هوليود تكتشف كنز أفلام ألعاب الفيديو.. لماذا يعشقها الجيل زد؟
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
لماذا تنجح أفلام ألعاب الفيديو الآن؟ تحليل نقدي لأبرز الأعمال الحديثة
من "ذا لاست أوف إس" إلى "أسطورة زيلدا": كيف غيّرت السينما نظرة اللاعبين للأفلام؟
نهضة أفلام الألعاب: سر النجاح الجديد في هوليود ولماذا يحبها الجيل الجديد؟
على مدى عقود، ارتبطت الأفلام المقتبسة من ألعاب الفيديو بسمعة متواضعة، إذ كانت تُصنَّف كأعمال تجارية تفتقر إلى الجودة الفنية وغالبًا ما تفشل في شباك التذاكر، بسبب عجزها عن نقل متعة اللعب وتجربة اللاعب إلى الشاشة الكبيرة.
لكن في السنوات القليلة الماضية تغيّر المشهد تمامًا، إذ بدأت هذه الأفلام تحقق نجاحات جماهيرية لافتة، مدفوعة بتغيّر ذائقة الجمهور، خاصة لدى الأجيال التي نشأت على هذه الألعاب في طفولتها وأصبحت اليوم تشكّل شريحة كبيرة من رواد السينما ومنصات البث.
شهدت هذه النوعية من الأعمال تحولًا جذريًا في استقبال الجمهور، حيث لاقت بعض الأفلام المقتبسة من ألعاب الفيديو صدى واسعًا أخيرًا، مع مؤشرات واعدة على مستقبل أكثر إشراقًا لهذا اللون من السينما.
من أجل تجربة مشاهدة ممتعةتعود أسباب ذلك التحول إلى تغير الذوق العام، خاصة لدى جيل الألفية وجيل زد. لم يعد ذلك الجمهور يكتفي بالأفلام ذات الرؤى التقليدية، بل يبحث عن أفلام تقدم له ما يشبه تجربته التفاعلية أثناء اللعب بجودة فنية كبيرة. لذلك بدأت شركات الإنتاج في التعاون مع مطوري الألعاب لضمان تجربة مشاهدة أصيلة وممتعة، كما حدث في مسلسل "آخرنا" The Last of Us 2023 الذي يعد اقتباسا مباشرا من لعبة الفيديو الشهيرة التي تحمل نفس الاسم.
نال الفيلم إشادة واسعة بفضل إخلاصه لأحداث اللعبة وتقديم شخصياته بعمق دون سطحية. أشرف على العمل نييل درَكمان (Neil Druckmann)، وهو مخرج وكاتب اللعبة الأصلية، وشارك في كتابة وإنتاج المسلسل إلى جانب كريغ مازن، مبتكر المسلسل.
إعلانهناك أيضا فيلم سوبر ماريو الذي يعد من أبرز أفلام الألعاب في السنوات الأخيرة، وقد تجاوزت إيراداته 1.3 مليار دولار عالميا. تعاونت شركة إليومنيشن منتجة فيلم ديسبيكابل مي الشهير مع شركة نينتندو المطور الأصلي للعبة، فكان ذلك التعاون أحد أهم أسباب نجاح الفيلم بعد أن شاركت نينتندو مباشرة في كل تفاصيل الفيلم بدءا من تطوير الشخصيات إلى الشكل البصري للمغامرات. ساعد هذا التعاون على تقديم فيلم يحافظ على جوهر اللعبة، بتفاصيل الموسيقى والألوان المحببة لعشاق اللعبة، كما جذب جيلا جديدا من المشاهدين.
من جهة أخرى، أدرك صناع الأفلام أهمية التفاصيل بالنسبة للاعبين مثل ظهور مشهد "تشيكن جوكي" Chicken jockey في فيلم "ماينكرافت" Minecraft، أنه أظهر فهما عميقًا للثقافة الجماهيرية المرتبطة باللعبة، ما خلق تفاعلا جماهيريا كبيرا.
هل يريد الجمهور اللعبة أم قصة مستوحاة منها؟أظهر التحول السينمائي والجماهيري في السنوات الأخيرة أن المشاهدين لا يبحثون عن محاكاة حرفية للعبة على الشاشة، بل يفضلون قصصًا جديدة تنطلق من عالم اللعبة المألوف والمحبوب لديهم. فعلى سبيل المثال، قدّم مسلسل "فول آوت" (Fallout)، الذي عُرض على منصة برايم فيديو عام 2024، حكاية مبتكرة كليًا تدور في أجواء اللعبة، ما أتاح للجمهور الاستمتاع بمزيج فريد من مفاجأة القصة ونوستالجيا اللعبة، في تجربة جمعت بين الأصالة والابتكار.
وعلى الجانب الآخر، اختار صناع فيلم "حتى الفجر" (Until Dawn)، المقرر طرحه عام 2025 والمستوحى من لعبة تحمل الاسم نفسه، مسارًا مختلفًا تمامًا؛ إذ اعتمدوا على عناصر اللعبة الأصلية لكنهم نسجوا قصة مغايرة تمامًا، تضمنت حلقات زمنية وأجواء خيالية بعناصر مثل الجنيات والعرافة. هذا الابتعاد الكبير عن روح اللعبة الأصلية جعل بعض محبيها يشعرون بالانفصال عن العمل، ما انعكس سلبًا على شعبيته المتوقعة.
