غزة- مدلين خلة - صفا في داخل خيمتها، تجلس الأربعينية هنادي الشندغلي، يحيطها أطفالها الذين بدى العرق يتصبب فوق رؤوسهم، تقرقر أمعاءهم من شدة الجوع، منتظرين الحصول على تلك الوجبة التي يتناولونها مساء كل يوم، غير مكترثين بتهديدات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها قسرًا. الشندغلي التي لم تترك غزة طيلة 22 شهرًا من حرب الابادة الجماعية، ترفض قطعيًا تركها هذه المرة أيضًا والنزوح إلى جنوبي القطاع، في ظل تهديدات الاحتلال بشن عملية عسكرية في المدينة.
إصرار على البقاء تقول الشندغلي لوكالة "صفا":"ما راح أترك غزة أبدًا، تحت أي ظرف كان، هذا القرار لم يكن قراري وحدي، بل هو إجماع عائلي على ذلك". وتضيف "صحيح أن حياتنا بالخيام ليست حياة، لكن رغم ما نعانيه لن نتركها كما صمّد أهل الشمال تحت النار سنصمد نحن". وتتابع "شفنا الموت وضلينا هنا وما نزحنا بأحلك أوقات الحرب، بدنا ننزح الآن ونتشرد فوق التشرد إلي احنا فيه". وتردف "فقدتُ أعز الناس على قلبي، ما ظل شي نخسره وننزح ونتعذب بالجنوب، ما ظل إلي غير أولادي وين بدي أروح فيهم". ويتجمع أطفالها حولها، خشيةً من حدوث أي طارئ، "لو صار قصف واستشهدنا بنروح كلنا مع بعض". ورغم الإبادة والتدمير وتفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية والجوع في قطاع غزة، إلا أن المواطنين يرفضون أي محاولات إسرائيلية لتهجيرهم، مؤكدين تشبثهم في مدينتهم.
رفض التهجير أبو محمد الذيب، النازح من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، يرفض هو الآخر ترك المدينة والتوجه جنوبًا. يقول لوكالة "صفا": "أهل الشمال ما تركوه أبدًا، رغم المجاعة والقصف والدمار، واحنا مثلهم ما راح نترك غزة لأي سبب كان وتحت أي ظرف" ويضيف "عند موجة النزوح الأولى شاورت أهلي وإخواني وخبرتهم برفضي النزوح وترك الشجاعية، وكان الإجماع بالبقاء ورفض التهجير، وفي هذا الوقت لن يتغير أي شيء ولن نهاجر طواعية أو قسرًا". ويؤكد أن ترك غزة يعني نزع الروح من الجسد، والتخلي عن حياة طويلة وذكريات جمعته بأصدقائه وأحبابه. "غزة متدمرة، لكن سوف نعمرها بس توقف الحرب، احنا أولادها وأحق فيها من الاحتلال". ويتابع الذيب "الاحتلال يلوح بتهجير قسري، لكن عليه أن ينتقي خيارًا أفضل لإنهاء الحرب، مع الجدية في مفاوضات تبادل الأسرى". "لن ينهي هذه المعاناة سوى نهاية الحرب، لأن النزوح جنوبًًا عني القبول بالتهجير خارج القطاع، وهو ما لا يمكن حدوثه". يؤكد الذيب وفجر الجمعة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" خطة "تدريجية" عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل. وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم قرابة مليون نسمة باتجاه الجنوب، ثم تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل داخل مراكز التجمعات السكنية. ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة القطاع باتت بالفعل اليوم تحت الاحتلال أو تخضع لأوامر إخلاء، محذّرة من أن "أي توسع عسكري جديد ستكون له تداعيات كارثية".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية:
خطة الاحتلال
احتلال غزة
غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم كافة منازل قرية النعمان شرق مدينة بيت لحم
وتواجه قرية النعمان حصارا ومنعا من البناء منذ 32 عاما، أدى إلى تهجير قسري لنحو100 من سكانها خلال السنوات الماضية.
8/8/2025-|آخر تحديث: 16:26 (توقيت مكة)