العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية صخرة صلبة وحصن منيع في وجه التحديات
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
صراحة نيوز- التقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي، يوسف حسن العيسوي، اليوم الأربعاء، وفدين في لقاءين منفصلين. ضم الوفد الأول ممثلين عن تجمع المتقاعدين العسكريين لمحافظة البلقاء، فيما ضم الوفد الثاني مجموعة من المحامين المتدربين وطلبة تخصص الحقوق. وقد حضر لقاء المتقاعدين العسكريين العميد الركن رعد العمايرة مدير المكتب العسكري الخاص لجلالة الملك.
وفي حديثه للوفدين، نقل العيسوي تحيات واعتزاز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بهما، مؤكداً أن المتقاعدين العسكريين هم “رجال اليوم والغد”، وأنهم يمثلون بيوت خبرة وطنية وركائز أساسية لترسيخ قيم الانتماء والولاء. كما أكد أن طلبة القانون والمحامين يمثلون صمام أمان لسيادة القانون وحماية حقوق المواطنين، وأنهم مستقبل الأردن في ترسيخ أسس العدالة.
وشدد العيسوي على أن الأردن، بقيادته الهاشمية، يمثل نموذجاً فريداً وركيزة استقرار في منطقة تتشابك فيها الأزمات والصراعات. فبفضل حكمة جلالة الملك ووعي الشعب، أصبح الأردن صخرة صلبة في وجه التحديات، وحصناً منيعاً أمام كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره.
وأشار إلى أن الأردن، رغم كل التحديات، يواصل مسيرة التحديث والإصلاح في مختلف الميادين، من تطوير الحياة السياسية إلى تعزيز منظومة التعليم والصحة وتحسين البنية التحتية.
وفي حديثه عن القضايا العربية، أكد العيسوي أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، كان وما يزال صوتاً مؤثراً ومدافعاً عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تبقى في الوجدان الأردني محوراً للثوابت الوطنية.
وأشار إلى أن المواقف الملكية الثابتة والدبلوماسية المؤثرة أحدثت تحولاً في المواقف الدولية، حتى باتت دول كبرى تعلن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة تكسر الجمود التاريخي.
ولم يغفل العيسوي الإشارة إلى أن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية تبقى أمانة الوصاية الهاشمية التاريخية التي توارثها الملوك الهاشميون، بعهد لا ينكث وميثاق لا يُنقض.
كما شدد العيسوي على أن غزة، ومنذ بدء العدوان الوحشي عليها، لم تغب عن الأجندة الملكية. فكانت الجهود الأردنية الإنسانية والإغاثية سبّاقة ومتواصلة، عبر البر والجو، في كسر الحصار وإيصال المساعدات.
وأكد أن الأردن لا ينتظر الإذن ليقوم بواجبه، ولا يعرف التراجع حين تناديه الأخوة، حتى أصبح “رئة غزة وشريان الحياة” للأهل هناك.
وفي ختام حديثه، أشاد العيسوي بدور جلالة الملكة رانيا العبدالله في تمكين المرأة والشباب، ودور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي يسير بخطى ثابتة على نهج قائده ووالده. كما وجه تحية اعتزاز للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وأجهزتنا الأمنية، درع الوطن وسياجه المنيع.
وأكد العيسوي على أن حكمة القيادة ووعي الشعب وتماسك الجبهة الداخلية والالتفاف حول الراية الهاشمية هي عوامل قوة الأردن، وسيبقى وطناً شامخاً وبيت عز وكرامة بقيادته الهاشمية التي هي صاحبة الحق الشرعي والضمانة الأكيدة لمستقبل الأجيال.
من جهتهم، أعرب المتحدثون من الوفدين عن عميق فخرهم واعتزازهم بالقيادة الهاشمية، مؤكدين أن جلالة الملك يمثل اليوم صوت العدل وضمير العالم في المحافل الدولية.
وأشاروا إلى أن جلالته لم يتوانَ يوماً عن حمل قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بجرأة وإخلاص، مما يجعله رمزاً للالتزام الثابت والمبدئي.
