نشر موقع "ذا كونفرسيشن" تقريرًا تناول فيه الانتقادات الموجهة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب سياساتها التي تعيق تقدم الولايات المتحدة في مجال ابتكار الطاقة، وتمنح الصين فرصة التفوق في هذا القطاع الحيوي.

وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كانا، خلال فترة الحرب الباردة، منخرطين في سباق تكنولوجي محموم لتطوير تقنيات متقدمة مثل الصواريخ بعيدة المدى والأقمار الصناعية.

أما في الوقت الراهن، فقد انتقلت حدود السباق التكنولوجي العالمي إلى مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة من الجيل الجديد.

وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة تفوقت بشكل كبير في أحد المجالات، وهو الذكاء الاصطناعي، على باقي الدول، رغم أن الصين تبدو في طريقها إلى تقليص الفجوة. أما في المجال الآخر، وهو الطاقة، فقد بدت وكأنها تعرقل نفسها بنفسها. ولا يتعلق السبب في ذلك بالتكنولوجيا أو الاقتصاد أو حتى الأمن القومي، خلافًا لما تزعمه الحكومة رسميًا، بل يكمن في السياسة.

وقال الموقع إنه دونالد ترامب قدم، منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير، مكاسب كبيرة لصناعات الفحم والنفط والغاز. ولم يكن ذلك مفاجئًا، إذ لطالما أبدى ترامب دعمه لصناعة الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، ومنذ إعادة انتخابه، عيّن عددًا من كبار جماعات الضغط السابقة في هذا القطاع في مناصب سياسية رفيعة.

وأضاف الموقع أن إدارة ترامب ترى أن الأمن القومي يقتضي تقويض الدعم الموجّه لمصادر الطاقة المتجددة، في الوقت الذي تُجري فيه إنعاشًا سياسيًا لصناعة الفحم المحتضرة.

وأفاد الموقع أن الولايات المتحدة تنتج كميات من النفط والغاز والفحم تفوق ما يستهلكه الأمريكيون سنويًا، ومنذ سنة 2019؛ حيث يُصدَّر الفائض ويُباع في الأسواق الخارجية. وتُعد حاليًا من بين أكبر مصدّري الوقود الأحفوري في العالم.

باختصار، الولايات المتحدة لا تعاني من مشكلة في أمن الطاقة، لكنها تعاني من مشكلة في تكلفة الطاقة إلى جانب أزمة مناخية متصاعدة. وهذه القضايا ستزداد سوءًا بسبب حماس ترامب للوقود الأحفوري.

وعلى مدار الأشهر الستة الماضية، قوضت إدارة ترامب سياسات الصناعة الخضراء التي استمرت لنصف عقد، واستعادت مليارات الدولارات من الإعفاءات الضريبية والمنح التي كانت تعزز الابتكار في مجال الطاقة الأمريكية.


وأفاد الموقع أن الصين، في المقابل، حققت تقدمًا هائلًا، إذ كثّفت استثماراتها في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات المتقدمة، وتمكّنت في سنة 2024 من تركيب قدر من هذه الطاقة يفوق ما أنجزه بقية العالم مجتمعًا. ولحسن حظ بكين أن الولايات المتحدة توقفت فعليًا عن التنافس على مكانة الريادة العالمية في مجال الطاقة النظيفة.

وذكر الموقع أنه يتم تصنيع نحو خُمس بطاريات الليثيوم أيون، وهي مكون رئيسي في منتجات الطاقة النظيفة، في الصين؛ حيث تُطوَّر أحدث البطاريات المتقدمة وتسجل براءات اختراع لها هناك. وبينما يواصل ترامب ترديد شعار "احفروا، يا رفاق"، تبني الصين المصانع، وتُحكم قبضتها على سوق المعادن الحيوية مثل الليثيوم والنيكل، وتؤمّن شركاء للتصدير.

من المتوقع أن ترتفع نفقات الطاقة المنزلية في الولايات المتحدة بمقدار 170 دولارًا سنويًا حتى 2035 بسبب قانون "فاتورة ترامب الجميلة الكبرى"، الذي يُلغي دعم الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس، ما يؤدي إلى زيادة التكاليف.

وقد ترتفع تكاليف الطاقة المنزلية أكثر، في ظل تهديد ترامب بجعل تطوير مشاريع الطاقة النظيفة على نطاق واسع أكثر صعوبة من خلال فرض عقبات بيروقراطية. فقد أصدرت الإدارة مؤخرًا توجيهًا يُلزم وزير الداخلية بالموافقة على حتى الأنشطة الروتينية لمشاريع الرياح والطاقة الشمسية المرتبطة بالأراضي الفيدرالية.

وأوضح الموقع أن وطأة التغير المناخي تتزايد على المجتمعات الأمريكية مع مرور كل سنة. وكما أظهرت الفيضانات الأخيرة في تكساس والحرائق الحضرية في كاليفورنيا وهاواي، فإن عددًا أقل من الأمريكيين لا يزال يتمتع برفاهية تجاهل أزمة تغير المناخ.

