عربي21:
2025-10-07@23:25:30 GMT

كمائن صيد بط.. ماذا يجري بحي الزيتون في غزة؟

تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT

كمائن صيد بط.. ماذا يجري بحي الزيتون في غزة؟

وصفـت منصة الأخبار الإسرائيلية "حدشوت بزمان" الكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت في غزة  بأنه "كمائن صيد بط"، في إشارة إلى أن الجنود تحولوا إلى أهداف سهلة للمقاومة الفلسطينية، بعد أنباء عن فقدان 4 جنود وقتل وجرح نحو 10 آخرين.

وخلال الساعات الماضية، تصاعدت الأحداث الميدانية في حي الزيتون بمدينة غزة  بعد سلسلة من الاشتباكات العنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.

وفي الوقت الذي فرضت فيه الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظر النشر بشأن ما يجرى في حي الزيتون والتزم جيش الاحتلال الصمت حتى كتابة هذه السطور. قالت منصات إخبارية إسرائيلية إن اكمين حي الزيتون يعد من أصعب المواجهات الأمنية منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأوضحت المنصات الإسرائيلية أن المقاومة الفلسطينية لم تكتفِ بالاشتباك المباشر، بل واصلت استهداف محيط الكمين بقذائف هاون حالت دون وصول وحدات الإنقاذ الإسرائيلية. وأشارت إلى أن الجنود الأربعة الذين فقد الاتصال بهم قد يكونون في عداد الأسرى (وهو ما لم تؤكده أي جهة رسمية حتى الآن).



ثلاثة كمائن متزامنة
ووفقا لما ذكرته المنصات الإسرائيلية، شهدت غزة ثلاث كمائن متزامنة أوقعت خسائر في صفوف قوات الاحتلال، وذلك عل] النحو التالي:

الكمين الأول: استهدف قوة من لواء الناحال داخل حي الزيتون، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين.

الكمين الثاني: في حي الصبرة المجاور، حيث تطلب الأمر تدخل المروحيات الإسرائيلية لتمهيد الطريق أمام قوات الاحتلال أو تأمين انسحابها.

الكمين الثالث: اشتباك مستمر داخل حي الزيتون، تقوم فيه المقاومة بمحاولات أسر جنود، بينما تطلق قذائف هاون لإعاقة عمليات الإنقاذ والبحث.

انسحاب الجيش وتفعيل "هنيبعل"
لم يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى كتابة هذا التقرير، عن أي تفاصيل بشأن ما يجري في حي الزيتون، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الجيش يبدأ سحب جنوده من حي الزيتون وإعادتهم إلى ثكناتهم. لافتة إلى أن الجيش فعل بروتوكول هانيبعل لمنع وقوع أسرى أثناء الهجمات في حي الزيتون.

ويعرف بروتوكول هنيبعل بأنه إجراء عسكري إسرائيلي سري وضع في ثمانينيات القرن الماضي، ويهدف إلى منع وقوع الجنود الإسرائيليين أسرى بيد المقاومة الفلسطينية أو أي قوة معادية، حتى لو كان الثمن تعريض حياة الجنود للخطر.

وبموجب هذا البروتوكول، يسمح لقوات الاحتلال باستخدام قوة نارية كثيفة، تشمل المدفعية والطائرات الحربية، على الموقع الذي يعتقد أن عملية الأسر تجري فيه. والهدف المعلن هو إحباط عملية الخطف قبل اكتمالها، لكنه في الواقع قد يؤدي إلى إصابة أو مقتل الجندي نفسه لتفادي نقله حيا إلى الأسر.

ووجهت منصات عبرية موجة انتقادات حادة لقادة الاحتلال السياسيين والعسكريين. واعتبرت "حدشوت بزمان" أن الحكومة "متطرفة ومتهورة"، وأنها تكشف تحركات الجيش مسبقا وتترك الجنود عرضة لكمائن المقاومة. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عاجز عن حماية جنوده، ويقود البلاد نحو كوارث ميدانية لا تخدم الأمن ولا قضية الأسرى".



حي الزيتون.. مسرح متكرر للكمائن
ويعرف حي الزيتون منذ سنوات بكونه ساحة معارك معقدة، إذ شهد معارك كثيرة منذ اندلاع الحرب أسفرت عن خسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعله واحدا من أكثر المناطق خطورة في غزة. وينظر إليه داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية باعتباره "فخا ميدانيا" تعمد المقاومة إلى استغلال تضاريسه لشن هجمات مباغتة.

