أنقرة (زمان التركية) – يؤثر ارتفاع الصين السريع في توريد قطع غيار السيارات بعمق على الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية، بما في ذلك تركيا. ويرى سايم آشجي، الرئيس التنفيذي لشركة موتور آشتشي، أن الحماية وحدها لا تكفي لمواجهة هذه المنافسة، وأن التعاون الاستراتيجي والسياسات طويلة الأجل أمر حيوي.

تُغيّر الصين، التي احتلت الأجندة العالمية في السنوات الأخيرة بفضل ارتفاعها في مجالي الإلكترونيات والتكنولوجيا، الآن ميزان القوى في صناعة توريد قطع غيار السيارات.

ووفقًا لبيانات جمعية مصنعي قطع غيار السيارات (TAYSAD)، ارتفعت واردات قطع الغيار من الصين بنسبة 156% خلال السنوات الخمس الماضية، بينما تواجه الشركات التركية انكماشًا في العمالة والقدرة الإنتاجية. ويرى سايم آشتشي أن شبكة الإنتاج الواسعة والتكلفة المنخفضة للمنشآت الصينية تشكلان منافسة خطيرة للمنتجين المحليين، مؤكدًا أن تركيا يجب أن تستفيد من هذا الوضع بدلًا من مقاومته.

وفي السنوات الخمس الماضية، ارتفعت واردات قطع غيار السيارات من الصين بنسبة 156%، ووصلت هذه الزيادة إلى 175% في قطع الصب المعدني. وتُظهر بيانات TAYSAD أن غالبية الشركات الموردة في تركيا تعاني من انكماش في العمالة واستخدام القدرات الإنتاجية. ويُعتبر هذا الوضع تهديدًا هيكليًا وليس مجرد تهديد اقتصادي.

وقال سايم آشتشي: “أصبحت الصين اليوم لاعبًا عملاقًا يصدر قطع الغيار ليس فقط إلى تركيا، بل إلى العالم بأسره، بفضل شبكة إنتاجها الواسعة ومنشآتها منخفضة التكلفة وذات الكفاءة العالية. علاوة على ذلك، وصل التوازن بين السعر والأداء لهذه المنتجات إلى مستويات تضع المنتجين المحليين تحت ضغط كبير. لا يمكننا الوقوف في وجه الريح، بل يجب أن نستغلها”.

ويؤكد سايم آشتشي أن الإجراءات الحمائية وحدها لن تكون كافية لمواجهة المنافسة الصينية. ويضيف: “يجب تبسيط الدعم الحكومي ليصل مباشرة إلى المنتجين، وزيادة العمالة المؤهلة من خلال حوافز التأمين الاجتماعي والضرائب، وتخصيص أموال للاستثمارات في الرقمنة، وإقامة شراكات استراتيجية مع الصين”.

مشددًا على ضرورة استغلال سرعة تركيا في التكيف مع التكنولوجيا وموقعها الجيوسياسي، دعا آشتشي إلى تحويل تركيا إلى قاعدة إنتاج ولوجستيات استراتيجية لأوروبا، والشرق الأوسط، وأمريكا، بدلًا من الاقتصار على السوق المحلية.

ويشير الرئيس التنفيذي لشركة موتور آشتشي إلى أن استثمار الشركات الصينية العملاقة في تركيا دليل على إدراك الإمكانات التركية على الصعيد الدولي. فاستثمار شركة BYD في تركيا، على سبيل المثال، يُعتبر مؤشرًا ملموسًا على هذه الأهمية الاستراتيجية.

ويوضح آشتشي: “بدلًا من أن يذهب منتجونا المحليون إلى الصين، فإن إقامة شراكات مع المنتجين الصينيين في تركيا يوفر مزايا كبيرة من حيث نقل المعرفة والتكلفة. وبهذه الطريقة، يتم دعم الإنتاج المحلي وزيادة القدرة التنافسية العالمية”.

بينما تمتلك صناعة توريد السيارات التركية إمكانات قوية، يحذر سايم آشتشي من مخاطر تراجع الاستثمارات وزيادة التبعية للخارج، مؤكدًا على ضرورة تحرك جميع أصحاب المصلحة في القطاع بذكاء جماعي.

ويقول آشتشي: “يجب على الغرف الصناعية، واتحادات المنتجين، وممثلي القطاع، والسلطات العامة تطوير سياسات طويلة الأجل ومستدامة، بدلًا من اتخاذ قرارات قصيرة الأمد. وبهذه الطريقة، يمكن لتركيا أن تصبح لاعبًا عالميًا وليس فقط إقليميًا في صناعة توريد السيارات”.

