لا تقتصر الفرص الناتجة عن انضمام مصر إلى عضوية تجمع «بريكس» على زيادة معدلات التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة بين مصر والدول الأعضاء حيث تمثل عضوية بريكس ميزة إضافية أخرى تعتبر بالأهمية الكبرى فى خدمة مصالح الاقتصاد المصرى وهى عضوية بنك التنمية الجديد، وهو البنك الخاص بتجمع «البريكس».

وتأسس بنك التنمية الجديد الذى تمتلكه مجموعة بريكس فى 2015 برأس مال أولى 50 مليار دولار ليكون معادل البنك الدولي ويهدف البنك إلى التنمية ولا سيما البنية التحتية وبناء شراكات تنموية واسعة النطاق.

 

واشتركت مصر فى بنك التنمية الجديد عام 2021 بمساهمة حوالى 1.2 مليار دولار، وتأسس معه ترتيب احتياطى طوارئ البريكس ليكون معادل صندوق النقد الدولى برأس مال 100 مليار دولار الذى يقدم قروضا وضمانات للمشاريع التنموية ويدخل شريكا فى تأسيسها.

ويوفر بنك التنمية الجديد المزيد من الفرص التمويلية الميسرة للمشروعات التنموية ومسارات التحول الأخضر، على نحو يدعم المسار المصرى فى تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، وتسريع وتيرة التعافى الاقتصادى وامتلاك القدرة بشكل أكبر على احتواء التداعيات الداخلية والخارجية.

وأعلنت دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا قبل 6 سنوات، إنشاء بنك التنمية الجديد لتعبئة الموارد لتمويل مشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة بدول تجمع «بريكس» وغيرها من الاقتصادات الناشئة والبلدان النامية، وليعمل على تكامل جهود المؤسسات المالية متعددة الأطراف والإقليمية؛ من أجل دعم التنمية عالميًا، ويبلغ رأس المال المصرح به لبنك التنمية الجديد 100 مليار دولار، وهو مفتوح للاكتتاب من أعضاء الأمم المتحدة.

ووافق بنك التنمية الجديد منذ تأسيسه، على تمويل نحو 80 مشروعًا فى جميع البلدان الأعضاء بالبنك، بإجمالى محفظة تنموية نحو 30 مليار دولار، ويقوم البنك بتمويل المشروعات فى مجالات النقل والمياه والصرف الصحى والطاقة النظيفة والبنية التحتية الرقمية، والبنية التحتية الاجتماعية، والتنمية الحضرية، وتهدف استراتيجية البنك فى الوقت الراهن توسيع نطاق عمله جغرافيًا ليصبح المؤسسة التنموية الأولى لخدمة اقتصادات الدول الناشئة والبلدان النامية.

وسعت مصر جاهدة للانضمام إلى تجمع بريكس خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وكان أول تطلع مصرى لنيل عضوية مجموعة «بريكس» فى عام 2017، عندما قالت الهيئة العامة للاستعلامات وقتها إن ذلك يحمل كثيرا من الفرص والمزايا، خاصة على صعيد التنمية والتجارة والاستثمار.

كما قام الرئيس بالتصديق على اتفاقية تأسيس بنك التنمية الجديد التابع لتجمع «بريكس» ووثيقة انضمام مصر إلى البنك، وأعقب ذلك مشاركة الرئيس السيسى، فى جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية بقمة «بريكس» فى يونيو 2022، وذلك بدعوة من الرئيس الصينى شى جين بينغ، الذى كان رئيس قمة لدول البريكس وقتها.

وعلق الدكتور محمد معيط وزير المالية، على انضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد «NDB»، قائلًا إنه يُمثل شهادة ثقة فى صلابة الاقتصاد المصرى من دول تجمع بريكس «البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا»، على نحو انعكس فى رؤية ماركوس ترويخو، رئيس بنك التنمية الجديد، لمصر باعتبارها واحدة من أسرع دول العالم نموًا، وتمتلك اقتصادًا رائدًا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف الوزير أننا نتطلع إلى بناء شراكة قوية مع بنك التنمية الجديد «NDB»، الذى يمتلك قدرات تمويلية هائلة، وخبرات دولية متقدمة يُمكن أن تُساعد مصر فى تلبية احتياجاتها التمويلية، وتعظيم جهودها فى تطوير البنية التحتية، على نحو يُسهم فى تحقيق الأهداف الطموحة لمصر فى مجال التنمية المستدامة، موضحًا أن بنك التنمية الجديد «NDB» يُعد بمثابة منصة جديدة لمصر لتعزيز التعاون مع دول تجمع «بريكس» وغيرها من الاقتصادات الناشئة والبلدان النامية فى مجال البنية التحتية، والتنمية المستدامة.

وأكد أحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية، حرص وزارة المالية على تنويع مصادر التمويل، بما يُسهم فى خفض تكلفة توفير الاحتياجات التمويلية للمشروعات التنموية، على نحو يتسق مع جهود استدامة تحسن مؤشرات المالية العامة؛ من أجل صون مكتسبات الإصلاح الاقتصادى، والحفاظ على المسار الاقتصادى الآمن للدولة، موضحًا أن انضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد «NDB»، يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات التنموية الدولية مع تجمع «بريكس»؛ بما ينعكس فى تعزيز جهود الحكومة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، على ضوء «رؤية مصر ٢٠٣٠»

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بنك التنمية الجديد بنك التنمية صندوق النقد النقد صندوق مجموعة بريكس الحماية رأس مال دولار البنك الدولي بنك د محمد معيط بنک التنمیة الجدید التنمیة المستدامة البنیة التحتیة انضمام مصر إلى ملیار دولار على نحو

إقرأ أيضاً:

