الفرص البديلة فى الشركات المقيدة.. أفضل من الطروحات الجديدة
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
50 مليون جنيه رأس مال الشركة المزمع طرحها
فكِّر بنفسك، واثبت على قدميك كما تثبت الجبال فى وجه الريح، لا تضع بين يديك كتب الحكماء لتردد كلماتهم، بل تعلم كيف تصيغ فلسفتك بمداد تجربتك، وكيف تجعل من عقلك مرآة ترى بها، لا نسخة من عيون الآخرين.. لا تُقاس همتك بمسافات الأرض ولا تحدها أسوار الواقع، أسعى فى كل خطوة لتبلغ ذروة ذاتك، اجعل دربك منقوشا فى أعماقك، كأنه قد بسط لك وحدك، يدعوك أن تسير.
ثقتك رفيق أبدى، تسير إلى جانبك فى كل منعطف، تهمس أن القمم وجدت لترتقى، أمامك سدود وأودية، وجبال تلو جبال، لكن عينيك معلقتان بالبعيد، حيث يلوح لك ضوء النجاح.. وهكذا كانت مسيرة محدثى منذ الصبا.
محمد شاكر، مدير عام شركة كنوز القابضة للاستثمارات المالية.. يحول العقبات إلى وقود.. لا يكتفى بخوض المعارك، بل يبحث عن ميزة لا يطالها الغير، النجاح فى فلسفته لا يكون لحظة عابرة، أو إنجازًا مؤقتًا، بل حالة مستدامة.
على مرمى حجر من شارع عباس العقاد، ذلك الشارع الذى يحمل فى اسمه عبق واحدٍ من عظماء الأدب، تقف أمتار قليلة لتفتح الطريق نحو مبنى ضخم، طرازه المعمارى الفريد يمزج بين الحداثة والأناقة.. فى الطابق الرابع، تبدأ الحكاية.. شبكة من الممرات تمتد كأنها خيوط متشابكة فى نسيجٍ متقن، جدرانها تحمل بصمة تصميم عصرى، وألوانها تهمس بالسكينة والتركيز.
بنهاية تلك الممرات، أبواب غرفٍ يغمرها الصمت، لا يقطعه إلا همس العمل، ونقرات لوحة المفاتيح، وأزيز الحواسيب.. فى الغرفة الأولى، تسود البساطة بتنظيمٍ مثالى؛ كل شىء فى مكانه كما لو أن المكان انعكاس لذهن صاحبه، الجدران لوحة فنية رسمتها ريشة فنان يعرف كيف يجعل من الصمت جمالًا، سطح المكتب منظومة من النظام؛ ملفات مرتبة بعناية، قصاصات ورقية تحمل بين سطورها خططًا مدروسة، ورؤية لا تعرف الارتجال.
أجندة ذكريات تتصدر غلافها عبارة كالسيف فى وضوحها: «نبيل من يتنازل.. ذليل من يتخاذل». عبارة ليست للزينة، بل مبدأ سُطرت تحته حكاية رجل قاتل الرياح، وواجه العواصف، وجازف بطمأنينة من يثق فى بوصلة حلمه.. خاض التجارب، قدّم التضحيات، ودفع ثمن كل خطوة، حتى كتب اسمه فى سجل الناجحين، ليس صدفة، بل بمداد العزيمة، وبقلبٍ عرف منذ البدء أن المجد لا يُمنح، بل يُنتزع.
حماسى فى خطواته، هادئ فى تفكيره، يبحث ويفتش، يغربل الأحداث، يسطر رؤية موضوعية لا يشوبها انفعال عابر، يختار كلماته بميزان الحكمة، يصف مشاهد الاقتصاد بوضوح يكشف الخفى ويزيل الضباب.. يقول إن «الاقتصاد الوطنى واجه عواصف ثقيلة فى السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى المتغيرات الخارجية، التى أثرت سلبا على مسار الاقتصاد الوطنى، مع تصاعد الأزمة بدول المنطقة، والتداعيات السلبية على ممر قناة السويس، وتراجع قيمة الإيرادات من العملة الصعبة، وأثر ذلك على الموارد الدولارية الرئيسية».
