أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة عن سقوط ضحايا في أكثر من منطقة، بينهم أفراد من عائلة واحدة في مخيم البريج وصياد في بحر القطاع، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية جراء القيود على دخول المساعدات والهجمات التي استهدفت العاملين على حمايتها. اعلان

أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن ستة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال، قتلوا في قصف استهدف منزلاً في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

كما قتل صياد وأصيب آخر برصاص أطلق من زوارق إسرائيلية في بحر غزة.

هذه الحوادث تضاف إلى سلسلة من الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياء متفرقة من مدينة غزة، في وقت يجري فيه التحضير لعملية عسكرية موسعة.

تصعيد ميداني واستعداد لعملية برية

ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن القصف الجوي والمدفعي تواصل على أحياء غزة خلال الساعات الماضية، مع تركّز الضربات على مناطق الزيتون والرمال. وأعلنت كتائب القسام أنها نفذت كميناً ضد قوة إسرائيلية في حي الزيتون جنوبي المدينة، بينما تم تسجيل سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في حي الرمال.

في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش يستعد لتسريع العملية العسكرية الرامية للسيطرة على مدينة غزة، بناء على توجيهات القيادة السياسية.

أزمة المساعدات الإنسانية

في الجانب الإنساني، أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس، إلى أن القطاع استقبل يومي الأربعاء والخميس 136 شاحنة مساعدات فقط من أصل 1,200 شاحنة مخصصة، مؤكدا أن جزءاً كبيراً من هذه الشحنات تعرض للنهب، واصفاً الأمر بأنه يندرج ضمن سياسة "هندسة التجويع والإبادة" التي تُمارَس بحق المدنيين.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة إذا لم يُسمح بدخول المساعدات الأساسية بسرعة وأمان ودون قيود.

وأصدر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، بياناً دعا فيه الجيش الإسرائيلي إلى "وقف هجماته فوراً على الفلسطينيين الذين يحاولون تأمين قوافل المساعدات الإنسانية وغيرها من الإمدادات في ظل حرب الإبادة والتجويع".

وأضاف البيان أن هذه الهجمات "ساهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة"، مشيراً إلى أن المكتب وثّق منذ بداية آب/أغسطس الجاري 11 هجوماً استهدف فلسطينيين أثناء عملهم على تأمين المساعدات في شمال ووسط القطاع.

وأكد المكتب أن الاستهداف المتكرر للعاملين على حماية قوافل الإغاثة لا يشكل فقط خرقاً للقانون الدولي الإنساني، بل يفاقم الوضع الكارثي للمدنيين الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء.

الجيش الإسرائيلي: نعمل على أطراف غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، بدء قوات الفرقة 99 العمل في منطقة حي الزيتون على أطراف مدينة غزة، في إطار ما وصفه بعمليات واسعة تهدف إلى تحديد مواقع المتفجرات، استهداف المسلحين، وتفكيك البنية التحتية فوق الأرض وتحتها. وأوضح الجيش أن وحداته فككت مبنى مفخخاً يحتوي على أسلحة، فيما يواصل سلاح الجو تنفيذ ضربات في المنطقة بالتنسيق مع القوات الميدانية.

وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن القوات أنهت عملية استمرت أربعة أسابيع في بيت حانون، جرى خلالها إغلاق نفق بطول 7 كيلومترات. وأشار إلى أنّ العملية تضمنت ضخ أكثر من 20 ألف متر مكعب من مادة خاصة عبر منظومة هندسية أُنشئت على طول نحو 4.5 كيلومترات من السياج الحدودي، وصولاً إلى عمق المسار التحت أرضي، مع تدمير 2.4 كيلومترات إضافية بواسطة المتفجرات. واعتبر الجيش أنّ هذه العملية ألحقت ضرراً كبيراً بكتيبة بيت حانون وأدت إلى "هزيمتها عملياً".

ويأتي هذا الإعلان بينما تمضي إسرائيل في خطتها للسيطرة على مدينة غزة، بعد موافقة الحكومة الأمنية الأسبوع الماضي على مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ووفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يستعد الجيش لاستدعاء نحو 100 ألف جندي لتنفيذ الخطة التي تمتد حتى نهاية عام 2026، ما يعكس اتجاهاً نحو تصعيد طويل الأمد رغم التحذيرات الدولية المتزايدة من تداعياتها الإنسانية والقانونية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل الصحة دونالد ترامب حركة حماس الضفة الغربية الذكاء الاصطناعي إسرائيل الصحة دونالد ترامب حركة حماس الضفة الغربية الذكاء الاصطناعي الأمم المتحدة غزة إسرائيل إسرائيل الصحة دونالد ترامب حركة حماس الضفة الغربية الذكاء الاصطناعي فلاديمير بوتين قطاع غزة الصين غزة أوروبا دراسة الجیش الإسرائیلی مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

تفاقم معاناة النازحين في غزة جراء اشتداد المنخفض الجوي

أحمد شعبان، الاتحاد (غزة)

أخبار ذات صلة مساعٍ أميركية مكثفة لتأسيس «قوة الاستقرار» في غزة مصر: ضرورة تشكيل لجنة الـ«تكنوقراط» تمهيداً لعودة السلطة إلى غزة

