اكتشاف زيلانديا.. القارة الثامنة تكشف عن أسرارها تحت سطح المحيط الهادئ
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
اكتشف العلماء مؤخرًا قارة زيلانديا، التي تقع تحت سطح المحيط الهادئ، ما يمثل تحديًا للمفاهيم القديمة حول جغرافية الأرض، حيث يفجر هذا الاكتشاف فضولًا متجددًا حول الأسرار الخفية في قاع المحيط، ليجعل من زيلانديا موضوعًا مثيرًا للاهتمام بين الجيولوجيين والمؤرخين.
. نص كلمة الرئيس السيسي خلال جلسة أسبوع القاهرة للمياه
تُعرف زيلانديا الآن بأنها القارة الثامنة على كوكب الأرض، وقد كانت في السابق جزءًا من قارة جندوانا العملاقة القديمة.
على الرغم من أن معظم هذه الكتلة الأرضية مغمورة بالمياه، إلا أنها تتمتع بخصائص جغرافية مدهشة وأنظمة بيئية فريدة. من خلال تطورات تكنولوجيا الأقمار الصناعية بين عامي 2020 و2023، تم الكشف عن صورة ظلية لزيلانديا تحت الماء، مما أكد على مكانتها القارية.
أين تقع زيلانديا؟تقع زيلانديا في المحيط الهادئ، جنوب شرق أستراليا، ويمتد من نيوزيلندا في الجنوب إلى كاليدونيا الجديدة في الشمال. رغم أن أغلبها تحت سطح البحر، فإن بعض الجزر مثل نيوزيلندا الشمالية والجنوبية وجزر ماكواري وكامبل تظهر كبروزات فوق الأمواج.
تحيط زيلانديا بالمحيط الهادئ، مع وجود بحر تسمان على الغرب وبحر المرجان في الشمال، مما يعزز عزلتها وتفردها.
ويعود تاريخ زيلانديا إلى تفكك قارة جندوانا القديمة، التي كانت تضم العديد من القارات المعروفة اليوم.
على مدار 60-85 مليون سنة، انزلقت زيلانديا تدريجيًا تحت سطح المحيط بسبب كثافتها المنخفضة مقارنة بالصخور المحيطية. بحلول 23 مليون سنة مضت، لم يتبقَ من زيلانديا فوق سطح الماء سوى عدد قليل من الجزر، بينما تمثل نيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة المعالم الرئيسية.
الاكتشاف العلمي في زيلانديايمثل جمال زيلانديا الغامض فرصة حقيقية للاستكشاف العلمي. تحتوي جزرها المرجانية وشواطئها الرملية وغاباتها الاستوائية على مجموعة متنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية التي لا تزال غير معروفة.
توفر المعالم الجغرافية لزيلانديا، مثل سلسلة جبال لورد هاو وسلسلة جبال نورفولك، رؤى ثاقبة حول العمليات الجيولوجية للأرض، مما يساعد العلماء على فهم الحركات التكتونية والتغيرات المناخية القديمة.
بينما يواصل العلماء استكشاف أسرار زيلانديا، يبرز سؤال حيوي: ما هي العجائب الأخرى التي قد تكمن تحت سطح المحيط؟ تشكل هذه الاكتشافات تحديات جديدة لفهمنا للكوكب وتفتح آفاقًا جديدة للبحث والاستكشاف، حيث أن زيلانديا ليست مجرد قارة مغمورة، بل هي بوابة لعالم من الغموض والمعرفة التي تنتظر من يكتشفها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قارة زيلانديا القارة الثامنة المحيط الهادئ عدد قارات العالم المحیط الهادئ
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: الجيش الأميركي يغير أدواته وتكتيكاته استعدادا لحرب المحيط الهادي
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن عصرا مروّعا من الحروب يلوح في الأفق، مما يجبر الولايات المتحدة على إعادة التفكير في كيفية الاستعداد لصراع القوى العظمى مع الصين.
وكشفت الصحيفة -في مقال بقلم نيهاريكا ماندانا- كيف يمر الجيش الأميركي بمرحلة تحول عميقة في أدواته وتكتيكاته العسكرية استعدادا لاحتمال اندلاع صراع واسع النطاق في المحيط الهادي، ولا سيما في مواجهة الصين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير روسي: الأزمة الأفغانية الباكستانية قد تشعل حربا طاحنة بشرق آسياlist 2 of 2تجربة مسيّرة "الخفاش الشبح" تغير ملامح حروب المستقبلend of listوبعد عقدين من الحروب غير النظامية في العراق وأفغانستان، بات الجيش الأميركي يواجه واقعا مختلفا جذريا يتميز بساحات قتال مفتوحة، وجزر متناثرة، وتفوق صاروخي وصناعي محتمل لدى الخصم، مما يفرض إعادة نظر شاملة في أساليب القتال التقليدية، كما تقول الكاتبة.
