قال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن الاحتلال الاسرائيلي سيزول عن فلسطين عاجلاً أم آجلاً وستعود مدينة القدس درة تاج فلسطين والدنيا أجمع حرة عزيزة كريمة وسنصلي جميعاً في المسجد الأقصى المبارك طال الزمان أم قصر.

جاءت أقوال الهباش خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العلمي العاشر والذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي ينعقد هذا العام تحت عنوان «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، بحضور وفود من أكثر من سبعين دولةً يمثلون كبار المفتين والوزراء والشخصيات العامة، وكذلك بمشاركة نخبة من القيادات الدينية وممثلي دُور الإفتاء على مستوى العالم.

وقال أنه رغمَ الألم والقهر والدمار والجوع نحمل لكم السلام من بيت المقدس الذي يعيث فيه الفاسدون فسادًا ومن غزة الجريحة المكلومة الذبيحة التي يتضوَّر أطفالها جوعًا وتتلوَّى نساؤُها ألمًا وتنفطِرُ قلوبُ رجالها كمَدًا بسببِ هذا العُدوان الذي طالَ أمَدُه وبسببِ هذا الإجرام الذي فاقَ الوصف والمدى، مضيفاً أن كلُّ كلمات اللغة بل كلُّ كلمات اللغات في الدنيا لا تكفي أن تصِفَ الواقع الذي يعيشُه الفلسطينيون اليوم في كل فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة.

وأضاف الهباش أن أكثر من 18 ألف طفل قتلتهم دولة الاحتلال في قطاع غزة خلال العشرين شهراً الأخيرة وأن أكثر من عشرين ألف امرأة استشهدت بنيران الاحتلال الإسرائيلي وأن أكثر من 60 ألف شهيد فارقوا الدنيا تحت القصف والجوع والموت الذي يتربص بهم في كل زقاق وفي كل مكان من فوقهم ومن تحت أرجلهم.

وأشار أن العالم اليوم بلغ في زمن الذكاء الاصطناعي شأوًا عاليًا في التقنيات وفي التطور التكنلوجي ولكنه بلغ أيضًا دركًا سحيقاً في الانحدار الأخلاقي وهو يرى فلسطين تذبح ولا يحرك ساكنًا حتى إن من تعدُّ نفسها أم الديمقراطيات وأكبر دولة في العالم والراعي للإنسانية في اشارة للولايات المتحدة الأمريكية لا تتورع عن أن تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لكي تمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار يوقف الذبح في غزة.

وأكد قاضي القضاة أن الفتوى ليست مجرد سوق لأحكام شرعية أو إخبار عن دليل فقهي لكنها أولا وقبل كل شيء موقف وضمير يُغيِّرُ الواقع ويقودُ الإنسانية لا أقول يقودُ الأمة بل يقودُ الإنسانية بأسرها نحو الخلاص نحو مرافئ الأمان والسلام، ذلك السلام الذي تُغيِّبُه جنازيرُ الدبابات وصواريخُ الطائرات وقذائِفُ المدافع التي تتهاوى وتتساقط على رؤوس الآمنين حتى خيام النازحين الذين أوَوا إليها بعد عن دُمرت بيوتهم وقطعت أوصال أحبابهم أوَوا إلى خيام مُهترئة لكن قذائف الاحتلال لاحقتهم حتى في هذه الخيام.

واستعرض الأوضاع المأساوية التي تعيشها مدينة القدس، حيث قال: في القدس دُرَّة تاج فلسطين بل دُرَّة تاج الدنيا بأسرها في القُدس العظيمة الصامدة المُرابطة تُطلِق دولة الاحتلال العنان لقطعان مُستوطنيها لشذّاد الآفاق الذين جاءوا من أفاق الدنيا ليعيثوا في المسجد الأقصى فساداً، موجهاً كلامه للمشاركين في المؤتمر قائلاً: الأمر لا يحتاج إلى مجرد فتوى الأمر يحتاج إلى موقف يمسح دموع المحزونين في فلسطين ويكشف الغمة عن المغمومين ويمسح العار الذي ربما يُجلِّل رؤوسَ القاعدين .

وأثنى قاضي القضاة خلال كلمته على موقف جمهورية مصر العربية الداعم للقضية الفلسطينية وعلى دورها التاريخي في نصرة فلسطين مصر أكثر بلد في العالم قدم مساعدات إنسانية لأهل غزة خلال هذا العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى اليوم 70 % من المساعدات جاءت من مصر التي تقود كل الجهود ومعها بالطبع أشقاؤها العرب المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية من أجل تحقيق الأولويات الفلسطينية الأربعة والتي أولها وقف العدوان وقفاً شاملاً وكاملاً في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس ولجم الاحتلال الذي تغول على الشعب الفلسطيني الأعزل والأولوية الثانية إمداد تطاع غزة بالذات بكل الاحتياجات الإنسانية التي يحتاجها من المأكل والمشرب والملبس والمأوى والعلاج والأولوية الثالثة إفشال ومنع مخطط التهجير أو مؤامرة التهجير التي تعمل عليها دولة الاحتلال.