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى «الأونروا»، أمس، من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، والتي يواجهها مئات الآلاف من النازحين لا سيما في المخيمات والمناطق من جراء اشتداد المنخفض الجوي الذي يشهده القطاع وما يرافقه من هطول غزير للأمطار.
وقالت الوكالة في بيان صحفي: إن «غمر المياه الشوارع وتسربها إلى خيام النازحين فاقم من سوء الأوضاع»، لافتةً إلى أن انخفاض درجات الحرارة والاكتظاظ الشديد ونقص النظافة تزيد من احتمالات انتشار الأمراض خصوصاً بين الأطفال.
وأكدت أن تفاقم المعاناة يمكن تجنبها من خلال السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق بما في ذلك الإمدادات الطبية ومواد الإيواء اللازمة التي تمكن الأسر من مواجهة ظروف الشتاء بسلام وكرامة.
وانهارت أمس 3 مبان، بمناطق متفرقة من مدينة غزة بعد أمطار غزيرة، وأفاد شهود عيان بأن الانهيارات طالت 3 مبانٍ غربي مدينة غزة.
وأوضح الشهود أن هذه المباني كانت تؤوي عدداً من الفلسطينيين الذين نزحوا إليها لعدم توفر بدائل سكنية، فيما لم يتبين تسجيل إصابات.
وحذر جهاز الدفاع المدني في بيان، من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها عائلات نازحة، خاصة مع المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، وما يجلبه من أمطار تؤدي إلى انجراف التربة وتصدعات إضافية في الجدران والأعمدة التي تضررت بفعل القصف.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، تلقى جهاز الدفاع المدني بغزة أكثر من 2500 مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم بفعل المنخفض العاصف.
ومع اشتداد تأثير المنخفض منذ فجر أمس الأول، غرقت آلاف خيام النازحين في مناطق متفرقة من القطاع، بعد هطول أمطار غزيرة، وسط توقعات باستمرار الحالة الجوية العاصفة إلى مساء اليوم الجمعة.
ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعاً مأساوية بفعل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.
كما أعلن مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، أمس، وفاة رضيعة في مدينة خان يونس جراء البرد وغرق خيمتها بمياه الأمطار.
وقال البرش: «وفاة الرضيعة رهف أبو جزر بخان يونس جنوبي القطاع جراء البرد وغرق خيمتها بمياه الأمطار».
الإعلان جاء في وقت تداول فيه ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر حالة وفاة لرضيعة في خان يونس، قالوا إنها توفيت بسبب البرد.
وشدد محللون فلسطينيون على أن الوضع الإنساني في القطاع يشهد تدهوراً متسارعاً، في ظل نقص المساعدات وتعثر وصول الإمدادات الإغاثية، موضحين أن إسرائيل تسمح فقط بدخول نحو 30% من حجم المساعدات المتفق عليها ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار.
وأشار هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن السلطات الإسرائيلية تُعرقل عمل المنظمات الإنسانية داخل القطاع، مما يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعين المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات من جميع المعابر.
وأوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، أنه رغم توقف الحرب، فإن الوضع الإنساني في غزة لم يتحسن، ولا يزال السكان يعانون نقصاً كبيراً في المواد الغذائية، التي تدخل القطاع بكميات قليلة للغاية وتُباع بأسعار كبيرة لا يستطيع الشخص العادي تحملها، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية بصورة غير مسبوقة.
وذكر الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن إسرائيل لا تلتزم بإدخال المساعدات الإنسانية، إذ إنها تسمح بدخول نحو 30% فقط من الكمية المتفق عليها ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار، إضافة إلى استمرار عمليات القتل بشكل يومي، مما يفاقم حالة عدم الاستقرار الأمني والنفسي ويلقي بظلاله الثقيلة على الأسر الفلسطينية.
وأشار إلى أن تدمير البنية التحتية والمنازل أدى إلى معاناة كبيرة لآلاف النازحين، الذين يبحثون عن مأوى يقيهم برد الشتاء القارس، خاصة بعد التدمير الكلي لنحو 85% من منازل غزة، في حين دُمّر 15% جزئياً ولا يمكن العودة إليها، خصوصاً في خان يونس ورفح، مما يزيد الوضع الإنساني تعقيداً.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، زيد الأيوبي، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي وغير مسبوق في تاريخ المنطقة، وهناك مجاعة حقيقية نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع دخول الغذاء بالكميات اللازمة، إضافة إلى نقص المواد الطبية وغالبية الاحتياجات الأساسية.
ودعا الأيوبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، المجتمع الدولي إلى وقفة جادة لإجبار إسرائيل على السماح بدخول المساعدات من جميع المعابر، خصوصاً معبر رفح الذي تمنع إسرائيل دخول الإمدادات منه، وحتى حين تسمح ببعضها، فهي لا تكفي لسد الرمق.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: التعنت الإسرائيلي في دخول المساعدات الإنسانية يستهدف كل شيء
  • لجنة فلسطين النيابية تحذر من التصعيد الإسرائيلي وتؤكد دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  • “يونيسف” تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة وتدعو لتكثيف المساعدات الإنسانية
  • الإغاثة الطبية في غزة تحذر: الأزمة الإنسانية تتفاقم
  • غوتيريش والصفدي يبحثان دعم الأونروا في ظل الكارثة الإنسانية بغزة
  • السوداني: انتهاء مهمة يونامي لا تعني نهاية الشراكة بين العراق والأمم المتحدة
  • بريطانيا تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في شرق الكونغو وتدعو لوقف فوري للقتال
  • الأمم المتحدة: قيود إدخال المساعدات تفاقم معاناة النازحين في غزة
  • الصفدي وغوتيريش يؤكدان دعم الأردن المستمر لوكالة “الأونروا” في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة
  • تفاقم معاناة النازحين في غزة جراء اشتداد المنخفض الجوي