الجزيرة:
2025-10-07@23:47:10 GMT

التنين الأزرق.. قلق في المغرب من كائن بحري سام

تاريخ النشر: 26th, August 2025 GMT

التنين الأزرق.. قلق في المغرب من كائن بحري سام

كثير من رواد الشواطئ في هذه الأيام يأسرهم جمال الكائنات البحرية، حتى أن بعضهم يغامر بلمسها واللهو معها، لكنّ تحذيرا جاء من المغرب، ينبه إلى خطر يكمن في واحد من أكثر الكائنات جمالا، وأكثرها ضررا في الوقت ذاته، ذلك الساحر المؤذي، الذي يعرف باسم "التنين الأزرق".

علميا، يعرف التنين الأزرق باسم "غلاوكوس أتلانتيكس"، وهو كائن بحري صغير، لا يتجاوز طوله 3 سنتيمترات، ويبدو ساحرا بفضل ألوانه الزاهية وزوائده المزخرفة، لكنه يحمل سموما قوية يمكن أن تسبب لسعات مؤلمة للبشر.

واكتسب اسمه الشعبي الأسطوري، من مظهره اللافت وسلوكه الفريد، فألوانه المموجة بين الأزرق الفاتح والداكن تعكس صورة درع براق يخفيه في قلب المحيط، بينما تمنحه زوائده الجانبية شكل أجنحة صغيرة تجعله أشبه بتنين عائم فوق الأمواج.

وأدى ظهور هذا الكائن إلى إغلاق السلطات الإسبانية الأسبوع الماضي شواطئ سياحية شهيرة في منطقة "كوستا بلانكا"، واتخذت السلطات المغربية، أوائل هذا الأسبوع، إجراء استباقيا بالتحذير منه، والتنبيه على رواد الشواطئ بعدم لمسه، عند ظهوره.

ونقلت وسائل إعلام مغربية عن مسؤولين "إن السواحل المغربية لم تسجل حتى الآن أي ظهور للتنين الأزرق، لكن قربه من الشواطئ الشمالية للمتوسط واحتمال جره بواسطة التيارات البحرية والرياح، يثير المخاوف من انتقاله إلى الضفة الجنوبية".

ولم يعد هذا الكائن محصورا في موطنه الرئيسي، وهي المناطق الاستوائية البعيدة، فمع ارتفاع حرارة المحيطات وتغير التيارات البحرية بفعل التغيرات المناخية، بدأ يثير قلقا متزايدا على عدد من السواحل المتوسطية، وامتد القلق إلى إسبانيا، ويخشى المغرب وصوله إليها.

"التنين الأزرق" يبدو ساحرا لجمال ألوانه وزوائده المزخرفة، لكنه يحمل سموما قوية يمكن أن تسبب لسعات مؤلمة للبشر (شترستوك)الانتقال إلى مناطق جديدة

وقبل سواحل المتوسط، كشفت العديد من الدراسات عن انتشار "غير مسبوق" لـ "التنين الأزرق" في مناطق لم يكن رصده فيها مألوفا من قبل.

إعلان

وسجل هذا الكائن لأول مرة على سواحل السلفادور في أميركا الوسطى، وفق دراسة نشرت بدورية "رفيستا مكسيكانا دي بيوديفير سيداد" عام 2015، حيث ارتبط ظهوره بفترات الرياح القوية التي تدفعه من الأعماق نحو الشواطئ.

ووثقت دراسة نشرت في 2019 بدورية "بايولوجيكال ساينس"، ظهوره لأول مرة في السواحل البرازيلية والأورغوانية، معزية ظهوره إلى التيارات البحرية، خصوصا تيار البرازيل، والتغيرات المناخية الموسمية المرتبطة بظاهرة "النينيو"، والتي تدفع الكائنات إلى الشواطئ، مسببة حالات جنوح جماعية.

كما سجلت دراسة نشرت في 2021 بدورية "مارين بايوديفرستيي"، حضورا لهذا الكائن مع كائنات بحرية أخرى في بحر السرجاسو في شمال الأطلسي، مؤكدة أن تكاثره السريع وسلوكه الافتراسي المتخصص، يفسر قدرته على الانتشار السريع في بيئات جديدة.

