قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن الحزب ليس معنياً بحسب سلاحه واضعاً الأولوية لحماية لبنان من "الاعتداءات الإسرائيلية"، بحسب تعبيره، مؤكداً أنه "لا يصح أن يمارس الضغط على الداخل اللبناني بهدف انتزاع التنازلات عن الحقوق والسيادة"، في وقت يناقش فيه مجلس الوزراء اللبناني حصرية السلاح بيد الدولة. اعلان

وفي كلمة خلال حفل تأبيني لمرور أربعين يوماً على مقتل القيادي الإيراني محمد سعيد إيزدي، اعتبر نعيم قاسم أن "الأولوية ​​ليست هي سحب السلاح إرضاءً" لإسرائيل، مضيفاً: "لسنا معنيين بسحب السلاح لأن الولايات المتحدة أو إحدى الدول العربية تسعى وتضغط بكل ما أوتيت من جهد لفرض هذا الخيار"، دون ذكر الدولة العربية التي أشار إليها.

وتساءل قاسم: "إذا كنتم فعلاً تدعمون لبنان، فعليكم أن تكونوا مع وقف العدوان، وإخراج الاحتلال الإسرائيلي، والبدء بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى. بعد ذلك تعالوا وتحدثوا معنا في أي شأن تشاؤون، ونحن جاهزون".

بحث نزع سلاح الحزب

بدأت الحكومة اللبنانية، بعد ظهر الثلاثاء، جلسة بالقصر الرئاسي في بعبدا لا تزال مستمرة حتى تاريخ نشر هذا التقرير، لبحث مسألة حصر السلاح بيد الدولة، على وقع ضغوط تقودها واشنطن لتحديد جدول زمني لنزع سلاح حزب الله، في وقت حلّقت مسيّرات إسرائيلية فوق عدد من المناطق جنوب البلاد.

ورغم كثرة التسريبات من وسائل إعلام لبنانية حول الجلسة وأجوائها، لم تخرج أي معلومات رسمية بعد عن النقاش الذي يدور بين مختلف القوى السياسية رغم المعرفة المسبقة لمواقف معظم الأطراف.

ويرفض حزب الله وحليفته حركة أمل، هما حزبان يمثلان الشيعة في لبنان، أي تسليم للسلاح دون بحث انحساب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها جنوب لبنان وتقديم ضمانات بوقف الهجمات اليومية على البلاد والبحث في إعادة إعمار القرى المدمرة.

قاسم: المقاومة جزء من اتفاق الطائف

وأكد نعيم قاسم أن "المقاومة جزء من اتفاق الطائف، وهي منصوص عليها في الإجراءات المطلوبة لحماية لبنان بكافة الوسائل، ولا يمكن أن يُناقش أمر دستوري بالتصويت، بل يتطلب توافقاً ومشاركة مختلف مكونات المجتمع حول القضايا المشتركة".

واعتبر أنه "كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وكما أن توزيع المناصب وفقاً للاطمئنان الطائفي يُعدّ ميثاقياً، فإن المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً مسألة ميثاقية لا تُناقش إلا بالتوافق".

Related الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية "استراتيجية" لحزب الله خلال غارات على لبنان"بمن فيهم حزب الله".. مسؤول سوري: سنلاحق بشار وماهر الأسد وكل من أجرم بحق شعبنا لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح لحزب الله بجرّ البلاد للانتحار

ودعا قاسم إلى نقاش وطني حول استراتيجية الأمن الوطني والدفاعية، قائلاً: "الأمن الوطني يتجاوز مسألة السلاح، ويأخذ في الاعتبار تراكم القوة، ووحدتها، والدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. الاستراتيجية ليست لنزع السلاح وفق جدول زمني كما يتوهّم البعض".

