إسرائيل تسمح بدخول 60 شاحنة مساعدات فقط إلى غزة وسط أزمة إنسانية متفاقمة
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
أكد محمد عبيد، موفد قناة القاهرة الإخبارية من أمام معبر رفح، أن الوضع في قطاع غزة لا يزال كارثيًا بسبب استمرار تفاقم أزمة المجاعة وانتشار نقص حاد في المواد الأساسية.
وأضاف عبيد، خلال مداخلة مع الإعلامية بسنت أكرم، على قناة القاهرة الإخبارية، أن الاحتلال الإسرائيلي سمح اليوم بدخول 60 شاحنة مساعدات فقط ضمن الدفعة الرابعة والعشرين من قوافل الهلال الأحمر، وهي نسبة أقل بكثير مقارنة بالأيام الماضية التي كان يدخل فيها نحو 200 شاحنة يومياً، مشيرًا إلى أن بعض الشاحنات التي كانت محملة بمواد أساسية مثل السولار منعت من الدخول وعادت إلى الجانب المصري، في حين لا تزال تفاصيل دخول هذه الشاحنات غير واضحة حتى الآن.
وأوضح أن المساعدات التي سمح بدخولها تقتصر بشكل أساسي على المواد الغذائية مثل الدقيق وبعض سلال الطعام، بالإضافة إلى صناديق غذائية مقدمة من جمعيات أهلية وحكومية بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري، وبعض المساعدات التي وصلت من دول عربية وأوروبية عبر مطار العريش الدولي.
ولفت إلى أن غالبية الشاحنات دخلت لصالح منظمات دولية مثل برنامج الأغذية العالمي والتحالف الوطني للعمل الأهلي، إلا أن العدد لا يفي بالاحتياجات المتزايدة، وهناك آلاف الأطنان من المساعدات تنتظر في مخازن الهلال الأحمر المصري وسط ظروف تخزين صعبة قد تؤدي إلى تلف بعضها بسبب درجات الحرارة المرتفعة والتعطيلات الإسرائيلية المستمرة.
وأشار عبيد إلى تصريحات المكتب الحكومي في غزة التي أكدت أن نسبة الشاحنات التي تسمح إسرائيل بدخولها لا تتجاوز 20% فقط من الكميات المرسلة، مضيفاً أن هناك منعاً ليس فقط لدخول المواد الغذائية، بل أيضاً للأدوية والمستلزمات الطبية والخيام، والتي لم تُسمح بدخولها منذ أيام.
وأكد عبيد أن ما يدخل إلى غزة حالياً يقتصر على المساعدات الغذائية فقط، في ظل استمرار الحصار والتعقيدات الأمنية الإسرائيلية التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.
اقرأ أيضاًعاجل| دخول 158 شاحنة مساعدات ضمن القافلة الـ 23 إلى غزة
تحرك 45 شاحنة مساعدات إماراتية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها إلى غزة
إدخال 115 شاحنة مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين بغزة عبر كرم أبو سالم
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معبر رفح غزة المواد الأساسية 60 شاحنة مساعدات أزمة إنسانية متفاقمة أزمة المجاعة قوافل الهلال الأحمر شاحنة مساعدات إلى غزة
إقرأ أيضاً:
30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةيشهد السودان انهياراً واسعاً في الخدمات الأساسية، في ظل تعطل المستشفيات والمدارس ومحطات المياه وشبكات الكهرباء في مناطق عدة، جراء تداعيات الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ أبريل 2023، مما جعل الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحيوية شبه مستحيل.
وفي العديد من المناطق والولايات السودانية، انهارت الخدمات الأساسية بشكل غير مسبوق، حيث أصبحت خدمات المياه الصالحة للشرب والغذاء والأدوية والوقود والكهرباء نادرة، وبات النظام الصحي على وشك الانهيار، إذ تم إغلاق ما بين 70 إلى 80% من المرافق الطبية بشكل دائم، وتؤدي المخيمات المكتظة بالنازحين وسوء النظافة المتزايد، إلى ارتفاع الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، مثل الحصبة والكوليرا.