يستطرد قائلا إنه «رغم ما يحيط بالمشهد من معوقات، فإن الحكومة استطاعت، بخطوات محسوبة، أن تتعامل بفاعلية مع التحديات الداخلية، وفى مقدمة هذه النجاحات، استقرار أسعار الصرف الذى منح السوق قدرا من الطمأنينة، يعززه التعافى الملموس للعملة المحلية، بالإضافة إلى العودة إلى نهج التيسير النقدى عبر خفض أسعار الفائدة، وهى خطوة إيجابية، خاصة فى ظل ما يمر به الاقتصاد الوطنى من أزمات خانقة، ومع ذلك، تبقى معدلات التضخم، بكل ما تحمله من ضغط، العقبة الأبرز التى تقف فى طريق التعافى الكامل والانطلاقة المنشودة للاقتصاد، مع عقبة الديون الخارجية».
نجاحك مسار تصنعه بخطوات ثابتة، وهو ما ينعكس فى تناوله لملف السياسة النقدية، وخاصة ما يتعلق برفع معدلات أسعار الفائدة أو تثبيتها طوال السنوات الماضية، إذ يربط ذلك بالاتجاه العالمى نحو رفع الفائدة، وباستفادة الدولة من هذا التوجه فى استقطاب المزيد من الأموال الساخنة، لكنه يصف هذه الأموال بأنها معادلة صعبة، بل وقنبلة موقوتة، إذ إن خروجها المفاجئ قد يترك أثرًا سلبيًا عميقًا على الاقتصاد، كما حدث فى سيناريو عام 2022 حين تخارجت استثمارات بقيمة وصلت إلى 22 مليار دولار دفعة واحدة. ومع ذلك، ظل الاتجاه نحو جذب هذه الأموال قائمًا فى ظل شح العملة الصعبة، حتى وإن لم تكن قرارات خفض أسعار الفائدة بسبب ارتفاع معدلات التضخم، ولكن بحثا عن الأموال الساخنة.
لا يزال ملف الاقتراض الخارجى، رغم تراجعه مؤخرا، يثير جدلًا واسعًا بين الخبراء والمراقبين، إذ تتباين الرؤى حول جدواه ومخاطره.. غير أن محدثى يحمل فى هذا الشأن رؤية خاصة، تنبع من إدراكه العميق لحساسية هذا الملف وتشابك عوامله، حيث يرى أن الاقتراض الخارجى ليس مجرد بند مالى على جدول الحكومة، بل هو أشبه بصداع مزمن يثقل كاهل الدولة ويستنزف مواردها.. ولمعالجة أعباء هذه الديون، يرى أن الطريق لا يمر عبر المزيد من الاقتراض، بل عبر العمل على زيادة الصادرات بشكل مستدام، وسد فجوات العجز فى الموازنة العامة، بالتوازى مع التوسع فى الشراكات الاستراتيجية مع المستثمرين الأجانب والعرب، مستشهدا فى هذا الصدد بمشروع رأس الحكمة الاستثمارى، الذى يراه نموذجًا يمكن البناء عليه لاستقطاب رؤوس أموال ضخمة، ونقل الخبرات، وتحقيق عوائد تعزز قدرة الدولة على تجاوز عبء الديون والانطلاق نحو آفاق أرحب من النمو الاقتصادى.
علامات حيرة ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «إيرادات اقتصاديات الدول الكبرى تقوم أساسًا على المنظومة الضريبية، لكن جوهر المسألة يكمن فى الكيفية التى تنعكس بها هذه الضرائب على حياة المواطن. فى التجارب الناجحة، تتحول هذه الإيرادات إلى خدمات ملموسة تمس كل المجالات، من الصحة والتعليم إلى البنية التحتية، أما ما نراه فى واقعنا، فإن جزءًا كبيرًا من الضرائب لا يجد طريقه إلى خدمة رجل الشارع كما ينبغى».
يضاف إلى ذلك أن الإجراءات المرنة التى اتُخذت لم تُترجم بعد إلى محفزات حقيقية للإنتاج، الأمر الذى يحدّ من أثرها الإيجابى، وفقا لقوله، وهنا تبرز ضرورة دعم الاقتصاد غير الرسمى، والعمل الجاد على ضمه إلى منظومة الاقتصاد الرسمى، ليس فقط لتوسيع القاعدة الضريبية، ولكن أيضا لضمان استفادته من الحماية والمزايا التى تكفلها الدولة، فيتحول من هامشٍ معزول إلى رافد أساسى للنمو.
