إسرائيل تعدم تماسيح في الضفة الغربية المحتلة بعد عقود من الإهمال والجوع وسوء المعاملة
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
كانت التماسيح محتجزة في ظروف سيئة، مع نقص حاد في الغذاء، ما دفعها إلى أكل بعضها، في مؤشر على معاناة طويلة على مدى عقود. اعلان
في حادثة ملفتة شهدتها مستوطنة بتزئيل بالضفة الغربية المحتلة، أقدمت السلطات الإسرائيلية إقدامها على إعدام مجموعة من التماسيح، التي جُلبت إلى المكان قبل عقود في إطار مشروع جذب سياحي.
وأعلنت هيئة تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق (كوجات) الإثنين أن أطباء بيطريين تابعين للحكومة تولوا إعدام التماسيح المسنّة، بعد سنوات من تردي أوضاعها أثناء وجودها في مزرعة مهجورة، حيث أقدمت على الهرب عدة مرات جراء الظروف المزرية التي كانت تعيش فيها.
وأشارت الهيئة إلى أن الحيوانات كانت محتجزة في ظروف سيئة، وتعاني من نقص حاد في الغذاء، ما دفعها إلى أكل بعضها البعض. كما أوضحت أن قرار الإعدام جاء لحماية السكان المحليين، ولإنهاء معاناة الحيوانات نفسها.
كانت الحظيرة قد أُنشئت في الأصل كجزء من مشروع سياحي، لكن التوترات المتصاعدة في الضفة المحتلة أدت إلى توقف نشاط المشروع. وبعد ذلك، اشترى التماسيح رجل أعمال بهدف استغلال جلودها تجاريًا، قبل أن يحول دون إتمام الخطة قانونٌ إسرائيلي صدر عام 2012 تم بمقتضاه تصنيف التماسيح كحيوانات محمية، ويُمنع بموجبه تربيتها لبيع لحومها أو الاتجار بها كسلعة.
ومنذ إغلاق المزرعة عام 2013، تدهورت أوضاع تلك الزواحف التي بقيت محتجزة دون رقابة كافية. وذكرت "كوجات" أن السلطات أنفقت مئات الآلاف من الشيكلات لإعادة سياج الموقع، لكنها انتهت إلى الاستعانة بأطباء بيطريين لاتخاذ قرار بإعدام الحيوانات بطريقة "إنسانية".
Related تمساح يلتهم امرأة في فلوريدا أثناء ممارستها رياضة التجديف البرلمان الإيطالي يوافق على مقترح يسمح بقتل الحيوانات البرية ومنظمات حقوقية تدين الخطوةمزارع الإبل تبشّر بتغيّر إيجابي في تطوير اقتصاد الثروة الحيوانية في الصومالوكان مسؤول محلي إسرائيلي قد أعرب في 2018 عن مخاوفه من هروب أحد التماسيح إلى نهر الأردن، على بُعد ستة كيلومترات فقط، محذراً من تداعيات دولية في حال حدوث ذلك.
العملية التي لم تُفصح السلطات عن تفاصيلها الكاملة، بما في ذلك عدد الحيوانات التي تم التخلص منها وأساليب الإعدام، تُعدّ خاتمة لقصة استمرت عقودًا، وسط تساؤلات حول الرقابة المفروضة على المزارع وحماية البيئة وعلى سلامة السكان في الضفة الغربية المحتلة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو روسيا قطاع غزة دونالد ترامب إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو روسيا قطاع غزة إعدام قتل الضفة الغربية حيوانات تمساح دونالد ترامب إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو روسيا قطاع غزة حروب المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس مجاعة نساء
إقرأ أيضاً:
لوموند: إسرائيل تفرض نظاما غير مسبوق من الإرهاب في الضفة الغربية
مستوى العنف الممارس على الفلسطينيين في الضفة الغربية لم يسبق له مثيل، إطلاق نار قاتل من قبل الجيش، وضرب مبرح على يد المستوطنين، ومداهمات واعتقالات تعسفية، وتعذيب داخل السجون، إنه وضع من الإرهاب.
