صدى البلد:
2025-08-18@00:03:05 GMT

لبنان أمام مفترق طرق.. صراع السلاح والدولة يتصاعد

تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT

يشهد لبنان حالة من الترقب الحذر في أعقاب القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية والقاضي بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، في خطوة وصفت بأنها مفصلية في تاريخ البلاد. 

وأثار هذا القرار جدلا واسعا، لا سيما في ظل الموقف الرافض من قبل "حزب الله"، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول آليات التنفيذ ومدى إمكانية تطبيقه على أرض الواقع.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبدالله نعمة، الخبير السياسي اللبناني، إنه لا تزال إسرائيل تواصل اعتداءاتها اليومية على لبنان، مستهدفة عناصر حزب الله، حيث تقوم بغارات تستهدف وتقتل عددا من المقاتلين وتضرب المدنيين اللبنانيين بشكل متكرر، وسلاح حزب الله قد أصبح غير فعال ولا يشكل تهديدا حقيقيا على إسرائيل.

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مع تصاعد التوترات، تأتي التهديدات من بعض القيادات اللبنانية،  وأشار إلى أن لبنان اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما القبول بالورقة الأمريكية التي تفرضها الضغوط الدولية، أو اللجوء إلى الحرب.

 واختتم:  "نحن ندعو إلى إعلان الحرب على إسرائيل إذا كنت حقا قادرا على ذلك، ونحن معك في هذا الموقف. فالأفضل أن نقاتل العدو الخارجي بدلا من أن نحارب بعضنا البعض في وطن واحد بسبب خلافات وهمية".

وتتوجه الأنظار نحو المؤسسة العسكرية، التي يقع على عاتقها تنفيذ هذا القرار الدقيق، تُبذل في الكواليس جهود سياسية ودبلوماسية مكثفة، كما تعمل أطراف محلية ودولية على محاولة تليين موقف "حزب الله"، وتوفير مناخ سياسي يسمح بتنفيذ الخطة بهدوء، دون انزلاق إلى مواجهة أو صدام داخلي قد يعيد البلاد إلى دوامة عدم الاستقرار.

وتسعى هذه التحركات إلى تفادي أي تصعيد داخلي والحفاظ على الاستقرار، في ظل ما يشهده الإقليم من توتر، والدور الحساس الذي يلعبه لبنان في بيئته الجغرافية والسياسية، وتكمن المخاوف في أن يؤدي أي فشل في التوافق الوطني إلى تهديد السلم الأهلي وإشعال فتنة داخلية يصعب احتواؤها.

وفي السياق نفسه، أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة أن الغالبية الساحقة من اللبنانيين، بما فيهم القوى السياسية البارزة كـ"حزب الله" و"حركة أمل"، لا ترغب في انزلاق البلاد نحو فتنة داخلية.

 وأوضح أن أي صراع داخلي لن يفضي إلى منتصر، بل ستكون نتائجه خسائر جماعية تطال الجميع.

وشدد السنيورة- خلال مداخلة له ضمن برنامج "عن قرب مع أمل الحناوي" على قناة "القاهرة الإخبارية"، على أن التمسك بالسلاح خارج إطار الدولة – تحت مسميات الحماية الطائفية أو الفردية – يشكل خطرا بالغا، إذ يفتح المجال أمام بقية المكونات اللبنانية للمطالبة بالتسلح، ما يهدد السلم الأهلي ويفاقم الانقسامات الوطنية.

وأضاف أن مبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لا يمكن التخلي عنه، باعتباره الضمانة الوحيدة لحماية جميع المواطنين دون استثناء، وأشار إلى أن الادعاء بأن السلاح يستخدم لحماية فئة بعينها ليس إلا ذريعة تضعف الدولة وتقوض سلطتها، مشددا على أن لبنان، بطبيعته المتنوعة والمركبة، لا يمكن أن يبنى على امتيازات أمنية أو تسليحية لفريق دون آخر.

الاحتلال يوسّع دائرة اعتداءاته على جنوب لبنان.. مراسل القاهرة الإخبارية يكشف التفاصيلغلق كلي لشارع 26 يوليو للقادم من كوبري 15 مايو إلى ميدان لبنان لمدة 6 أيام

من جهة أخرى، عقد عدد من الرؤساء اللبنانيين السابقين، وهم أمين الجميل، وميشال سليمان، ونجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام، اجتماعا افتراضيا عبر تقنية "زوم"، تناولوا خلاله التصعيد الإسرائيلي المستمر في لبنان وفلسطين. 

وقد أصدروا بيانا أدانوا فيه بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وخرق تفاهمات 27 نوفمبر 2024، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل للالتزام بتعهداتها.

كما أعرب المجتمعون عن دعمهم الكامل لموقف الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة، وحيوا جهودها في تكليف الجيش بوضع خطة تنفيذية لهذه المهمة الوطنية. 