القمة ليست آخر الطريق، بل نافذة واسعة تطل على قمم أعلى.. بهذه الروح يتناول محدثى ملف الاستثمار الأجنبى المباشر، واضعه فى سياق منافسة شرسة على «تورتة الاستثمار» فى المنطقة، حيث تتسابق الدول لاقتناص أكبر حصة ممكنة من التدفقات الاستثمارية، إذ يرى أنه على الدولة أن تقدم المزيد من المحفزات، لا بصورة جزئية أو متفرقة، بل فى إطار متكامل يشمل كافة القطاعات، مستندة إلى ما تملكه من مقومات تؤهلها لاستهداف مليارات الدولارات من الاستثمارات. ولتحقيق ذلك، يؤكد أهمية التنسيق المحكم بين صانع القرار ومنفذه، إلى جانب الترويج والدعاية الفعّالة، وطرح الفرص الاستثمارية بوضوح أمام المستثمرين والكيانات الكبرى.
يشدد على أن الهدف لا ينبغى أن يقتصر على جذب رأس المال فحسب، بل توطين الصناعات الكبرى داخل البلاد، والتوسع فى المشروعات الاستثمارية القادرة على إحداث فارق حقيقى فى الاقتصاد. كما يدعو إلى دراسة تجارب الدول التى نجحت فى استقطاب الاستثمارات، واستلهام أفضل ممارساتها، بالتوازى مع دعم المستثمر المحلى، وتوفير كافة المحفزات التى تمنحه القدرة على التوسع والمنافسة، ليصبح شريكًا فاعلًا فى مسيرة النمو لا متفرجًا على إنجازاتها.
لحظات من الصمت تسود المكان، قبل أن يكسر هذا السكون قائلاً إن «المستثمر الاستراتيجى هو الخيار الأمثل فى عمليات الاستحواذ على الشركات؛ فهو يضخ السيولة الدولارية فى شرايين الحكومة بسرعة، على عكس الطروحات فى البورصة التى تتطلب وقتًا أطول لإتمامها، ثم إن اكتتابات الشركات لا تكون مجدية إلا إذا جاءت بحجم كبير بما يعادل قيمة العملة الصعبة المرتفعة، فحينها فقط تمنح هذه الشركات وزنًا ثقيلًا فى المؤشرات بالأسواق الخارجية بالإضافة إلى أن الفرص البديلة فى شركات البورصة أفضل من الاكتتابات الجديدة».
حصيلة طويلة من التجارب صقلت خبراته، يتبين ذلك فى حديثه عن القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد يتصدرها القطاع السياحى، لما له من قيمة مضافة للعملة الصعبة، وكذلك قطاع التكنولوجيا، والمعلومات، بالإضافة إلى القطاع الزراعى والصناعى، وآثارهما على النمو الاقتصادى، والتصدير.
لا يُخفى انحيازه لقطاع سوق المال، وهو ما يتكشف فى حديثه بضرورة تفعيل المنتجات، والأدوات المالية، بما يتيح الفرص أمام المستثمرين للاستفادة منها.
وعدٌ يبرمه مع نفسه ألا تكتفى بما حققه، وهو سر نجاحه، رحلة طويلة، ومحطات فاصلة فى مشواره نجح فى تجاوزها إلى أن نجح مع مجلس إدارة الشركة فى تحقيق بعض الطموحات، عبر قيد مزيد من الشركات بسوق المشروعات الصغيرة، من ضمنها إحدى الشركات العاملة بقطاع الأغذية برأس مال 50 مليون جنيه.
