شاهد قريشي.. مستشار إعلامي أميركي أُقيل بسبب القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 26th, August 2025 GMT
شاهد قريشي مستشار إعلامي أميركي من أصول إيرانية، تلقى تعليمه الجامعي في العاصمة الأميركية واشنطن، وكلل مساره الأكاديمي عام 2015 بالحصول على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية.
انصب تحصيله العلمي على العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ودراسات الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأميركية.
نشر عشرات المقالات والتحليلات حول مواضيع وملفات تهم الأوضاع السياسية والحقوقية والإستراتيجية في الشرق الأوسط والدور الأميركي في قضايا تلك المنطقة.
اشتغل قريشي في مؤسسات استشارية وبحثية عدة تعنى بالسياسة الخارجية الأميركية والشؤون الإستراتيجية والدبلوماسية، قبل أن يلتحق بوزارة الخارجية مستشارا إعلاميا مكلفا بالشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، وذلك في الأشهر القليلة الأخيرة من ولاية الرئيس السابق جو بايدن.
أقيل قريشي من منصبه في أغسطس/آب 2025 في خضم التداعيات السياسية والدبلوماسية للإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعلى خلفية تكثيف مخططاتها الاستيطانية في الضفة الغربية.
النشأةولد شاهد قريشي لمهاجرَين إيرانيَّين إلى الولايات المتحدة الأميركية، وفي طفولته زار بلد أجداده مرات عديدة، ومع تقدمه في السن، بدأ يتشكل لديه إحساس ووعي بالتاريخ الإيراني.
وفي هذا الصدد، يقول "أنا أميركي جدا، لكن لدي جانب فارسي أيضا"، وبسبب هذا الإرث الإنساني والثقافي، انجذب قريشي إلى دراسة السياسات الدولية، خاصة قضايا منطقة الشرق الأوسط.
الدراسة والتكوين العلميفي عام 2015 حصل قريشي من كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة على ماجستير في العلاقات الدولية والاقتصاد الدولي، متخصصا في السياسة الخارجية الأميركية ودراسات الشرق الأوسط.
في عام 2013، حصل قريشي من جامعة واشنطن على البكالوريوس في الدراسات الدولية، تخصص الاقتصاد السياسي الدولي.
المسار المهنيأثناء جل سنوات دراسته في المرحلتين الثانوية والجامعية، عمل قريشي في مجال تجارة التجزئة في قطاع التكنولوجيا، وكان جزءا من فريق أطلق محلا لبيع منتجات مايكروسوفت.
إعلانفي بداية مشواره المهني، عمل قريشي متدربا عام 2013 في "المجلس الوطني الإيراني الأميركي"، وهو منظمة مقرها الولايات المتحدة، وتواجه اتهامات بتمثيل مصالح إيران، لكن المنظمة تنفي تلك المزاعم.
أمضى قريشي فترة تدريبية لعدة أشهر في وزارة الأمن الداخلي عام 2014، كما اشتغل متدربا في مكتب النائبة سوزان ديلبيني في مجلس النواب الأميركي بين عامي 2016 و2017.
بين عامي 2018 و2024، اشتغل قريشي في عدة هيئات ومنظمات بحثية واستشارية تعنى بالشؤون الدولية وبالدبلوماسية الأميركية في العالم وسبل تحقيق السلام.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، التحق بوزارة الخارجية الأميركية بصفة متعاقد مكلف بالاتصال، وعمل مسؤولا صحفيا للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية في مكتب شؤون الشرق الأدنى بالوزارة
تمت إقالته من ذلك المنصب في أغسطس/آب 2025، بعد أن تعرض لانتقادات واسعة من مسؤولين كبار في الوزارة بشأن اقتراحاته المتعلقة بتوصيف بعض المواقف الأميركية من القضية الفلسطينية.
منشوراتكتب قريشي بين عامي 2012 و2023 عشرات المقالات والدراسات ونشرها في منابر إعلامية وأكاديمية عدة في الولايات المتحدة وخارجها، بينها "ذي أتلانيتك" و"هافينغتون بوست" و"بيزنس إنسايدر" ومجلة "نيوزويك".
وتناولت تلك المقالات والدراسات السياسات الأميركية حيال السعودية وإيران وسوريا وأفغانستان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط وآسيا، كما ناقشت الأوضاع في الصين وإيران والسعودية ودول أخرى من المنطقة.