وشددوا على أن المساعدات الأردنية لغزة، سواء عبر الإنزال الجوي أو القوافل البرية، كانت مصدر فخر واعتزاز لكل أردني، كونها تجسد المواقف المبدئية لا مجرد الشعارات. وأكدوا أن هذه الجهود الإنسانية تؤكد أن الأردن بقيادته الهاشمية يقف في مقدمة الصفوف في كل قضية عادلة.
كما أكد المتحدثون أن الأردن وقيادته الهاشمية يمثلان خطاً أحمر، وأن الأردنيين يلتفون حول جلالة الملك بثقة مطلقة وإيمان راسخ بحكمته، موضحين أن أي محاولات للتشكيك أو التزييف ستبقى عاجزة أمام وعي هذا الشعب وإيمانه بقيادته.
وأشادوا بالإنجازات الوطنية التي تحققت في عهد جلالة الملك على كافة المستويات، معتبرين أنها تعزز الثقة بالمستقبل وتدفع الشباب الأردني نحو المزيد من العمل والاجتهاد.
وأعربوا عن اعتزازهم بالدور الإنساني والفكري الرائد لجلالة الملكة رانيا العبدالله، مثمّنين جهود سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي يسير بخطى واثقة وحكيمة، حاملاً تطلعات الشباب الأردني وقريباً من نبضهم.
وأكد المتقاعدون العسكريون أنهم في إجازة محارب، وعلى أهبة الاستعداد لتلبية نداء الوطن وقائده في أي وقت، وقالوا “لقد عاهدنا هذا الوطن بالوفاء، وستظل قلوبنا تنبض بحب الأردن وقيادته، وسنبقى مع نشامى القوات المسلحة – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، مدافعين عن عزة الوطن وكرامته”.
وأضافوا “نحن جنود مخلصون في كل زمان ومكان، وسنبقى على العهد الذي قطعناه على أنفسنا بالولاء للراية الهاشمية والدفاع عن تراب هذا الوطن الطهور، وشعارنا الذي لا يتغير: الله، الوطن، الملك.”
في حين أكد الوفد القانوني لجلالة الملك انهم ماضون في حمل رسالة الأردن، حرسا للحق ومدافعين عن العدالة وعاملين بلا كلل لترسيخ قيم النزاهة والشفافية، وان تبقى الراية الهاشمية في عليائها والوطن امانة والقيادة في قلوبنا وعقولنا، وانهم على العهد ماضون وبالوفاء متمسكون وبالانتماء متشبثون.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن مال وأعمال مال وأعمال اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن بقیادته الهاشمیة جلالة الملک أن الأردن على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع
محمد المعتصم **
في منطقة تمتلئ بالتوترات والتحالفات التي تتبدل بحسب توافقات ومصالح، برزت سلطنة عُمان كاستثناء لافت؛ بعد أن اختارت منذ عقود سياسة الحياد الإيجابي، مع مزيج من الدبلوماسية المتوازنة والوساطة الصامتة. هذا المسار جعل من العاصمة مسقط مركزًا دبلوماسيًا يُمكن أن «يُهمس فيه» مع الجميع ويستمع إليه الجميع، وهم يدركون أنهم يتحدثون مع دولة أمينة في الطرح وفي التدخل، الولايات المتحدة، إيران، الدول الخليجية، وحتى القوى الدولية الكبرى يدركون أهمية هذا الدور الذي جعل السلطنة تحظى باحترام واسع، وثقة متجددة، وقدرة على لعب دور محوري عندما تشتد الأزمات.
تعود جذور سياسة الحياد العُماني إلى فهم واقعي لطبيعة المنطقة، عُمان رأت في عدم الانحياز إلى أحد الأطراف مخرجًا للحفاظ على استقرارها الداخلي وعلى مصالحها الاقتصادية أولًا.
الحياد العُماني ليس مجرد موقف مرحلي؛ بل هو جزء من هوية دبلوماسية: «الحياد الإيجابي» كما تصفه الدوائر الرسمية. نهج يعتمد على احترام سيادة الدول، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، الالتزام بالقانون الدولي، والعمل الدبلوماسي الهادئ بعيدًا عن التصعيد.
