كمائن صيد بط.. ماذا يجري بحي الزيتون في غزة؟
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
وصفـت منصة الأخبار الإسرائيلية "حدشوت بزمان" الكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت في غزة بأنه "كمائن صيد بط"، في إشارة إلى أن الجنود تحولوا إلى أهداف سهلة للمقاومة الفلسطينية، بعد أنباء عن فقدان 4 جنود وقتل وجرح نحو 10 آخرين.
وخلال الساعات الماضية، تصاعدت الأحداث الميدانية في حي الزيتون بمدينة غزة بعد سلسلة من الاشتباكات العنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
وأوضحت المنصات الإسرائيلية أن المقاومة الفلسطينية لم تكتفِ بالاشتباك المباشر، بل واصلت استهداف محيط الكمين بقذائف هاون حالت دون وصول وحدات الإنقاذ الإسرائيلية. وأشارت إلى أن الجنود الأربعة الذين فقد الاتصال بهم قد يكونون في عداد الأسرى (وهو ما لم تؤكده أي جهة رسمية حتى الآن).
ثلاثة كمائن متزامنة
ووفقا لما ذكرته المنصات الإسرائيلية، شهدت غزة ثلاث كمائن متزامنة أوقعت خسائر في صفوف قوات الاحتلال، وذلك عل] النحو التالي:
الكمين الأول: استهدف قوة من لواء الناحال داخل حي الزيتون، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين.
الكمين الثاني: في حي الصبرة المجاور، حيث تطلب الأمر تدخل المروحيات الإسرائيلية لتمهيد الطريق أمام قوات الاحتلال أو تأمين انسحابها.
الكمين الثالث: اشتباك مستمر داخل حي الزيتون، تقوم فيه المقاومة بمحاولات أسر جنود، بينما تطلق قذائف هاون لإعاقة عمليات الإنقاذ والبحث.
انسحاب الجيش وتفعيل "هنيبعل"
لم يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى كتابة هذا التقرير، عن أي تفاصيل بشأن ما يجري في حي الزيتون، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الجيش يبدأ سحب جنوده من حي الزيتون وإعادتهم إلى ثكناتهم. لافتة إلى أن الجيش فعل بروتوكول هانيبعل لمنع وقوع أسرى أثناء الهجمات في حي الزيتون.
ويعرف بروتوكول هنيبعل بأنه إجراء عسكري إسرائيلي سري وضع في ثمانينيات القرن الماضي، ويهدف إلى منع وقوع الجنود الإسرائيليين أسرى بيد المقاومة الفلسطينية أو أي قوة معادية، حتى لو كان الثمن تعريض حياة الجنود للخطر.
وبموجب هذا البروتوكول، يسمح لقوات الاحتلال باستخدام قوة نارية كثيفة، تشمل المدفعية والطائرات الحربية، على الموقع الذي يعتقد أن عملية الأسر تجري فيه. والهدف المعلن هو إحباط عملية الخطف قبل اكتمالها، لكنه في الواقع قد يؤدي إلى إصابة أو مقتل الجندي نفسه لتفادي نقله حيا إلى الأسر.
ووجهت منصات عبرية موجة انتقادات حادة لقادة الاحتلال السياسيين والعسكريين. واعتبرت "حدشوت بزمان" أن الحكومة "متطرفة ومتهورة"، وأنها تكشف تحركات الجيش مسبقا وتترك الجنود عرضة لكمائن المقاومة. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عاجز عن حماية جنوده، ويقود البلاد نحو كوارث ميدانية لا تخدم الأمن ولا قضية الأسرى".
حي الزيتون.. مسرح متكرر للكمائن
ويعرف حي الزيتون منذ سنوات بكونه ساحة معارك معقدة، إذ شهد معارك كثيرة منذ اندلاع الحرب أسفرت عن خسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعله واحدا من أكثر المناطق خطورة في غزة. وينظر إليه داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية باعتباره "فخا ميدانيا" تعمد المقاومة إلى استغلال تضاريسه لشن هجمات مباغتة.