كما أكد حرص حزب الله على "استمرار التعاون والتفاهم والنقاش مع الرؤساء الثلاثة"، مشدداً على أنه "لا يجوز أن يُشعر أحد بالضغط فيلجأ إلى ممارسة الضغوط الداخلية، لأن مصلحة لبنان تقتضي أن يعرف الجميع أن هذا البلد له خصوصيته".

ودعا قاسم إلى عدم الانجرار خلف الإملاءات الخارجية، مضيفاً: "لا أحد مرتاح في هذا البلد، فالضغوط تتوالى علينا تباعاً. لكننا نقول بوضوح: هذه قضايا داخلية لا تُناقش إلا بين اللبنانيين. لا يحق لأحد أن يفرض علينا اتفاقات من الخارج. نحن نريد اتفاقاً فيما بيننا من أجل السيادة والاستقلال".

وأكد أن "حل أي أزمة في لبنان لا يتم إلا بالتوافق، وهذا موضوع استراتيجي وأساسي يجب أن ننجزه من خلال المؤسسات، والجيش، والمقاومة التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هذا النسيج الوطني".

وأضاف قاسم: "اليوم، يمكن للدولة اللبنانية أن تعلن أمام المجتمع الدولي مسؤوليتها عن الحدود الجنوبية والشرقية. ولتُحاسب الدولة اللبنانية إذا وقع أي حادث هناك، لأنها تقوم بواجبها كاملاً على المستوى الداخلي، وقد أثبتت قدرتها على ضبط الإيقاع ومنع المجازر والتعقيدات في القرى".

دعوات متكررة لسحب السلاح وضغط أمريكي

وحول الوساطة الأمريكية الجديدة، قال قاسم: "أمريكا لم تأتِ لتطرح اتفاقًا جديدًا، بل جاءت بإملاءات، تسعى لنزع قدرة حزب الله ولبنان بالكامل، وتجريد المقاومة والشعب من قوته، لجعل لبنان مكشوفًا أمام الكيان الإسرائيلي". وأشار إلى أن "ما أتى به الموفد الأمريكي توماك براك يصبّ بالكامل في مصلحة الاحتلال".

ويجري لبنان محادثات مع واشنطن يقودها المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك حيث تتداول وسائل إعلام لبنانية أن الولايات المتحدة تشترط على لبنان تقديم جدول زمني واضح لتسليم سلاح حزب الله للدولة مع عدة شروط أخرى بشأن تسليح الجيش ومراقبة الحدود والرقابة المالية على تمويل حزب الله وغيرها. بينما لم تقدم واشنطن ضمانات بشأن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.

ودعا برّاك الحكومة اللبنانية قبل نحو أسبوعين إلى "التصرف فورا"، لناحية ترجمة تعهداتها بأن "تحتكر الدولة السلاح".

من جهته، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون الأحزاب السياسية في بلاده إلى التعجيل بتسليم أسلحتها، مؤكدا أن الجيش "بسط سلطته على (منطقة) جنوب الليطاني غير المحتلة وجمع السلاح ودمر ما لا يمكن استخدامه منه".

وجدَّد عون التزام لبنان ببسط "سلطة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلّحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمُه إلى الجيشِ اللبناني".

في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 266 قتيلا و563 جريحا، وفق بيانات رسمية لبنانية.

ونفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا قطاع غزة بنيامين نتنياهو دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا قطاع غزة بنيامين نتنياهو إسرائيل حزب الله لبنان دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا قطاع غزة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس حروب المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الرسوم الجمركية نساء جدول زمنی حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله: لا نقبل التخلي عن قوتنا مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، اليوم الثلاثاء، أنهم لا يقبلوا التخلي التدريجي عن قوة الحزب، مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي، معربا في الوقت ذاته عن رفض الضغوط الممارسة عليهم.

وقال قاسم خلال كلمة متلفزة، تزامنت مع عقد الحكومة اللبنانية جلسة لاتخاذ قرار حول آلية تنفيذ محتمة لقضية نزع السلاح، إن "الأولوية ليست لسحب السلاح خدمة لإسرائيل، ولن يحصل حل دون توافق داخلي لبناني".