وفي أيار/مايو 2024، فقد جيش الاحتلال الإسرائيلي أربعة جنود من لواء الناحال خلال عملية مداهمة لمدرسة داخل الحي بعد انفجار عبوة ناسفة شديدة الانفجار. ولم يكن ذلك الحادث استثناء، إذ سبقته وتلته مواجهات دامية تكبد فيها جيش الاحتلال خسائر بشرية ومادية فادحة، شملت تدمير آليات مدرعة وإصابة وحدات مشاة. ويشير محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن المقاومة الفلسطينية تستثمر معرفة دقيقة بتضاريس الحي، مستغلة شبكة أنفاق ممتدة تحت الأرض لتوجيه ضربات مفاجئة وإعادة الانتشار بسرعة قبل تدخل الطيران أو المدفعية.

وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن حي الزيتون يصنف داخل جيش الاحتلال كـ"منطقة حمراء" أو "فخ ميداني"، إذ أن أي دخول بري إليه غالبا ما يقابل بخطط دفاعية محكمة من جانب المقاومة. وخلال الحرب الحالية، تكررت المشاهد ذاتها؛ وحدات إسرائيلية تقع في كمائن متتابعة، قذائف هاون تشتبك مع محاولات الإنقاذ، وتكتيكات أشبه بحرب شوارع تفرضها طبيعة المكان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة حي الزيتون المقاومة أسر جنود غزة الاحتلال المقاومة أسر جنود حي الزيتون المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی المقاومة الفلسطینیة قوات الاحتلال فی حی الزیتون جیش الاحتلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

أبرز المحطات خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة

عامان مرّا على حرب غير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حرب بدّلت ملامح المنطقة وأعادت رسم خرائطها السياسية والإنسانية، فخلال 24 شهرا من القصف والدمار والمجاعة والتهجير في قطاع غزة شهد العالم فصولا متلاحقة من مأساة وُصفت بأنها الأشدّ دموية في القرن 21.

ويوثق تقرير مراسلة الجزيرة شيماء بوعلام أبرز محطات الحرب التي انطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين شنت المقاومة الفلسطينية هجوما مفاجئا على المستوطنات المتاخمة لغزة، في عملية أربكت إسرائيل وأحدثت زلزالا عسكريا وسياسيا لم تعهده منذ عقود.

ففي ساعات قليلة، سقط مئات القتلى من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، وأُسر عشرات آخرون، ليتحول المشهد في غزة من حصار مزمن إلى مشهد مأساة صادمة، إذ ردّت إسرائيل بسياسات انتقامية غير مسبوقة في تطرفها شملت التدمير الشامل، والتجويع، والتهجير القسري لمئات الآلاف.

منذ ذلك اليوم، لم تعد غزة مجرد ساحة مواجهة محلية، بل بؤرة صراع أعادت ترتيب أجندات الإقليم والعالم، فالغارات الكثيفة والاجتياحات البرية الواسعة جعلت البحث عن الأسرى الإسرائيليين الـ251 هدفا مركزيا لحرب إبادة لم تستثنِ المستشفيات ولا مخيمات اللاجئين.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وُقّعت أول هدنة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل لمدة 4 أيام، شابها استمرار القصف على المدنيين، أفرجت خلالها المقاومة عن 50 أسيرا مقابل إطلاق سراح نحو 150 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

ومع بداية عام 2024، دخلت ساحة العدالة الدولية على خط الأزمة، إذ أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع الإبادة في القطاع، وهو قرار غيّر توصيف الحرب من "نزاع مسلح" إلى "إبادة جماعية محتملة"، من دون أن يوقف نزيف الدم.

صدمة عارمة

وفي أبريل/نيسان 2024، دوّى الغضب الدولي بعد مقتل 7 من فريق منظمة "وورلد سنترال كيتشن" في غارة إسرائيلية، مما شكّل صدمة عارمة وفضح استهداف تل أبيب المتكرر للجهود الإنسانية، ودفع المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط من أجل فتح ممرات آمنة للمساعدات.

إعلان

لكن في مايو/أيار من العام ذاته، بلغت الحرب ذروتها جنوبا، حين حاصرت إسرائيل مدينة رفح المكتظة بالنازحين، فبينما كان العالم يراقب بحذر، رأت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أن استمرار القصف تجاوز الخطوط الحمراء، فجمدت شحنة قنابل ضخمة متجهة إلى تل أبيب، لتظهر لأول مرة بوادر شرخ في الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل.