ومع تصاعد كلفة هذه الكوارث - التي بلغت 183 مليار دولار في سنة 2024 - سيصبح استغلال صناعة النفط والغاز عبئًا أكبر على الأمة الأمريكية.


بصيرة الصين
وأشار الموقع إلى أن الصين، بحكم نظامها السلطوي، أقل تأثرًا بهوس الوقود الأحفوري المسيطر على الجمهوريين، وقادتها يركّزون على المكاسب المالية. وقد باتت الطاقة المتجددة أرخص من الغاز والفحم، إذ تُنتج الكهرباء من المزارع الشمسية الجديدة بأقل من 78 دولارًا للميغاواط/ساعة، مقارنةً بـ107 دولارات من محطات الغاز الجديدة.

وأضاف الموقع أن شركات الطاقة حول العالم تتجه نحو المصادر النظيفة لتقليل التكاليف والتلوث، فيما بدأت الصين هذا التحول مبكرًا وتُنتج اليوم معظم ألواح الطاقة الشمسية ونصف السيارات الكهربائية عالميًا.

ولا تزال الولايات المتحدة تملك مقومات المنافسة بتقنياتها المبتكرة، لكن يبدو أنها خرجت من سباق الريادة في صناعة طاقة المستقبل.

واختتم الموقع بالإشارة إلى إن رواية ترامب تُظهر وكأن الولايات المتحدة انسحبت من سباق ودخلت آخر، لكن من الواضح أن صناعة الوقود الأحفوري، ماليًا وبيئيًا وأخلاقيًا، تمثّل طريقًا مسدودًا.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الولايات المتحدة الطاقة الصين الولايات المتحدة الصين الطاقة ابتكار الطاقة المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن الولایات المتحدة الوقود الأحفوری الموقع أن فی مجال

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تسمح بدخول السلع التجارية جزئيا إلى غزة

أعلنت السلطات الإسرائيلية اليوم الثلاثاء التصديق على آلية لاستئناف إدخال البضائع إلى قطاع غزة جزئيا عبر القطاع الخاص، وذلك بشكل تدريجي وتحت رقابة وتفتيش أمني مشدد.

وقال المتحدث باسم منسق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة الغربية وغزة إن الهدف من هذا الإجراء زيادة حجم المساعدات إلى غزة مع تقليل الاعتماد على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في إيصالها.

وأضاف أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية وافقت على التعامل مع عدد محدود من التجار المحليين في غزة.

وأشار إلى أن البضائع المسموح بإدخالها ستشمل المواد الغذائية الأساسية وطعام الأطفال والفواكه والخضروات ومستلزمات النظافة الشخصية.

لا يستطيع معظم سكان غزة شراء المواد الغذائية الشحيحة المتوفرة في الأسواق (رويترز)

وأفاد المتحدث بأن دفع ثمن البضائع سيتم عبر تحويلات مصرفية فقط ضمن آلية رقابة ومتابعة مشددة، مشيرا إلى أن الجيش والأجهزة الأمنية ستعمل على اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع تدخل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في عمليات إدخال وتوزيع المساعدات.

ويؤكد مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة أن قطاع غزة بحاجة إلى دخول نحو 600 شاحنة مساعدات يوميا لتلبية الاحتياجات الإنسانية.

يأتي ذلك فيما تواصل سلطات الاحتلال حصار قطاع غزة ومنع دخول ووصول المساعدات بطرق آمنة للفلسطينيين الذي يواجهون الموت في سعيهم للحصول على مساعدات من مراكز ما تعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تديرها الولايات المتحدة بحماية الجيش الإسرائيلي.

بالمقابل، تتوفر بعض المواد الغذائية التي تُسرق من شاحنات قليلة يدخلها الجيش الإسرائيلي بأسعار خيالية لا يمكن للسكان الذي يواجهون العدوان الإسرائيلي منذ نحو عامين توفيرها لأبنائهم الذين يعيشون مجاعة في ظل أزمة سيولة حادة.

مقالات مشابهة

  • نهاية الحلم الأمريكي.. توماس فريدمان: الولايات المتحدة تنزلق للهاوية
  • إسرائيل تسمح بدخول السلع التجارية جزئيا إلى غزة
  • تلغراف: الولايات المتحدة تخطط لبناء مفاعل نووي على القمر
  • الولايات المتحدة تعلق إصدار التأشيرات لمواطنى بوروندى
  • كيف تغلبت الصين استراتيجيا على اعتمادها على النفط؟
  • TSMC تبدأ إنتاج شرائح 2 نانومتر داخل الولايات المتحدة.. ضغط ترامب هو المحرك؟
  • الكرملين ينفي وجود توتر نووي مع الولايات المتحدة.. ردود الفعل عاطفية
  • ترامب يؤكد دعم الولايات المتحدة لتوفير الغذاء في غزة
  • فاينانشال تايمز: سويسرا تبحث عمن تلقي عليه اللوم في فشل محادثات التجارة مع الولايات المتحدة