لا يعتمد صعود الصين في إنتاج قطع غيار السيارات على الأيدي العاملة الرخيصة فحسب. ويؤكد سايم آشجي أن الصين تنافس بشبكة إنتاج متكاملة، وبنية تحتية لوجستية متطورة، ومنشآت ذات تقنية عالية، قائلًا: “يوفر نموذج الإنتاج الصيني تكاملًا كاملًا من القطعة إلى التجميع. أما تركيا فتركز بشكل أكبر على قطاعات محددة. ولكن سرعة تكيفنا مع التكنولوجيا وموقعنا الجيوسياسي يمنحان تركيا ميزة تنافسية مختلفة”.

ويشدد آشتشي على أن استغلال هذه المزايا بشكل صحيح يمكن أن يجعل من تركيا جسرًا مهمًا في سلسلة التوريد العالمية، وأن الشراكات الاستراتيجية ستلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق ذلك.

يؤكد الرئيس التنفيذي آشتشي على أهمية تبسيط الدعم الحكومي ليُقدم مباشرة إلى المنتجين، ويشير إلى أن إنشاء صناديق خاصة لاستثمارات الرقمنة والبحث والتطوير في تركيا يعد خطوة أساسية لزيادة كفاءة وقدرة الشركات الموردة على المنافسة. ويوضح آشتشي أن تقنيات الإنتاج من الجيل الجديد والتحول الرقمي ستفتح الباب أمام تحقيق تقدم كبير في صناعة توريد السيارات التركية، مؤكدًا أن التعاون بين القطاعين العام والخاص يلعب دورًا حاسمًا في هذه العملية.

يمكن لصناعة توريد السيارات التركية أن تخلق فرصًا للنمو من خلال استغلال قوة الصين المتنامية عالميًا بدلًا من مقاومتها.

وكما أشار سايم آشتشي، فمن خلال الإجراءات الحمائية، وآليات الدعم، والشراكات، والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد، يمكن لتركيا أن تصبح لاعبًا قويًا في مجال السيارات، ليس فقط من خلال الإنتاج، بل أيضًا كمركز استراتيجي في سلسلة التوريد العالمية.

Tags: تركياسياراتصناعة السياراتصناعة السيارات التركية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: تركيا سيارات صناعة السيارات صناعة السيارات التركية قطع غیار السیارات السیارات الترکیة السیارات ا فی ترکیا بدل ا من من خلال

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. الغينيون يرفعون التحدي قبل مواجهة “الخُضر” في “الشان”

أبدى لاعبو منتخب غينيا المحلي استياءهم الكبير من الخسارة القاسية التي تلقوها أمام جنوب إفريقيا، اليوم الاثنين، في إطار تصفيات كأس إفريقيا للمحليين (شان)، وأكدوا عزمهم على التعويض أمام المنتخب الجزائري.

وأكد عدد من لاعبي غينيا أن هدفهم الأساسي هو تدارك الخيبة والظهور بوجه مغاير في مواجهة الخُضر، المقررة يوم الجمعة المقبل بداية من الساعة 15:00 بتوقيت الجزائر. على أرضية ملعب مانديلا الوطني في العاصمة الأوغندية كامبالا، ضمن الجولة الرابعة من البطولة القارية.

ورغم إشادتهم الكبيرة بالناخب الوطني مجيد بوقرة ولاعبيه، شدّد الغينيون على أنهم سيدخلون المباراة بعزيمة كبيرة من أجل الفوز، دون التفكير في أي نتيجة أخرى.

من جانبه، صرح مدرب غينيا، سليمان كامارا، أنه سيبذل قصارى جهده لإيجاد الخطة المثالية لتجاوز “محاربي الصحراء”. مبرزًا أن كرة القدم لا تعترف بالفوارق بين المنتخبات الصغيرة والكبيرة، وأن كلمة الحسم ستكون فوق أرضية الميدان.

مقالات مشابهة

  • الحكومة: توقيع عقد إنشاء مصنع سايلون الصيني للإطارات بـ قناة السويس
  • الاعيسر .. ‏السودان يقف اليوم أمام مفترق طرق مصيري
  • شركة ناشئة تتحدى غوغل.. بيربليكسيتي تعرض شراء “كروم”
  • إمام أوغلو: غياب تركيا عن طاولة المفاوضات “تراجع دبلوماسي”
  • بالفيديو.. الغينيون يرفعون التحدي قبل مواجهة “الخُضر” في “الشان”
  • تركيا.. القبض على زعيم “عصابة صيد الطيور” للأثرياء العرب
  • “صناعة إربد” تنظم ورشة حول التحكيم التجاري وقضايا الملكية الفكرية
  • خلال لقاء بصناعيي سحاب والموقر الجغبير: “صناعة عمان” تطرح عطاء أرض المعارض ومركز الاعمال
  • بين التهدئة والتصعيد.. قرار حصر السلاح بيد الجيش يضع لبنان أمام مفترق طرق