وخلال مناورات عسكرية واسعة أُجريت في هاواي، عرض الجنود الأميركيون -حسب الكاتبة- أحدث ما لديهم من معدات خفيفة وسريعة الحركة، في مقدمتها الطائرات المسيّرة بأنواعها المختلفة، من طائرات استطلاع صغيرة إلى مسيّرات هجومية وانتحارية تدار منفردة أو ضمن أسراب.
ويعكس هذا التحول انتقال الجيش من الاعتماد على أنظمة باهظة ومعقدة إلى معدات أرخص، مرنة وقابلة للاستهلاك السريع، مشابهة لما فرضته الحرب في أوكرانيا من نماذج جديدة للقتال.
الجميع مرئيويؤكد قادة عسكريون أن ساحة المعركة الحديثة لم تعد تقتصر على البر والبحر والجو التقليدي، بل امتدت إلى ما يعرف بـ"السواحل الجوية" وهي المجال الجوي بين الأرض والسماء العالية، حيث تكمن الطائرات المسيّرة وتترصد وتقتل.
وفي هذا السياق، بات الجنود يتدربون على القتال بالطائرات المسيّرة وضدها، وعلى تقليص بصمتهم البصرية والإلكترونية لتفادي الرصد والاستهداف، وسط قناعة متزايدة بأن "الجميع مرئي" في الحروب الحديثة.
وقال اللواء جيمس بارثولوميز، قائد الفرقة 25 مشاة "حقيقة ساحة المعركة الحديثة هي أن الجميع يمكن رؤيتهم".
إعلانوأضاف اللواء أن على الجنود التعامل مع "أول احتكاك" قادم من السماء أو من الطيف الكهرومغناطيسي الذي أصبح هو الواقع الجديد، حيث تتصارع الطائرات المسيّرة وأنظمة التشويش والاستشعار، كما تشير الصحيفة.
وسلّطت الكاتبة الضوء على تغييرات هيكلية داخل الجيش، أبرزها إنشاء وحدات جديدة تجمع بين الكشافة التقليديين، ومشغلي الطائرات المسيّرة، وخبراء الحرب الإلكترونية، بهدف كشف العدو واستهدافه عبر تتبع الإشارات الرقمية لمشغلي المسيّرات.
ومن الإضافات عالية التقنية في هذا المجال -كما تقول الكاتبة- جهاز قابل للارتداء لتعطيل الطائرات المسيّرة، يتكوّن من وحدتين بحجم هواتف آيفون تقريبا، إحداهما، وتسمى "وينغمان" تكتشف الطائرات القادمة، والأخرى "بيتبول" تُعطّلها أو تشوش عليها بما يشبه سهما كهرومغناطيسيا، علما أن التشويش يعني كشف الموقع.
عصر مخيف من الحروبومع كل ذلك يدرك الجنود أن العدو يمتلك مثل ما يمتلكونه، ولهذا أصبحت الحرب الإلكترونية أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأن الجنود الذين يقاتلون بالموجات والإشارات غير المرئية، وكانوا في السابق في الخلف، باتوا الآن في المقدمة "وجها لوجه مع العدو"، بحسب الملازم أول أندريس رودريغيز، الخبير في هذا المجال.
ولم يعد هؤلاء المتخصصون يعملون من الخطوط الخلفية -حسب الصحيفة الأميركية- بل باتوا جزءًا من الاشتباك المباشر، مما يستدعي تدريبا قتاليا بدنيا إلى جانب مهاراتهم التقنية.
ورغم التقدم السريع في تبني التكنولوجيا، يبرز تحدٍّ رئيسي يتمثل في القدرة على الإنتاج الكمي، إذ تنتج روسيا وأوكرانيا ملايين الطائرات المسيّرة سنويا، وتمتلك الصين قدرة صناعية أكبر، في حين يخشى محللون من أن يكتفي الجيش الأميركي بتطوير نماذج متقدمة من دون امتلاك مخزون كافٍ لخوض حرب طويلة الأمد.
ولهذا يسعى الجيش الأميركي إلى تسريع آليات الشراء وتحفيز التصنيع المحلي، مانحا القادة مرونة أكبر في اقتناء التقنيات الحديثة، كما تقول الكاتبة.
وفي الخلاصة رسمت الكاتبة صورة لجيش أميركي يدخل "عصرا مخيفا" من الحروب، حيث تتقاطع التكنولوجيا الرخيصة والفتاكة مع ساحات قتال معقدة وغير متوقعة، مما يفرض على الولايات المتحدة أن تتعلم بسرعة، وأن تختبر عقائدها الجديدة ميدانيا، استعدادا لصراع محتمل قد يحدد ملامح التوازن العسكري في المحيط الهادي لعقود مقبلة.