عرضت قناة «إكسترا نيوز»، تقريراً مؤثراً يرصد المشهد الإنساني القاسي لآلاف العائلات الفلسطينية التي تعيش دوامة نزوح متكرر من بيوتها المهدمة وخيامها المؤقتة، تحت قصف لا يتوقف وحصار خانق لا يرحم.

ووصف التقرير مشاهد النزوح قائلًا: «أحلام مكسورة، أجساد مرهقة، وقلوب يعتصرها الخوف، هكذا يهجر الفلسطينيون من بيوتهم للمرة الرابعة أو الخامسة وربما أكثر، في رحلة نزوح جديدة تحت حر الشمس وفوق ركام الطرقات وبين أنقاض الذاكرة»، مشيراً إلى أن الواقع المأساوي لا يتيح سوى حمل القليل من المتاع في مسيرة ألم جماعي.

ورصدت الكاميرا شهادات حية من نازحين يتركون بيوتهم قسراً، حيث قال أحدهم: «هذه عاشر مرة نطلع من بيتنا، الصبح اجت الكوادر تقول المكان خطر ولازم نطلع، اضطرينا نمشي وإحنا ما بنتمنى نترك بيتنا».

فيما قالت سيدة أخرى بوجه يملؤه الحزن: «هي ثاني مرة أنزح، قعدت سنة في الجنوب ورجعت لغزة، واليوم أضطر أطلع من جديد.. شعوري لا يوصف من كثر الألم»، في حين تساءل شاب: «إحنا مش لاقين لا في الغرب ولا في الجنوب أي مكان.. وين رايحين؟ مش عارفين».

التقرير أبرز أيضاً تفاصيل مرعبة عن النزوح تحت تهديد القذائف والمنشورات التي يلقيها الجيش الإسرائيلي، وصولاً إلى مشهد مؤلم لطفلة صغيرة تقول لوالدها: «يا بابا بدي أشوف الدبابات زي المرة اللي فاتت».

مشاهد تختصر حجم المأساة الإنسانية وتكشف عمق الخوف الذي يعيشه الأطفال.

واختتم التقرير بلقطة وجدانية وصف فيها صمود الفلسطينيين قائلاً: «رغم العدوان والحصار والإبادة التي تنتهك المشاعر الإنسانية قبل القوانين الدولية، تبقى غزة شاهدة على صلابة أهلها الذين ينهضون من الرماد، يحملون وجعهم على أكتافهم ويسيرون بثبات في دروب متهالكة، متمسكين بإيمانهم أن الحق في الأرض لا يمحى بالنار، وأن الجذور لا تُقتلع بالدمار».

اقرأ أيضاًتركيا تقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل بالكامل.. وتغلق مجالها الجوي

ردًا على مزاعم «نتنياهو» حول إسرائيل الكبرى.. مشرف الرواق الأزهري: «عشم إبليس»

داعيا «الخونة» لقراءته.. مصطفى بكري: تقرير «الإيكونوميست» فضح سياسات إسرائيل في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطينية المشاعر الإنسانية صمود الفلسطينيين نزوح فلسطينية رحلة نزوح جديدة رحلة نزوح

إقرأ أيضاً:

“أحلام بنات” ينال الجائزة الفضية.. ومروة الشرقاوي تمثل مصر بفيلم وثائقي عن فتيات الصعيد

توج الفيلم المصري “أحلام بنات ” للمخرجة مروة الشرقاوى ضمن فئة الفيلم الوثائقى القصير، بالجائزة الفضية أفضل فيلم تسجيلى، وذلك خلال النسخة الخامسة من لقاءات كوتونو السينمائية والرقمية (ريسيكو) ، المنظمة من 27 سبتمبر إلى 4 أكتوبر بعاصمة البنين ، كذلك يشارك خلال فعاليات الدورة الأولى بمهرجان غزة لسينما المرأة .

 

قدمت المخرجة مروة الشرقاوي فيلمًا وثائقيًا جديدًا يُلقي الضوء على حياة الفتيات الصغيرات في قرية عرب بني واصل بمحافظة سوهاج، حيث تتقاطع أحلام الطفولة مع واقع اجتماعي صعب تحكمه العادات والتقاليد.
 

يتناول الفيلم معاناة فتيات يعشقن الموسيقى والعزف والغناء، ويبحثن عن مساحة للتعبير عن ذواتهن، لكنهن يصطدمن بعقبات متجذرة في المجتمع، منها الزواج المبكر، وحرمان الفتيات من حرية اختيار شريك الحياة، والنظرة التمييزية التي تضع المرأة في مرتبة أدنى مقارنة بالشباب، فضلًا عن التحديات التي تواجه عمل المرأة واستقلالها في المجتمعات الريفية.

