سواليف:
2025-12-14@22:20:13 GMT

هل أصبحت العروبة تهمة؟

تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT

هل أصبحت #العروبة #تهمة؟
د. #أيوب_أبودية


في السنوات الأخيرة، وربما بعد حرب الخليج الأولى تحديدا، لاحظنا أنه بدأت تتصاعد موجة فكرية تشكك في الهوية العربية لشعوب بلاد الشام، وشعوب شمالي أفريقيا وبلاد الرافدين، حتى ليبدو أن الانتماء إلى العروبة بات وكأنه نقيضٌ للتعددية أو حتى خيانة للهويات التاريخية. فتارة يُقال إننا فينيقيون، وطورا آراميون، أو سريان، أو كلدان؛ وكأنما الهوية العربية دخيلة أو طارئة، مع أن الواقع والتاريخ يشهدان بغير ذلك.


فهل يعقل أن تكون العروبة نقيضًا للتنوع الذي تأسست وفقه أكبر الدول وأعظمها؟
أليس من الأجدر فهم العروبة كهوية جامعة لا تلغي ما سبقها، بل تعيد صياغته ضمن أفق لغوي وثقافي وتاريخي مشترك؟
طالما شكّلت الهوية العربية واللغة العربية عامل وحدة لشعوب متعددة الأعراق والديانات، جمعت في إطارها المسلم والمسيحي واليهودي والبهائي والعلماني والملحد، العربي القحطاني والعدناني والدرزي، الأرمني والشركسي والكردي، بل حتى الإيراني والتركماني.
فالعروبة ليست نقاءً عرقيًا، بل انتماء ثقافي متجذر في اللغة والمكان والتاريخ. وعلى رأي ساطع الحصري: كل من تكلم العربية هو عربي. وكما أن الأميركي لا يُسأل عن أصوله الأفريقية أو الأوروبية أو الآسيوية أو اللاتينية كي يُعترف به كمواطن، كذلك لا يحتاج العربي اليوم إلى إثبات نسبه العدناني أو القحطاني ليكون عربيًا؛ يكفي أن يعيش داخل الفضاء العربي، ويتكلم العربية، ويحيا بثقافتها، كما قال الحصري.

العجيب أن العربي في بلاد الغرب يفاخر بأصله العربي، بينما يخجل كثيرون في بلادهم من التصريح بعروبتهم، مفضلين تمييز أنفسهم بهويات ما قبل عربية كالفينيقية أو الأمازيغية أو السريانية أو الكدانية أو الآرامية. لكن، ألم يتوحد الأوروبيون على مجموعة من الهويات القومية الحديثة التي لم تستطع أن تلغِي تعدديتهم القديمة؟
انظر مثلًا إلى الفرنسيين الذين تشكلوا من أعراق الغال والرومان والفرنجة والباسك والنورمان. وانظر كذلك إلى الإسبان الذين انحدروا من أقوام متباينة من القوط والرومان والعرب والبربر واليهود، وانصهروا جميعًا في هوية إسبانية حديثة تتكلم الإسبانية وتعتز بها. وكذلك الإيطاليون الذين لم يتوحدوا سياسيًا أو لغويًا إلا في القرن التاسع عشر، وكان أكثر من نصفهم آنذاك لا يتكلم اللغة “الإيطالية الموحّدة” لغاية بدايات القرن العشرين.
الأمر ذاته ينسحب على الألمان، الذين توحّدوا حديثًا رغم أصولهم العرقية المتنوعة، كالسلافية والجرمانية واللاتينية. ولا أحد في ألمانيا المعاصرة هذه الأيام يطعن في ألمانية من يتحدث بالألمانية ويعيش ثقافتها، حتى لو لم يكن جرمانيا أصيلا.
فلماذا يصبح الانتماء العربي موضع شك في بلداننا إذن؟
ولماذا توصف العروبة بالعرق المهيمن واللغة العربية بأداة للسيطرة الثقافية، بينما تُعدّ اللغات الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو الإسبانية أدوات “توحيد قومي” في أوروبا؟
إن تجاهل العروبة لا يخدم التنوع والتعدد والاستقرار والوحدة الوحيدة الممكنة بين الدول العربية، على الأقل في مرحلة انتقالية،، بل يخدم مشاريع تفتيت ما تبقّى من نسيج وطني في بلدان مثل سوريا والعراق ولبنان وليبيا. وهو يفتح الباب أمام نزعات انفصالية تستغلها قوى خارجية سعت دومًا إلى إضعاف وحدة هذه المنطقة وتقسيمها.

العروبة ليست حجابًا يخفي التاريخ، بل إطار يتّسع له ويسمح بتطويره. والعروبة ليست بديلًا عن الفينيقية أو الأمازيغية أو الآرامية أو الكلدانية أو الأمازيغية أو الكردية أو التركية أو الفارسية، بل نتاج لتفاعلها مع الإسلام واللغة العربية والفضاء الجغرافي والتاريخي. وهي ما نكتب بواسطته ونغني ونحلم ونفرح ونثور ونبكي ونتعلم ونصلي.
والعروبة اليوم، في زمن العزلة والتمزق هذا الذي تشهد عليه أحوال غزة المنكوبة اليوم، هي ما بقي من أمل جامع، فلا يكمن الأمل شمالا باتجاه تركيا، أو شرقًا صوب إيران، أو غربًا نحو الكيان الغاصب الذي لا يعترف بنا أصلًا على تنوّعنا.