إقالة وخلافاتأقالت وزارة الخارجية الأميركية في أغسطس/آب 2025 شاهد قريشي من منصبه مسؤولا إعلاميا مكلفا بالشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، وذلك على خلفية تحرير بيان يتعلق بقضية التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وبسبب خلافات أخرى.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين أن الإقالة جاءت بعد خلافات عدة بشأن كيفية توصيف سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن القضية الفلسطينية، مضيفة أن الإقالة جاءت بعد أيام من نقاش داخلي بشأن إصدار الوزارة بيانا صحفيا اقترح قريشي أن يتضمن عبارة "نحن لا ندعم التهجير القسري بغزة".
وحسب مذكرة استندت إليها واشنطن بوست، فإن قيادة الخارجية الأميركية رفضت تلك العبارة ووجهت المسؤولين إلى حذفها.
ونقلت الصحيفة عن شاهد قريشي قوله إن "إقالتي أثارت تساؤلات بشأن موقف الخارجية من الطرد المحتمل للفلسطينيين من غزة".
وحسب واشنطن بوست، فإن خلافا آخر نشب داخل الخارجية الأميركية عقب اغتيال إسرائيل مراسل الجزيرة بغزة أنس الشريف في العاشر من أغسطس/آب 2025، إذ أوصى قريشي بإضافة "نحزن على فقدان الصحفيين ونتقدم بتعازينا لعائلاتهم" في بيان الخارجية.
غير أن وزارة الخارجية -تقول الصحيفة- اعترضت على إضافة الجملة في البيان، وأوضحت ذلك في بريد إلكتروني، على أساس أنه "لا يمكن تقديم التعازي دون التأكد من تصرفات هذا الشخص".
وأفادت مصادر إعلامية عدة بأن ديفيد ميلستين، كبير مستشاري سفير واشنطن بإسرائيل مايك هاكابي، كان من أبرز معارضي وجود شاهد قريشي بوزارة الخارجية، وقد اختلف معه بشأن مسعى لدفع الوزارة إلى الإشارة للضفة الغربية بـ"يهودا والسامرة".
إعلانويقول منتقدو ميلستين داخل وزارة الخارجية إنه يبدو حريصا بشكل مفرط على إرضاء المسؤولين الإسرائيليين، وكثيرا ما يتورط في أمور تتجاوز نطاق مسؤولياته.
كما تعرّض قريشي لهجوم من لورا لومر، الناشطة اليمينية المتطرفة والمستشارة غير الرسمية لترامب، التي اشتهرت بنشر ادعاءات لا أساس لها.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفت لومر المستشار قريشي بأنه "مسلم جهادي موال للنظام الإيراني ومرتبط بالمجلس الوطني الإيراني الأميركي".
رد قريشيوقال قريشي في تصريحات صحفية إنه تم فصله من عمله بعد أن زعم مسؤولون سياسيون في الإدارة الأميركية أنه يعارض سياسات ترامب، لكنه يؤكد أنه كان يتبع فقط "المبادئ التوجيهية المعمول بها".
وأعرب قريشي عن اعتقاده أن سبب إقالته يكمن في نقطتين أساسيتين: الأولى هي أنه قدم صيغة بيان تشير إلى أن واشنطن لا تدعم التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.
والثانية هي حذفه الإشارة إلى "يهودا والسامرة" من بيان صحفي حول زيارة وفد أميركي رفيع المستوى إلى الضفة الغربية.
وحذر قريشي من التداعيات المخيفة لقرار فصله من عمله، وقال "أنا قلق على المهنيين في الوزارة الذين يحاولون القيام بعملهم"، وأضاف أن "الأمر ليس شخصيا، بل هو عملية معقدة. هناك خبرة في هذا المجال".
وأكد أن الصيغة اللغوية التي أوصى بها لوسائل الإعلام تعكس تصريحات سابقة لمسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي قال في فبراير/شباط 2025 إن الولايات المتحدة لن تسعى إلى "خطة إخلاء" لغزة.
