المنفعة العامة.. يدٌ دافئة في ليل الحاجة
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
عباس المسكري
المنفعة العامة ليست أرقامًا في دفاتر؛ بل هي كفوف ممتدة من قلوب الموظفين، تضع لقمة في يد الجائع، وتضيء شمعة في بيتٍ أطفأته البطالة، في عالمنا اليوم؛ حيث تتزايد التحديات الاقتصادية وتتقلب الأسواق، تبقى المنفعة العامة بمثابة الضوء الذي لا ينطفئ، علامة على تلاحم المجتمع وتكاتفه في مواجهة المحن، وهي ليست مجرد دعم مادي؛ بل رسالة إنسانية تقول إننا لا نترك أحدًا خلفنا، مهما اشتدت الظروف.
هي المظلة التي احتمى تحتها المسرَّح من العمل حين باغتته عاصفة الفقد، وهي اليد التي أمسكت بيده قائلة: "لن تمشي وحدك" حين تفقد الوظيفة، لا تفقد معها الحياة والكرامة؛ فالمنفعة تأتي لتكون دعامة النفس، وعزوة العائلة، وحبل النجاة الذي يشد به الإنسان ليعيد ترتيب أوراقه ويبدأ من جديد.
لكن، كيف تُطوى هذه المظلة فجأة؟ كيف يُترك أبٌ يحمل هموم البيت وأعباء الحياة، وهو يكافح يوميًا ليؤمن لأسرته لقمة العيش وأمان المعيشة؟ ولا يمكننا أن نغفل أن العام الدراسي على الأبواب، وأنتم تعلمون مستلزمات العودة للمدارس وتكاليفها التي تزيد العبء على كاهل الفرد، وأطفاله بعيونهم البريئة ينتظرون التجهيزات التي تمنحهم فرصة لبداية جديدة. وفي هذا المشهد الواقعي، لا يمكن فصل الإنسان عن واقعه، فكل يوم تمر فيه هذه الأسر بلا دعم، يزيد الخوف ويكبر القلق؛ فالاحتياجات لا تقتصر على الطعام والملبس؛ بل تمتد إلى التعليم والرعاية الصحية، وكل ما يشكل أساسًا لحياة كريمة ومستقبل أفضل لأبنائنا.
إن استمرارية دعم المنفعة العامة ليست مجرد مسألة إنسانية وحسب؛ بل هي استثمار في تماسك المجتمع وأمنه الاجتماعي؛ فعندما يشعر كل فرد أنه جزء من نسيج متماسك لا يتركه وحيدًا في محنته، ينمو لديه شعور بالانتماء والمسؤولية تجاه مجتمعه، وهذا التضامن يقلل من مخاطر التفكك الاجتماعي، ويحد من الظواهر السلبية التي تنجم عن الفقر والبطالة، مثل الجريمة والاضطرابات، لذا الحفاظ على هذه المنفعة هو حماية للجميع، لأنها تدافع عن كرامة الإنسان وتبني جسور الأمل للمستقبل.
الدعم المقدم عبر المنفعة العامة يتجاوز مجرد توفير المال؛ فهو يُعيد للإنسان كرامته التي قد تتلاشى تحت وطأة الفقد والحاجة، وحين يشعر الإنسان بأنه مدعوم، تتجدد ثقته بنفسه وبقدراته، وينطلق لاستعادة دوره في المجتمع، لذلك ليس هذا الدعم هبة فحسب، بل هو وقود يعيد إشعال الحلم والطموح في النفوس.
المنفعة العامة ليست عبئًا على المجتمع؛ بل هي تعبير حيّ عن قيمنا الإنسانية والاجتماعية التي تربينا عليها، وإنها مسؤولية مشتركة يتحملها كل موظف، لتكون شبكة أمان لكل فرد يمر بظرف عصيب، وفي ظل التحديات الاقتصادية الحالية، أصبح استمرار هذا الدعم ضرورة وطنية لا غنى عنها للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والتنمية المُستدامة.
إنَّ هذه المنفعة وُجدت لتكون جسرًا فوق نهر الشدة، حتى يعبر كل من وقع فيه إلى بر الأمان، وقطعها في منتصف الطريق، يعني أن نتركه وسط التيار، يتشبث بالأمل وحده.
كلنا رجاء وأمل أن يقول سيد عُمان، الأب الحنون، كلمته… فكلمته التي تروي أبناءه العطشى، الذين يترقبون خيوط شمسه، لتدفئ قلوبهم وتملأ بيوتهم بالسكينة، وتعيد للمنفعة روحها قبل أن يطرق العام الدراسي أبوابهم وهم بين قلق الحاجة وانتظار الفرج.
