في تحرك هو الأوسع من نوعه طالب ناشطون وممثلو هيئات نقابية بلغارية رؤساء الجمهورية والحكومة في هذه الدولة الأوروبية الشرقية بالخروج عن صمتهم، واتخاذ موقف بشأن الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة.

بدأت الحملة في الأول من أغسطس/آب الجاري برسالة مفتوحة تحت عنوان "موقف المثقفين والمبدعين والمواطنين البلغار بشأن الإبادة الجماعية في غزة" وجهت إلى الرئيس رومن راديف ورئيس الوزراء روسن جيليازكوف ووزير الخارجية غورغ غورغييف تطالبهم بـ"إدانة واضحة وعلنية للإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي في غزة، مع التزام بلغاريا بالدفاع عن روح ونص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، التي هي طرف فيها".

كما دعت الرسالة، التي صاغها الناشر والناشط فيكتور ليلوف والإعلامية ديانا حسين روسانوفا، صناع القرار في بلغاريا إلى "وقف جميع صادرات وعبور الأسلحة والمعدات العسكرية والمواد ذات الاستخدام المزدوج التي يمكن استخدامها ضد المدنيين في غزة".

وقالت الرسالة كذلك "بينما تجري القضية في محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن الاتهام بالإبادة الجماعية، لا تملك بلغاريا الحق الأخلاقي للصمت أو الاختباء وراء الصياغات الإجرائية. على العكس، فمن واجب بلادنا دائما أن تقف إلى جانب المظلومين".

المذكرة وجهت إلى الرئيس راديف (الصورة) ورئيس الحكومة ووزير الخارجية (موقع الرئاسة البلغارية)

يشار إلى أن بلغاريا هي ضمن 4 دول أوروبية، بينها المجر والتشيك والنمسا، أعربت الأسبوع الماضي عن معارضتها لفرض عقوبات على إسرائيل على خلفية الانتهاكات التي يرتكبها جيشها في قطاع غزة وتحذير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، المدعوم من الأمم المتحدة، من أن “أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف حاليا في قطاع غزة”.

كيوتشيك وبيرينسكي

وحظيت المذكرة باستجابة واسعة من ممثلي المجتمع المدني في بلغاريا حيث تجاوز عدد الموقعين عليها 2300 شخصية، بينهم سياسيون بارزون مثل عضو البرلمان الأوروبي إلهان كيوتشيك، ورئيس البرلمان- وزير الخارجية الأسبق غيورغي بيرينسكي، وتاتيانا دونتشيفا، ومثقفون مثل المؤرخة إيسكرا باييفا والكاتبة الحاصلة على جائزة حمد للترجمة والتعاون الدولي مايا تسينوفا والإعلامي ماريان كاراغيوزوف. وخبراء مثل الخبير المالي كونستانتين برودانوف.

إعلان

وفي متابعة للحملة عقد منظماها ورؤساء 4 هيئات حقوقية ونقابية مؤتمرا صحفيا أمس الأربعاء في مقر وكالة الأنباء البلغارية "بي تي إيه" (BTA) للتعريف بحجم التجاوب الذي لقيته المذكرة، وتكرار المطالبة بموقف رسمي بلغاري من الوضع الإنساني المتدهور في غزة، وسط تعتيم الإعلام المحلي على تطورات الحرب.

وشارك في المؤتمر الصحفي إلى جانب ليلوف وروسانوفا كلا من مدير منظمة "أمنستي إنترناشونال بلغاريا" نايدن راشكوف، ورئيسة جمعية الصحفيين الأوروبيين فرع بلغاريا ماريا تشيريشيفا، وممثل الجمعية الدبلوماسية البلغارية ليوبومير كيوتشكوف، ورئيسة مجلس إدارة اتحاد الصحفيين البلغار سنِجانا تودوروفا.

طليعة مظاهرة نظمها حزب "فازراجدنة" القومي في صوفيا لمناهضة الحرب الإسرائيلية على غزة (المكتب الإعلامي لحزب فازراجدانه البلغاري)الصمت يعني مشاركة

وقال ليلوف -في المؤتمر الصحفي- إن "صمت الغرب وضمنه بلغاريا عما يحدث في غزة يجعل طريقة بقائنا وضمان حياة مجتمعاتنا محل تساؤل وهذا ما يجب ألا يستمر". وأضاف أن "الصمت والتجاهل يتحول مع الوقت إلى تواطؤ في ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة " مشددا على أن هذا هو "معنى النداء الذي وجهناه للحكومة للخروج عن صمتها، لأن الصمت يعني مشاركة في الإبادة".

وتساءل ليلوف "هل ستجرؤ حكومتنا على الاعتراف بالحقائق كما هي؟ هل ستسعى إلى إنهاء هذه الجرائم؟ يمكن لحكومتنا أن تطلب تعليق العلاقات التجارية بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. الطريقة الوحيدة هي فرض عقوبات قاسية وغير متهاونة، مثل تلك التي فُرضت على جنوب أفريقيا، بما في ذلك تجميد العضوية في الأمم المتحدة؟".

من جهته، قال نايدن راشكوف إن "جميع الدول والزعماء الذين يساعدون أو يدعمون تصرفات الحكومة الإسرائيلية هم متواطئون في ارتكاب الإبادة الجماعية. وتشمل هذه الولايات المتحدة التي تمول الحملة العسكرية، وتشارك في توزيع المساعدات في غزة. وبلغاريا ليست استثناء".

من جانبها، قالت سنيجانا تودوروفا "بجهد مشترك يمكننا تغيير الموقف المخجل للسلطات البلغارية تجاه الصراع القائم في غزة"، مضيفة أن اتحاد الصحفيين البلغار "يقيم منذ سنوات تعاونا مع اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأنا شخصيا زرت هذه الأجزاء المحتلة من الأرض الفلسطينية، ولمست كم هو مريع أن تعيش تحت الاحتلال".