مقالات ذات صلة دحض الباطل 2025/08/06

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العروبة تهمة

إقرأ أيضاً:

منافسات قوية في اليوم الثالث من العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية

 

البلاد (الرياض)
تواصلت فعاليات العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية الأصيلة في مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية بديراب، حيث شهد اليوم الثالث منافسات حافلة في فئات المهرات عمر (3) سنوات، والأفراس لأعمار (4–6) سنوات، و(7–9) سنوات، و(10) سنوات وما فوق، وسط حضور واسع من المهتمين وتفاعل لافت من محبي الخيل العربية، في دلالة على قوة المشاركة واتساع قاعدة المنافسين في هذه النسخة. وجاءت بداية المنافسات مع فئة المهرات أعمار (3) سنوات، حيث شهدت المجموعة الأولى تفوق المهرة أريانا اتش إي لمربط المدرع بحصولها على المركز الأول، تلتها أميرة اليمين لقيصر العرب في المركز الثاني، ثم لولوه رغوان لمربط رغوان في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية، حققت المهرة لولوة العاليات لعبدالله العبيد المركز الأول، تلتها دي رايه لمربط الراجحية في المركز الثاني، ثم إس إم مدرّه لمربط النو في المركز الثالث. وفي فئة الأفراس أعمار (4–6) سنوات، واصلت المنافسات حضورها القوي، إذ حققت في المجموعة الأولى الفرس مزون الدرعية لمسفر الهاجري المركز الأول، تلتها بي اتش إن غنايم لبدر الهملان في المركز الثاني، ثم لولوه الرفاع لمربط الصياقل في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية، جاءت دي دنياي لمربط القريان في المركز الأول، تلتها أسماء مزنه لفلاح العجمي في المركز الثاني، ثم ميار العمرية لمربط العريب في المركز الثالث، وشهدت المجموعة الثالثة تفوق الفرس إيكو إنستازجا لمربط هورايزن بالمركز الأول، و نوف عذبة لمربط عذبة في المركز الثاني، ثم إكسالتيد إمبارس جي إن كي لمربط النصار في المركز الثالث. وفي فئة الأفراس أعمار (7–9) سنوات، جاءت المجموعة الأولى بتفوق الفرس زهرة العناية لمربط اليمين في المركز الأول، و إس إم جي إيفانا لمربط إيحاء في المركز الثاني، ثم رويال أصيلة لمربط FRD في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية، حققت الفرس دي غرام للخيالة السلطانية المركز الأول، و ذاخرة عذبة لمربط المناف في المركز الثاني، ثم رشيدية الخشاب لمربط الأهلية في المركز الثالث. وفي فئة الأفراس أعمار (10) سنوات وما فوق، حققت في المجموعة الأولى الفرس جمانة دي إي أل بالازوتو لمربط كيو أم المركز الأول، تلتها اكسبكتيشن لمربط السيد في المركز الثاني، ثم أجا سلينا لمربط البارقة في المركز الثالث، وفي المجموعة الثانية، جاءت كاب بيانكا لعزام القاسم في الصدارة، تلتها ع ج رهيدا لمربط الصياقل في المركز الثاني، ثم ماي هوز ذات قيرل لمربط الخشاب في المركز الثالث. وبلغ عدد الخيل المتوّجة اليوم (90) ، فيما تأهل (18) جوادًا لمرحلة نهائيات البطولة، وبلغ عدد المرابط المتوّجة (79) مربطًا، مقابل (16) مربطًا تمكنت من التأهل. وتتواصل فعاليات العرض الدولي على مدى خمسة أيام، ضمن نسخة تُعد من الأكبر والأكثر تنافسية، بمشاركة مرابط محلية ودولية تعكس أهمية الخيل العربية ومكانتها المتنامية في المملكة.

مقالات مشابهة

  • مؤكدة الالتزام بدعمهم.. الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • صناعة المحتوى… كيف أصبحت مهنة العصر؟
  • أسعار العملات العربية الأجنبية في مصر اليوم.. الأحد 14-12-2025
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • طارق الشناوي: عمار الشريعي أحد أهم الموهوبين الذين ظهروا في العالم العربي
  • توغلات إسرائيلية متكررة في القنيطرة تهدد السكان
  • سماء المنطقة العربية تشهد مساء اليوم زخة شهب التوأميات
  • سعر الريال مقابل الجنيه المصري والعملات العربية اليوم السبت 22-6-1447
  • عاجل | استقرار سعر الذهب اليوم السبت 13 ديسمبر 2025 في مصر والدول العربية
  • منافسات قوية في اليوم الثالث من العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية