الثورة نت:
2025-12-04@23:50:52 GMT

حضرموت وأبعاد المؤامرة

تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT

حضرموت وأبعاد المؤامرة

اليوم نشهد تمددا لمكون الانتقالي في حضرموت ونلاحظ الخطاب في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام التابع للانتقالي وهو يستخدم مفردات ومصطلحات  مستفزة وغير واقعية, فاليمن منذ عام 2011م إلى اليوم أي منذ عقد ونصف العقد شهدت تشظيا وانقساما, وذهب كل فريق إلى التعاطي مع الواقع وفق أجنداته وأجندات الدول التي تقف من خلفه, وقد كثف الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات  الاشتغال على المصطلحات والمفاهيم إلى درجة تناقض المفردات مع الواقع ومع الحالة السياسية والاجتماعية والثقافية التي يشهدها الجنوب الواقع تحت سيطرة وهيمنة الإمارات والسعودية ومن خلفهما الدول الكبرى أمريكا وبريطانيا وفي الظل من كل أولئك الحركة الصهيونية العالمية التي تدير حركة وجودها في المنطقة في مسارين هما: مسار الحرب الصلبة, ومسار الحرب الناعمة .


من يسيطر على حضرموت على مدى العقد والنصف الماضي هم أبناء حضرموت أنفسهم الذين يميل الكثير منهم إلى خيار دولة الوحدة, وهم على تناقض تاريخي مع مثلث الانتقالي, وحين نرى التفاعلات في الإعلام من قبل المؤيدين للانتقالي وهم يخرجون بكل ذلك الصلف، قائلين إنهم استطاعوا تحرير حضرموت من “الدحابشة ” في حين على مدى السنوات التي شهدت اليمن الإضرابات منذ عام 2011م تمت تصفية الجنوب كله من أبناء الشمال تصفية كاملة وقد تمت ملاحقة حتى الباعة المتجولين, وماتزال الذاكرة تحتزن الكثير من التصرفات اللا أخلاقية التي شهدها الجنوب كله, وشهدتها حضرموت, وما تزال صور الشاحنات عالقة في الأذهان وهي تستوعب على متنها كل مواطن يمني ينتمي إلى المحافظات الشمالية, والتصرفات المتوحشة التي تتزع العمال من أماكن أعمالهم, وتلك الأخلاق لا نقول إها عامة ولكنها تصرفات اشتغل عليها مكون الانتقالي المدعوم من الإمارات وهو مكون مناطقي بحت غالبه من الضالع ويافع أو ما يسمى بالمثلث في الجنوب, وبوعي قروي متوحش, أما أغلبية سكان حضرموت فهم أهل تمدن ومحبة وسلام, والكثير من رموز حضرموت نشروا الإسلام في الهند وشرق آسيا بأخلاقهم وسلوكهم القويم, ولم يؤثر عنهم استخدام القوة الصلبة بل ما يؤثر عنهم عبر التاريخ الطويل هو القوة الناعمة التي صنعت حضورا كبيرا في الوجدان العام العربي والإسلامي, وقد أصبح الكثير منهم يحكمون في ماليزيا وفي إندونيسيا وفي سنغافورة وفي الكثير من الدول التي امتلكتها أخلاقهم وثقافتهم قبل قوتهم وسيوفهم .
ما يحدث اليوم في حضرموت ليس تحريرا لها, فالمصطلح غير ملائم ولن يكون ملائما للحال الذي عليه الجنوب كله من أقصاه إلى أقصاه، فاليمن لم يعد كما كان عليه قبل عام 2011م, ولا وجود لأي سلطة لصنعاء في الجنوب ولا في حضرموت حتى يفاخر الانتقالي أنه حرر حضرموت من استعمار الزيود في الشمال، كما يكرر في خطابه الإعلامي عبر كل المنصات، ولكن الهدف هو تعطيل الفاعلية الثقافية لحضرموت التي كانت وماتزال مركز إشعاع ينير العالم سواء عبر الفنون والآداب أو عبر المراكز العلمية والثقافية التي يرتادها طلاب العلم من كل بقاع الدنيا, أيضا إحداث شلل تام في الحركة الاقتصادية التي امتاز بها العقل الحضرمي وأصبح جزء محوريا في اقتصاديات دول الخليج وفي حضرموت نفسها .
الموقف المعلن لكثير من رموز حضرموت واضح وهو البقاء في الدولة اليمنية الواحدة, أو الاستقلال بكيان سياسي بهوية حضرمية بحته, وهذا الموقف يضع الانتقالي في زاوية ضيقة، فهو سيكون عاجزا كل العجز عن بلوغ غاياته وأهدافه في السيطرة على حضرموت والمهرة، فالعقل القروي يمتاز بالتعصب والتوحش ولن يتعايش مع ثقافة حضرموت ولا المهرة ولذلك ففرص نجاح سيطرته على حضرموت والمهرة  ضئيلة جدا, وخلفنا تاريخ طويل من التجارب، فخيار الانفصال عن الدولة الوطنية الواحدة لن يكون خيارا مثاليا للجنوب لسبب واحد وبسيط وهو أن الجنوب لن يكون دولة واحدة مطلقا, ولكنه سوف يصبح دولا متعددة, وقد خاضت بريطانيا تجاربا في ذلك الأمر وتعذر عليها توحيد الجنوب, ولم يسعها سوى اللجوء إلى خيار تعدد السلطنات وظلت تمسك بزمام المبادرة بعقلية مستعمر غايته التفرقة حتى تستمر سيطرته, أما خيار دولة وطنية مستقرة في الجنوب، فهو خيار لم يسبق له مثال في التاريخ ولذلك لن يتحقق اليوم, وتجربة الحزب الاشتراكي التي استمرت قرابة 23 عاما كانت تجربة فاشلة, شهدت موجات من الصراع والدماء المراقة, حتى وصلت إلى فشل الدولة, والكل يدري تمام الدراية أن الحزب الاشتراكي فشل في إدارة الدولة ولم يكن له من خيار سوى الهروب إلى الوحدة بعقلية المتربص, وبتكتيك تكسر على جدار ذكاء صنعاء التي تعاملت مع الموقف بعقلية المستبد، حتى ترك الاستبداد ندوبا ظلت تتسع إلى درجة الوصول إلى حالة الانفجار الكامل والتشظي، رغم كل المعالجات الوقتية التي لم تستوعب القضية من أطرافها, ولم تنفذ إلى جوهرها .
فالعقل المستبد في أي مرحلة تاريخية لا يصادر حق الفرد في الكلام فقط ولكنه يعمل على تعويم اللغة واحتلال مفرداتها حتى تصبح الخيانة وجهة نظر, والوطنية تملقا, والمطالبة بالحقوق تآمرا والنتائج لن تكون سوى كارثية, وقد شهدنا كيف كانت النجاة بالنفس هي البطولة الوحيدة التي ارتسمت على سماء المرحلة, وكانت مخرجات المرحلة ما تشهده اليمن  اليوم من انقسامات ومن اختلال في المفاهيم والمصطلحات, فالصورة النمطية ماتزال عالقة في بعض أذهان المكونات، حتى غدا احتلال الجنوب من قبل الإمارات والسعودية والتحكم بالقرار السياسي وبالمقدرات والسيطرة على الثروات واستغلالها تحريرا، في حين يظل ذلك الجندي المقاتل بالأجر اليومي من ثروات بلاده مقتنعا أنه يعمل على تحرير بلاده, ولا يفكر ممن يحررها ؟ ولا كيف يحررها؟ ولا من هو الذي يديره؟
كل هذا الصهر في بوتقة الواقع عبر كل هذه السنوات، نأمل أن يصنع دولة يمنية واحدة بهوية وطنية صامدة، فالتجارب تصنع، إلا عند الذين لا يفكرون ولا يعتبرون.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی حضرموت الکثیر من

إقرأ أيضاً:

الانتقالي عقب سيطرته على سيئون: حضرموت ركنا أساسيا في مشروع "الدولة الجنوبية"

أكد المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، الأربعاء، أن حضرموت "ستظل ركناً أساسياً في مشروع الدولة الجنوبية"، وأنه لن يقبل أن تبقى رهينة لما سماها بـ "مشاريع الإرهاب أو الهيمنة أو التهريب".

 

وقال المجلس في بيان له، إنه يتابع مجريات التطورات الأمنية والعسكرية والسياسية في وادي حضرموت، مؤكدا أن عملية "المستقبل الواعد" التي انطلقت اليوم "تأتي بعد استنفاذ كافة الخيارات التي طُرحت خلال الأعوام الماضية لإعادة الاستقرار لوادي حضرموت، وإنهاء حالة الانفلات الأمني، ووقف استغلال المنطقة من قبل قوات دخيلة على الوادي والمحافظة".

 

وأضاف: "لقد تحولت مناطق الوادي، طوال السنوات الماضية، إلى منصة لعمليات التهريب لصالح مليشيات الحوثي الإرهابية، وإلى بؤر لنشاط التنظيمات المتطرفة داعش والقاعدة، وهو ما أدى إلى استمرار نزيف دماء أبناء الجنوب واستهداف أشقائنا في قوات التحالف العربي".

 

وأوضح الباين، أن "الجنوب لن يكون ممراً لتهديد أمن المنطقة ولا مأوى للإرهاب، ولا رئة إمداد للميليشيات الحوثية الإرهابية".

 

وجدد الانتقالي موقفه بالتمسك بأهداف التحالف العربي ودعم أمن المنطقة واستقرارها، مشيرا إلى أن "القوات التي تمت إزاحتها اليوم كانت — وللأسف — الرئة التي يتنفس منها الحوثي والإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وتستغل مواقعها للنفوذ والتربح بعيداً عن مصالح الوطن والمواطن".

 

ولفت إلى توجيهات رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، بالعفو العام لكل من يلتزم بوقف أي اعمال عدائية او تخريبية، مستثنيا "كل من ثبت تورطه في جرائم دم أو إرهاب أو انتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين".

 

وشدد على ضرورة "الاهتمام الفوري بالجرحى وتقديم كامل الرعاية الطبية لهم، والإفراج عن كافة الأسرى بشكل فوري، والحفاظ والالتزام بحماية المدنيين وتأمين الممتلكات العامة والخاصة، وأن أي تجاوز فردي سيتم التعامل معه بحزم وفق القانون".


مقالات مشابهة

  • قوات الانتقالي تشن حملة انتقامية ضد قيادات الإصلاح في حضرموت
  • تصفية أسرى في حضرموت.. صور صادمة تفضح ممارسات الانتقالي
  • مليشيات  الانتقالي تشعل الفوضى في حضرموت وتستهدف الوحدة الوطنية
  • الانتقالي يسيطر على محافظة المهرة على الحدود مع عُمان
  • حضرموت في قلب العاصفة:كيف يُعاد رسم اليمن تحت هيمنة الاحتلال الجديد؟
  • الانتقالي يدعو لمهرجان احتفائي في عدن للمطالبة بإعلان "الاستقلال الثاني"
  • كيف قرأ اليمنيون سقوط حضرموت بيد الانتقالي؟ (تقرير)
  • الانتقالي عقب سيطرته على سيئون: حضرموت ركنا أساسيا في مشروع "الدولة الجنوبية"
  • توكل كرمان تؤكد وقوفها مع حضرموت ضد مليشيا الانتقالي