حُسن النوايا على حساب الضحايا!!
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
في كل حالات دفاعهم عن الميليشيا يورط قادة تقدم/ صمود أنفسهم في الوقوف ضد المواطنين ولا يفيدون الميليشيا، خاصةً جعفر حسن، فهو أكثرهم قلباً للحقائق، واختراعاً لحقائق غير موجودة، وسوء ظن بعقول المواطنين، وتحاملاً عليهم، فقد حوَّل، بتضليله الفج، حُسن النوايا إلى تآمر على المدنيين:
١/ *قال جعفر حسن: (القضية دي، البروسس دا، كانت الحاجة الأولى فيه حسن النوايا، والحاجة التانية وقف العدائيات.
* هذا كذب صريح، لم يقل بمثله حتى معظم رفاقه الذين تجندوا للدفاع عن الميليشيا في قضية المنازل، فـ “إعلان جدة” ــ السابق لحديثه ــ والذي تهرب عمداً من ذكره، ألزم الميليشيا بإخلاء المنازل، وهو يعلم هذا علم اليقين، لكنه ــ كعادته في التضليل الفج الساذج ــ حاول طمسه ومحوه من ذاكرة الناس الذين لا يحترم ذاكرتهم ولا حقوقهم!
٢/ *قال: (ولو الكلام دا ما صحيح الطرفين ممكن يقولوا كلامنا دا ما صحيح)*
* هو أصلاً كان، بحديثه هذا، يرد على قيادات الجيش والحكومة الذين قالوا مراراً وتكراراً إن إعلان جدة (السابق لحديثه) قد حمل اتفاقاً على إخلاء المنازل. إذن هو استخدم هذا “التحدي الزائف” كحيلة خطابية لاستغباء المستمعين، وإعطاء حديثه قوة إثباتية وهمية، فالنفي لحديثه من جانب الجيش كان موجوداً، وكان هو يحاول، بطريقته الماكرة الساذجة، نفي وجوده!!!
* وهو يعلم أنه لا مصلحة للميليشيا في تكذيبه وهو يدافع عنها: يتجاهل إعلان جدة، ويزعم عدم تضمنه التزامها بالإخلاء، ويتحامل على اللضحايا، ويتجاهل أي إلزام أخلاقي وإنساني؟!
* حتى لو سلَّمنا ــ جدلاً ــ بأن الطرفين لم يتفقا في “إعلان جدة” على إخلاء المنازل، وقررا تأجيل مناقشته إلى ما بعد مرحلة أولى لإثبات حسن النوايا، فإن هذا أدعى لإدانتهما، لا للتمسك به، وتقديمه كإنجاز تفاوضي، ثم تحدي الآخرين لإثبات عدم وجود هذا “الإنجاز”!
٣/ *قال: (لما تنتهي المرحلة الأولى، ويقبضوا الناس ديل، ويحسِّنوا المحتوى الإعلامي، يعملوا الكلام دا، ينتقلوا في التفاوض للمستوى التاني وهو وقف العدائيات، وقف العدائيات دا فيهو الخروج من المنازل والأعيان المدنية لكل الجيوش).*
* تجنب إدانة احتلال المنازل، وتبرع للميليشيا بشرعنة استمرارها في احتلالها إلى حين اعتقال خصومها!
* ركَّز على شرط اعتقال خصومه، الأمر الذي يثبت سعيه للاستثمار السياسي في احتلال البيوت. رغم أن هذا الشرط غير موجود في “إعلان جدة” الذي استند فقط على القانون الدولي الإنساني، ولم يخضِع حقوق المواطنين للمساومات!
* روَّج لبديهية زائفة مفادها أنه إذا لم يكن هناك اتفاق على الإخلاء، فالميليشيا غير ملزمة به لا أمام الضحايا، ولا أمام القانون الدولي الإنساني!
* بقيامه برهن الإخلاء باعتقال خصومه وخصوم الميليشيا سلِّم، دون أن يدري، بأن الميليشيا هي التي تحتل المنازل، وسلِّم أيضاً بأن الجيش لا يحتلها ولا يضع الشروط لإخلائها!
* وسلَّم، دون أن يدري، بأن الحكومة هي ممثل المواطنين الذي يدافع عن بيوتهم، وأن الميليشيا وتقدم/ صمود هم “الطرف” الذي يساوم الحكومة والجيش على بيوت المواطنين، ويضع الشروط لإخلائها، باعتبارها مكسب عسكري، وقضية سجال سياسي، ومساومات تفاوضية ضد مصلحة الضحايا!
٤/ *قال: (يعني لو الجيش قاعد في بيوت يمرق، لو قاعد في مدرسة يمرق)*:
* زعم أن الجيش، أيضاً، يحتل المنازل والأعيان المدنية، بل إنه قدمه في الترتيب على الميليشيا. وهذا كذب فج، وهو يعلم أنه كذب، فلو كانت هذه هي الحقيقة، أو على الأقل هي قناعته، أو حتى دعواه، لهاجم الجيش على الاحتلال، لا على ما زعمه من عرقلته للإخلاء بعدم إثباته “حسن النية” للميليشيا، ولمن اخترعوا لها هذا الشرط وأقحموه في إعلان جدة!
