الهباش: سنصلي جميعاً في القدس درة تاج الدنيا وسيرحل عنها الاحتلال
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
قال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن الاحتلال الاسرائيلي سيزول عن فلسطين عاجلاً أم آجلاً وستعود مدينة القدس درة تاج فلسطين والدنيا أجمع حرة عزيزة كريمة وسنصلي جميعاً في المسجد الأقصى المبارك طال الزمان أم قصر.
جاءت أقوال الهباش خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العلمي العاشر والذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي ينعقد هذا العام تحت عنوان «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، بحضور وفود من أكثر من سبعين دولةً يمثلون كبار المفتين والوزراء والشخصيات العامة، وكذلك بمشاركة نخبة من القيادات الدينية وممثلي دُور الإفتاء على مستوى العالم.
وقال أنه رغمَ الألم والقهر والدمار والجوع نحمل لكم السلام من بيت المقدس الذي يعيث فيه الفاسدون فسادًا ومن غزة الجريحة المكلومة الذبيحة التي يتضوَّر أطفالها جوعًا وتتلوَّى نساؤُها ألمًا وتنفطِرُ قلوبُ رجالها كمَدًا بسببِ هذا العُدوان الذي طالَ أمَدُه وبسببِ هذا الإجرام الذي فاقَ الوصف والمدى، مضيفاً أن كلُّ كلمات اللغة بل كلُّ كلمات اللغات في الدنيا لا تكفي أن تصِفَ الواقع الذي يعيشُه الفلسطينيون اليوم في كل فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة.
وأضاف الهباش أن أكثر من 18 ألف طفل قتلتهم دولة الاحتلال في قطاع غزة خلال العشرين شهراً الأخيرة وأن أكثر من عشرين ألف امرأة استشهدت بنيران الاحتلال الإسرائيلي وأن أكثر من 60 ألف شهيد فارقوا الدنيا تحت القصف والجوع والموت الذي يتربص بهم في كل زقاق وفي كل مكان من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
وأشار أن العالم اليوم بلغ في زمن الذكاء الاصطناعي شأوًا عاليًا في التقنيات وفي التطور التكنلوجي ولكنه بلغ أيضًا دركًا سحيقاً في الانحدار الأخلاقي وهو يرى فلسطين تذبح ولا يحرك ساكنًا حتى إن من تعدُّ نفسها أم الديمقراطيات وأكبر دولة في العالم والراعي للإنسانية في اشارة للولايات المتحدة الأمريكية لا تتورع عن أن تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لكي تمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار يوقف الذبح في غزة.
وأكد قاضي القضاة أن الفتوى ليست مجرد سوق لأحكام شرعية أو إخبار عن دليل فقهي لكنها أولا وقبل كل شيء موقف وضمير يُغيِّرُ الواقع ويقودُ الإنسانية لا أقول يقودُ الأمة بل يقودُ الإنسانية بأسرها نحو الخلاص نحو مرافئ الأمان والسلام، ذلك السلام الذي تُغيِّبُه جنازيرُ الدبابات وصواريخُ الطائرات وقذائِفُ المدافع التي تتهاوى وتتساقط على رؤوس الآمنين حتى خيام النازحين الذين أوَوا إليها بعد عن دُمرت بيوتهم وقطعت أوصال أحبابهم أوَوا إلى خيام مُهترئة لكن قذائف الاحتلال لاحقتهم حتى في هذه الخيام.
واستعرض الأوضاع المأساوية التي تعيشها مدينة القدس، حيث قال: في القدس دُرَّة تاج فلسطين بل دُرَّة تاج الدنيا بأسرها في القُدس العظيمة الصامدة المُرابطة تُطلِق دولة الاحتلال العنان لقطعان مُستوطنيها لشذّاد الآفاق الذين جاءوا من أفاق الدنيا ليعيثوا في المسجد الأقصى فساداً، موجهاً كلامه للمشاركين في المؤتمر قائلاً: الأمر لا يحتاج إلى مجرد فتوى الأمر يحتاج إلى موقف يمسح دموع المحزونين في فلسطين ويكشف الغمة عن المغمومين ويمسح العار الذي ربما يُجلِّل رؤوسَ القاعدين .
وأثنى قاضي القضاة خلال كلمته على موقف جمهورية مصر العربية الداعم للقضية الفلسطينية وعلى دورها التاريخي في نصرة فلسطين مصر أكثر بلد في العالم قدم مساعدات إنسانية لأهل غزة خلال هذا العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى اليوم 70 % من المساعدات جاءت من مصر التي تقود كل الجهود ومعها بالطبع أشقاؤها العرب المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية من أجل تحقيق الأولويات الفلسطينية الأربعة والتي أولها وقف العدوان وقفاً شاملاً وكاملاً في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس ولجم الاحتلال الذي تغول على الشعب الفلسطيني الأعزل والأولوية الثانية إمداد تطاع غزة بالذات بكل الاحتياجات الإنسانية التي يحتاجها من المأكل والمشرب والملبس والمأوى والعلاج والأولوية الثالثة إفشال ومنع مخطط التهجير أو مؤامرة التهجير التي تعمل عليها دولة الاحتلال.
