تتصاعد لهجة التهويل والتهديدات عبر الإعلام اللبنانيّ المتأمرك، وباتت عبارات مثل «ضعف حزب الله» و»تراجع قوّة المقاومة» ترد كثيرًا على ألسنة الشخصيات الطوّافة في فلك عوكر. كما ترد تساؤلات عن جدوى المقاومة، وانتفاء أسبابها، حتى يخال المرء أن الخطر الصهيوني قد زال من أذهان البعض، أو أنّه بات غير مرئيّ على الرغم من الاعتداءات المستمرّة والانتهاكات المتواصلة للأرض وأهلها.
منذ نشأة «الكيان المؤقّت» حتى يومنا هذا، لم ينعم لبنان بحماية سوى تلك التي فرضتها المقاومة. هي حقيقة لا لبس فيها مهما حاول البعض طمسها. نستذكر، في هذه الأيام حرب تموز، بل نصر تمّوز، والردع الذي فرضته المقاومة طوال سبعة عشر عامًا، لم يتجرّأ خلالها العدوّ على إطلاق رصاصة واحدة فوق الأراضي اللبنانية.
تلك الحرب الطاحنة التي استمرّت ثلاثة وثلاثين يومًا لم تنته كما يروّج البعض بالقرار الدوليّ ١٧٠١، بل فرض استبسال رجال المقاومة في حماية لبنان على العدوّ الذهاب إلى المحافل الدولية لإنهائها مع ما يحفظ ماء وجهه، ويمنع عنه ذلّة الاستسلام العلنيّ! وكذلك تحرير الجنوب والبقاع الغربي في أيار ٢٠٠٠م، لم يحدث لأن العدو قرّر تنفيذ القرار الدوليّ الرقم ٤٢٥ الذي كان قد صدر في العام ١٩٧٨م، أي قبل التحرير بــــ ٢٢ عامًا، بل لأن عمليات المقاومة جعلته ينسحب هاربًا في الظلام، وتكفّل الغرب حينها بالترويج لكذبة تنفيذ «إسرائيل» للقرار ٤٢٥… قبل ذلك، أيضًا، لم يوقف العدوّ حربه في نيسان ١٩٩٦م بعد أيام من اندلاعها؛ لأنّه محبّ للتفاهم وللسلام، بل فرضت صواريخ المقاومة على الصهاينة وقف العدوان فكان تفاهم نيسان.
في المختصر، الاستنتاج الموضوعي الوحيد من هذا العرض هو أنّ المقاومة تحمي لبنان، كذلك نستنتج ببساطة أن مقولة «القرارات الدولية تحمي لبنان» هي شعار يتبنّاه كلً من يحاول تظهير العدو الإسرائيلي كيانًا يلتزم بالقرارات الدولية، وبالتالي كلّ من يريد نفي جدوى المقاومة والتقليل من إنجازاتها، والتي ما تزال تحمي لبنان حتى في هذه الأيام التي يبدو فيها البلد مستباحًا، تُنتهك أراضيه ويُقتل أهله، على مرأى القرارات الدولية.
في هذا السياق، بديهيّ أن يتساءل المرء، أو يسأل المتصدّين للترويج للشعارات المعادية للمقاومة، والنافية لجدواها: لماذا لا تمنع القرارات الدولية انتهاك لبنان والعدوان اليوميّ عليه منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني ٢٠٢٤ حتى الساعة؟ ولماذا استطاع الصهاينة ارتكاب ما يرتكبونه الآن فقط، أيّ حين قرّرت المقاومة إفساح المجال للعمل الدبلوماسي ليقوم بحماية لبنان؟
واقعًا، طوال أيام وليالي معركة أولي البأس، لم يستطع العدوّ تثبيت نقطة واحدة آمنة له في الجنوب، وشهدت قرى الحافة الأمامية مواجهات بطولية خاضتها المقاومة ومنعت العدوّ من تنفيذ مخطّطاته التي تحدّثت عن عزمه اجتياح لبنان وصولًا إلى نهر الأوّلي. وأكثر من ذلك، ما الذي يمنع العدوّ، اليوم، على الرغم من العنجهية والعدوانية اللّتين يمارسهما، من تحويل اعتداءاته اليومية إلى حرب مفتوحة أو حتى حرب إبادة كما في غزّة؟ للإجابة عن كلّ هذه الأسئلة، جملة واحدة لا غير: المقاومة تحمي لبنان.
يعلم العدوّ هذا قبل الصديق، ويدركه الأميركي والإسرائيلي وجميع المروّجين لأكذوبة حماية لبنان بالقرارات.
كاتبة لبنانية
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
القبض على عميل للعدو خلال عملية تسليم الأسرى في غزة
غزة|يمانيون
كشفت منصة “الحارس”، نقلاً عن ضابط في أمن المقاومة، عن ضبط أحد العملاء للعدو خلال مراسم تسليم أسرى العدو في الصفقة الجارية. وأوضح المصدر أن المتخابر كان يعمل بتكليف مباشر من جهاز المخابرات لدى العدو “الشاباك”، حيث تولّى جمع معلومات دقيقة حول مواقع تسليم الأسرى، وطبيعة التجهيزات الفنية والأمنية، إضافة إلى رصد الشخصيات القيادية المشاركة ونوعية العتاد العسكري المستخدم في الميدان.
وبحسب ما سُمح بنشره، فإن العميل كان يسعى إلى تزويد العدو بمعلومات تفصيلية عن إجراءات المقاومة الأمنية خلال العملية، في محاولة لاختراق المنظومة الميدانية ومتابعة وحدات المقاومة عن قرب.
وأكد المصدر أن المتهم يخضع حالياً للتحقيق، فيما ستنشر منصة “الحارس” في الأيام المقبلة تفاصيل أوسع حول قضيته واعترافاته.
يُذكر أن أمن المقاومة كان قد أصدر قبل ساعات من تنفيذ صفقة التبادل تحذيراً أمنياً مشدداً، دعا فيه إلى الامتناع عن نشر أي معلومات أو صور تتعلق بتحركات وحدة الظل أو تفاصيل العملية، محذراً من خطورة تداول الشائعات أو نقل الأخبار عن مصادر غير رسمية، لما يمثله ذلك من تهديد أمني مباشر.
وشدد التحذير حينها على أن أي تجاوز لهذه التعليمات سيُعد خرقاً أمنياً خطيراً يُعرّض صاحبه للمساءلة وفق الإجراءات المتبعة، داعياً إلى أعلى درجات الانضباط والسرية حفاظاً على سلامة العملية وسلامة المقاومين المشاركين فيها.