هذا التوجه ساعد عُمان على تجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية، وفتح لها باب الوساطة حين تتصاعد الأزمات.
وقد حافظت السلطنة على الحياد عبر أدواتها الدبلوماسية المتوازنة، مكنتها من بناء علاقات خارجية متعددة الأبعاد، حيث حافظت السلطنة على علاقات مفتوحة مع طيف واسع من الدول: من دول الخليج، إلى إيران، إلى الغرب (أوروبا، الولايات المتحدة)، بل وحتى الدول الناشئة. هذا «التوازن» يمنحها موضع ثقة من الأطراف المتناقضة.
أضف إلى ذلك هو اعتمادها على الوساطة خلف الكواليس، فبدلًا من التصريحات النارية والإدانات العلنية، تختار مسقط «القناة المغلقة» للحوار. في كثير من القضايا - من النووي الإيراني إلى أوضاع اليمن - وغيرها من القضايا التي تتحرك فيها بصمت بعيدًا عن الضجيج وبعيدًا عن المزايدات، حيث تعتمد على السرية والحيطة؛ فالدخول في التفاصيل علانية قد يُفسد الوساطة.
مبدأ «الحياد الصامت» منح عُمان مصداقية لدى الجميع... عُمان لا تدخل في نزاع عسكري أو تحالف مسلح. اقتصادها ما يزال يعتمد بنحو 70% على النفط والغاز، لكنها منذ سنوات بدأت خطوات فاعلة ومؤثرة لتنويع الاقتصاد. وهذا النهج العُماني الأصيل منحها مساحةً للمناورة الدبلوماسية بعيدًا عن التحزبات والتحالفات العسكرية.
الوساطة في الملف النووي الإيراني من أبرز الملفات التي أدرك فيها العالم حجم الدبلوماسية العُمانية، مارست عُمان دورًا محوريًا في وساطة سرية بين إيران والغرب. وفي 2025، أعلنت عُمان أنها عرضت عناصر من مقترح أمريكي على الجانب الإيراني خلال زيارات دبلوماسية قصيرة، في إطار جهود لإنهاء الجمود حول الملف النووي.
هذا الدور يعكس ثقة الطرفين بمسقط، الولايات المتحدة، لإيصال رسائلها إلى طهران. طهران، لكونها ترى في مسقط قناة آمنة وموثوقة تفتح لها أفق تفاهم بديل عن المواجهة.
ثاني الأزمات التي تدخلت فيها السلطنة كانت أثناء الأزمة اليمنية وتصاعد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب، تدخلت عُمان كوسيط لطرح هدنة وقبول التفاوض بين الأطراف، وفي مايو 2025، أعلنت سلطنة عُمان أنها نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله في اليمن، وهو تحرك يُظهر قدرتها على التعامل باحترافية شديدة مع جبهات التوتر بلباقة.
إنَّ السياسة العُمانية لم تكن وليدة اللحظة؛ فخلال الحرب العراقية - الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، حافظت مسقط على حيادها، ولم تساند أي طرف. كذلك، أثناء احتلال الكويت ثم تحريرها، اتخذت موقفًا متوازنًا، أكّد على احترام السيادة، دون الانزلاق في محاذير الانحياز.
وعندما قاطعت الدول العربية مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل رفضت سلطنة عُمان المقاطعة، وبقيت على علاقات مع مصر، وهو الموقف الذي ما تزال مصر تذكره إلى الآن، واستمر صداه بدايةً من حكم الرئيس محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك؛ وصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحمل تقديرًا خاصًا لسلطنة عُمان.
باختصارٍ.. سجل سلطنة عُمان في التعامل الهادئ مع القضايا الكبرى، جعلها أقرب لأن تكون «سويسرا الخليج»، أو كما وصفها بعض الباحثين بأنها: «دولة مؤثرة للغاية عبر ذكائها الدبلوماسي».
** كاتب صحفي مصري