أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أن القضية الفلسطينية تظل بؤرة الصراع في الشرق الأوسط، ولا يمكن تحقيق الاستقرار المنشود دون التوصل إلى حل عادل لها، مشددًا على أن الحرب الجارية لها "تداعيات عميقة وكبيرة جدًا" على المنطقة بأسرها، موضحا أن القضية الفلسطينية مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط، والمفاوضات في شرم الشيخ تعتبر فرصة حقيقية.


وقال حسام زكي، خلال مداخلة مع قناة "سكاي نيوز" عربية اليوم /الثلاثاء/، "نقف اليوم على طريق إنهاء هذه الحرب، وأعتقد أن نسبة نجاح المفاوضات في شرم الشيخ تتجاوز 50%، وهي نسبة طيبة في الوضع الحالي، محذرا في الوقت نفسه من أن إسرائيل قد تتسبب في أي لحظة بإفشال المفاوضات، كما فعلت مرارًا، مؤكدًا أن التصميم الأمريكي والعربي يشكّل عاملًا إيجابيًا، وقد يكون مؤثرًا للغاية في الوضع الحالي على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".


وحول الخطة الأمريكية لغزة، قال زكي إن الخطة بها نقاطا إيجابية وأخرى لا تزال تحتاج إلى عمل ونقاشات، مشيرا إلى أن الجانب العربي رحب ببعض البنود الواضحة مثل "رفض فكرة تهجير الفلسطينيين، ورفض ضم الضفة الغربية المحتلة"، لكنه أوضح أن "مسائل الانسحابات الإسرائيلية، وجدولها الزمني، ودور مجلس السلام ودور بعض الشخصيات الدولية، لا تزال غامضة وتحتاج إلى توضيح".


وأكد زكي أن الجامعة العربية لم تصدر بعد موقفا رسميا من الخطة، مضيفا أن "اجتماعا عربيا قد يعقد قريبا لتحديد موقف موحد من الخطة ومضمونها"، مشددا على أن الفلسطينيين يجب أن يكون لديهم حكمهم الذاتي، وليس أن يُستورد لهم أشخاص تحكمهم.


وفيما يتعلق بالوضع بعد الحرب، أوضح أن "الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الإسرائيلي وذلك حال تنفيذ الاحتلال عملية الانسحاب بالشكل المأمول حسب المتفق عليه، يتطلب تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية لتولي مسؤولياتها .


وتحدّث زكي عن الجهود العربية في مسار التهدئة، مشيرا إلى أن 5 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، تعمل بشكل منسق فيما بينها، وهو جهد نباركه وندعمه وهذا الجهد الخماسي العربي نتج عنه أمور إيجابية كثيرة في مسألة وقف إطلاق النار ودور هذه الدول كان رئيسيا في إقناع الرئيس الأمريكي بضرورة وقف الحرب الآن وليس بنهاية العام كما كنا نستمع.

طباعة شارك الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي القضية الفلسطينية الصراع في الشرق الأوسط تحقيق الاستقرار

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي القضية الفلسطينية الصراع في الشرق الأوسط تحقيق الاستقرار القضیة الفلسطینیة الشرق الأوسط حسام زکی

إقرأ أيضاً:

هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

من الواضح اليوم أن وقف إطلاق النار في غزة ليس سوى «خفضٍ للنار»، لا أكثر؛ فالعدوان مستمر، والهجمات على القطاع تتكرر شبه يوميًّا.

ففي يوم واحد فقط في نهاية أكتوبر قُتل نحو مائة فلسطيني. وفي 19 نوفمبر قُتل 32، وفي 23 نوفمبر قُتل 21، وهكذا دواليك؛ فمنذ بدء وقف إطلاق النار تجاوز عدد القتلى 300، وارتفع عدد الجرحى إلى ما يقارب الألف، وسترتفع هذه الأرقام بلا شك.

التحول الحقيقي الذي حدث مع الهدنة هو تراجع الاهتمام العالمي، وتخفيف الرقابة الدولية فيما تتضح ملامح المخطط الإسرائيلي شيئًا فشيئًا، وهي فرض سيطرة دامية لا تقتصر على غزة وحدها، بل تشمل فلسطين بأكملها، وتمتد إلى المنطقة المحيطة.

وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشونال أنييس كالامار ما بعد الهدنة بأنه «وهم خطير يوحي بأن الحياة تعود إلى طبيعتها في غزة». وقالت: إن السلطات الإسرائيلية قلّصت الهجمات وسمحت بدخول بعض المساعدات، «لكن لا ينبغي للعالم أن يُخدع. فالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لم تنتهِ»؛ فلا مستشفى واحدا في غزة عاد إلى العمل بكامل طاقته.

ومع هبوط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة باتت آلاف العائلات مكشوفة الأسقف في خيام متهالكة. ومنذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر مُنعت أكثر من 6,500 طن من المساعدات التي تنسقها الأمم المتحدة من دخول القطاع.

ووفق منظمة أوكسفام فقد مُنعت في الأسبوعين التاليين للهدنة شحنات مياه وغذاء وخيام وإمدادات طبية تعود لسبع عشرة منظمة دولية.

والنتيجة أن سكانًا فقدوا منازلهم وأرزاقهم ومأوى آمنًا ما زالوا عاجزين عن الحصول حتى على خيام أفضل أو غذاء كافٍ. وتمسك السلطات الإسرائيلية سكان غزة في وضعية عقاب جماعي مؤلم تمنع فيها بروز أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، وتترسخ من خلالها إسرائيل كقوة منفردة لا يُحاسبها أحد تمتلك سلطة مطلقة على أرواح الناس.

غزة ليست سوى رأس الحربة في توسّعٍ واضح للنزعة الإمبريالية الإسرائيلية توسّع يمتد إلى الضفة الغربية وما بعدها.

