عشرات الالاف من أسر المعلمين في اليمن يعيشون ظروفا اجتماعية قاهرة في ظل سياسات الإقصاء والقمع التي طالتهم من قبل جماعة الحوثي مؤخرا.

التقارير التعليمية تؤكد تصفية وإقصاء أكثر من 90% إجمالي المعلمين في اليمن البالغ عدد نحو 171000 معلم, إضافة إلى أنهم لم يتلقوا رواتبهم بانتظام منذ عام 2016.

وتسببت هذه السياسات إلى تراجع أعداد المعلمين ,حيث تقاعد بعضهم وبعضهم أصيبوا بأمراض وبعضهم غادروا المهنة إلى مهن أخرى بعد إصدار آليات تشريعية حوثية جديدة للتخلص من الغالبية العظمى منهم .

الآلية الاستثنائية المؤقتة لدعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة

في ديسمبر 2024 أصدر الحوثيون تشريعا جديدا أسموه "قانون الالية الاستثنائية المؤقتة لدعم المرتبات" وهو التشريع الذي منحهم ممارسة أكبر لعمليات الابعاد والاحلال في تاريخ التعليم في اليمن، و تحول هذا التشريع إلى نكبة طالت 90% من المعلمين ولم يستفد منه سوى 10% فقط وتمثلت الاستفادة في تلقيهم نصف راتب وفق كشوفات راتب عام 2014 .

وخلال السنوات الماضية وجدت جماعة الحوثي عجزا كبيرا في قوائم المعلمين، عندها لجأت إلى الاستعانة بعشرات الالف من المعلمين الجدد للعمل كمدرسين.

وكشف الخبير التربوي محسن الدار أن "ما يقارب 60 ألف معلم ومعلمة جرى تشغيلهم تحت مسمى متطوعين، دون أن حصولهم على أدنى درجات التأمين الوظيفي أو العقود القانونية، وهو خطوة يراها الخبراء بأنها تعكس غياب الرؤية المستدامة للحوثيين تجاه مستقبل التعليم.

حوثنة التعليم والمعلم

كما كشفت المصادر أن جماعة الحوثي تستعد لمرحلة جديدة من عمليات التدمير الممنهج للتعليم في اليمن حيث بدأت القيادات الحوثية المعينة على رأس هرم وزارة التعليم خطة تفريغ القطاع من الكوادر المؤهلة وإعادة تشكيله، في سياق ما بات يُعرف محليًا بـ"حوثنة التعليم".

وهناك استعداد لتنفيذ سلسلة من الإجراءات المنهجية قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد، تهدف إنهاء خدمات آلاف المعلمين والمعلمات، لا سيما المتطوعين الذين استعانت بهم الوزارة على مدار السنوات الماضية.

وتهدف الخطوة إلى التنصل من دفع مستحقاتهم أو تثبيتهم وظيفيًا، في وقت تشهد فيه المدارس الحكومية تراجعًا حادًا في أعداد الكادر التعليمي المؤهل.

وتهدف جماعة الحوثي من ذلك إلى تنفيذ خطة إحلال واسعة لاستبدال المعلمين الرسميين والمتطوعين بآخرين تم إعدادهم مسبقًا ضمن دورات طائفية تم تأهيلهم مسبقا وتلقوا تدريبات عقائدية مكثفة، وتكليفهم بمهام التدريس في مئات المدارس بمختلف مناطق سيطرتهم.

أكبر عملية سرق للرواتب

ووفقاً لما يسمى الآلية الاستثنائية المؤقتة حصل الموظفون وفي مقدمتهم المعلمين على راتب شهر ديسمبر 2024، في حين أن آخر راتب تم صرفه لهم وفقاً للآلية القديمة كان نصف راتب شهر نوفمبر 2018،وبذلك، أسقط الحوثيون حقوق الموظفين في المرتبات المستحقة للفترة الممتدة لست سنوات، مستحوذين عليها دون أي التزام قانوني أو تعويض.

خلاصة المشهد

أفرزت السياسيات الحوثية تجاه قطاع المعلمين إلى تفاقم الوضع المعيشي لعشرات الالاف منهم والعشرات تعرضوا للاعتقال وأراغمهم على تدريس الفكر الحوثي , وكذلك ارغام الالاف المعلين والمعلومات على التدريس بالقوة دون أي عائد مالي إضافة إلى تدهور جودة التعليم ووصوله إلى مرحلة متقدمة من الهشاشة وتحول المعلم إلى أداه لتكريس الفكر الطائفي, ناهيك عن المخرجات الهشة التي لا يمكن أن تشارك في بناء وطن أو إصلاح وضع.

   

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: جماعة الحوثی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تعيد الانخراط في اليمن عبر أول زيارة وزارية منذ ست سنوات وتعلن عن دعم أمني وإنساني موسع

  

أعلنت المملكة المتحدة عن تعزيز دعمها لأمن واستقرار اليمن، في أول زيارة رسمية لوزير بريطاني إلى البلاد منذ عام 2019، حيث أجرى وزير شؤون الشرق الأوسط، هيمش فولكنر، جولة ميدانية في عدن شملت مواقع أمنية وإنسانية، والتقى خلالها مسؤولين يمنيين بارزين.