وقال الهباش: أقول كلمة للتاريخ لولا موقف مصر والأردن بالذات باعتبارهما الدولتين التين تحدّان فلسطين لولا موقف مصر والأردن ولولا الموقف الصارم الذي اتخذته قيادات البلدين مستذكراً موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي العظيم في هذه الأزمة وفي هذه المعركة الذي قال لن نسمح بأن تكون مصر بوابة لتهجير الفلسطينيين هذا الموقف الصارم الحاسم كان له الأثر الأكبر والأبلغ في إفشال هذه المؤامرة حتى الآن وهي أولوية فلسطينية وأولوية عربية وأولوية إسلامية وأولوية فقهية وأولوية إنسانية. وأضاف الهباش أن الأولوية الرابعة هي إنهاء الاحتلال محو هذا الاحتلال من واقعنا رحيل هذا الاحتلال عن أرض فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأقل وفق قرارات الشرعية الدولية ولكن مع الأسف الشرعية الدولية لم تعطنا سوى دولة في جزء من وطننا التاريخي فلسطين الكاملة من البحر الى النهر وقبلنا بذلك ولكن حتى الآن العدوان لم يرضى ومن يقفون وراء العدوان لم يقبلوا ولم تنفذ قرارات الشرعية الدولية حتى الآن.
وأكد أن المخرج الطريق الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو إنهاء الاحتلال وتطبيق القانون الدولي والشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته مؤكداً أن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام.
كما أكد الهباش أن فلسطين لن ترحلَ من قلوبنا وعقولنا وأجلاً أو عاجلاً وأن هذا الاحتلال شارف على الزوال، وأن الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الاحتلال في الخندق الأمامي بالنيابة عن كل الأمة بالنيابة بل بالنيابة عن كل الإنسانية التي تعتز بإنسانيتها ونرى عياناً كيف بدأ هذا الاحتلال مسيرة النهاية وكيف بدأت مسيرةُ الزوال وفلسطين قادمة، قادمة بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل وسننعمُ ربما في حياتنا أو في حياة معظمنا سننعم بصلاةٍ في المسجد الأقصى المبارك خلف مُفتي فلسطين وعلى يمينه رئيس فلسطين ومعه وقادة العرب والمسلمين الذين نعتزُّ بهم ونعتزُّ بأمتنا ونعتزُّ بشعوب أمتنا جمعاً في مواقفهم سننعمُ بهذه الصلاة في المسجد الأقصى المبارك طال الزمان أم قصر وهو قصيرٌ بإذن الله.
وفي ختام كلمته هاجم الهباش جماعة الإخوان المسلمين الذين وصفهم بجماعة الخوان الذين خانوا الله ورسوله وخرجوا ضد مصر في تل أبيب يرفعون الأعلام الإسرائيلية باسم جماعة الإخوان أو الخوان ويُهاجمون مصر ولا يرفعون علم فلسطين، وبتصريح من الإرهابي بن غفير يُهاجِمون مصر ورئيسَها وقيادتَها وحكومتَها وشعبَها ويُهاجِمون القيادة الفلسطينية ولا يجرُؤون على أن ينبَسوا ببِنتِ شفَة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هؤلاء فضَحوا أنفسهم وكشفَتهم الأمة وكشفَت سوآتُهم، مضيافأ أن الطريقُ معروف خلفَ العلماء الحقيقيين خلف الأزهر الشريف نبراس العلم وموئل العلماء في هذا الزمان داعياً الله عز وجل أن يحفظ مصر وأن يحفظ كل بلاد العرب والمسلمين من فتنة الفاتنين ومن عُدوان المُعتدين ومن تآمر المتآمرين.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الشيخ يطلع "ثوري فتح" على الجهود المبذولة لوقف حرب الإبادة في غزة تفاصيل رسالة وصلت للرئيس عباس من نظيره البرازيلي بشأن غزة تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس عباس ورئيسة وزراء إيطاليا الأكثر قراءة الإمارات تنفذ الاسقاط الجوي رقم ٦٢ وترسل شاحنات مساعدات الأورومتوسطي: خطة احتلال غزة تُنذر بمذابح جماعية وشيكة 51 شهيدا باستهداف إسرائيلي لطالبي المساعدات في قطاع غزة هآرتس تكشف عن وفاة أسير من غزة داخل أحد مرافق الشاباك عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: فی المسجد الأقصى هذا الاحتلال فی قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
30 نوفمبر.. يوم التحرير الذي يعرّي حقيقة المواقف اليوم
شاهر أحمد عمير
يأتي الثلاثون من نوفمبر كُـلّ عام ليعيد إلى الواجهة واحدًا من أعظم أَيَّـام اليمنيين؛ اليوم الذي غادر فيه آخر جندي بريطاني أرض عدن عام 1967، معلنًا انتهاء 129 عامًا من الاحتلال الذي حاول أن يطمس هُوية اليمن وشعبه.. كان ذلك اليوم أكثر من مُجَـرّد حدث سياسي، بل كان لحظة ميلاد جديد لإرادَة شعبيّة لا تُقهر، وإعلانًا واضحًا بأن اليمنيين قادرون على طرد أي قوة غازية مهما امتلكت من عتاد ونفوذ.