في المقابل، حذروا من خطورة التصريحات التي أدلى بها الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، والتي عبر فيها عن رفض الحزب تسليم سلاحه، معتبرين أن هذه التصريحات تُفاقم التوتر الداخلي وتعيق أي تقدم نحو تنفيذ القرار.

ودعا الرؤساء السابقون إلى التهدئة وضبط النفس، مشددين على أهمية توحيد الصفوف لإعادة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها ومرافقها الحيوية، كما طالبوا بالحصول على دعم عربي ودولي يساهم في تعزيز قدرة لبنان على حماية أمنه، والمضي قدما في إعادة إعمار المناطق المتضررة، وإنعاش اقتصاده الذي يواجه أزمات متراكمة.

 

السنيورة: لا رابح من الفتنة الداخلية في لبنانفؤاد السنيورة: لا يمكن استمرار ازدواجية الدولة و«دويلة حزب الله» في لبنان طباعة شارك لبنان الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان الشعب اللبناني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لبنان الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان الشعب اللبناني حزب الله

إقرأ أيضاً:

ميشال سليمان: خطاب حزب الله يضرب الشراكة الوطنية اللبنانية

قال الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان، اليوم الجمعة، إن بيروت لن تقبل بإملاءات إيران والحوثيين وما سمي بمحور الساحات.

وأضاف سليمان، في تصريحاتٍ لشبكة القاهرة الإخبارية، :"تصريحات الأمين العام لحزب الله تضرب الشراكة الوطنية وتطيح برسالة لبنان".

جالية العالم العربي بإيطاليا تدعم مصر وتدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" سموتريتش: أمريكا لم تأتِ برئيسٍ يدعم إسرائيل مثل ترامب

وتابع :"قدمنا كافة أشكال الدعم للمقاومة لكن لم يعد بإمكاننا الصمت على تفردها بقرار الحرب".

وأكمل قائلاً :"تصريحات الأمين العام لحزب الله خطيرة للغاية وتمثل تهديدا لبقاء لبنان والسلم الأهلي".

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

وقال نواف سلام، رئيس الحكومة اللبنانية، إنه لا يوجد أي حزب مخول بحمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية.

وجاء ذلك رداً على تمسك نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله بسلاحه دون تسليمه. 

وأضاف :"نرفض التشكيك بوطنية الجيش اللبناني".

وتابع قائلاً :"التلويح والتهديد بالحرب الأهلية مرفوض تماماً".

وتابع بالقول :"نحذر من التصرفات اللامسؤولة التي تحرض على الفتنة".

وقال عادل نصار، وزير العدل اللبناني، إن تهديد البعض بتدمير لبنان دفاعاً عن سلاحه يضع حداً لمقولة " السلاح هو للدفاع عن لبنان".

وجاء تصريح نصار بعد الخطاب الناري الذي أدلى به الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بخصوص نزع سلاح المقاومة. 

وشدد نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، على أنهم يُسلموا السلاح ما دام العدوان مستمراً والاحتلال قائماً.

وأضاف :"لا يمكن بناء لبنان بمكون دون آخر، الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي انفجار داخلي".

وتابع قائلاً :"الحكومة تتحمل كامل المسؤولية عن أي فتنة قد تحدث في لبنان".

وأضاف قائلاً :"كان الأولى بالحكومة بسط سيطرتها وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

وأوضح فكرته :"قرار نزع السلاح يعني تسهيل قتل المقاومين وطردهم من أرضهم".

وقال قاسم إنه لن تكون هناك حياة في لبنان إذا حاولت الحكومة مواجهة الحزب. 

وأضاف :"الحزب أجل الاحتجاجات ضد تسليم السلاح على أساس أن الحوار ممكن".

وتابع قاسم قائلاً :"احتجاجات الشوارع بعد ذلك قد تصل إلى السفارة الأمريكية في لبنان".

وأكمل قائلاً :"لن نسلم السلاح ما دام العدوان مستمرا والاحتلال قائماً".

وأردف قائلاً :"لا يمكن بناء لبنان بمكون دون آخر".

مقالات مشابهة

  • السنيورة: لا رابح من الفتنة الداخلية وحصر السلاح ضرورة لحماية لبنان
  • فؤاد السنيورة: لا يمكن استمرار ازدواجية الدولة و«دويلة حزب الله» في لبنان
  • لبنان: حزب الله والحكومة يبتبادلان الاتهمات ومخاوف من حرب أهلية
  • ميشال سليمان: خطاب حزب الله يضرب الشراكة الوطنية اللبنانية
  • نواف سلام: قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية فقط
  • رئيس الحكومة اللبنانية يرد على تصريحات نعيم قاسم بشأن الحرب الأهلية
  • رئيس الحكومة اللبنانية يرد على حزب الله: التلويح بالحرب الأهلية مرفوض
  • نعيم قاسم: لن نسلّم السلاح.. ردود فعل سياسية تحذّر من الفتنة
  • نعيم قاسم يتحدى الدولة اللبنانية: لن نُسلم السلاح