ويعد التنين الأزرق "خنثى"، أي أنه يمتلك أعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية في الوقت نفسه، ويضع بعد التزاوج، سلسلة أو خيطاً من البيوض متصل ببعضه بعضا، بحيث يمكن أن يصل عدد البيوض في هذا الخيط الواحد إلى 16 بيضة، والتي تفقس في أيام قليلة، ما يفسر قدرته على الانتشار السريع والتكيف مع بيئات جديدة، وذلك وفقا لدراسة نشرتها دورية " بيولوجيكال بيوليتن" في عام 1990.

"التنين الأزرق" يتغذى على كائنات بحرية سامة مثل قنديل البحر (غيتي)السم غذاء ودفاع عن النفس

والتكاثر ليس السلوك الغريب الوحيد، فالتنين الأزرق بمثابة تشكيلة من الغرائب، ومن أبرز تلك الغرائب، أنه يتغذى على كائنات بحرية سامة مثل قنديل البحر، ويلتهم فريسته بحذر، ويخزن الخلايا اللاسعة في أطرافه لإعادة استخدامها كسلاح دفاعي أكثر قوة من السم الأصلي، مما يجعله أكثر خطورة على البشر.

وأحيانا يمارس هذا الكائن الافتراس الذاتي، حيث سجل الباحثون حالات فقدان التحمل بين أفراد هذا النوع في بيئات محتجزة، إذ يقوم الفرد الأكبر بالتغذي على الأجزاء الخلفية (الذيل) أو الأطراف (الأذرع) من فرد أصغر حتى يقضى عليه، ما يعكس تكيفات بقاء متقدمة، لدى هذا الكائن.

ويتميز أيضا بسلوك غير اعتيادي في السباحة، فهو يطفو مقلوبا، بحيث يكون ظهره الأزرق مواجها للسماء وبطنه الفضي مواجها للبحر، لتوفير تمويه فعال ضد المفترسات، وغالبا ما يظهر بأعداد كبيرة، خاصة في المناطق الدافئة، حيث ينجرف مع التيارات البحرية أحيانا كأسراب كثيفة.

تحذير المصطافين

ورغم جماله اللافت، يحذر العلماء من لمسه، لأن لسعته قد تكون أقوى ثلاث مرات من لسعة قنديل البحر، والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر بسبب قلة وعيهم.

مع ذروة موسم الصيف وزيادة أعداد المصطافين، شددت وسائل الإعلام  المغربية على ضرورة عدم الاقتراب من هذا الكائن، حال ظهوره في السواحل المغربية.

وعند التعرض للسعة التنين الأزرق، توصي المكتبة الوطنية للطب الأميركية، بعدم لمس مكان اللسعة باليد مباشرة، وعدم فركها أو غسلها بالمياه العذبة، لأن ذلك قد يزيد من تفعيل السم. وبدلاً من ذلك، يُنصح بغسل المنطقة المصابة بمياه البحر وإزالة أي أجزاء عالقة من الكائن باستخدام أداة غير حادة مثل بطاقة بلاستيكية.

كما يؤكد مركز أبحاث "سي وورلد" أن بعض الحالات قد تحتاج إلى عناية طبية فورية، خصوصا إذا ظهرت أعراض مثل صعوبة في التنفس، أو دوخة شديدة، أو طفح جلدي واسع. وفي الحالات البسيطة، يمكن الاكتفاء بتسكين الألم باستخدام كمادات باردة أو مسكنات خفيفة، مع مراقبة الأعراض تحسبا لأي مضاعفات.

إعلان

وفي النهاية، يؤكد الخبراء أنه من المهم التعامل مع هذا الكائن الساحر بحذر شديد، وألا يسمحوا لجمال ألوانه الزرقاء المبهرة أن تخدعهم، فالتعامل الخاطئ معه قد يحول نزهة بحرية ممتعة إلى تجربة مؤلمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات التیارات البحریة هذا الکائن

إقرأ أيضاً:

الليثيوم ودوره الغامض في الدماغ.. هل يمكن أن يقي من ألزهايمر؟

رغم النتائج المشجعة، ما زال الطريق طويلاً قبل اعتماد الليثيوم كوسيلة وقائية لدى البشر. اعلان

لطالما استُخدم الليثيوم كعلاج أساسي لاضطراب ثنائي القطب، لكن أبحاثاً متزايدة تشير إلى أن نقص هذا العنصر قد يكون عاملاً في الإصابة بمرض ألزهايمر.