لقد خرج المحتلّ البريطاني تحت ضربات مقاومة حقيقية، دفعت ثمن الحرية من دمائها وعرقها ومعاناتها، وظل ذلك الحدث علامة مضيئة في تاريخ اليمن الحديث.
لكن استمرار هذه الذكرى في الوجدان اليمني يضعنا أمام سؤال ملحّ: هل بقي معنى الاستقلال حيًّا في واقعنا؟ أم أن ما يحدث اليوم يعيد إنتاج الاحتلال بطريقة جديدة، وبأدوات محلية هذه المرة؟ فعلى الرغم من أن اليمن طرد المستعمر القديم قبل 57 عامًا، إلا أننا اليوم نشاهد أطرافا تحتفل بطرد الاستعمار البريطاني بينما تقدم نفسها تحت راية قوى استعمارية جديدة، تقصف اليمنيين وتمزق الأرض، وتعيد تشكيل الخريطة وفقًا لأطماع دولية مكشوفة.
تقدم ما تسمى بـ”حكومة الفنادق” نموذجًا فجًّا لهذا التناقض.
فهي تحتفل بذكرى إخراج المحتلّ البريطاني، لكنها في الواقع تعمل داخل مشروع يقوده التحالف السعوديّ الإماراتي، بتنسيق مباشر مع بريطانيا وأمريكا وكَيان الاحتلال.
هذا التحالف الذي يسيطر على الجزر والموانئ والمنافذ البحرية، يفرض حصارًا خانقًا على اليمنيين، ويستخدم هذه الحكومة كذراع سياسية تمنح الغطاء لوجوده.
والمفارقة أن بعض من ينتمون لهذه الحكومة كان لهم تاريخ أَو انتماء لخطوط تحرّرية في الماضي، لكنهم اليوم يقفون في الضفة الأُخرى، يقاتلون أبناء وطنهم ويبرّرون العدوان المُستمرّ، في سقوط تاريخي لا يمكن تبريره بشعارات الشرعية ولا بمبرّرات التحالفات السياسية.
في الوقت نفسه، تقف صنعاء – حكومة البناء والتغيير ومعها القوات المسلحة اليمنية – لتجسد الامتداد الحقيقي لروح 30 نوفمبر.
فبرغم الحصار والعدوان والمؤامرات، تواصل صنعاء الدفاع عن السيادة الوطنية وترفض أي شكل من أشكال الوصاية أَو التبعية للخارج.
إن موقف صنعاء اليوم ليس مُجَـرّد موقف سياسي، بل هو موقف وطني يعيد إلى الأذهان جوهر معركة التحرير التي خاضها الأجداد.
وما تقوم به القوات المسلحة اليمنية في مواجهة العدوان هو استمرار طبيعي لذلك النضال، وتأكيد بأن إرث الحرية لم ينتهِ، وأن اليمن لا يزال قادرًا على حماية قراره ومصالحه.
الاستقلال ليس ذكرى تُرفع فيها الأعلام، ولا مناسبة تُلقى فيها الخطب، بل هو التزام وموقف وخيار وطني لا يقبل التجزئة.
فمن يرفض الاحتلال اليوم ويسعى لحماية سيادة اليمن هو الامتداد الحقيقي لشهداء 30 نوفمبر.
أما من يقف مع القوى التي تحتل الجزر وتقصف المدن وتفرض حصارًا على شعب كامل، فلا يمكنه، مهما رفع الشعارات، أن يكون جزءًا من إرث التحرير.
إن من يقاتلون تحت راية قوى أجنبية لا يختلفون في جوهر فعلهم عن أُولئك الذين وقفوا يومًا إلى جانب المستعمر القديم، ولو تبدَّلت الأسماء وتغيرت الشعارات.
إن ذكرى الثلاثين من نوفمبر تكشف اليوم حقيقة كُـلّ طرف: من يقف مع اليمن ومن يقف ضده، من يرفض الوصاية ومن يستجديها، من يرفض الاحتلال ومن يعمل على إدخَاله مجدّدًا.
واليمنيون يعرفون جيِّدًا أن الاحتلال لا يرحل إلا حين يجد شعبًا ثابتًا في مواجهته، وأن الخيانة مهما تم تزيينها تبقى خيانة.
واليوم، يثبت التاريخ أن من يحتفلون بالاستقلال في الخارج هم أنفسهم من يفرطون بما تحقّق في الداخل، بينما الذين يصمدون داخل اليمن ويحملون عبء الدفاع عنه هم الامتداد الواقعي لأُولئك الذين أجبروا بريطانيا على الرحيل قبل أكثر من نصف قرن.
ويبقى 30 نوفمبر مرآة حقيقية تعكس مواقف الجميع، بعيدًا عن الشعارات والاحتفالات المصطنعة، وهو مناسبة تجعل اليمنيين يتساءلون بوضوح: هل نحن مع الذين ضحوا لطرد المستعمر؟ أم مع الذين يمهدون الطريق لعودة استعمار جديد؟