في سياق الانقلاب على المفاهيم الأساسية للعملية التعليمية، تواصل ميليشيا الحوثي مشروعها المنهجي لتفريغ التعليم العالي من مضمونه الأكاديمي، وتحويل الجامعات اليمنية إلى ساحات تعبئة طائفية، ومنصات لتجنيد الشباب وتكريس الولاء العقائدي. ولم يعد التعليم في مناطق سيطرة الجماعة يهدف إلى تخريج كفاءات متخصصة، بل إلى إنتاج أتباع مؤدلجين، ضمن مشروع شمولي يسعى للسيطرة على الوعي، وفرض أجندة الحرب على حساب المعرفة والتنمية.

في أحدث حلقات هذا المسلسل التدميري، حولت ميليشيا الحوثي الإرهابية، حرم جامعة صنعاء، أكبر الجامعات اليمنية، خلال اليومين الماضيين إلى ساحة عرض عسكري، تحت لافتة "فعالية شعبية لخريجي دورات طوفان الأقصى"، في مشهد أثار سخطًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والطلابية.

وشهدت الفعالية استعراضًا لعناصر حوثية بالزي العسكري داخل الحرم الجامعي، وهتافات طائفية تتنافى مع الطبيعة المدنية للجامعة، التي يفترض أن تكون فضاءً للبحث والتعليم لا منصة حربية. ووفقًا لمصادر طلابية، فقد تم إجبار عدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب على الحضور، عبر تهديدات وضغوط إدارية من قبل عناصر موالية للجماعة.

وقالت مصادر أكاديمية إن الفعالية ليست حدثًا عابرًا، بل جزء من خطة حوثية ممنهجة لتحويل المؤسسات التعليمية في مناطق سيطرتها إلى مراكز تعبئة عقائدية وتجنيد للشباب، عبر ترويج الفكر الطائفي، واستبدال المناهج التعليمية بمحتوى يخدم أجندة الجماعة، وتغييب قيم العلم والتخصص والكفاءة.

أكاديميون تحدثوا لمصادر إعلامية عبّروا عن قلقهم العميق من الانحدار المتسارع في استقلالية الجامعات اليمنية، خاصة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في عام 2014. وقال أحد الأساتذة، طالبًا عدم كشف هويته، إن ما يحدث "يعكس نية واضحة لتحويل الجامعة من منبر علمي إلى أداة خادمة لمشروع عسكري ديني مغلق".

وأضاف: "في السابق كنا نحارب من أجل الحفاظ على جودة التعليم، اليوم نحاول بصعوبة إنقاذ ما تبقى من روح الجامعة، بينما تُفرض علينا فعاليات لا تمت للعلم أو الأكاديميا بصلة".

تحذيرات متزايدة تصدر من منظمات حقوقية وتعليمية بشأن التداعيات الكارثية لعسكرة التعليم العالي، وما يترتب عليها من تدمير البنية المؤسسية للجامعات، وتفريغها من كوادرها المؤهلة، وتدهور سمعتها الأكاديمية إقليميًا ودوليًا.

وتشير التقارير إلى أن الحوثيين لا يكتفون بتوجيه التعليم لخدمة مشروعهم الطائفي، بل يسعون لاستخدام الجامعات كمراكز لفرز الولاءات، واستقطاب الطلاب إلى صفوف "الدورات الثقافية" التي تُعد بوابة للتجنيد لاحقًا في الجبهات.

في ظل هذا الواقع المأزوم، تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تحرك وطني ودولي لإنقاذ التعليم الجامعي في مناطق سيطرة الحوثيين. وتؤكد مصادر في وزارة التعليم العالي بالحكومة الشرعية أن "الجامعات اليمنية تُختطف بشكل ممنهج، ويجب إدراج ما تقوم به ميليشيا الحوثي ضمن جرائم تدمير البنية التحتية للتعليم".