بهذه المقدمة افتتحت صحيفة لوموند تحليلا بقلم مراسلها في القدس لوك برونير يقدم فيه صورة شاملة عن التحول العميق الذي شهدته الضفة الغربية خلال العامين الأخيرين، حيث تفرض إسرائيل عبر الجيش والمستوطنين والأجهزة الأمنية نمطا جديدا من السيطرة يقوم على العنف الممنهج، والردع بالترهيب، والعقاب الجماعي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: مخيمات تنظيم الدولة في صحراء سوريا قنابل موقوتةlist 2 of 2موقع إيطالي: هل تنافس غواصة "ميلدن" التركية نظيراتها الأوروبية؟end of listبدأ المراسل مقاله بمشهد من كفر عقب، وهو حي يقع بين القدس ورام الله قتل فيه جنود حرس الحدود شابين فلسطينيين بدم بارد، وزعموا أنهم واجهوا أعمال شغب، ورشقا بالحجارة وإطلاق ألعاب نارية.
ويعرض المقال عبر شهادات السكان حالة الرعب التي يعيشونها يوميا، حيث الخوف من الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) صار جزءا من الحياة اليومية، وكذلك الخوف من السفر بين المدن، ومن المداهمات الليلية، ومن الاعتقال دون تهمة.
يقول موظف في أحد المطاعم -طالبا عدم ذكر هويته- إن "الجنود يأتون ويغلقون الطريق ثم يطلقون الغاز، وأحيانا الرصاص دون سبب، إنهم يرهبوننا".
ويضيف آخر أنه يحلم باللجوء إلى إسبانيا، ويقول ثالث "يريدوننا أن نرحل"، ويقول رابع "الدم الفلسطيني يسيل ولكنه لا يساوي شيئا، لا أحد يوقفهم".
وتتردد هذه الأقوال -حسب المراسل- في رام الله وبيت لحم ونابلس وطوباس وفي كل الضفة تقريبا، حيث غيّر الاحتلال العسكري طبيعته جذريا منذ وصول حكومة اليمين واليمين المتطرف بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نهاية 2022 حسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية عديدة، وتضاعف ذلك بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانويؤكد الكاتب أن مستوى القمع لم يبلغ هذا الحد منذ بدء الاحتلال عام 1967، إذ تشير الأرقام إلى مقتل 1043 فلسطينيا خلال عامين وإصابة أكثر من 10 آلاف، في حين تُظهر إحصاءات الأمم المتحدة ارتفاعا حادا في عدد الضحايا المدنيين، بمن فيهم النساء والقاصرون وذوو الإعاقة، كما تقول الصحيفة.
وتقدر 12 منظمة حقوقية إسرائيلية أن السبب الرئيسي لتصاعد العنف العسكري غير المسبوق هو تخفيف قواعد إطلاق النار واعتماد تكتيكات قتالية مأخوذة من الحرب في غزة، مما يعني إطلاق النار بكثافة أكبر وفي ظروف أقل وضوحا.
وأشار المراسل إلى استخدام المروحيات الهجومية، وتدمير مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم بشكل شبه كامل، إضافة إلى تدريبات عسكرية تستند إلى سيناريوهات ضربات جوية داخل الضفة، في خطوة غير مسبوقة تكشف أن القيادة العسكرية باتت تتعامل مع الضفة كمنطقة قتال مفتوحة.
وتُظهر المعطيات أن التحقيقات في عمليات القتل نادرة والأحكام شبه معدومة، إذ لم تصدر سوى عقوبة رمزية خلال أ4 سنوات، في حين أن الأغلبية العظمى من الشكاوى لا تصل إلى المحاكم، مما يجعل الجنود يعملون دون خشية من المحاسبة.