موت الناقد

عندما كتب رونالد بارتيت الفيلسوف والناقد الفرنسى مقالته الشهيرة عام ١٩٦٧ «موت المؤلف» بدأت مدرسة نقدية حديثة فى دراسة النص والعمل الأدبى أو الفنى بمعزل عن الكاتب أو المبدع وكأن العمل الفنى قائمًا بذاته، ولديه جمالياته وخصوصيته الفنية والأدبية فكان ذلك الاتجاه ثورة فى مجال الدراسات النقدية الحديثة والمعاصرة وأغفلت قيمة الكاتب وأهمية دراسة حياته وتاريخه ومجتمعه الذى أثر سلبًا أو ايجابًا على نتاجه الإبداعي؛ على الرغم من ذلك فما زال  النص الأدبى أو العمل الفنى يحمل فى طيات وجودهما الإبداعى جينات هذا الفنان أو ذاك المبدع لأن ما أبدعه جزء أصيل من تجربته الحياتية والإبداعية، فلا يوجد نص أو عمل بلا كاتب أو مبدع.. هذا وقد يتصور البعض أن ورش العمل والكتابة هى تجربة إبداعية حديثة أبتدعها الغرب من أجل صناعة بعض الأفلام والألعاب الإلكترونية إلا انها فى الواقع تجربة تجارية ربحية أفقدت النص والإبداع قيمته فأصبح مثل الطفل أو الوليد الذى لا يعرف أباه الحقيقى الذى يمنحه ويورثه خصائصه النفسية أو الفكرية والإبداعية حاملًا جيناته وبصماته معبرًا عن مرحلة اجتماعية وسياسية فلا مطلق فى الإبداع ولا نص بدون مبدع.
اليوم نجد أنه ليس الكاتب فقط قد مات بل الناقد ذاته مات، فقد اختفى النقد الأدبى والفنى من الحياة الثقافية المصرية لأسباب متعددة منها غياب الإبداع الحقيقى المؤثر فى التجربة الثقافية ومن ثم تحول الكثير من النقاد إلى الدراسات العلمية والأكاديمية الخالصة دون تمازج مع الواقع الإبداعى النابض بالمتغيرات والتحديات والبعض من أهل علم النقد صوب علمه نحو دراسة ومناقشة الإبداعات الشبابية والإعلامية من باب المجاملات الأدبية أو الإنسانية فى غرف وصالونات وندوات مغلقة لا بصل نفعها ولا يسمع جرسها  الجمهور والمتلقى ولا تفرد لها أى مساحات فى وسائل الإعلام المرئى والمقروء والمسموع اللهم بعض صور على شبكات التواصل الاجتماعى.. ويظل الكاتب والناقد يدوران فى دوائر مغلقة لا منفذ لها …
أما النقد الفنى للسينما والدراما والمسرح فغالبًا ما يسيطر على الصفحات الفنية والشاشات الفضائية صحفيون منحوا أنفسهم حق ممارسة العملية النقدية المتخصصة بالخبرة والممارسة والسطوة الإعلامية بينما القليل منهم يكتب وينقد عن علم ودراسة وفهم ومتابعة لما يجرى عالميًا فى مجال الدراسات النقدية الحديثة والمدارس والاتجاهات الأدبية والفلسفية المؤثرة على الإبداع والإنتاج الفنى سواء سينما أو دراما تليفزيونية أو منصات أو مسرحًا أو أغنية موسيقى.
والغالبية تعتمد فى طرحها النقدى على العلاقات والمواءمات والإنطباعات الشخصية ودوائر المصالح أو المنافع حتى يظل ذلك الناقد الفنى ضيفًا على المهرجانات والحفلات والعروض المسرحية والفنية والشاشات الفضائية.
أما حال النقد السياسى فى بلادى فهو المنطقة الشائكة فكريًا المحفوفة بالمخاطر اجتماعيًا فهو طريق يؤدى إلى الانعزالية وقد يؤدى إلى فقدان الحرية باعتبار الناقد معارض وخائن للوطن أو الدين وتلك قضية أخرى… قضية النقد لا تعنى الهجوم أو الذم ولكن النقد فى تعريفه العلمى هو محاولة للفهم والإدراك من أجل كشف أغوار وفك أسرار النص الفنى أو النص الإنسانى الحياتى.. عبر أدوات التحليل والربط والتفسير والتأويل والشرح وتحديد مواطن القوة الإيجابية ونقاط الضعف السلبية... التنوير والكشف وتهذيب الذائقة النقدية بغية الوصول إلى المزيد من الاستمتاع الفكرى والوجدانى بالعمل الأدبى أو الفنى أو النص الإنسانى الحياتى.
موت الناقد فى كل المجالات يعنى موت العين الثانية والضوء الساطع اللامع الذى يرى الإبداع والإنسان بصورة أجمل وأفضل وأكثر نقاء... النقد حياة.

مقالات مشابهة

  • موت الناقد
  • وزير المالية يشارك في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن
  • اجتماعات النقد والبنك الدوليين تبدأ وسط توتر تجاري أميركي صيني
  • مجلس الشورى يطالب صندوق التنمية العقارية بتوسيع نطاق برامج الإسكان التنموي
  • فقاعة الذكاء الاصطناعي محور نقاشات البنوك المركزية باجتماعات صندوق النقد
  • أبوظبي تُتوج أبطال «جراند بريكس» للتزلج الاستعراضي
  • ترقب لنتائج مباحثات وفد مصر المشارك في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين
  • معيط: أخبار إيجابية بشأن مراجعة صندوق النقد لبرنامج الحكومة المصرية
  • تصرفات السد الإثيوبي.. الري تطلق مشروع تطوير مفيض توشكى لمواجهة أي طوارئ
  • البنك المركزي: صندوق الدعم سيرفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية بالبنوك