ورغم أن الآليات الدقيقة لعمل الليثيوم ما زالت غير مفهومة بالكامل، فإن ما هو واضح أنه يترك تأثيراً فريداً في الدماغ، وربما يصبح أحد العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسد - وبالأخص الدماغ - للحفاظ على وظائفه.

"المعيار الذهبي"

نعرف أن عناصر مثل الكربون والأكسجين والهيدروجين والفوسفور أساسية للحياة، فيما تؤدي عناصر أخرى مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم أدواراً داعمة مهمة. أما الليثيوم، فقد بدا طويلاً وكأنه ينتمي إلى فئة ثالثة من العناصر - مثل التيتانيوم أو الراديوم - لا مكان لها في الجسم البشري.

لكن منذ اكتشافه عام 1817، بدأ الليثيوم يُجرَّب لعلاج حالات مختلفة، من "التوتر العصبي" إلى الاكتئاب. بل إن إحدى الوصفات المبكرة لمشروب "7 أب" كانت تحتوي على الليثيوم، ما يفسر أحد أصول الاسم. إلا أن الجرعات كانت عالية وسامة، ومع الوقت أُزيل العنصر من تركيب المشروب.

وفي عام 1949، نجح الطبيب الأسترالي جون كيد في استخدام الليثيوم لعلاج مرضى الاضطراب ثنائي القطب، قبل أن توافق الولايات المتحدة على اعتماده عام 1970. ومنذ ذلك الحين، أصبح "المعيار الذهبي" لعلاجات استقرار المزاج، رغم أن العلماء لم يتمكنوا من تفسير آلية عمله بشكل كامل. وكما يقول الطبيب النفسي توماش هاجيك من جامعة دالهوزي في كندا: "الأدوية قد تنجح قبل أن نفهم كيف تعمل".

Related العلماء يحذّرون: معايير فيتامين B12 الحالية قد تكون غير كافية لحماية الدماغالإنفلونزا الموسمية تثير القلق في أميركا..تسجيل عشرات حالات الخلل الدماغي الحاد بين الأطفال المصابيندراسة تكشف: قلة النوم تسرّع شيخوخة الدماغ وتؤثر على وظائفه الإدراكية دلائل على حماية الدماغ

الجرعات العلاجية من الليثيوم عادة ما تكون مرتفعة وتُعطى في صورة كربونات الليثيوم، مع متابعة دقيقة لتأثيرها على الكلى والغدة الدرقية. لكن المؤشرات الأولى على أن له خصائص واقية للأعصاب جاءت من ملاحظة مرضى الاضطراب ثنائي القطب. هؤلاء أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للتدهور المعرفي مع التقدم في العمر. غير أن دراسة سويسرية عام 2007 وجدت أن المرضى الذين عولجوا بالليثيوم سجلوا معدلات إصابة بالخرف وألزهايمر مساوية لعامة السكان، على عكس من لم يتلقوا العلاج.

وفي 2012، أظهرت فحوص دماغية أجراها هاجيك أن مرضى عولجوا بالليثيوم احتفظوا بأحجام طبيعية في منطقة الحُصين (الهيبوكامبوس) المسؤولة عن الذاكرة، رغم تاريخ طويل من المرض. وحتى الكميات الضئيلة من الليثيوم الموجودة طبيعياً في مياه الشرب ارتبطت بانخفاض معدلات الانتحار والتراجع المعرفي في بعض المجتمعات.