"أسطورة زيلدا" فيلم جديد مستوحى من لعبة قديمةيُعد فيلم "أسطورة زيلدا" (The Legend of Zelda) من أكثر الأعمال السينمائية المنتظرة، إذ يستند إلى سلسلة الألعاب الشهيرة التي أطلقتها نينتندو (Nintendo) عام 1986. تدور القصة عن الشاب الشجاع "لينك" في رحلته لإنقاذ الأميرة "زيلدا" وحماية مملكة "هايرول" من قوى الشر بقيادة "غانون".
الفيلم إنتاج مشترك بين نينتندو وسوني، بإشراف مبتكر اللعبة الأصلي شيجيرو مياموتو لضمان تقديم معالجة سينمائية تحترم جوهر اللعبة وتُلبي تطلعات عشاقها. ويتولى الإخراج ويس بول المعروف بأفلام المغامرات، بينما يجسد دور "لينك" الممثل الشاب بنيامين إيفان أيينسورث، وتؤدي دور "زيلدا" الممثلة بو براجاسون. ومن المقرر طرح الفيلم في مايو/أيار 2027 بعد تأجيله بهدف الوصول إلى أفضل جودة فنية وإنتاجية ممكنة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ألعاب الفیدیو
إقرأ أيضاً:
52 عامًا على نصر أكتوبر.. أفلام خلّدت بطولات الحرب الملحمية
مع مرور 52 عامًا على حرب السادس من أكتوبر، لا تزال ذكرى هذه الملحمة محفورة في الذاكرة التاريخية والعاطفية للشعب العربي، حيث سطر الجيش المصري ملحمة أسطورية تحت عنوان "نصر العزة والكرامة"، وأذهل العالم بقدراته وتخطيطه الاستراتيجي وبسالة جنوده.
لم تقتصر هذه الذكرى على الكتب والمقالات التاريخية، بل امتدت إلى الشاشة الكبيرة، حيث خلّدت السينما المصرية بطولات أكتوبر من خلال أعمال جمعت بين المشاهد الحقيقية والتجسيد الدرامي لأحداث الحرب.
انتصار أكتوبر في السينما
منذ أقل من عام على انتهاء الحرب عام 1973، بدأ صناع السينما توثيق لحظات الانتصار، وكان أبرزها فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، بطولة محمود ياسين، ونجوى إبراهيم، وصلاح السعدني، وسعيد صالح، وحسين فهمي، وإخراج حسام الدين مصطفى.
وتضمن الفيلم مشاهد حقيقية صُوّرت أثناء الحرب، جسدت شجاعة الجنود المصريين ومواقفهم البطولية على الجبهة، وأصبح العمل علامة بارزة في نصر أكتوبر، ويُعرض سنويًا في ذكرى السادس من أكتوبر على العديد من القنوات الفضائية.
وفي عام 1974، قدمت السينما المصرية فيلم "أبناء الصمت"، الذي يروي أحداثًا بعد إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" وحروب الاستنزاف، وتدور القصة حول المقاتل مجدي على الجبهة وخطيبته الصحافية التي تخوض معركة ضد رئيس التحرير الفاسد لكشف الحقيقة، وينتهي الفيلم بملحمة العبور. شارك في بطولته أحمد زكي، والسيد راضي، وسيد زيان، ونور الشريف، ومحمد صبحي، وميرفت أمين، من قصة مجيد طوبيا وإخراج محمد راضي.
كما أنتج الفنان محمود ياسين فيلم "حائط البطولات" عام 1998، رغم بطولته في "الرصاصة لا تزال في جيبي"، وتناول الفيلم حياة الشعب المصري خلال حرب الاستنزاف وحتى العبور، مع التركيز على دور قوات الدفاع الجوي في إسقاط الطائرة الإسرائيلية "كوزرا"، وعرض العلاقات الإنسانية بين الجنود والضباط.
مشاعر الشعب وبطولات الجنود
فيلم "حكايات الغريب" ركّز على مشاعر المصريين بين نكسة 1967 ونصر أكتوبر، موضحًا بسالة الشعب ومشاركته للجنود في الدفاع عن الوطن، وشارك في بطولته محمود الجندي، وحسين الإمام، ومحمد منير، وشريف منير، وهو من إخراج أنعام محمد علي.
أما فيلم "العمر لحظة"، من إنتاج عام 1978 وإخراج محمد راضي، فيستعرض قصة صحافية تغطي أخبار الحرب وتقع في حب ضابط، وتتعرف على الجنود حتى وقت المشاركة في المعارك، وشارك فيه ماجدة، وأحمد زكي، وأحمد مظهر، وحاتم ذو الفقار، ومحمد خيري، وناهد شريف.
وجمع فيلم "الوفاء العظيم" بين الدراما الاجتماعية وانتصار السادس من أكتوبر، ويدور في إطار تشويقي، بطولة نجلاء فتحي، ومحمود ياسين، وكمال الشناوي، وسمير صبري، وعبد المنعم إبراهيم، ومريم فخر الدين، وهالة الشواربي، وعزة كمال، وعفاف الباز، وحسين عسر، وهو من تأليف فيصل ندا وإخراج حلمي رفلة، وصدر عام 1974.
نجاحات باهرة ومستقبل الذكرى
أثبتت هذه الأعمال السينمائية نجاحها على الصعيدين المصري والعربي، وخلّدت لحظات النصر وبطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة، لتظل جزءًا من الذاكرة الجمعية التي تعيد للأذهان مجد البطولة والتضحيات في كل عام، مؤكدة أن السينما كانت وما زالت شاهدة على أعظم لحظات النصر العربي الحديث.