وحتى عندما توثق الكاميرا عمليات إعدام لمدنيين بوضوح كما حدث في جنين -كما يقول المراسل- يخرج وزراء مثل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للدفاع العلني عن الجنود.
وخلال عامين -كما تقول منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان- استشهد نحو 100 معتقل فلسطين في السجون الإسرائيلية، بينهم 26 من الضفة الغربية.
ويتحدث المقال عن شهادات متكررة بشأن تعذيب جسدي وجنسي وإهمال طبي متعمد تدعمها تصريحات بن غفير نفسه الذي تحدّث صراحة عن ضرورة تجويع الأسرى، مما يعكس سياسة ممنهجة لإسقاط الأسير نفسيا وجسديا.
وكذلك، اعتُقل في العامين الأخيرين أكثر من 21 ألف فلسطيني في الضفة -أغلبهم دون تهمة- ضمن نظام "الاعتقال الإداري"، كما نفذ الجيش عمليات تمشيط واسعة شملت مئات المنازل يرافقها الضرب غالبا والإهانات والقيود، إضافة إلى احتجاز جماعي طويل في العراء أو الملاعب، كما يقول المراسل.
وإلى جانب ذلك توسعت سياسة العقاب الجماعي، من إغلاق للطرق والمدن بشكل كامل، وتدمير البنى التحتية الأساسية، واحتجاز جثث الشهداء لأشهر، واستخدام الحواجز بشكل يخنق الحياة اليومية، وهو ما يصفه أحد رؤساء البلديات قائلا "نعيش في سجن كبير"، حسب ما أورد المراسل.
وكشفت منظمات إسرائيلية عن ظاهرة "منهجية" من نهب الأموال والذهب والممتلكات خلال المداهمات، وهي ممارسات موجودة منذ عقود لكنها ازدادت وتحولت إلى أمر اعتيادي دون محاسبة، حسب المراسل.
ويلعب المستوطنون دورا محوريا في منظومة القمع هذه، وقد ارتفعت الاعتداءات على الفلسطينيين، بما فيها أكثر من ألف إصابة مع توسع عمليات الاستيلاء على الأراضي حتى بلغت 1600 اعتداء منذ بداية العام، وهو أعلى رقم على الإطلاق، حسب المقال.
وذكر المراسل أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وزعت السلطات الإسرائيلية 220 ألف رخصة سلاح جديدة، ذهب عدد كبير منها للمستوطنين الذين أصبحوا أشبه بمليشيات خاصة، وقد قفز عدد البؤر الاستيطانية غير القانونية إلى مستويات قياسية بلغ 32 بؤرة عام 2023، وفي عام 2024 بلغ 61 بؤرة، و68 خلال أشهر قليلة في عام 2025.
منظمات إسرائيلية كشفت عن ظاهرة "منهجية" من نهب الأموال والذهب والممتلكات خلال المداهمات، وهي ممارسات موجودة منذ عقود لكنها ازدادت وتحولت إلى أمر اعتيادي دون محاسبة
وفي هذا السياق، تبدو الضفة الغربية -حسب المقال- منطقة مخنوقة اقتصاديا ومجتزأة جغرافيا ومهددة في هويتها الوطنية.
إعلانويرى ناشطون فلسطينيون أن إسرائيل لم تعد تسعى فقط إلى "قمع المقاومة"، بل إلى إلغاء الوجود الوطني الفلسطيني نفسه في الضفة الغربية.
ومع ارتفاع عدد القتلى والمعتقلين والجرحى بشكل هائل ومع يأس الناس من أي حماية يسود شعور بالخوف والغضب، ويتوقع كثيرون انفجارا مقبلا، خاصة أن السلطة الفلسطينية تفقد ما تبقى من شرعيتها، وينظر إليها على أنها شريك في إبقاء الوضع القائم عبر التنسيق الأمني مع إسرائيل، ويقول أحد تجار كفر عقب "نعيش تحت احتلالين، إسرائيل والسلطة الفلسطينية"، حسب تعبيره.