وأكد فولكنر أن المملكة المتحدة تقف إلى جانب الحكومة اليمنية في مواجهة تهديدات الحوثيين، مشيرًا إلى أن الدعم البريطاني يشمل برامج لحماية الملاحة البحرية ومكافحة تهريب الأسلحة والقرصنة، في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان اطلع عليه " مأرب برس" « إن الزيارة تأتي في إطار التزام المملكة المتحدة بدعم الحكومة اليمنية في مواجهة "أهداف الحوثيين المزعزعة للاستقرار"، وتعزيز جهود مكافحة تهريب الأسلحة والقرصنة البحرية، التي تهدد أحد أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا في العالم».

وتفقد الوزير فولكنر مقر خفر السواحل اليمني في عدن، حيث اطلع على زوارق جديدة ومعدات اتصالات تم توفيرها بدعم بريطاني، ضمن برنامج تمويلي بقيمة 4 ملايين دولار يهدف إلى تحديث الأسطول البحري اليمني، وتعزيز قدرته على التصدي للتهريب وحماية المجتمعات الساحلية.

وأكد فولكنر أن "الدعم البريطاني لخفر السواحل يساعد في تضييق الخناق على عمليات تهريب الأسلحة، وضمان حرية الملاحة الدولية، وحماية الشعب اليمني من التهديدات البحرية".

كما التقى الوزير بعدد من مسؤولي الحكومة اليمنية، بينهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الوزراء سالم بن بريك، حيث ناقش معهم الإصلاحات الاقتصادية الجارية، وأكد دعم المملكة المتحدة لجهود الحكومة في تعزيز الشفافية وتوريد الإيرادات إلى البنك المركزي.

وشملت الزيارة أيضًا جولة في مخيم للنازحين داخليًا وعيادة صحية في دار سعد، حيث اطلع فولكنر على أوضاع سوء التغذية، مشيدًا بالدور الذي تلعبه المساعدات البريطانية في إنقاذ الأرواح. وقال: "رأيت بنفسي كيف تُحدث مساهماتنا فرقًا حقيقيًا في حياة اليمنيين".

وأضاف: "رغم التحديات، فإن شراكتنا مع اليمن راسخة، ونعمل مع شركائنا الدوليين لضمان مستقبل أكثر استقرارًا لهذا البلد والمنطقة بأسرها".

وأكدت الخارجية البريطانية أن هذه الزيارة تأتي استكمالًا لمبادرات سابقة، من بينها إطلاق صندوق الدعم الفني لليمن في يناير الماضي، ودعم جهود السلام تحت مظلة الأمم المتحدة، بما في ذلك الالتزام بالاتفاقيات المتعلقة بوقف إطلاق النار.

واختتم فولكنر زيارته برسالة واضحة: "شراكتنا مع اليمن تهدف إلى تعزيز الملاحة، وتوجيه رسالة للحوثيين بأنهم لا يهددون سوى شعبهم، وأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام زعزعة الاستقرار".

يشار إلى أن بريطانيا هي صاحبة قلم اليمن في مجلس الأمن.. ما يعني أنها الدولة المسؤولة عن صياغة وإعداد مشاريع القرارات والبيانات المتعلقة باليمن داخل مجلس الأمن.

وتم تكليف بريطانيا بذلك لأن اليمن يقع ضمن الملفات التي تتولاها بريطانيا تاريخياً في مجلس الأمن, ولديها خبرة وتراكم معلومات في الملف اليمني كما تقول الحكومة البريطانية.

وهي تعتبر نفسها الضامن الدبلوماسي لتحريك النقاش وتشجيع بقية الدول على اتخاذ مواقف أو قرارات.

 

مقالات مشابهة

  • اليمن: «الحوثي» تعيش أضعف مراحلها منذ الانقلاب
  • الأمم المتحدة تتوقع أن تستغرق عملية إزالة الأنقاض في غزة 7 سنوات
  • 59 وفاة و12 ألف إصابة بـ«حمى الضنك» في اليمن
  • شاهد..تحولات جماعة الحوتي في اليمن والصراع الداخلي والإدارة بالقوة - بودكاست
  • بريطانيا تعيد الانخراط في اليمن عبر أول زيارة وزارية منذ ست سنوات وتعلن عن دعم أمني وإنساني موسع
  • إتلاف 4 آلاف لغم في باب المندب.. اتساع مشروع الموت الحوثي في اليمن
  • حملة تغريدات بعنوان القبيلة .. درع اليمن وجيشه الشعبي في مواجهة الغزاة
  • التاسعة مساءً .. انطلاق حملة تغريدات بعنوان “القبيلة .. درع اليمن وجيشه الشعبي في مواجهة الغزاة”
  • عاجل: المبعوث الأممي من سلطنة عُمان يطالب بإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن
  • الحوثيون يحذرون من استخدام عقوبات مجلس الأمن كغطاء للتصعيد العسكري على اليمن