يتعامل مع الصعاب كأنها اختبارات لصقله، ومع التعثر كدرس ثمين يضيف إلى خبراته، يحث أولاده على السعى والجهد، واختيار ما يؤمنون به، لكن يظل شغله الشاغل.. الوصول بالشركة مع مجلس الإدارة إلى الريادة.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد شاكر
إقرأ أيضاً:
نواب البرلمان: تراجع التضخم مؤشر واضح على استقرار الاقتصاد وثقة المستثمرين
نواب البرلمان عن تراجع التضخم:رسالة طمأنة قوية.. والاقتصاد المصري يسير بثبات نحو استقرار أكبرخطوة تعيد الانضباط للأسواق.. ورسالة ثقة في مسار الإصلاح الاقتصاديينعش القطاعات الإنتاجية ويفتح الطريق لخفض تكاليف الصناعة
أشاد عدد من أعضاء مجلس النواب، بقرارات الحكومة الأخيرة وجهود وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مؤكدين أن تراجع معدلات التضخم خلال نوفمبر الماضي يعكس قدرة الدولة على ضبط الأسعار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
وأشار النواب إلى أن هذا الانخفاض يرسخ الثقة في السياسات الاقتصادية، ويعطي دفعة قوية لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، فضلاً عن حماية القوة الشرائية للمواطن وتحسين مستوى المعيشة، مؤكدًا أن استمرار هذه المؤشرات الإيجابية سيشكل قاعدة قوية لتعزيز النمو الاقتصادي ودفع عجلة الإصلاحات الهيكلية بما يعود بالنفع على مختلف القطاعات الحيوية في البلاد.
قال النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن التراجع الأخير في معدلات التضخم خلال شهر نوفمبر يمثل مؤشرًا اقتصاديًا بالغ الأهمية ويعكس نجاح الحكومة في تنفيذ سياسات مالية ونقدية أكثر انضباطًا وفاعلية.
وأكد الدسوقي في تصريح خاص لـ"صدي البلد"، أن انخفاض التضخم الشهري بنسبة 0.2% مدفوعًا بتراجع أسعار مجموعة الطعام والمشروبات – التي تشكل الوزن الأكبر في إنفاق الأسر – يعد خطوة إيجابية يشعر بها المواطن مباشرة، لافتًا إلى أن تراجع أسعار الخضروات بنسبة تتجاوز 15% يُعد عنصرًا رئيسيًا في تخفيف الضغوط عن المواطنين خلال الفترة الحالية.
وأوضح أن هذا التحسن يأتي في ظل تنفيذ الدولة حزمة إصلاحات هيكلية قوية، وهو ما أشارت إليه وزيرة التخطيط أثناء استعراضها تقدم العمل في المرحلة الثانية من آلية دعم الاقتصاد الكلي المقدمة من المفوضية الأوروبية، مضيفًا أن الانتهاء من تنفيذ 16 إجراءً إصلاحيًا ضمن الشريحة الأولى يؤكد جدية الدولة في معالجة جذور التحديات الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال.
وأضاف الدسوقي:"تراجع التضخم ليس مجرد رقم اقتصادي، بل رسالة طمأنة للمواطنين والأسواق والمستثمرين بأن الاقتصاد المصري يستعيد توازنه تدريجيًا، وأن الجهود المشتركة بين الحكومة والبرلمان تستهدف بالأساس تخفيف الأعباء عن المواطن وتعزيز القدرة الشرائية للأسر."
وأشار عضو اللجنة الاقتصادية إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من الانعكاسات الإيجابية مع استمرار الإصلاحات وتحسن سلاسل الإمداد وتراجع الضغوط العالمية، مشددًا على أهمية استمرار الرقابة على الأسواق لضمان وصول أثر انخفاض الأسعار إلى المستهلكين بصورة حقيقية.
واختتم الدسوقي تصريحه بالتأكيد على أن استمرار تراجع التضخم هو الركيزة الأساسية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وجذب مزيد من الاستثمارات، مؤكدًا دعم البرلمان الكامل للإجراءات التي تصب في مصلحة المواطن والاقتصاد الوطني.
وفي السياق ذاته، قالت النائبة مرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن تراجع معدلات التضخم خلال شهر نوفمبر يعكس تحسنًا تدريجيًا في الأداء الاقتصادي ونجاح الدولة في السيطرة على ضغوط الأسعار، مؤكدة أن هذا الانخفاض يشكل بارقة أمل حقيقية للمواطن المصري بعد موجة الارتفاعات التي شهدتها الأسواق خلال الفترات الماضية.
