ويقيم المهاجر المغربي (47 عاما) في فرنسا بتصريح إقامة ساري المفعول حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، رغم أنه بلا عنوان ثابت.

ويمتلك هذا المهاجر -وفق وسائل إعلام فرنسية- سجلا جنائيا حافلا، يضم 21 سابقة تشمل سرقة سيارات، وأعمال تخريب وعنف.

وصف وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو ما فعله المهاجر المغربي بـ"غير اللائق والمخزي"، مؤكدا أن هذا التصرف "لا يليق برمز وطني يحمل قيمة معنوية كبيرة في وجدان الفرنسيين".

وأعربت وزيرة الذاكرة والمحاربين القدامى باتريسيا ميراليس عن "سخطها العميق"، مشددة على أن الشعلة "ليست لإشعال سيجارة، بل من أجل تضحيات ملايين الجنود"، واعتبرت الحادثة بمنزلة "تدنيس لمقدسات تاريخ الأمة الفرنسية".

وشعلة الجندي المجهول هي "نار أبدية" توقد كل مساء -منذ أكثر من قرن- تحت قوس النصر، لتُذكر فرنسا بمن سقطوا دفاعا عنها دون أن تُعرف أسماؤهم.

ووُضع قبر رمزي -إلى جانب الشعلة- نُقش عليه: "هنا يرقد جندي فرنسي مات من أجل الوطن 1914 – 1918″، وهو ما يعد بمثابة نصب تذكاري دائم يخلد ذكرى قتلى الحروب.

جدل واسع

ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/8/7)- جانبا من تفاعل الفرنسيين مع الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم على المنصات الرقمية.

ومن بين تلك التعليقات، قالت أوريان في تغريدتها "لا معنى لكل هذه الحساسية تجاه رمز لا يفهمه معظم الناس. لماذا أصبحت دولتنا مهووسة بهذا القدر من التدقيق على تصرفات بسيطة؟".

وأضافت "هذا رمز للفرنسيين وهو أجنبي يعني فقد معناه بالنسبة له".

وسارت ريتا في الاتجاه ذاته وقالت إن الهجوم على هذا الرجل "وكأنه ارتكب جريمة لا مغفرة لها يعكس حجم التوتر الزائد في المجتمع".

وشددت على ضرورة "إيلاء اهتمام أكبر للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها فرنسا والبحث عن حلول لها "بدلا من ذلك".

إعلان

في المقابل، أبدت جوستين غضبها مما فعله المهاجر المغربي، و"رفضت القبول بفكرة تدنيس رمز وطني مقدس بهذه الطريقة البشعة".

ووفق جوستين، فإن "الشعلة الأبدية تمثل تضحيات أبطال فقدوا حياتهم من أجل الوطن، وأي انتهاك لها هو انتهاك لكرامة كل فرنسي".

ووصفت لورا إشعال سيجارة من شعلة الجندي المجهول بأنه تصرف "مستهتر ومهين"، كما يعكس "تجاهلا تاما لتاريخنا وذاكرتنا الوطنية".

وناشدت العدالة بضرورة تحمل مسؤوليتها "في محاسبة كل من ينال من رموزنا الوطنية".

يشار إلى أن السلطات الفرنسية اعتقلت الرجل ووجهت إليه تهمة انتهاك نصب تذكاري مكرس لذكرى الموتى.

وهذه التهمة تعد جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي بالسجن لمدة تصل إلى سنة وغرامة مالية تصل إلى 15 ألف يورو. كما سُحب تصريح إقامته كإجراء أولي قد يؤدي إلى ترحيله خارج البلاد.

7/8/2025-|آخر تحديث: 21:43 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

كيف تتقرب إلى الله بالخبيئة؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن هناك أسماء عائلات في مجتمعاتنا العربية تحمل وراءها قصصاً أخلاقية عميقة، من بينها عائلة تُعرف باسم "الملتم"، موضحاً أن أصل الكلمة "الملثّم"، إلا أن ظاهرة الإبدال – المعروفة في علم اللغة – جعلت العامة تنطقها "الملتم"، مثلما يحدث مع كلمات كـ"ثوم" التي تُنطق "توم"، و"هذا" التي تُختصر إلى "ده".

خالد الجندي: القرآن الكريم تعامل مع موضوع أصحاب الكهف بأسلوب إعجازي مقصودانتخابات الشيوخ.. خالد الجندي عقب التصويت: أتيت لحماية الوطن من إخوان تل أبيب

وأضاف الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن هذا النوع من التغيير اللغوي مألوف في بعض اللهجات، مشيراً إلى أن علماء اللغة يطلقون عليه "الإبدال"، وهو ما يُلاحظ في نطق بعض الحروف مثل الثاء والذال، حين تُبدّل إلى تاء ودال.

سلوك نبيل لأحد أفراد العائلة

وأكد أن قصة هذا الاسم ترتبط بسلوك نبيل لأحد أفراد العائلة، حيث كان الرجل يُعرف بتوزيع الصدقات في الخفاء، وهو ملثّم الوجه، حتى لا يعرف أحد من الناس أنه المتصدق عليهم، قائلاً: "شوف قد إيه السمو الأخلاقي عند بعض الناس الذين لا نعرف عنهم شيئاً.. رجل ملثم، لا يريد شهرة ولا ثناء، بل خالصاً لوجه الله".

واستشهد الجندي بسيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قائلاً: "عندما مات سيدنا عمر وبدأوا في تغسيله، وجدوا أن كتفيه مزرقتين، فسألوا غلامه نافع، فقال: إن سيدي كان يحمل الزاد والطعام على كتفيه في ظلمة الليل ويوزعه على الأيتام والمحتاجين، دون أن يدري به أحد، حتى أثّرت الحمولة في جسده الشريف".

وأوضح الشيخ الجندي أن هذا السلوك يدخل فيما يُعرف في العبادة بـ"الخبيئة"، أي العمل السري الذي لا يعلمه إلا الله، قائلاً: "الخبيئة دي تطفي غضب الرب، وتنجي العبد يوم القيامة، وتستر الذنوب، وتدفع الأذى، وتمنع استحواش النار، وتصرف عنك الزبانية، وتجلب لك رحمة الله".

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وبالحديث القدسي: "عبدي أنفق أنفق عليك"، قائلاً: "ما تشيلش هم، شيل هم غيرك، وربنا يشيل عنك، فالجزاء من جنس العمل، والنية محلها القلب، والله لا يضيع أجر المحسنين".


 

طباعة شارك خالد الجندي الأعلى للشؤون الإسلامية علم اللغة عمر بن الخطاب علماء اللغة

مقالات مشابهة

  • التحقيق في إشعال سيدة وابنتها في باب شقة جارهما بالطالبية
  • لبنان.. هيئة علماء بيروت تحذر الحكومة من ادخال البلد في المجهول
  • كيف تتقرب إلى الله بالخبيئة؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • الداخلية تكشف حقيقة إشعال سيدتين النار فى باب شقة جارهما
  • إهانة للذاكرة الجماعية في باريس.. توقيف رجل بعد أن أوقد سيجارته من شعلة الجندي المجهول
  • لحظات دون وقوع كارثة في آيا صوفيا.. والقبض على المتهم (صورة وفيديو)
  • نادية الجندي تخطف الأنظار بإطلالة عشرينية
  • إعفاء عالم مغربي يُشعل سجالًا بين الريسوني وبنكيران.. والأوقاف توضّح
  • عندما يفضح الغرور صاحبه.. جدل في اعتقال هاكر مغربي في إسبانيا