الدبلوماسية غير الفاعلة

من جهته، قال كوتشوكوف -الذي شغل منصب نائب وزير خارجية- أن الجمعية الدبلوماسية نشرت بدورها رسالة مفتوحة تناولت "البعد المهني للأداء الدبلوماسي البلغاري في موضوع حرب غزة " وما سماها "السياسات البلغارية غير الفاعلة" في هذا الملف. وأشار إلى إنكار الدبلوماسية البلغارية وجود أزمة وكارثة إنسانية في غزة مؤكدا أنه لم يرد في أي وثيقة رسمية مثل هذا التوصيف.

وقال أيضا إن بلده يدعم إجراءات إسرائيل، لكنه لا يعبر عن قلقه من العواقب، مضيفا أن "بلغاريا، في الواقع، تتجنب صياغة موقف مستقل حول هذه القضية"، كما أعرب عن دهشته من رد فعل بلغاريا على أمر القبض على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، والذي وصفته وزارة الخارجية بأنه "محاولة لاستخدام المحكمة الجنائية الدولية سياسيا".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الإبادة الجماعیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

سامي نصر الله: كلمة الرئيس فضحت جرائم الإبادة في غزة وأحبطت مخطط التهجير

قال النائب سامي نصر الله، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس فيتنام كانت بمثابة صفعة قوية على وجه الصمت الدولي، ورسالة حاسمة للمجتمع الدولي بأن مصر لن تسمح بتمرير أي مخطط يستهدف تهجير الشعب الفلسطيني أو تصفية قضيته العادلة.

وأكد نصر الله، في تصريح صحفي له اليوم،  أن حديث الرئيس السيسي جاء واضحًا وصريحًا، كاشفًا حجم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، وتجويعهم المتعمد عبر حصار ممنهج لا يمت للإنسانية بصلة، في ظل تقاعس القوى الدولية عن التدخل لوقف هذه الجرائم.

مصر في أمان وتدمير غزة غير مسبوق.. رسائل قوية للرئيس السيسي من الأكاديمية العسكرية«مستقبل وطن»: رسائل الرئيس السيسي من الأكاديمية العسكرية دعوة صريحة لليقظة"المصريين": رسائل الرئيس السيسي تتطلب الوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسيةنائب: رؤية الرئيس السيسي تؤكد على إعداد جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات العصر

وشدد عضو صناعة البرلمان، على أن الرئيس السيسي أوضح الحقائق كاملة أمام العالم، حين دحض الأكاذيب التي تروج بشأن معبر رفح، مؤكدًا أن المعبر لم يُغلق يومًا من الجانب المصري منذ اندلاع العدوان، وأن ما يتم تداوله بشأن منع دخول المساعدات لا يعدو كونه محاولة بائسة للتشكيك في الموقف المصري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية.

وأشار سامي نصر الله، إلى أن تحذيرات الرئيس السيسي من استمرار الحرب لم تأت من فراغ، بل تنطلق من رؤية استراتيجية عميقة تدرك خطورة التصعيد على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، وتستشعر حجم المأساة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن القيادة السياسية المصرية كانت وما زالت في طليعة المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، وترفض أي حلول تفرض بالقوة أو تكرّس لمبدأ التهجير، لافتًا إلى أن مصر لم ولن تتخلى عن دورها التاريخي كدرع للأمة العربية، وحائط صد في وجه المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية.

وواصل سامي نصر الله، أن ما يروّجه البعض بشأن مشاركة مصر في حصار غزة هو ادعاء باطل ومجرد أكاذيب مغرضة تهدف إلى النيل من الموقف المصري الشريف والمشرف تجاه القضية الفلسطينية، موضحا أن مصر لم تكن يومًا طرفًا في أي حصار، بل كانت دائمًا بوابة الدعم والمساندة لغزة، ونجحت رغم التحديات الأمنية واللوجستية في تمرير أكثر من 80% من إجمالي المساعدات الإنسانية والطبية التي دخلت القطاع منذ بداية العدوان.

واختتم النائب سامي نصر الله، تصريحه بالاشادة بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر لوقف العدوان، مشيرًا إلى أن كلمة الرئيس السيسي عبّرت عن ضمير الأمة العربية، وفضحت بالصوت العالي جرائم الاحتلال بحق الأبرياء في غزة.

طباعة شارك كلمة الرئيس السيسي النائب سامي نصر الله لجنة الصناعة مجلس النواب المؤتمر الصحفي

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أوروبية: حرب غزة تشبه إلى حد كبير الإبادة الجماعية
  • كانتونا يندد باغتيال لاعب فلسطيني ويصف ما يحدث في غزة بـ”الإبادة الجماعية”
  • جنوب أفريقيا تدعو العالم للاعتراف بفلسطين ووقف الإبادة الجماعية في غزة
  • سامي نصر الله: كلمة الرئيس فضحت جرائم الإبادة في غزة وأحبطت مخطط التهجير
  • حصيلة الإبادة الجماعية في غزة ترتفع إلى 61 ألفا و 158 شهيدا
  • الخارجية تطالب بإجراءات دولية تجبر الاحتلال على وقف ارهاب المستوطنين
  • اقتصاد الموت وتسليع الإبادة الجماعية في غزة
  • الرئيس السيسي: الحرب في قطاع غزة للتجويع والإبادة الجماعية
  • رئيس منظمة صهيونية كبرى يعترف بانتهاك الاحتلال لاتفاقية الإبادة الجماعية