الرابط مع ألزهايمر

مصادفةً، كان مختبر بروس يانكر في كلية الطب بجامعة هارفرد يستخدم الليثيوم في أبحاث عن مرض ألزهايمر، عبر تفعيل مسار إشارات عصبية يُعرف باسم "wnt". ولاحظ الباحثون أن الجرعات العالية من الليثيوم في النماذج الحيوانية تعكس معظم الأعراض المرضية. هذا قادهم إلى التساؤل: هل الليثيوم نفسه جزء من الآلية المسببة للمرض؟

عند فحص أدمغة متوفين، وُجدت مستويات أساسية من الليثيوم في الأنسجة الطبيعية، لكنها كانت أقل بكثير لدى من عانوا من ضعف إدراكي أو ألزهايمر. كما تبيّن أن الليثيوم يرتبط ببروتين "أميلويد بيتا" المكوّن للويحات الدماغية الشهيرة في المرض، وكأن هذه التراكمات تمتص مخزون الدماغ من الليثيوم.

تجارب على الفئران التي حُرمت من الليثيوم بنسبة 90% أظهرت زيادة كبيرة في اللويحات وتشابكات بروتين "تاو"، إضافة إلى تراجع في الذاكرة. لكن عند إعادة الليثيوم بجرعات منخفضة (ليثيوم أوروتات)، توقفت التراكمات واستعادت الفئران قدراتها المعرفية.

آلية محتملة

الليثيوم، بصفته ذرة صغيرة ونشطة كيميائياً، يؤثر في مسارات معقدة. أحد التفسيرات يكمن في دوره بتثبيط إنزيم "GSK-3β" الذي يساهم في تشابكات بروتين "تاو" المميزة لألزهايمر. كما أن تعطيله يفعّل عملية "الالتهام الذاتي" (autophagy) التي تسمح للخلايا بالتخلص من مخلفاتها. عند تفعيل هذه العملية مجدداً في الفئران، اختفت ترسبات البروتينات وتحسنت الوظائف المعرفية.

الخطوة المقبلة: التجارب السريرية

رغم النتائج الواعدة، ما زال الطريق طويلاً قبل اعتماد الليثيوم وقائياً للبشر. في تشيلي، يعمل الطبيب النفسي باول فورينغير على تجربة سريرية لإعطاء جرعات منخفضة (50 ملغ) لكبار السن المصابين باضطرابات مزاجية عالية الخطورة، على مدى خمس سنوات، لمعرفة ما إذا كان يمكن منع التدهور المعرفي. إلا أن التمويل يظل عقبة، إذ لا يمثل الليثيوم دواءً احتكارياً مربحاً للشركات الكبرى، بل مادة طبيعية زهيدة الثمن.

يانكر من جانبه يخطط لدراسات إضافية باستخدام "ليثيوم أوروتات". ويشير إلى أن ما يقوم به الليثيوم في الدماغ قد يكون متعدد الأوجه، من التأثير على بروتينات "أميلويد" و"تاو"، إلى دوره المباشر في كهربية الدماغ. ويضيف: "ربما استغلّت الطبيعة هذه الخصائص قبل أن نستخدمها نحن في بطارياتنا".

بين الأمل والحذر

يبقى كثير من الأسئلة دون إجابة. لكن الأطباء يرون أن الجدوى العملية قد تسبق الفهم الكامل. يقول فورينغير: "لن أنتظر الصورة الكاملة كي أبدأ العلاج. إذا كنا نعطي هذا للمرضى ونرى تحسناً، فلنستمر".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • ضبط مخالف للائحة الأنشطة البحرية
  • باسم يوسف يكشف سر ظهوره في الإعلام المصري.. ودور طارق نور
  • زوج رانيا يوسف.. تامر فرج يكشف عن تفاصيل ظهوره في «لينك»
  • قطع المياه 10 ساعات عن مدينة أسيوط وقرى بحري
  • السودان: تمديد جديد لحالة الطوارئ في إقليم النيل الأزرق
  • سودانيون يواجهون ظروفا صعبة بسبب فيضانات النيل الأزرق
  • إنذار بحري.. الأرصاد تحذر من طقس الأيام المقبلة
  • نزوح 1200 أسرة في مدينة بحري السودانية جراء فيضانات نهر النيل
  • القبض على لص الهواتف بعد ظهوره في مقطع متداول بالقاهرة
  • الليثيوم ودوره الغامض في الدماغ.. هل يمكن أن يقي من ألزهايمر؟