاقتصادية في البلاد، الأمر الذي عمّق معاناة المواطنين وفاقم أزمة البطالة والفقر.

وأقرّ الفريق السامعي بفشل الجماعة في تحقيق أي نصر عسكري حقيقي بعد عقد كامل من الحرب، قائلاً: “لا نحن استطعنا دخول عدن، ولا هم دخلوا صنعاء. لم يعد هناك خيار سوى مصالحة وطنية شاملة”. داعيًا الأطراف اليمنية إلى حوار وطني شامل يفضي إلى تقاسم السلطة والثروة بين مختلف المحافظات من صعدة إلى المهرة، محذرًا من أن القادم قد يكون أسوأ بكثير في حال لم يتم التوصل إلى تسوية جادة تضع حدًا للانقسام والحرب.

>> الحكومة اليمنية: الحوثيون يديرون شبكات مالية موازية لغسل الأموال وتمويل الإرهاب

ولم يتردد السامعي في انتقاد القرار الأخير الصادر عن سلطات الحوثي بإعدام أحمد علي عبد الله صالح، معتبرًا أن التوقيت كان كارثيًا، وقال: “كان الأجدر السكوت وعدم صب الزيت على النار. مثل هذه الأحكام لا تخدم المصالحة الوطنية التي ننادي بها، بل تعمّق الانقسام”.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

سلطات حضرموت توجه بتكثيف النزول الميداني للرقابة على الأسعار

شددت سلطات محافظة حضرموت، على أهمية ضبط الأسعار وتكثيف عمل اللجان الميدانية للرقابة على الأسعار، تماشيا مع تحسن أسعار الصرف للريال اليمني أمام سلة العملات الأجنبية.

 

جاء ذلك خلال اجتماع للأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت صالح عبود العمقي، مع وكيل المحافظة للشؤون المالية والإدارية أحمد سالم باصريح، لمناقشة المستجدات المتعلقة بالنزول الميداني الرقابي الذي تنفذه الفرق المختصة على الأسواق المحلية لضبط أسعار المواد الغذائية، والمخابز، والأدوية، والمستلزمات الطبية.

 

وذكر إعلام سلطات محافظة حضرموت، أن الوكيل باصريح استعرض التقارير الميدانية المتعلقة بحملات التفتيش التي نُفذت مؤخرًا في عدد من المديريات، والتي هدفت إلى التأكد من مدى التزام التجار وأصحاب المحال بتحديث الأسعار بما يتماشى مع التحسن الملحوظ في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، مؤكدًا أن العديد من المخالفات تم رصدها، وتم التعامل معها وفق الإجراءات القانونية.

 

وشدد الأمين العام على أهمية استمرار الحملات الميدانية بشكل دوري، موجهًا الجهات المعنية بـتكثيف الرقابة على الأسواق، واتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين الذين يثبت تلاعبهم بالأسعار أو استغلال المواطنين في الظروف الاقتصادية الصعبة.

 

وأكد العمقي أن استقرار الأسعار يمثل أولوية قصوى لدى قيادة السلطة المحلية، لما له من تأثير مباشر على حياة المواطنين وقدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين المكاتب التنفيذية ذات العلاقة، وفي مقدمتها الصناعة والتجارة، والصحة، والهيئة العليا للأدوية.

 

ولفت باصريح إلى أن السلطة المحلية تتابع عن كثب مؤشرات السوق، مشيرًا إلى أن أي تحسن في سعر العملة يجب أن يُقابله خفض فعلي في أسعار السلع والخدمات، لا سيما المواد الغذائية الأساسية والأدوية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.

 

وبحسب إعلام سلطات حضرموت، فإن الفرق الميدانية تعتزم تكثيف نزولها خلال الأيام القادمة إلى الأسواق والمراكز التجارية والصيدليات والمخابز، بهدف ضمان الالتزام بالتسعيرات العادلة، وتحقيق حالة من التوازن والاستقرار في السوق المحلية.


مقالات مشابهة

  • سلطات حضرموت توجه بتكثيف النزول الميداني للرقابة على الأسعار
  • سلطات المهرة تشدد على ضبط الأسعار والرقابة الميدانية
  • محافظ شبوة يوجّه بإغلاق فروع شركات هائل سعيد، المحضار، النقيب، ووكالات ومنع دخول بضائعهم
  • رسوم الشحن ترتفع مجددًا.. صنعاء تُكلّف شركات دعم العدو ثمناً باهظاً
  • أزمة انقطاع المياه في بيروت.. سوء إدارة وفساد صامت!
  • هيئة المواصفات في صنعاء.. من جهاز رقابي إلى خياطة مالية على مقاس الفساد الحوثي
  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • وزارة المالية: قمنا بشكل مؤقت واحترازي بنقل أرصدة الأموال المخصصة لرواتب العاملين في القطاع العام من أبناء محافظة السويداء إلى فروع البنوك في مدينة إزرع، وذلك في سياق حرص الدولة على الوفاء بالتزامات تسديد الرواتب، وفي ضوء الاعتداءات المؤسفة التي تمت من قب
  • صنعاء تحت قبضة الخوف.. اعتقالات حوثية تكشف تصفية حسابات داخلية