 

صورة بصرية شاعرية لمقاومة الواقع

تظهر بصمة مروة الشرقاوي الإخراجية من خلال أسلوب بصري شاعرٍ وواقعي في آن واحد، حيث تستخدم الكاميرا كعينٍ إنسانية تتنقل بين تفاصيل الحياة اليومية للفتيات، وتكشف التناقض بين براءة الطفولة وقسوة الواقع.
 

في أحد المشاهد اللافتة، تظهر طفلة في الحادية عشرة من عمرها من قرية عرب بني مصر وهي تحمل آلة البيانو في لقطة رمزية شديدة التعبير، تُجسد من خلالها المخرجة إصرار الفتاة على التمسك بحلمها رغم القيود المفروضة عليها.
كما تتوقف الكاميرا عند مشهد مؤثر لأمٍّ لم تكمل تعليمها، لكنها تُصرّ على دعم ابنتها لمواصلة الدراسة، في محاولة لكسر الدائرة المغلقة التي حرمت أجيالًا من الفتيات من تحقيق ذواتهن.

 

الفيلم بين الواقعية والشاعرية

اعتمدت مروة الشرقاوي في فيلمها على الدمج بين الواقعية التسجيلية واللغة الشعرية في السرد، فالفيلم لا يكتفي بنقل الواقع كما هو، بل يسعى إلى تقديم قراءة إنسانية لتلك الحياة المقهورة، من خلال تفاصيل بسيطة ومواقف يومية تحمل الكثير من الدلالات.
 

كما استخدمت المخرجة الألوان والموسيقى كعنصرين رئيسيين في بناء الحالة الدرامية، حيث أضافت ألوان المشاهد إحساسًا بالدفء والحنين، بينما جاء توظيف الموسيقى متناغمًا مع الإيقاع الداخلي لحياة الفتيات وأحلامهن.

 

يُقدم العمل رؤية إنسانية تنحاز إلى المرأة الريفية المهمشة، وتدافع عن حقها في الاختيار والتعليم وممارسة الشغف الفني، باعتبار أن الفن ليس ترفًا، بل وسيلة للتعبير عن الذات والبحث عن الحرية.
من خلال شخصياتها الحقيقية، تفتح مروة الشرقاوي نافذة على عوالم مسكوت عنها في الريف المصري، وتدعو المشاهد للتفكير في الأسئلة الكبرى حول الهوية، والمساواة، وحق المرأة في الحلم والقرار.

العمل من كتابة وإخراج مروة الشرقاوي،
تلوين: آية الكافي
مكساج: رائف علي
تصميم بوستر: مريم السيد

ويُعد الفيلم نتاجًا لتعاون مجموعة من الطاقات الشابة التي آمنت بقوة السينما في التغيير الاجتماعي، فخرج العمل بتجربة صادقة ومؤثرة تعبّر عن جيل يسعى إلى بناء وعي جديد بدور المرأة في المجتمع المصري والعربي ، يؤكد الفيلم أن أحلام الفتيات الصغيرات في القرى ليست بعيدة المنال، بل تحتاج فقط إلى فرصة ودعم كي تُترجم إلى واقع. ومن خلال عين مروة الشرقاوي، تتحول الكاميرا إلى مرآة تعكس ما وراء الصمت، لتصنع شهادة فنية وإنسانية عن الإصرار والأمل وسط قيود الواقع.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية تنشر فيديو عن رحلة "العناني" مع انتخابات اليونسكو
  • إسرائيل تنفذ سلسلة اغتيالات لشخصيات فلسطينية وعربية وإيرانية منذ 7 أكتوبر
  • “أحلام بنات” ينال الجائزة الفضية.. ومروة الشرقاوي تمثل مصر بفيلم وثائقي عن فتيات الصعيد
  • ما رؤيا الرسول التي كانت سببًا في تخصص د. أحمد عمر هاشم في الحديث؟ - فيديو
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر وحتى الحظه
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • إيمان العاصي تنتهي من تصوير مشاهد ديكور منزل والدها في «قسمة ونصيب»
  • غريتا ثونبرغ.. السويدية التي تثير هستيريا إسرائيل
  • غزة بعد عامين من الشتات .. أسرٌ مكسورة ومجتمعات تولد من الخيام
  • غزة: نزوح بلا نهاية.. مئات الآلاف يتجهون جنوبًا هربًا من القصف ودون ملاذ آمن