وفي يونيو/حزيران، تمدد الصراع خارج حدود غزة، إذ حوّلت هجمات جماعة أنصار الله في البحر الأحمر الممرات الملاحية إلى ساحة مواجهة جديدة، وربطت الاقتصاد العالمي مباشرة بالحرب الدائرة في القطاع، ليتحول النزاع المحلي إلى أزمة دولية تمسّ التجارة والطاقة والملاحة.

بحلول سبتمبر/أيلول 2024، اشتعلت الحدود الشمالية بين إسرائيل وحزب الله في تصعيد غير مسبوق، بلغ ذروته باغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في تطور هزّ المنطقة وفتح جبهة دعم مفتوحة لغزة من جنوب لبنان حتى الجولان.

وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، وبعد دخول الحرب عامها الثاني، قُتل قائد حركة حماس يحيى السنوار في غارة إسرائيلية، فانقلبت موازين الميدان مجددا، وإثر ذلك شنت قوات الاحتلال اجتياحا جديدا لشمال غزة، مستهدفة جباليا ومحيطها، في محاولة لكسر بنية المقاومة المتماسكة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، زادت عزلة إسرائيل حين أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه آنذاك يواف غالانت، في خطوة غير مسبوقة لمحاكمة قادة إسرائيليين بتهم جرائم حرب.

مرحلة جديدة

وبحلول 20 يناير/كانون الثاني 2025، دخلت الحرب مرحلة سياسية جديدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فقد ضاعف دعمه العسكري لإسرائيل وأفرج عن الأسلحة المجمدة، لكنه طرح في الوقت نفسه مبادرة سماها "الصفقة الكبرى"، تقوم على وقف الحرب مقابل تبادل الأسرى وترتيبات لإدارة انتقالية في غزة.

وبين فبراير/شباط ومارس/آذار من العام ذاته تم التوصل إلى اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، سرعان ما تهاوى مع تكرار الخروقات، في وقت بدأ فيه الشارع الإسرائيلي يفقد شهيته للحرب، وارتفعت أصوات الغضب ضد طول أمدها وضبابية أهدافها.

في ربيع 2025، تمدد التضامن مع غزة عالميا؛ إذ اجتاحت المظاهرات الجامعات الأميركية وشوارع لندن وباريس ومدن أخرى، لتشكل موجة احتجاجات غير مسبوقة دفعت الغرب إلى مراجعة مواقفه الأخلاقية والسياسية تجاه إسرائيل.

وفي أغسطس/آب، أعلنت الأمم المتحدة رسميا دخول غزة في مرحلة المجاعة، في أول توثيق أممي لمجاعة بالمنطقة، بعد وفاة آلاف الأطفال جراء الجوع وسوء التغذية، لترسخ الحرب موقعها كإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

أما في أكتوبر/تشرين الأول 2025، وبعد شهور من المفاوضات برعاية واشنطن والقاهرة والدوحة، أعلن الرئيس الأميركي ترامب خطة من 20 بندا لوقف إطلاق النار، وافقت عليها حركة حماس مبدئيا، لكنها بقيت رهينة جولات جديدة من التفاوض بشأن تفاصيل التنفيذ.

وهكذا، اختتم العامان الأخطر في تاريخ غزة والعالم العربي بمشهد لم يُكتب فصله الأخير بعد، فالحرب التي بدأت بهجوم مباغت تحولت إلى ملحمة صمود وتراجيديا إنسانية، ما زالت ترسم حدود المعركة بين العدالة والمأساة في فلسطين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مزهر: المقاومة الفلسطينية لم تُهزم والحرب لم تكسر صمود شعبنا
  • يهودية يمنية تتخلى عن جنسيتها الإسرائيلية في أسطول الصمود.. ماذا قالت؟
  • بين طوفان الأقصى وتسونامي الأكاذيب .. الأمم المتحدة في خدمة الاحتلال الإسرائيلي
  • تيليجراف: الجيل الجديد من المقاومة في غزة يتصدى للاحتلال الإسرائيلي
  • أبرز المحطات خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
  • أخر الأوضاع في المنطقة.. دور مصر محوري في القضية الفلسطينية.. والهجمات الإسرائيلية تستهدف منطقة الهرمل شرق لبنان
  • غزة بين جرائم العدو الإسرائيلي وآمال التهدئة .. ماذا بعد موافقة المقاومة على خطة ترامب؟
  • الشيطان يكمن في البنود الغامضة.. ماذا بعد موافقة المقاومة الفلسطينية على «خطة ترامب»؟
  • جيش الاحتلال يعلن عن عدد قتلاه منذ 7 أكتوبر
  • ماذا يجري على حدود البلدين؟ إحباط 7 محاولات تهريب بين الأردن وسوريا