نهاية الحلم الأمريكي.. توماس فريدمان: الولايات المتحدة تنزلق للهاوية
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
في مقال رأي لاذع نشر في صحيفة نيويورك تايمز أمس، الاثنين، وجه الكاتب والمحلل السياسي المخضرم توماس فريدمان تحذيرًا صارخًا من التحولات الجذرية التي تشهدها المؤسسات الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة غير مسبوقة من "تسييس الحقائق" و"تحطيم الأعمدة المؤسسية للدولة".
وصف فريدمان إقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل إيريكا ماكنترفر، بعد تقديمها بيانات اقتصادية لم ترق للرئيس، بأنها "أخطر خطوة اتخذها ترامب حتى الآن"، معتبرًا أن القرار يحول هذا المكتب المستقل إلى "أداة للتضليل السياسي"، في سابقة خطيرة تهدد مصداقية الاقتصاد الأمريكي برمته.
التلاعب بالحقائق.. وموت السوق الحرةوأوضح فريدمان أن المشكلة لا تكمن فقط في إقالة المسئولة، بل في "تواطؤ" المسئولين الاقتصاديين الكبار الذين برروا القرار ووقفوا إلى جانب الرئيس بدلاً من الدفاع عن نزاهة مؤسساتهم.
وسخر من تصريحات وزيرة العمل لوري شافيز-دي ريمر، التي دافعت عن القرار رغم أنها كانت قد أثنت في صباح اليوم نفسه على تقرير الوظائف ذاته الذي أطاح برئيسة المكتب.
"كيف يمكن الوثوق بأي رقم يصدر لاحقًا من هذا المكتب؟"، يتساءل فريدمان، قبل أن يضيف: "ما حدث يضرب في صميم الثقة التي بنيت عليها الأسواق الأمريكية. إنه اليوم الذي يمكن أن يسجل تاريخيًا باعتباره لحظة موت سوق السندات الأمريكية".
من وزارة الحقيقة إلى الجمهورية الموزيةوفي لهجة ساخرة قاتمة، شبه فريدمان وزارة الخزانة الأمريكية بـ"وزارة الحقيقة" من رواية جورج أورويل 1984، قائلاً: "إننا قد نقرأ في المستقبل بيانات اقتصادية مزيفة تصدر من "فرع تابع لشركة تروث سوشيال"، تدعي أن "العمالة مكتملة"، و"الخريجين يحصلون على وظائف فورية"، بينما الحقيقة عكس ذلك تمامًا".
ولم يقتصر التسييس، بحسب فريدمان، على المجال الاقتصادي فحسب، بل امتد إلى جهاز الاستخبارات، حيث تم طرد مسئولين بسبب تقرير أمني لم يتوافق مع رواية ترامب بشأن عصابة فنزويلية، وبلغ الأمر ذروته حين ألغي تعيين جين إيسترلي، إحدى أبرز الخبيرات السيبرانية غير الحزبيات، في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، فقط بسبب منشور من ناشطة يمينية متطرفة.
"أخلاق الشجاعة".. تستبدل بثقافة الخضوعأشاد فريدمان بكلمات إيسترلي المؤثرة عقب إقالتها، حيث دافعت عن سجلها الوطني الطويل، مشيرة إلى أن "اختيار الصواب الأصعب على الخطأ الأسهل" كان مبدأها الدائم في الحياة. وانتقد في المقابل المسئولين في إدارة ترامب الذين اختاروا العكس: "الصمت، والخضوع، والتبرير".
نهاية الحلم الأمريكي؟واختتم فريدمان مقاله بنبرة قلقة غير معتادة منه، حيث قال: "رغم أنني متفائل بالفطرة، فإنني أجد نفسي اليوم لأول مرة أخشى أن أمريكا التي نعرفها في طريقها إلى الزوال. وإذا استمرت هذه الإدارة بهذا النهج طيلة ولايتها، لا أعلم كيف سنتمكن من استعادتها".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب نيويورك أمريكا
إقرأ أيضاً:
ترامب يجدد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء
جدد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، في برقية إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء، ودعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي « باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع ».
وأكد ترامب، في برقيته، « كما أود أن أجدد التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وتدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، الجاد وذا مصداقية والواقعي، باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع ».
وبعدما عبر عن تهانئه باسم الولايات المتحدة الأمريكية إلى جلالة الملك والشعب المغربي، أكد ترامب أن « الولايات المتحدة الأمريكية تولي أهمية كبيرة للشراكة القوية والدائمة التي تربطنا بالمغرب. ومعا، نعمل على المضي قدما بأولوياتنا المشتركة من أجل السلام والأمن في المنطقة، لا سيما بالاعتماد على اتفاقات أبراهام، ومكافحة الإرهاب، وتوسيع نطاق التعاون التجاري بما يعود بالنفع على الأمريكيين والمغاربة على حد سواء ».
وخلص رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى القول: » وإنني أتطلع إلى مواصلة تعاوننا من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام على الصعيد الإقليمي ».
كلمات دلالية الصحراء دونالد ترامب محمد السادس