وتابع قائلا: "العدوان هو المشكلة وليس السلاح، حلوا مشكلة العدوان وبعدها نناقش مسألة السلاح"، مشيرا إلى أن "مصلحة إسرائيل أن لا تذهب لعدوان واسع، لأن المقاومة ستدافع والصواريخ ستتساقط عليها".

واستكمل كلمته: "إذا شنت إسرائيل حربا جديدة على لبنان ستسقط الصواريخ عليها، ونحن قادرون على مواجهة إسرائيل وهزيمتها، وتوم برّاك جاء بإملاءات تقضي بنزع قوة وقدرة حزب الله بالكامل".

وفي وقت سابق، زار وفد من حزب الله يضم النائبين علي فياض ورائد برو ومسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله أبو سعيد الخنسا الرابية، والتقى رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.

وأكد فياض أن حزب الله "منفتح على المعالجة من قبل اتفاق 1701 واتفاق وقف إطلاق النار"، مشددا على أن لبنان ملتزم بالاتفاق، ويجب الالتزام الصارم بتراتبية الإجراءات حسب ما ورد في البيان الوزاري وخطاب القسم والورقة اللبنانية التي قدمت للوسيط الأمريكي.



وتابع: "الخطوة الأولى يجب أن تكون التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الأعمال العدائية وإطلاق الأسرى"، مؤكد أن "هذه هي الخطوات التي لا يمكن قبلها الانتقال إلى البحث في أي شيء آخر".

والثلاثاء، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أن مجلس الوزراء سيستكمل خلال جلسته الأسبوع المقبل، "بحث بسط سيادة الدولة على كافة أراضيها بقواها الذاتية حصرا"، في إشارة إلى نزع سلاح "حزب الله"، وحصر السلاح بيد الدولة.

والأحد، جدد المبعوث الأمريكي توماس باراك، دعوته الدولة اللبنانية إلى "احتكار" السلاح في البلاد، في إشارة إلى سلاح "حزب الله".

واعتبر باراك في منشور عبر منصة إكس أن "مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والتطبيق (..) وكما أكد قادتها مرارا وتكرارا، من الضروري أن تحتكر الدولة السلاح"، مضيفا أنه "ما دام حزب الله محتفظا بالسلاح، فلن تكفي الكلمات".

والأربعاء الماضي، اختتم باراك زيارة إلى بيروت استمرت 4 أيام، تسلم خلالها من الرئيس اللبناني جوزاف عون، الرد على مقترح واشنطن بشأن نزع سلاح "حزب الله" وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوبي البلاد.

وتركز رد بيروت، حسب بيان للرئاسة اللبنانية، على "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان عبر بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة (الجيش) وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية"، دون الكشف عن كامل مضمون الرد.

وفي 4 تموز/ يوليو الماضي، قال الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم: "على مَن يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه".

تلك التطورات تأتي أيضا في وقت يتصاعد فيه التوتر على جبهة جنوب لبنان، وتكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر 2024.

وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شن الاحتلال عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 262 شهيدا و563 جريحا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • «نعيم قاسم» يرفض تحديد جدول زمني لتسليم السلاح ويهدد إسرائيل بالرد الصاروخي
  • حزب الله: لا نقبل التخلي عن قوتنا مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي
  • حزب الله يرفض أي جدول زمني لنزع سلاحه
  • لبنان.. حزب الله يرفض تحديد جدول زمني لتسليم السلاح
  • حزب الله يرفض تحديد جدول زمني لتسليم السلاح.. ويتوعد إسرائيل
  • حزب الله يرفض أي جدول زمني
  • الحكومة اللبنانية تبحث نزع سلاح حزب الله وسط ضغوط أميركية
  • حصر السلاح.. طريق لبنان نحو الدولة الواحدة
  • جدول زمني لسحب سلاح حزب الله والا..