* إذا كان يؤمن حقاً بأن الجيش يحتل منازل، مثله مثل الميليشيا، فكيف “يمنحه”، معها، حق الإقامة فيها إلى حين قيامه بتنفيذ شرط اعتقال خصومه وخصوم الميليشيا؟
٥/ *قال: (ولو الدعم السريع قاعد في بيوت الناس يمرق، لو في وزارة مدنية يمرق، الحاجات اللي هي الأعيان المدنية)*
* استخدامه لكلمة (لو) هو حيلة خطابية شديدة الضعف. والغرض المكشوف منها هو عدم القطع باحتلال الميليشيا للمنازل. استخدامه للكلمة مع الجيش أيضاً لا يلغي هذه الحقيقة، بل يحمل تسليمه بضعف اتهامه للجيش، ورغبته في تعميم هذا الضعف على الميليشيا أيضاً!
* الغريب في الأمر أن هذه الحجج هي اختراع منه، وأن الميليشيا نفسها لم تتحدث عن خلو إعلان جدة من إخلاء المنازل، ولا عن حقها في البقاء في بيوت الناس إلى حين اقتناعها بحسن نوايا الجيش، لتحصل بذلك على مكافأتين: إقامة مشرعنة، ثم إخلاء بمقابل!
* كعادته دائما، تصرف وفق مبدأ المصلحة الخاصة، ولو كانت ضد مصلحة المواطنين، فجوهر حججه يرتكز علي تحقيق مكاسب للميليشيا ولجماعته، لا على سلامة المدنيين وحقوقهم وحصانتهم في الحروب!
* لو كان هو، وبقية قادة تقدم/ صمود، قد تحدثوا بعد تحرير معظم المنازل مرحبين بالتحرير مثل حديثهم عنها وهي محتلة مبررين لاحتلالها، ربما عدَّلوا، إلى حد ما، صورتهم كمدافعين عن الميليشيا على حساب المواطنين، لكنهم لم يفعلوا، فبقيت صورتهم كما هي، وأرسلوا رسالة “الحسرة” على ضياع فرصة “استثمار سياسي”، لا رسالة الحرص على حقوق المواطنين!
* ذات الذين توسعوا في اختراع شروط لإخلاء المنازل، رفضوا اشتراط الحكومة والجيش تنفيذ إعلان جدة.. الأمر الذي يكشف، بوضوح تام، دعمهم، بل اختراعهم، للشروط التي تخدم مصالح الميليشيا ومصالحهم، ورفضهم للشرط الذي يخدم مصلحة الضحايا!
كل كلمة من كلماته تدل على أنه لا يتحدث بلسان الشعب، بل بلسان الميليشيا: ألغى لها إعلان جدة، وشرعن استمرارها في الاحتلال، ورهن إنهاءه بشرط من اختراعه، وحوَّل الواجب الإنساني الأخلاقي الفوري إلى مساومة سياسية مؤجلة، وطمس الحقائق الواضحة. لكن صعوبة الدفاع عن الميليشيا تسببت في بؤس دفاعه، وهذا بدوره أوقعه في اعترافات ضمنية لا يقع في مثلها الأذكياء، ولا الذين يحترمون عقول الناس!
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إخلاء المنازل عن المیلیشیا إعلان جدة
إقرأ أيضاً:
“الشعبية” تؤكد أن “رؤية إسرائيل الكبرى” تكشف النوايا التوسعية الخبيثة للكيان الصهيوني
الثورة نت /..
أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،اليوم الأربعاء، أن تصريحات رئيس وزراء العدو الصهيوني، مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، بنيامين نتنياهو، حول ما يُسمى بـ”رؤية إسرائيل الكبرى” تكشف بوضوح النوايا التوسعية الخبيثة للكيان الصهيوني، والتي تمتد جذورها لعقود، مستهدفة فلسطين وكافة الدول العربية المحيطة.
واعتبرت الجبهة ،في تصريح صحفي، تلقته وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) أن هذة التصريحات تُشّكل جزءاً من خطة ممنهجة للهيمنة على الأرض العربية والسيطرة على مقدرات شعوبها، مما يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي واستقرار المنطقة.
وقالت إن ما يجري على الأرض اليوم من جريمة إبادة صهيونية في قطاع غزة، واستمرار التوسع الاستيطاني في الضفة المحتلة، والاعتداءات المتكررة على لبنان وسوريا واليمن، والتهديدات الموجهة للأردن ومصر، جميعها تشير إلى أن الكيان الصهيوني يسعى لتنفيذ أجندة توسعية شاملة، مدعومة بخطط استعمارية طويلة الأمد وبضوء أخضر أمريكي، بهدف ترسيخ نفوذه وفرض وقائع جديدة على الأرض على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني يصر على الترويج لهذا المخطط واستهدافه المباشر لمصر والأردن، وخاصة مصر، في سياق إدراكه لما تُمثله الأخيرة من قوةٍ إقليمية عربية ومحور رئيسي للأمن القومي على حدود غزة، حيث يسعى لقطع الطريق أمام أي نهوض أو تحركات عربية تقودها القاهرة، في خطوة تحمل أيضاً طابعاً انتقامياً مرتبطاً بموقفها الرافض لمشروع التهجير، وما يترتب على ذلك من محاولة لإضعاف الجيش المصري واستهداف دوره في حماية الأمن القومي العربي.
وشددت على أن التصدي لهذا المشروع الخطير يتطلب تضافر كل الجهود العربية، باستخدام مختلف أدوات وأشكال الضغط، وفي مقدمتها وقف الحرب على غزة كأولوية، والتوحد في مواجهة هذا المخطط، انطلاقاً من امتلاك الأمة العربية للإمكانيات والقدرات ووسائل الضغط التي تُمكنّها من إفشاله، ومنع أي اعتداءات تهدف إلى زعزعة استقرارها أو تصفية الحقوق التاريخية لشعوبها.