قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجه -اليوم الجمعة- رسائل عسكرية وردعية للاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف العميد حنا أن رسائل أبو عبيدة التي جاءت في توقيت مناسب تهدف لتحريك الداخل الإسرائيلي، حيث قال -في سلسلة منشورات عبر تليغرام- إن الأسرى موجودون في مدينة غزة و"سيكونون مع مجاهدينا في أماكن القتال والمواجهة في ذات ظروف المخاطرة والمعيشة".

وقال أبو عبيدة إن خطط احتلال غزة "سيدفع ثمنها جيش العدو من دماء جنوده، وستزيد من فرص أسر جنود جدد بإذن الله" مؤكدا أن المقاومين "في حالة استنفار وجهوزية ومعنويات عالية، وسيقدمون نماذج فذة في البطولة والاستبسال وسيلقنون الغزاة دروسا قاسية بعون الله".

وأوضح العميد حنا -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى حرمان المقاومة الفلسطينية من المساحة والاستفراد بها، لكن قتال المقاومة في مساحة أصغر يعطيها الأفضلية، في إشارة منه إلى القتال في مدينة غزة التي قرر الاحتلال الهجوم عليها.

وبالإضافة إلى أفضلية القتال في مساحة أصغر، فإن لدى المقاومة -يضيف العميد حنا- عامل الكثافة في المقاتلين، فمثلا في كتيبة حي الزيتون هناك ما يقارب 400 مقاتل.

وبشأن صواريخ الكورنيت التي استخدمتها المقاومة، قال العميد حنا إنها شيء جديد في غزة، ولا تشبه الـ"آر بي جي" أو "الياسين 105" ويفضل أن يستخدم على مسافة طويلة.

وكانت كتائب القسام أعلنت في وقت سابق أن مقاتليها اشتركوا مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي -الثلاثاء الماضي- في استهداف ناقلة جند إسرائيلية من نوع "إيتان" بصاروخ موجه من نوع "كورنيت" وتمكنوا من إصابتها إصابة مباشرة شرقي حي الزيتون بمدينة غزة.

تكتيك التدمير

وبشأن التحركات الإسرائيلية بشأن مدينة غزة، قال العميد حنا إن كل قطاع غزة منطقة خطرة، والحرب لم تتوقف، لكن التكتيك الجديد للاحتلال هو التدمير الكامل فوق الأرض وتحت الأرض والبقاء، وهو ما أشار إليه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بقوله "سنقضم وسنبقى في هذه المناطق". وأشار العميد حنا إلى أن جيش الاحتلال يقوم بالتدمير لأنه يخشى الأبنية والأنفاق والعبوات الناسفة.

إعلان

واليوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على مدينة غزة، وقال -في بيان- إنه يعمل بقوة كبيرة على مشارف هذه المدينة. وأضاف أنه قرر بتوجيه من الحكومة عدم شمول مدينة غزة بما سماها الهدنة التكتيكية المؤقتة للأنشطة العسكرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات العمید حنا أبو عبیدة مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

عن اغتيال "سعد".. خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تحاول تطبيق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة

غزة - خاص صفا

لا تبدو المبررات التي ساقها الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال القائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، منطقية، كما الكثير من السياسات العدوانية التي ينتهجها ضد الفلسطينيين، ولاسيما خلال عامي الإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ فأهدافها تتعدى مزاعم "الرد" إلى محاولة "جز العُشب".

واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من القادة الميدانيين والمقاتلين في "القسام"، باستهداف مركبة قرب شاطئ بحر غزة، في عملية مفاجئة زعمت لاحقًا أنها "رد" على إصابة جنديين إسرائيليين بتفجير عبوة ناسفة جنوبي القطاع.

لكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.

استباق مرحلة "الضرر"

ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول في الثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".

ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تسير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".

ويشير إلى أن "إسرائيل" لم تتمكن من تحقيق كل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.

ويضيف "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "أحمد زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.

ويلفت إلى أن "إسرائيل تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع وصناعة إرباك وفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".

ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، كما يجزم الخبير الأمني.

مرحلة مُخاض ستجتازها

ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".

ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".

ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".

"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005"، كما يضيف الخبير الأمني.

وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبنائها، مضيفًا أن شعبنا أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.

ويشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".

مقالات مشابهة

  • خبير في الشأن الروسي: تصعيد الناتو الإعلامي لا يعكس بالضرورة اقتراب مواجهة عسكرية مع موسكو
  • “المجاهدين الفلسطينية” تنعي قائد ركن التصنيع العسكري في كتائب القسام
  • “حماس” وجناحها العسكري ينعيان القائد المجاهد الكبير رائد سعد ورفاقه الأبطال
  • عن اغتيال "سعد".. خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تحاول "جز العشب" لمنع تعافي المقاومة في غزة
  • عن اغتيال "سعد".. خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تحاول تطبيق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
  • عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
  • خبير عسكري: هجوم تدمر سيسرع الدعم العسكري الأميركي لسوريا
  • خبير: استمرار الحرب الروسية الأوكرانية يحمل تداعيات خطيرة عسكريًا واقتصاديًا
  • الجيش الإسرائيلي يستهدف قياديا بارزا في جناح حماس العسكري
  • عاجل | الإخبارية السورية: تحليق طائرات حربية للاحتلال الإسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة على علو منخفض