لنكن يدًا واحدة، ونحيي روح التكافل التي هي شريان مجتمعنا، فإعادة المنفعة ليست خيارًا؛ بل واجب إنساني نتحمل مسؤوليته جميعًا، نبني به غدًا أفضل لأبنائنا وأسرنا، في وجه التحديات، ليكون التضامن والتآزر هما سلاحنا الحقيقي، فلا نترك أحدًا يواجه الحياة وحده.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أشهر مشروبات الشتاء.. طقوس دافئة تقهر الأجواء الباردة
مع بداية الشتاء واشتداد البرودة، تعود طقوس المشروبات الساخنة إلى الواجهة جزءًا من الهوية الثقافية للشعوب، وتتنوع هذه المشروبات بين نكهات كلاسيكية وأخرى محلية مرتبطة بالعادات والتراث، لكنها تشترك في هدف واحد: منح الدفء والراحة في أيام الشتاء الباردة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); });ورغم اختلاف الثقافات وتنوع الأذواق، يبقى الشتاء موسمًا للمشروبات التي تجمع بين الدفء والحنين والراحة، فهذه المشروبات ليست مجرد نكهات، بل طقوس شتوية تُعيد للناس لحظات الألفة، وتضفي على البرد معنى جميلًا.
أخبار متعلقة "بلاك نايت" تمثل قطاع القهوة المختصة السعودي في العالم6 عوامل.. أسباب انحراف المركبة على الطريق بشكل مفاجئوفيما يلي تقرير شامل عن أشهر مشروبات الشتاء حول العالم والعالم العربي، وأبرز ما يميز كل منها.
أولًا: المشروبات الشتوية العالميةالشوكولاتة الساخنةتُعد الشوكولاتة الساخنة (الهوت شوكليت) واحدة من أكثر المشروبات الشتوية انتشارًا عالميًا، خصوصًا في أمريكا الشمالية وأوروبا، وهي تمتاز بقوامها الغني ونكهتها العميقة، وغالبًا ما تُقدم مع المارشميلو أو الكريمة المخفوقة، وتُعد مثالًا للراحة النفسية في ليالي الشتاء.
وتعود جذور هذا المشروب إلى حضارة الأزتيك، قبل أن يتحول عبر الزمن إلى واحدة من أيقونات الشتاء الحديثة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الشاي والقهوة طقس يومي عالمي يمنح الدفء في برد الشتاء - وكالات
الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكًا في العالم بعد الماء، ويُعد عنصرًا أساسيًا في الطقوس اليومية لدى معظم الشعوب.
وفي الشتاء، تبرز أنواع معينة تمنح دفئا وتمتاز بخصائص علاجية، مثل:
- الشاي الإنجليزي التقليدي بالحليب.
- شاي الأعشاب مثل النعناع والبابونج والزعتر.
- الشاي الأخضر الذي يفضله الكثيرون لنقائه وقدرته على تعزيز المناعة.
وتشتهر ثقافات بعينها بطقوس شتوية خاصة بالشاي، مثل اليابان والصين والهند.
القهوة بأنواعها المتعددةالقهوة واحدة من اللغات العالمية التي يتحدثها البشر في مختلف القارات، وتزداد شعبيتها في الشتاء، إذ تُعد مصدرًا للطاقة والدفء بفضل محتواها من الكافيين.
ومن أشهر أنواعها: اللاتيه، والكابتشينو، والإسبريسو، والأمريكانو.
وتشهد المقاهي في العالم ازدحامًا كبيرًا خلال الشتاء، إذ يتحول فنجان القهوة إلى رفيق أساسي في العمل والدراسة ولقاءات الأصدقاء.
ثانيًا: المشروبات الشتوية في العالم العربيالسحلبيُعد السحلب واحدًا من رموز الشتاء في العالم العربي، ويتميز بقوامه الكريمي وطعمه اللطيف، ويُزين عادة بالقرفة وجوز الهند والمكسرات (الفستق أو اللوز).
ولا يرتبط السحلب بمذاقه فقط، بل بذكريات جميلة على المقاهي والشوارع الباردة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الشاي هو المشروب الأكثر استهلاكًا في العالم بعد الماء - وكالات
يحتل الزنجبيل مكانة خاصة في البيوت العربية خلال الشتاء، خاصة عند مزجه بالعسل والليمون.
ويعده الكثيرون علاجًا طبيعيًا لنزلات البرد والبردية، لما له من فوائد في تحسين المناعة وتنشيط الدورة الدموية.
الشاي بالكركمن أشهر مشروبات الخليج العربي، وقد أصبح علامة بارزة في شتاء المنطقة.
يتكون من شاي بالحليب مع خليط من الهال والزعفران والقرفة، ويُقدم غالبا في المناسبات والتجمعات.
وقد انتشر خلال السنوات الأخيرة في كثير من الدول العربية، وأصبح من المشروبات المفضلة لدى الشباب.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } القهوة العربية طقس اجتماعي وتراث ضارب في القدم - واس
القهوة العربية ليست مجرد شراب، بل طقس اجتماعي وتراث ضارب في القدم.
تُقدم غالبًا ممزوجة بالهيل وأحيانا بماء الورد أو الزعفران، وترافقها دائما حبات التمر.
وفي الشتاء، تُصبح القهوة العربية وسيلة للدفء ولم شمل العائلة.
شراب القرفةسواء قُدمت القرفة وحدها أو ممزوجة بالتفاح أو الحليب، فإنها من المشروبات التي تمنح دفئًا سريعًا.
وتشتهر بقدرتها على تنشيط الدورة الدموية وتخفيف آلام البرد، ما يجعلها خيارًا شائعًا في البيوت العربية.