ففي الأراضي المحتلة يتحول القمع الذي تصاعد منذ 7 أكتوبر 2023 إلى حصار عسكري شامل. وقد أُجبر عشرات آلاف الفلسطينيين هذا العام على مغادرة منازلهم في نمط قالت عنه منظمة هيومن رايتس ووتش إنه يشكل «جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهيرًا عرقيًا يوجب التحقيق والمحاسبة».

وفي الأسبوع الماضي ظهرت لقطات مصورة لقيام جنود إسرائيليين بإعدام فلسطينيَّين في جنين بعد أن بدت عليهما نية الاستسلام. وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير منح العناصر المتورطة دعمه الكامل قائلاً إنهم تصرفوا كما يجب.

الإرهابيون يجب أن يموتوا. وما هذه إلا نافذة صغيرة في لحظة موثقة نادرة وسط نزيف مستمر؛ فقد قُتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين على يد قوات الاحتلال والمستوطنين خمسهم من الأطفال، وأكثر من 300 حالة يشتبه بأنها «إعدامات خارج القانون».

وفي أكتوبر سجّل مكتب الأمم المتحدة مئتين وستين هجومًا للمستوطنين، وهو أعلى رقم منذ بدء توثيق هذه الاعتداءات قبل عشرين عامًا. وأكثر من 93 في المائة من التحقيقات تُغلق بلا توجيه تهم. كما تُسجّل وفاة عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بسبب الضرب أو الإهمال الطبي، ويخرج من ينجون منها ليحكوا عن جحيم من التعذيب وسوء المعاملة.

وعلى الرغم من ذلك ما تزال دائرة التفويض الإسرائيلي في القتل والاستيلاء على الأرض تتوسع.

فالأسبوع الماضي نفّذت القوات الإسرائيلية عملية توغل برّي في جنوب سوريا أسفرت عن مقتل 13 سوريًا بينهم أطفال. ورفض الجيش الإسرائيلي تقديم أي معلومات عن الجهة المستهدفة مكتفيًا بالتذكير بحقّه في ضرب الأراضي السورية، وهو ما يكرره منذ احتلاله مناطق واسعة من الجنوب السوري سابقًا.

وقد اتُّهمت القوات الإسرائيلية هناك، وفق تحقيقات هيومن رايتس ووتش باتباع الأساليب الاستعمارية نفسها المستخدمة في فلسطين، وهي التهجير القسري، ومصادرة منازل، وهدم بيوت، وقطع مصادر رزق، ونقل غير قانوني لمعتقلين سوريين إلى إسرائيل. وتعتزم إسرائيل البقاء هناك بلا أفق للانسحاب.

وفي لبنان حيث ما يزال 64 ألف شخص نازحين منذ حرب العام الماضي تتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية رغم المفاوضات التي جرت في نوفمبر. فقد واصلت إسرائيل قصفها شبه اليومي للأراضي اللبنانية كان آخره الأسبوع الماضي فقط، وما تزال تحتل خمس نقاط استراتيجية تستخدمها لشن هجمات على أهداف تزعم أنها لحزب الله.

ووفق قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان؛ ارتكبت إسرائيل أكثر من 10 آلاف خرق جوي وبري للهدنة قُتل خلالها مئات الأشخاص. وفي هذه الفوضى يُطرد المدنيون مجددًا من أراضيهم، ويُتركون تحت رحمة الضربات الإسرائيلية، وكأنهم رعايا خاضعون لسيادة إسرائيلية فائقة تتجاوز كل حدود القانون.

وبحسب تقرير حديث من صحيفة نيويورك تايمز؛ فإن «الوضع في لبنان يقدم مثالًا صارخًا على شرق أوسط جديد باتت فيه اليد الإسرائيلية ممتدة في كل مكان».

فكيف يمكن وصف كل ذلك بأنه «وقف إطلاق نار»؟ وما هذا «الوضع القائم» سوى واقع متفجر لا يمكن أن ينبت فيه أي سلام حقيقي، لا في فلسطين ولا في المنطقة.

فالساسة والوسطاء والدبلوماسيون قد يكررون مفردات «الهدنة المرحلية» و«خطط إعادة الإعمار»، لكن الحقيقة أن هذه أفكار لمستقبل لن يتحقق ما دامت الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة في أراضٍ لا حقّ لها فيها.

والوهم الخطير الذي يصوّر أن الحياة تعود إلى طبيعتها لا ينطبق على غزة وحدها، بل يمتد إلى فلسطين كلها والمنطقة بأسرها. ولن يلبث أن يتبدّد.

نِسْرين مالك كاتبة في صحيفة الغارديان

مقالات مشابهة

  • فعالية ووقفة نسائية بالضالع إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء ودعم القضية الفلسطينية
  • ندوة أكاديمية تستعرض تأثير الفيتو الأمريكي على القضية الفلسطينية
  • اضطرابات "بايرون" تمتد نحو الشرق الأوسط والخليج.. توقعات بأمطار وعدم استقرار جوي خلال أيام
  • عمرو أديب: مصر لم تبع القضية الفلسطينية.. وأهدافنا إنهاء المأساة الإنسانية في غزة
  • بين صور وصور
  • قبل عام 2026.. ملامح الشرق الأوسط في ثوبة الجديد
  • هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
  • كيلوغ: حل قضيتي دونيتسك ومحطة زابوروجيه النووية “مفتاح” للتسوية الأوكرانية
  • تركي الفيصل: إسرائيل الخطر الأكبر على استقرار الشرق الأوسط
  • خطيب المسجد الاقصى:القضية الفلسطينية بحاجة للأفعال وليس للشجب والاستنكار