وقال الهباش: أقول كلمة للتاريخ لولا موقف مصر والأردن بالذات باعتبارهما الدولتين التين تحدّان فلسطين لولا موقف مصر والأردن ولولا الموقف الصارم الذي اتخذته قيادات البلدين مستذكراً موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي العظيم في هذه الأزمة وفي هذه المعركة الذي قال لن نسمح بأن تكون مصر بوابة لتهجير الفلسطينيين هذا الموقف الصارم الحاسم كان له الأثر الأكبر والأبلغ في إفشال هذه المؤامرة حتى الآن وهي أولوية فلسطينية وأولوية عربية وأولوية إسلامية وأولوية فقهية وأولوية إنسانية. وأضاف الهباش أن الأولوية الرابعة هي إنهاء الاحتلال محو هذا الاحتلال من واقعنا رحيل هذا الاحتلال عن أرض فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأقل وفق قرارات الشرعية الدولية ولكن مع الأسف الشرعية الدولية لم تعطنا سوى دولة في جزء من وطننا التاريخي فلسطين الكاملة من البحر الى النهر وقبلنا بذلك ولكن حتى الآن العدوان لم يرضى ومن يقفون وراء العدوان لم يقبلوا ولم تنفذ قرارات الشرعية الدولية حتى الآن.

وأكد أن المخرج الطريق الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو إنهاء الاحتلال وتطبيق القانون الدولي والشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته مؤكداً أن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام.

كما أكد الهباش أن فلسطين لن ترحلَ من قلوبنا وعقولنا وأجلاً أو عاجلاً وأن هذا الاحتلال شارف على الزوال، وأن الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الاحتلال في الخندق الأمامي بالنيابة عن كل الأمة بالنيابة بل بالنيابة عن كل الإنسانية التي تعتز بإنسانيتها ونرى عياناً كيف بدأ هذا الاحتلال مسيرة النهاية وكيف بدأت مسيرةُ الزوال وفلسطين قادمة، قادمة بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل وسننعمُ ربما في حياتنا أو في حياة معظمنا سننعم بصلاةٍ في المسجد الأقصى المبارك خلف مُفتي فلسطين وعلى يمينه رئيس فلسطين ومعه وقادة العرب والمسلمين الذين نعتزُّ بهم ونعتزُّ بأمتنا ونعتزُّ بشعوب أمتنا جمعاً في مواقفهم سننعمُ بهذه الصلاة في المسجد الأقصى المبارك طال الزمان أم قصر وهو قصيرٌ بإذن الله.

وفي ختام كلمته هاجم الهباش جماعة الإخوان المسلمين الذين وصفهم بجماعة الخوان الذين خانوا الله ورسوله وخرجوا ضد مصر في تل أبيب يرفعون الأعلام الإسرائيلية باسم جماعة الإخوان أو الخوان ويُهاجمون مصر ولا يرفعون علم فلسطين، وبتصريح من الإرهابي بن غفير يُهاجِمون مصر ورئيسَها وقيادتَها وحكومتَها وشعبَها ويُهاجِمون القيادة الفلسطينية ولا يجرُؤون على أن ينبَسوا ببِنتِ شفَة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هؤلاء فضَحوا أنفسهم وكشفَتهم الأمة وكشفَت سوآتُهم، مضيافأ أن الطريقُ معروف خلفَ العلماء الحقيقيين خلف الأزهر الشريف نبراس العلم وموئل العلماء في هذا الزمان داعياً الله عز وجل أن يحفظ مصر وأن يحفظ كل بلاد العرب والمسلمين من فتنة الفاتنين ومن عُدوان المُعتدين ومن تآمر المتآمرين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الشيخ يطلع "ثوري فتح" على الجهود المبذولة لوقف حرب الإبادة في غزة تفاصيل رسالة وصلت للرئيس عباس من نظيره البرازيلي بشأن غزة تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس عباس ورئيسة وزراء إيطاليا الأكثر قراءة الإمارات تنفذ الاسقاط الجوي رقم ٦٢ وترسل شاحنات مساعدات الأورومتوسطي: خطة احتلال غزة تُنذر بمذابح جماعية وشيكة 51 شهيدا باستهداف إسرائيلي لطالبي المساعدات في قطاع غزة هآرتس تكشف عن وفاة أسير من غزة داخل أحد مرافق الشاباك  عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: فی المسجد الأقصى هذا الاحتلال فی قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

غريتا ثونبيرغ: غزة هي القصة الحقيقية.. مأساة فلسطين لم تبدأ في السابع من أكتوبر (شاهد)

قالت الناشطة السويدية غريتا ثونبيرغ، بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال، إن على الجميع إبقاء عينيه على غزة، والقصة الحقيقية هي ليست نحن لكن آلاف الفلسطينيين الأسرى، وبينهم مئات الأطفال وملايين الفلسطينيين المظلومين.