وقال قريشي إن وزارة الخارجية لم تقدم له أي تبرير لقرار إقالته، لكن تومي بيغوت، المتحدث باسم الوزارة، قال في بيان إنها "لا تتسامح مطلقا مع الموظفين الذين يرتكبون سوء سلوك من خلال التسريب"، وإنه "لا ينبغي أبدا للموظفين الفدراليين تقديم أيديولوجياتهم السياسية الشخصية على أجندة الرئيس المنتخب رسميا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الخارجیة الأمیرکیة الولایات المتحدة وزارة الخارجیة الشرق الأوسط أغسطس آب 2025 قریشی من قریشی فی
إقرأ أيضاً:
صوت الأزهر في وجه الاحتلال.. كيف دعم الدكتور أحمد عمر هاشم القضية الفلسطينية؟
طالما وقف الدكتور أحمد عمر هاشم شامخًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث أنه منذ بداية مسيرته الدعوية، لم يفتر ولو برهة في إعلاء الكلمة لتكن مدوية في صدر الاحتلال، رافعًا لواء الحق للدفاع عن تلك القضية العادلة، بشكل يرمي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الدكتور أحمد عمر هاشم صوتًا قويًا للحق الفلسطيني
ويعد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من أبرز علماء الحديث في العالم الإسلامي، صوتًا قويًا للحق الفلسطيني، وعلى مدى عقود، اتخذ الدكتور أحمد عمر هاشم مواقف واضحة وحاسمة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وعبّر عنها في المنابر الدينية والمحافل الدولية واللقاءات الجماهيرية.
الدكتور أحمد عمر هاشم: الدفاع عن فلسطين واجب ديني لا يسقط بالتقادموأكد الدكتور أحمد عمر هاشم في العديد من اللقاءات أن فلسطين ليست قضية أرض فقط، بل قضية عقيدة ومقدسات، والقدس أمانة في أعناق الأمة"، معتبرًا أن الدفاع عنها واجب ديني لا يسقط بالتقادم، حيث أنه في سنوات رئاسته لجامعة الأزهر، كانت خطبه تفيض بالدعاء لأهل فلسطين وتؤكد أن من يتهاون في حق القدس يُسأل عنه أمام الله يوم القيامة، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين.
الدكتور أحمد عمر هاشم يدعو للوقوف صفًا واحدًا في وجه العدوان الصهيونيوقد شارك في مؤتمرات دولية عدة لنصرة القدس وفلسطين في القاهرة وبيروت والرباط وطهران، حيث دعا إلى تجريم الانتهاكات الإسرائيلية ودعم صمود الشعب الفلسطيني وفضح ازدواجية المعايير الدولية، مطالبًا الأمة أن تقف صفًا واحدًا في وجه العدوان الصهيوني، وأن تدرك أن ترك القدس وحدها خيانة للأمة كلها."
الدكتور أحمد عمر هاشم: مقاومة الفلسطينيين مشروعة ودعمهم واجب على الأمةوخلال العدوان المتكرر على قطاع غزة أعوام 2014 و2021 و2023، الدكتور أحمد عمر هاشم أكد أن مقاومة الفلسطينيين مشروعة وأن دعمهم واجب على الأمة، قائلًا:"من واجب الأمة أن تدعم أهل غزة وفلسطين بكل ما تملك، فهم مرابطون في وجه أعتى قوة غاشمة، وما يفعلونه هو جهاد في سبيل الله."
الدكتور أحمد عمر هاشم عن القضية الفلسطينية: هذا الصمت لا يليق بعالم يتباهى بأنّه عالم التنويركما وجه رسالة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، خلال خطبة الجمعة بالأزهر الشريف قائلا:" يا كل حكامنا ورؤساءنا وكل منظمات العالم، قفوا أمام واجبكم اليوم بعد أن هان هؤلاء الصهاينة حقوق الإنسان وحرمة القدس ودأبوا على ازدراء الأديان، بصورة بشعة قابلناها بصمت مخزٍ، وهذا الصمت لا يليق بعالم يتباهى بأنّه عالم التنوير والحضارة، توبوا إلى رشدكم ووحدوا صفوفكم.
الدكتور أحمد عمر هاشم يطالب بقوة ردع إسلامية لمواجهة الكيان الصهوينيوناشد الدكتور أحمد عمر هاشم، بالوقوف صفا واحدا للتصدي لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في القدس وانتهاك المسجد الأقصى، مؤكدا أنه لا بد من قوة ردع إسلامية تتمثل في بلاد الإسلام والعرب وأصحاب الحقوق وبذلك لم يكن دعم الدكتور أحمد عمر هاشم للقضية الفلسطينية مجرد مواقف عابرة أو خطب موسمية، بل كان نهجًا ثابتًا على مدى عقود، جمع فيه بين الكلمة والموقف والموقف الشرعي والسياسي
الدكتور أحمد عمر هاشم يدعو الأمة للوقوف مع مصر في الدفاع عن القضية الفلسطينيةكما أنه في إحدى الاحتفالات بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم القضية الفلسطينية قائلا:" "إذا كانت مصر تقف مع الحق الفلسطيني، فإن دعمها ليس خيارًا سياسيًا بل واجبًا شرعيًا وأخلاقيًا، وعلى الأمة أن تقف معها في هذا الموقف النبيل."