نظير عياد: المفتي الذي لا يتقن التكنولوجيا يواجه صعوبة في عمله مستقبلا
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال يقول: هل سيُشترط مستقبلاً أن يكون المفتي قادرًا على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي؟
وقال مفتي الجمهورية، إنه يعتقد أن مفتي المستقبل لن يستغني عن الدراية بالتكنولوجيا الحديثة، ربما لن يصدر نصٌّ قانوني صريح يشترط إجادة التقنيات في المؤهلات الرسمية للمفتي، لكن الواقع يفرض ذلك بالفعل.
وأوضح أن الجيل الجديد من المفتين سيجد نفسه مضطرًا لإتقان التعامل مع الحاسوب والبرمجيات الذكية ومحركات البحث المتقدمة، لأنها أصبحت جزءًا من بيئة العمل الإفتائي. لقد دخلت التقنية في صلب العمل اليومي لدار الإفتاء؛ لدينا منصة إلكترونية موحَّدة لإصدار الفتاوى، وتطبيقات هاتفية، وقواعد بيانات رقميَّة، وجميعها أدوات يجب على المفتي فهمها ليقوم بواجبه بكفاءة.
وتابع: من واقع خبرتي، المفتي الذي لا يستطيع استخدام هذه الوسائل سيواجه صعوبة في مجاراة سرعة تدفّق الأسئلة والمعلومات في عصرنا، لذلك نعم، سيكون من الضروري أن يكون المفتي قادرًا على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا عمومًا. نحن في دار الإفتاء نعمل على تأهيل كوادرنا تدريبًا مستمرًا في هذا المجال ؛ نظمنا ورش عمل ودورات لتعليم المفتين كيفية الاستخدام الرشيد والفعّال للمصادر الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر صحيح الدين والرد على الاستفسارات.
كما أصدرنا أدلّة للدبلوماسيّة الرقميّة وأخلاقيّات الخطاب الديني الإلكتروني لضبط تواصل المفتين مع الجمهور . كل ذلك يؤكد أن إلمام المفتي بأدوات العصر أصبح جزءًا من تأهيله العلمي.
وأكد أن المفتي الرشيد في المستقبل هو من يمزج بين العلم الشرعي العميق ومهارة تقنية عالية، بحيث يسخر التقنية لخدمة الفتوى دون أن يقع أسيرًا لها. فإن سألني أحد: هل سيُشترط إتقان التكنولوجيا في المفتي؟ أجيب: لن يكون مفتيًا رشيدًا من يجهل لغة العصر وأدواته، وهذا شرط تفرضه ضرورة الواقع وإن لم تنص عليه لوائح التعيين بعد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد المفتي الذكاء الاصطناعي التقنيات منصة إلكترونية الأسئلة المعلومات مفتی الجمهوریة مفتی ا
إقرأ أيضاً:
هل هناك فتاوى يجب أن تقتصر على زمان معين فقط؟.. مفتي الجمهورية يجيب
أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال يقول: هل هناك فتاوى يجب أن تبقى مرتبطة بزمنها دون تعميم، مع ذكر مثال؟.
وقال مفتي الجمهورية، في حوار لصدى البلد: نعم، الفتوى قد تتغير بتغيُّر الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، وهذه قاعدة أصيلة قرَّرها علماء الإسلام، فليست كل فتوى صالحة لكل عصر أو بيئة؛ أحيانًا تكون هناك فتاوى صدرت لظروف خاصة ينبغي أن تبقى محصورة في إطارها التاريخي ولا يُبنى عليها حكم عام في كل الأزمنة.
وتابع مفتي الجمهورية: ولعلَّ من أشهر الأمثلة بعض القضايا الطبية أو الاقتصادية المستجدّة التي قد يُفتي المفتي فيها بحكم معين وفق معطيات زمنه، ثم تتغير المعطيات العلمية أو الظروف الاجتماعية في زمن لاحق بما يستدعي مراجعة الفتوى، وهذا طبيعي، فالفتوى ليست نصًا إلهيًا ثابتًا كالقرآن أو السنة القطعية، وإنما هي جهد بشري يراعي تنزيل الأحكام على الواقع المتغيّر.
كما تابع: لكن في الوقت نفسه، يجب التنبه أن تغيُّر الفتوى مقيدٌ بضوابط الشرع ومقاصده؛ فما كان مبنيًا على نص ثابت أو إجماع لا يتغير. إنما الحديث عن الاجتهادات المبنية على أعراف أو مصالح مرسلة أو ظروف طارئة.
وأكد مفتي الجمهورية، أن هناك فتاوى معينة ارتبطت بزمانها أو حال أهلها، ينبغي أن تُفهم في نطاقها الظرفي ولا تُعمَّم على كل الأحوال، وواجب المفتي دائمًا النظر في تغيّر السياقات عند استنباط الحكم، حتى يُبقي الشريعة مرنةً وصالحةً لكل زمان ومكان دون الإخلال بثوابتها، فهذا الجمع الدقيق بين ثبات المبادئ ومرونة الفروع هو ما يجعل فتوانا تعالج واقع الناس بعدلٍ وحكمة.