وفي أيار/مايو 2024، فقد جيش الاحتلال الإسرائيلي أربعة جنود من لواء الناحال خلال عملية مداهمة لمدرسة داخل الحي بعد انفجار عبوة ناسفة شديدة الانفجار. ولم يكن ذلك الحادث استثناء، إذ سبقته وتلته مواجهات دامية تكبد فيها جيش الاحتلال خسائر بشرية ومادية فادحة، شملت تدمير آليات مدرعة وإصابة وحدات مشاة. ويشير محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن المقاومة الفلسطينية تستثمر معرفة دقيقة بتضاريس الحي، مستغلة شبكة أنفاق ممتدة تحت الأرض لتوجيه ضربات مفاجئة وإعادة الانتشار بسرعة قبل تدخل الطيران أو المدفعية.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن حي الزيتون يصنف داخل جيش الاحتلال كـ"منطقة حمراء" أو "فخ ميداني"، إذ أن أي دخول بري إليه غالبا ما يقابل بخطط دفاعية محكمة من جانب المقاومة. وخلال الحرب الحالية، تكررت المشاهد ذاتها؛ وحدات إسرائيلية تقع في كمائن متتابعة، قذائف هاون تشتبك مع محاولات الإنقاذ، وتكتيكات أشبه بحرب شوارع تفرضها طبيعة المكان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة حي الزيتون المقاومة أسر جنود غزة الاحتلال المقاومة أسر جنود حي الزيتون المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی المقاومة الفلسطینیة قوات الاحتلال فی حی الزیتون جیش الاحتلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
قراءة في خيارات المقاومة وتحديات المرحلة غزة بين القرار الدولي واستراتيجية الاحتلال..
الثورة / متابعات
في ظل التعقيدات السياسية والميدانية التي تحيط بقطاع غزة خلال فترة الهدنة، تبرز أسئلة ملحّة حول مستقبل السلوك الإسرائيلي وكيف ستتعامل المقاومة الفلسطينية مع محاولات الاحتلال تثبيت استراتيجية “فتح النار واقتناص الأهداف” رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، قدّم الباحث في الشأن الإسرائيلي عادل شديد قراءة خاصة للمركز الفلسطيني للإعلام توضّح طبيعة المرحلة وحدود الخيارات المتاحة.
قرار مجلس الأمن
يؤكد شديد منذ البداية أن المقاومة الفلسطينية تواجه تحديات صعبة، والسبب لا يقتصر على الواقع الميداني، بل يمتد إلى المسار السياسي الذي فرضه قرار مجلس الأمن.
فالقرار، كما يوضح، اكتفى بتفويض تشكيل قوة الأمن وما يسمى “مجلس السلام”، لكنه ترك باقي التفاصيل—من المهام إلى الأهداف إلى السقوف الزمنية—لهذا المجلس الذي تقوده الولايات المتحدة برئاسة ترامب ونائبه توني بلير.
وهذا يعني، بحسب شديد، أن إسرائيل ستكون حاضرة في أغلبية تفاصيل المشهد الجديد، وأنه ما دامت إسرائيل موجودة في مركز صناعة القرار، وما دامت المرجعية أمريكية، فإن تل أبيب ستحصل على هامش واسع لاستغلال هذه المرحلة.
وانطلاقًا من ذلك، يرى شديد أن إسرائيل ستستمر في القتل وإن كان بوتيرة أقل مما كانت عليه قبل شهرين، وستواصل سياسة إغلاق المعابر وعرقلة دخول احتياجات القطاع من مساعدات.
ويُرجع هذا السلوك إلى محاولة إسرائيل إيصال رسالة: هي من تقرر، وليس ترامب، ولا مجلس الأمن، ولا الوسطاء، ولا أي قوة في العالم قادرة على فرض ما يجب أن تقوم به. بهذا السلوك، تحاول إسرائيل تأكيد سيادتها على تفاصيل الميدان، واستثمار الهدنة لتكريس قواعد اشتباك جديدة تصب في مصلحتها.
أولويات المقاومة
أما بشأن ما ستقوم به المقاومة، فيشير شديد إلى أن الخيارات أمامها ليست سهلة. ومع ذلك، تبقى المقاومة—بحسب قوله—الأقدر على تقدير مصالحها في هذه اللحظة الحساسة.
وهذه المصالح تتلخص اليوم في ثلاث نقاط مركزية: إفشال مخططات التهجير، ومنع بقاء الاحتلال إلى ما لا نهاية داخل قطاع غزة، وإفشال مساعي الاحتلال للقضاء على المقاومة.
لذلك يرى أن المصلحة المباشرة للمقاومة الآن هي استيعاب هذه المرحلة وامتصاصها، بما يحول دون تحقيق الاحتلال لمشاريعه.
ومع ذلك، يعتقد شديد أنه في مرحلة ما ستبرز ردود من المقاومة. لكنّه يطرح جملة من الأسئلة المفتوحة: كيف ستكون هذه الردود؟ وأين ستكون؟ هل ستقتصر على غزة أم أن المقاومة قادرة على إشعال ساحات أخرى؟ وهل تملك الإمكانات لتفعيل جبهات متعددة؟ أسئلة يؤكد أنها تحتاج لبعض الوقت قبل ظهور إجابات واضحة عليها، رهنًا بتطورات الميدان والسياسة خلال الفترة القادمة