وأضافت الكسان في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن انخفاض التضخم الشهري بنسبة 0.2%، وتراجع أسعار مجموعة الطعام والمشروبات – ولا سيما الخضروات التي انخفضت بأكثر من 15% – يشير إلى أن الإجراءات الحكومية بدأت تؤتي ثمارها، خاصة في ما يتعلق بدعم المعروض السلعي وتحسين إدارة سلاسل الإمداد.
وأكدت أن استمرار الإصلاحات الهيكلية التي استعرضتها وزيرة التخطيط أمام مجلس الوزراء، وتنفيذ 16 إجراءً إصلاحيًا ضمن الشريحة الأولى من آلية دعم الاقتصاد، يسهم بشكل مباشر في تعزيز الانضباط المالي وتهيئة بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا، وهو ما ينعكس على الأسعار وعلى ثقة المستثمرين والأسواق.
وتابعت الكسان:"تراجع التضخم ليس مجرد مؤشر اقتصادي، بل هو انعكاس لسياسات مالية ونقدية أكثر اتزانًا، وخطوة مهمة نحو استعادة القوة الشرائية للمواطن، ودعم خطط الدولة لتحسين مستوى المعيشة والتحرك بثبات نحو اقتصاد أكثر تنافسية."
ودعت النائبة إلى ضرورة تعزيز الرقابة على الأسواق لضمان الالتزام بالأسعار العادلة وتمرير آثار التراجع للمستهلك، مؤكدة أن لجنة الخطة والموازنة تدعم كل الجهود الرامية إلى ضبط السوق وتحقيق استقرار اقتصادي يمس حياة المواطن مباشرة.
كما، قالت النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن التراجع الذي سجله معدل التضخم خلال شهر نوفمبر يمثل مؤشرًا إيجابيًا بالغ الأهمية للصناعة الوطنية، مؤكدة أن انخفاض أسعار السلع الأساسية ومجموعة الطعام والمشروبات يساهم بشكل مباشر في خفض الضغوط على تكاليف الإنتاج، خاصة في القطاعات التي تعتمد على مدخلات محلية.
وأضافت متى في تصريح خاص، لـ"صدى البلد" أن انخفاض التضخم الشهري بنسبة 0.2% وتراجع أسعار الخضروات بنسبة تتجاوز 15% يعكس تحسنًا ملحوظًا في منظومة الإمداد والتوزيع، وهو ما يتقاطع مع جهود الدولة في ضبط الأسواق وتوفير السلع الاستراتيجية، مبينة أن هذه المؤشرات تمنح المنتجين مساحة أكبر للتخطيط والتوسع دون القلق من تقلبات الأسعار.
وأكدت أن استمرار الإصلاحات الهيكلية التي استعرضتها وزيرة التخطيط أمام مجلس الوزراء، وتنفيذ 16 إجراءً إصلاحيًا ضمن آلية دعم الاقتصاد الكلي من المفوضية الأوروبية، سينعكس بشكل مباشر على رفع كفاءة الإنتاج وتوفير مناخ صناعي أكثر تنافسية، خاصة مع الإجراءات المتعلقة بتحسين بيئة الأعمال وتيسير التراخيص الصناعية.
وتابعت النائبة:"الصناعة المصرية تحتاج إلى بيئة مستقرة، وتراجع التضخم يمثل رسالة طمأنة للمستثمرين المحليين والأجانب، ويؤكد أن الاقتصاد يتحرك في الاتجاه الصحيح. ومع خفض تكاليف الإنتاج، يمكن للمصانع زيادة قدرتها الإنتاجية وتحسين جودتها وتعزيز تواجدها في الأسواق الداخلية والخارجية."
وأشارت إلى أن لجنة الصناعة بالبرلمان ستواصل دعمها لخطط الدولة الرامية إلى تعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستكون فرصة لتعزيز الصادرات الصناعية، خاصة مع تحسن المؤشرات الاقتصادية واستقرار السوق.
واختتمت متى تصريحاتها بالتأكيد على أن انخفاض التضخم خطوة مهمة على طريق تعزيز قوة الاقتصاد المصري وتحقيق نقلة نوعية في أداء القطاع الصناعي باعتباره قاطرة النمو والتنمية.