أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بيانًا رسميًا تعكس فيه التوتر والدقة السياسية التي تميز العلاقة بين الإدارة الكردية القوية والحكومة السورية، دعَت خلاله الحكومة إلى ضبط عناصرها وضرورة احترام الاتفاقيات المبرمة سابقًا.

 جاء ذلك في سياق اجتماعات وعقد تفاهمات يمهد الطريق لمرحلة جديدة في أعقاب اتفاق الدمج التاريخي بين الطرفين.

 

الاجتماع الذي جمع قادة من “قسد” مع وفد دمشق في الحسكة شهد تأكيدًا على ضرورة وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية. كما تم التطرق إلى تشكيل لجان تنفيذية تبدأ أعمالها بدءًا من أبريل القادم. 

اجتماع عربي أمريكي لبحث سبل دعم إعادة إعمار سوريادمشق تدرس إلغاء جولة مفاوضات في باريس مع قوات سوريا الديمقراطية

وفي هذا الإطار، عبّرت "قسد" عن حرصها على أن يكون تطبيق الاتفاقية قائمًا على أطر واضحة تضمن حق كل طرف بتمثيل عادل دون إقصاء.

هذا الاتفاق الذي وُقِّع في 10 مارس 2025 بين رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، يشكل خطوة بارزة نحو دمج مؤسسات الإدارة الذاتية ضمن الدولة، واحتضان تنظيماتها المدنية والعسكرية ضمن مؤسسات الدولة، بما في ذلك المعابر والمطارات وحقول النفط والغاز. 

وقد وصف كثير من المراقبين هذا الاتفاق بأنه تاريخي، إذ يمثل فرصة لتعزيز استقرار البلاد عبر تأكيد وحدة الأراضي وحماية حقوق المكونات كافة، مع ضمان حصول المجتمع الكردي على موقعه الدستوري الكامل. 

إلا أن "قسد" لا تخفي مخاوفها من التجاوز أو البطء في التنفيذ، لذا جاءت دعوتها للحكومة لضبط عناصرها والالتزام بتنفيذ الاتفاقيات انعكاسًا للحذر من الانحراف عن المسار المتفق عليه. كما أن ذلك يجعلها شريكًا فاعلًا في مرحلة بناء المؤسسات وإعادة الاعتبار للدولة في المناطق المحررة، بدل الانزلاق نحو فراغ أو توترات جديدة.

من وجهة نظر المتابعين، فإن التشديد على ضبط التنفيذ والالتزام بالاتفاق يعزز من مصداقية "قسد" كطرف مؤهل للمساهمة في تنظيم الأمن المحلي وفي الفعل السياسي، وهي خطوة أساسية لبلورة حكومة انتقالية ذات شرعية وطنية جامعة، بعيدًا عن تفاهمات قسرية أو أحادية.

يعبّر هذا الموقف عن فهم عميق لطبيعة المرحلة الانتقالية الحسّاسة، حيث إن "قسد" متجهة بخطى حذرة نحو إنهاء حالة الاستثناء والمسؤوليات الذاتية، نحو دمج تدريجي ومتكافئ في الدولة، مع حرص على اعتبار ذلك مصلحة وطنية لم تتخلّ الدولة عنها. ومن هذا المنظور، فإن ضبط الحكومة لعناصرها والالتزام بالاتفاق ستبعث رسائل إيجابية داخليًا ودوليًا، تهيئ البلاد لتحولات سلمية تستوعب كل مكوناتها.

طباعة شارك قوات سوريا الديمقراطية الحكومة السورية الإدارة الكردية قسد أحمد الشرع

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قوات سوريا الديمقراطية الحكومة السورية الإدارة الكردية قسد أحمد الشرع

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يتوغل جنوبي سوريا ويعتقل شابين بالقنيطرة

اعتقلت قوات إسرائيلية، اليوم الجمعة، شابين عند حاجز أقامته بمحافظة القنيطرة، عقب تنفيذها توغلين منفصلين في جنوبي سوريا.

وأفادت قناة "الإخبارية السورية" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شابين بعد توقيفهما على حاجز أقامته بين بلدة أم باطنة وقرية العجرف بريف القنيطرة، وذلك بعد تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء المحافظة.

وقالت قناة "تلفزيون سوريا" عبر موقعها الإلكتروني، إن دورية عسكرية إسرائيلية مؤلفة من 8 آليات، توغلت ليلة الجمعة في قرى "رسم الحلبي" و"المشيرفة" و"أم باطنة" الواقعة في ريف القنيطرة.

وأشارت القناة إلى أن دورية أخرى تابعة لقوات الاحتلال توغلت على طريق "معرية عابدين" في حوض اليرموك بمحافظة درعا، حيث أقامت حاجزا أمنيا ونفذت عمليات تفتيش.

ودهمت دورية من الجيش الإسرائيلي، ليلة الأربعاء، منزلا في منطقة حوض اليرموك واعتقلت شابا.

وقبل أيام، وثقت مؤسسة "جولان" اختطاف 39 شخصا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينهم قاصرون، خلال عمليات التوغل المتكررة في الأراضي السورية بعد سقوط نظام الأسد.

مجزرة بيت جن

وقبل نحو أسبوعين، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة راح ضحيتها 13 شهيدا ونحو 25 مصابا في بلدة بيت جن الواقعة على سفوح جبل الشيخ بريف دمشق.

وتنتشر نقاط عسكرية إسرائيلية في سوريا من قمة جبل الشيخ وصولا إلى منطقة حوض اليرموك في أقصى الريف الجنوبي المتاخم لمحافظة درعا، ويبلغ عددها 8 نقاط في القنيطرة ونقطة واحدة في درعا.

ومنذ سقوط نظام الأسد، تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة، حيث تسجل توغلات شبه يومية في ريفي القنيطرة ودرعا، ترافقها عمليات اعتقال، أفرج عن بعض الموقوفين لاحقا، في حين لا يزال آخرون قيد الاحتجاز.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة مع سوريا عام 1974، في حين طالبت دمشق مرارا بوقف انتهاكات تل أبيب.

إعلان

ويقول السوريون إن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يحد من قدرتهم على استعادة الاستقرار، ويعرقل الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات بهدف تحسين الواقع الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يتوغل جنوبي سوريا ويعتقل شابين بالقنيطرة
  • إلغاء المحاكم الاستثنائية في سوريا والالتزام بـالعدالة الانتقالية
  • سوريا تعلن إلغاء المحاكم الاستثنائية والالتزام بالعدالة الانتقالية
  • من تحرير حلب إلى دمشق.. لماذا كانت لدير الزور قصة مختلفة؟
  • لبنان يستكمل تصحيح علاقته مع سوريا بتعيين سفير في دمشق والنازحون ورقة ضغط
  • سوريا تطالب بوقف خروقات إسرائيل وساعر يستبعد اتفاقا قريبا
  • سوريا تتهم لبنان بعدم الجدية في ملف المعتقلين السوريين
  • خبراء: قسد لم تنفذ أي بند من اتفاق دمشق ومواجهة عسكرية محتملة نهاية العام
  • جغرافيا ملتهبة.. محطات التحول بين سوريا وإسرائيل بعد سقوط الأسد
  • وول ستريت جورنال: واشنطن ترى في سوريا حليفا جديدا