وأوضحت أن ما يجري بحق الفلسطينيين، لم يبدأ في السابع من أكتوبر 2023، بل بدأ قبل ذلك وجرائم الاحتلال مستمرة من سنوات، وترتكب بمساندة وتبرير من حكومات ومؤسسات وإعلام الدول الغربية.

وأشارت إلى أن زملاءها من المتضامنين من المشاركين في أسطول الصمود، تعرضوا لسوء معاملة من قبل قوات الاحتلال، خلال احتجازهم داعية للإفراج عن المتبقين فورا.

وقالت الناشطة إن "القصة الحقيقية ليست نحن، بل ملايين يعيشون تحت حصار غير قانوني وفي ظل نظام فصل عنصري واحتلال ممنهج، يحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية ووسائل بقائهم على قيد الحياة، من إنتاج غذائهم إلى السيطرة على مياههم الإقليمية، وحتى ذهاب أطفالهم إلى المدارس".

وأشارت إلى أن ما قام به الاحتلال "لم يقتصر على اختطافنا بشكل غير قانوني في المياه الدولية واحتجازنا في السجون، بل تعدى ذلك إلى منع مهمة إنسانية من الوصول إلى غزة، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني والبحري، وحرمان سكان القطاع من المساعدات الغذائية والطبية الضرورية بينما يجوعون بشكل ممنهج".

وانتقدت الناشطة صمت حكومات الدول التي يتحدث قادتها باستمرار عن أهمية احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، قائلة: "حين حاولنا نحن، وبطريقة سلمية تماما، القيام بما يفترض أن يكون واجب تلك الحكومات، تركونا دون حماية".

وأكدت أن "هذه المهمة لم يكن يجب أن توجد أصلا، لكنها جاءت كخيار أخير بعد فشل المجتمع الدولي في أداء واجبه الأدنى"، مشيرة إلى أن "الدول تتحمل التزاما قانونيا بإنهاء تواطئها في الإبادة الجماعية التي أكدتها لجنة الأمم المتحدة".

وأضافت: "إسرائيل ليست فوق القانون الدولي، رغم ما يبدو من إفلاتها من العقاب بفضل دعايتها الممنهجة، لا إنسان أهم من آخر، وهذا يشمل الإسرائيليين أنفسهم، ومن العبث أن نحتاج لتكرار ذلك".



ونفت الناشطة دعاية الاحتلال الموجهة ضد النشطاء، وقالت إن المتضامنين "ليسوا تابعين لحركة حماس وإسرائيل تعيد استخدام حججها القديمة وحملات التشويه لتبرير جرائمها من دون مواجهة الأدلة الواضحة على ارتكابها إبادة جماعية".

وأضافت: "الإرهاب هو استخدام العنف لإخافة السكان بغرض السيطرة السياسية، فهل كان حملنا للغذاء والدواء وحليب الأطفال، وفق القانون الدولي، إرهابا؟ من هو الإرهابي الحقيقي إذن؟".

ودعت الشعوب حول العالم إلى "الانضمام إلى الانتفاضة العالمية من أجل العدالة والحرية والمساواة، وممارسة ضغط حقيقي على الحكومات والمؤسسات للوفاء بالتزاماتها القانونية تجاه حقوق الإنسان"، مضيفة: "نملك الحقيقة والأخلاق والقانون الدولي والعدالة والتاريخ والتضامن العالمي والمنطق السليم إلى جانبنا، بينما يملك مجرمو الحرب الكراهية والأكاذيب والأسلحة، والعدالة ستنتصر فلسطين حرة".

مقالات مشابهة

  • بعد عامين على طوفان الأقصى…غزة التي غيرت العالم
  • مدرب إيطاليا يدعم فلسطين أمام الكيان الصهيوني
  • أحمد كامل يشوق جمهوره لـ7 أغنيات جديدة بعد عام من «وش الدنيا»
  • سفارة فلسطين بالعراق توزع "بدل إيجار" على 300 عائلة من اللاجئين الفلسطينيين
  • رويترز نقلا عن مصدر في حماس: الحركة لن تلقي سلاحها إلا بانتهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين
  • غريتا ثونبيرغ: غزة هي القصة الحقيقية.. مأساة فلسطين لم تبدأ في السابع من أكتوبر (شاهد)
  • 7أكتوبر.. يوم فلسطين الذي حقق المستحيل بعد 77 عاماً
  • قائد سرايا القدس في الضفة: جاهزون لتكبيد العدو ثمن جرائمه على كامل تراب فلسطين
  • أبرز الإنجازات العالمية التي تحققت للقضية الفلسطينية بعد عامين من الإبادة
  • "طوفان الأقصى" الذي عرّى الاحتلال