وتحذر التقارير الصادرة عن منظمات أممية ودولية من ارتفاع خطير في معدلات الجوع وسوء التغذية في السودان، حيث يواجه عدد كبير من السكان مستويات تُصنف في نطاق المجاعة، مع نقص حاد في الغذاء وغياب مسارات آمنة لإيصال المساعدات.
وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن نحو 5 ملايين شخص في السودان مهددون بالمجاعة بشكل حاد، ويعيش نحو 25 مليون شخص في حالة انعدام الأمن الغذائي، وكل هذا يصيب الأطفال بشكل خاص، حيث أصبح نحو 15 مليون طفل وشاب غير قادرين على الذهاب إلى المدارس، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع الإنساني في البلاد بسبب استمرار القتال. ويؤكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن السودان يشهد واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي في العالم، إذ اضطر ملايين السودانيين إلى ترك منازلهم داخل البلاد، بينما لجأ ملايين آخرون إلى دول الجوار هرباً من العنف وانعدام الأمان.
من جهته، شدد المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سليم عويس، على أن الوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات كارثية، في ظل اتساع رقعة الأزمة الإنسانية وازدياد أوضاع المدنيين سوءاً، ويعد الأطفال الفئة الأكثر دفعاً للثمن، موضحاً أن أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، نصفهم من الأطفال.
وذكر عويس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عدد النازحين داخلياً ارتفع إلى 9.6 مليون شخص، كثير منهم اضطروا للنزوح أكثر من مرة، في حين يعيش مئات الآلاف في مناطق شبه محاصرة، تفتقر إلى الغذاء الكافي والرعاية الصحية والمياه النظيفة.
وأشار إلى أن مناطق مثل الفاشر وكردفان تشهد انهياراً شبه كامل في الخدمات الأساسية، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأوبئة، ووجود مجاعة فعلية في بعض المناطق، وتهديد كبير في عشرات المواقع الأخرى، منوهاً بأن إيصال المساعدات أصبح بالغ الصعوبة بسبب استمرار القتال وقيود الحركة والهجمات التي تتعرض لها القوافل الإغاثية، مما يترك ملايين الأطفال من دون الحد الأدنى من الخدمات الأساسية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة.
وقال المتحدث باسم «اليونيسف»: إن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة إنسانية عاجلة؛ لأنه السبيل الوحيد لفتح الممرات الآمنة والوصول إلى المجتمعات المحاصرة، وضمان حماية العاملين في مجال الإغاثة وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية التي تعطلت بفعل النزاع.
وأضاف: «وقف القتال هو ما سيسمح بدخول الغذاء والعلاج والمياه للأطفال الذين يعيشون على حافة الجوع والمرض، ويمنح الأسر فرصة للأمان والتنقل، ويمهد لاستعادة التعليم والرعاية الصحية»، موضحاً أنه «من دون وقف شامل لإطلاق النار، ستستمر المجاعة في الانتشار، وسيبقى ملايين المدنيين في خطر مباشر يهدد حياتهم».
ودخل الصراع في السودان عامه الثالث، وسط تصاعد حاد في وتيرة العنف، واتساع رقعة المواجهات بين الأطراف المتحاربة، مما أدى إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وقد تسبب القتال المستمر في تدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار مؤسسات الدولة، في حين لا تزال جهود الوساطة الإقليمية والدولية عاجزة عن تحقيق اختراق ملموس نحو وقف دائم لإطلاق النار، وسط اتهامات متبادلة بعرقلة وصول المساعدات واستهداف المناطق السكنية. ورفضت «سلطة بورتسودان» المبادرات الأخيرة الخاصة بوقف إطلاق النار، رغم الضغوط الدولية المتزايدة التي تحث على القبول بوقف إنساني لإطلاق النار، يتيح وصول المساعدات للملايين من المدنيين المحاصرين.
وتؤكد المنظمات الإنسانية العاملة في السودان أن استمرار العنف يعرقل بشكل كبير وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة، ويزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية، مشددة على ضرورة وقف الحرب لتمكين الاستجابة الإنسانية.