وتطالب الجهات المعنية بسرعة توثيق هذه الانتهاكات ورفعها إلى المنظمات الدولية، لفضح ما تقوم به الجماعة، واستنهاض موقف أممي يوقف هذا العبث الممنهج الذي يستهدف الجيل اليمني القادم من داخل أسوار مؤسسات يُفترض أن تكون حاضنات للعلم لا منصات للتجنيد والحرب.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الجامعات الیمنیة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يكرم الفائزين بمسابقة أفضل جامعة صديقة للبيئة 2024/2025

شهد المجلس الأعلى للجامعات في اجتماعه الدوري برئاسة الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إعلان نتائج مسابقة أفضل جامعة صديقة للبيئة للعام الجامعي 2024/2025، بحضور اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، والدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، والدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، والسادة أعضاء المجلس، وذلك في رحاب جامعة قناة السويس.

وقدم الوزير الشكر لأسرة جامعة قناة السويس، برئاسة الدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة، على استضافة اجتماع المجلس الأعلى للجامعات. 

ووجه الدكتور أيمن عاشور التهنئة للجامعات المصرية الفائزة بالمسابقة. كما قدم سيادته الدروع للسادة رؤساء الجامعات الفائزة بالمسابقة.

برعاية وزيري التعليم العالي والشباب والرياضة... إعلان نتائج بطولة الرياضات الإلكترونية للجامعات والمعاهد العليا المصريةوزير التعليم العالي يعلن صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدةوزير التعليم العالي يبحث سبل التعاون مع ممثلي مكتب بيروت الإقليمي لليونسكو

وقال الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن المسابقة شملت تقييم أفضل الجامعات الصديقة للبيئة على مستوى الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، وقد جاءت النتائج على النحو التالي:

وعلى مستوى الجامعات الحكومية ضمن فئة أكثر من 50 عامًا، فازت جامعة المنصورة بالمركز الأول، وحصلت جامعة الإسكندرية على المركز الثاني، فيما جاءت جامعة القاهرة في المركز الثالث.

وعلى مستوى فئة الجامعات بين 20 - 50 عامًا، فازت جامعة حلوان بالمركز الأول، وحصلت جامعة المنيا على المركز الثاني، فيما جاءت جامعة المنوفية في المركز الثالث.

وعلى مستوى فئة الجامعات أقل من 20 عامًا، فازت جامعة كفر الشيخ بالمركز الأول، وحصلت جامعة بني سويف على المركز الثاني، فيما جاءت جامعة الفيوم في المركز الثالث.

وعلى مستوى الجامعات الخاصة والأهلية، فازت جامعة 6 أكتوبر بالمركز الأول، وحصلت جامعة بدر على المركز الثاني، فيما جاءت جامعة المنصورة الجديدة في المركز الثالث.

وعلى مستوى الجامعات التكنولوجية، فازت جامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية بالمركز الأول، وحصلت جامعة طيبة التكنولوجية على المركز الثاني، فيما جاءت جامعة الدلتا التكنولوجية في المركز الثالث.

وكرم وزير التعليم العالي والبحث العلمي لجنة التحكيم برئاسة الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة والسادة أعضاء اللجنة.

طباعة شارك وزارة التعليم العالي التعليم العالي البحث العلمي

مقالات مشابهة

  • جولة مفاجئة لوزير التعليم داخل مدرستين في إدارة التبين التعليمية بالقاهرة
  • الجماعة الإسلامية في بنغلاديش.. حركة الفكرة حين تتحول إلى قوة دولة
  • وزير التعليم يزور مدارس البدرشين والصف ويتابع جودة العملية التعليمية
  • وزير التعليم العالي: 191 قرارًا جمهوريًا لدعم استقرار الجامعات وتطوير الأداء في 2025
  • التعليم العالي: زيادة عدد القرارات الجمهورية بتعيين القيادات الجامعية خلال 2025
  • هواوي تطلق قمة التعليم الذكي لتعزيز الابتكار والذكاء الاصطناعي في الجامعات
  • اعتراف بارز يكشف حجم حضور «حزب الله» داخل جماعة الحوثي
  • خروج الجامعات السودانية من التصنيف العالمي و مؤشر جودة التعليم 
  • وزير التعليم العالي يكرّم لجنة تحكيم مسابقة أفضل جامعة صديقة للبيئة
  • وزير التعليم العالي يكرم الفائزين بمسابقة أفضل جامعة صديقة للبيئة 2024/2025