أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها الخميس، أن إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة أدى إلى شعور سكانها بالراحة الأولية، ومع ذلك، أكد مسؤولون هناك إن الغارات الإسرائيلية قتلت 33 شخصًا، بينهم 12 طفلًا، الأربعاء الماضي؛ بينما زعمت "إسرائيل" إن قواتها تعرضت لإطلاق نار.

وقالت الصحيفة إن خمسة فلسطينيين آخرين استشهدوا يوم الخميس، إضافة إلى المئات منذ إعلان وقف إطلاق النار، موضحة أنه "حتى لو توقف القصف، فإن تدمير حياة الفلسطينيين سيستمر مع استمرار إسرائيل في خنق المساعدات، وتداعيات عامين من الحرب.

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي من أن الكارثة الصحية ستستمر لأجيال".

وأضاافت "لا يزال الغذاء شحيحًا. بينما ترتعد العائلات النازحة في ملاجئ مؤقتة غمرتها المياه، ويواجه الكثيرون شتاءً ثالثاً من التشرد، تقول منظمات الإغاثة إنها لا تستطيع إيصال مخزوناتها من الخيام والأغطية، وإسرائيل التي تنفي منع المساعدات صنّفت أعمدة الخيام كمواد "مزدوجة الاستخدام" يمكن استخدامها لأغراض عسكرية، بينما أفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" أن أطفالاً ينامون على أرض عارية بملابس غارقة في مياه الصرف الصحي".

وكشفت الصحيفة الأسبوع الماضي عن خطط أمريكية لتقسيم غزة على المدى الطويل إلى "منطقة خضراء" تحت السيطرة الإسرائيلية والدولية، لإعادة تطويرها، و"منطقة حمراء" تُترك أنقاضاً؛ ووصف مسؤول أمريكي إعادة توحيد القطاع بأنه "طموح". 

وأشارت إلى أن "هذه الرؤية - مع قوات دولية تدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل أساسي، وجذب الفلسطينيين إلى تلك المناطق هرباً من البؤس والفوضى في أماكن أخرى - تُحاكي السياسات الأمريكية الكارثية في العراق وأفغانستان".


وأكدت "هذا هو الأساس المظلم لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع، الذي أيد مقترحات دونالد ترامب للسلام. يبدو "مجلس السلام" كسلطة استعمارية يشرف عليها السيد ترامب، وربما يُرسّخه توني بلير. سيعمل تحته تكنوقراط فلسطينيون، يتمتعون بمصداقية محلية ومقبولية لدى الولايات المتحدة وإسرائيل - وهو إنجازٌ بارز -. كل هذا ممكن بفضل قوة استقرار دولية تأمل الولايات المتحدة في نشرها بحلول يناير. سيكون هذا مُبالغًا فيه حتى لو أبدت الدول استعدادًا حقيقيًا لإرسال قوات".

وقالت "حسّن القرار مسودة نص، وحظي بدعم العالم العربي - ورفض غاضب من اليمين الإسرائيلي - بإدراجه إشارات إلى دولة فلسطينية وانسحاب إسرائيلي. ومع ذلك، تُصاغ هذه الإشارات بعبارات غامضة، كمكافأة غير مضمونة على حسن سلوك كافٍ، بدلًا من كونها اعترافًا بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف. إذا سارت الأمور وفقًا للخطة، "فقد تتهيأ أخيرًا الظروف لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة". سيستند الانسحاب الإسرائيلي إلى معايير وأطر زمنية متفق عليها من قبل الجيش نفسه، وكذلك من قبل الولايات المتحدة وجهات أخرى. لم تدعم الدول ما يعنيه هذا النص، بل ما قد يعنيه أو يصبح عليه".

وأضافت "يعتقد البعض أن هذا هو أفضل ما يمكن إنقاذه من الظروف الراهنة، في ظل رئاسة السيد ترامب؛ بينما يأمل آخرون أن تسمح هذه البداية غير الواعدة بصياغة شيء أفضل. لكن من الصعب ألا نستنتج أن الأمر، بالنسبة لبعض الحكومات، يتعلق بإنقاذ الضمير وتبييض السمعة أكثر من كونه مصلحة للفلسطينيين. أعلنت ألمانيا بالفعل أنها ستستأنف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. بالنسبة للفلسطينيين، "ما بدا وكأنه حرب أبدية قد يتحول إلى بؤس أبدي"، كما حذّر عالم السياسة ناثان براون. الدول التي كانت متواطئة في حرب إبادة جماعية عليها واجب أكبر في المطالبة بالأفضل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية وقف إطلاق النار غزة الاحتلال غزة الاحتلال الغارديان وقف إطلاق النار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الغارديان: ترامب يتحكم بكأس العالم والفيفا تتحول لأداة بيد من يرغب في استغلالها

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرًا يسلط الضوء على التدخل السياسي غير المسبوق في بطولة كأس العالم المقبلة؛ حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية نقل المباريات من المدن المستضيفة، فيما ظهر رئيس الفيفا جياني إنفانتينو متوافقًا تمامًا مع ترامب، مما يشير إلى تحول الفيفا إلى أداة بيد القوى السياسية بدل أن تفرض استقلالها كما في السابق.

NOW - Trump and FIFA president announce "FIFA PASS," that will allow World Cup ticket holders to apply for fast-tracked U.S. visas to attend "the greatest and most inclusive World Cup ever." pic.twitter.com/sughd1Im4z — Disclose.tv (@disclosetv) November 17, 2025
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو صرّح قبل فترة وجيزة بأن "السياسة يجب أن تبقى خارج كرة القدم وكرة القدم يجب أن تبقى خارج السياسة"، لكن هذا الرجل، الذي يُوصف بأنه أسوأ شخصية في الرياضة العالمية، ظهر مؤخرًا في المكتب البيضاوي وهو يوافق ترامب بشأن إمكانية نقل المباريات من المدن المستضيفة لكأس العالم المقبل إذا رأى الرئيس الأمريكي وجود "مشكلة" أمنية أو عدم امتثال بطريقة ما، وهذا يعني عمليًا أن الأمر يعتمد على إذا ما كانت المدينة تحت إدارة ديمقراطي أو "شيوعي".


وتضيف الصحيفة، أن مجرد رؤية إنفانتينو، تستحضر تاريخ الفيفا المليء بالفضائح، إذ يبدو أنه تجاوز حتى سجل سيب بلاتر في سوء الإدارة وفضائح الفساد؛ فقد ارتبط اسم إنفانتينو بمناسبات سياسية عدة بترامب هذه السنة، من قمة الشرق الأوسط، التي تسببت في تأخره عن مؤتمر الفيفا لدرجة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتهمه بإعطاء الأولوية لـ"مصالح سياسية خاصة"، وصولاً إلى ابتكار "جائزة سلام" قد يكون ترامب أول من ينالها، وقد أمضى يوم أمس مبتسمًا بينما أعلن ترامب احتمال شن "ضربات" على إحدى الدول المستضيفة لكأس العالم 2026، وهي المكسيك.



وأشارت الصحيفة إلى أن إنفانتينو تحول من مجرد ضيف في حفل تنصيب ترامب إلى عضو فعلي في دائرته السياسية، بعدما أصبحت الفيفا أداة بيد من يرغب في استغلاله؛ فلم يحدث من قبل أن تدخل زعيم سياسي لإلغاء مباراة من مدينة مستضيفة، ما يعزز الانطباع بأن الولايات المتحدة بلد متقلب وغير آمن بالنسبة لمشجعي كرة القدم الذين يفكرون في شراء تذاكر باهظة الثمن واتخاذ ترتيبات سفر أكثر تكلفة.


وأضافت الصحيفة أن رئيس فريق عمل البيت الأبيض المعني بكأس العالم، أندرو جولياني، اعتبر البطولة المقبلة ثمرة "رؤية ترامب"، فيما وصفها إنفانتينو بأنها "الأكثر شمولية". لكن كلمة "شمولية" هنا تخفي إقصاء الجماهير؛ حيث فُرض نظام التسعير الديناميكي المكروه على تذاكر مباريات كأس العالم، كما قد تُنقل المباريات لمسافات بعيدة بسبب السياسة.

FIFA ticket holders coming from abroad for the 2026 World Cup in the US will get "prioritized" appointments for visas, President Trump said. The so-called "FIFA Pass" system will fast track those visa interviews for the ticket holders with help from the State Department. pic.twitter.com/4GwfNzXaeD — New York Post (@nypost) November 18, 2025
وختمت الصحيفة بأن الإنجاز الحقيقي لإنفانتينو هو رئاسته لعصر لم يعد فيه مصطلح "غسل الرياضة" مصطلحًا فنيًا محدودًا، بل أصبح شيئًا يعرفه جميع مشجعي كرة القدم بمجرد رؤيته لأنهم يرونه طوال الوقت، أما بالنسبة لجائزة السلام، فقد لا تكون سنوية، ففي المرة الأخيرة التي ابتكر فيها جياني جائزة – جوائز الفيفا لأفضل لاعب – أقامها مرتين في غضون تسعة أشهر. أي أن هناك احتمالًا كبيرًا أن يفوز ترامب بها مرة أخرى قبل انطلاق كأس العالم الصيف المقبل.

مقالات مشابهة

  • عراقجي: اتفاق القاهرة تم القضاء عليه على يد الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث
  • خالد طلعت عن أزمة قيد الزمالك: أكبر قلعة عليها مستحقات متأخرة
  • الغارديان: إسرائيل تستخدم «قنابل عنقودية» محرمة دولياً في قصف جنوب لبنان
  • هايتي وإيران تواجهان غياب جماهيرهما في كأس العالم
  • الغارديان: ترامب يتحكم بكأس العالم والفيفا تتحول لأداة بيد من يرغب في استغلالها
  • الغارديان: قرار مجلس الأمن بشأن غزة غريب وضبابي
  • الغارديان: قرار مجلس الأمن غريب ويمنح ترامب سيطرة مطلقة على غزة
  • بعد أزمة بطولة أكتوبر .. اتحاد «البادل» يخرج عن صمته: «لن نتهاون مع أي تجاوز»
  • قد يحصل مشجعو كأس العالم على تسريع مواعيد تأشيرات الولايات المتحدة: الدخول غير مضمون