واتساب يطلق مساعد كتابة بالذكاء الاصطناعي لكنه يثير تساؤلات حول الخصوصية
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
أطلق تطبيق واتساب مؤخرًا ميزة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى مساعدة المستخدمين في كتابة الرسائل بمستويات مختلفة من الأسلوب، سواء كان رسميًا، مضحكًا، أو داعمًا. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الشركة المالكة "ميتا" لتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل تطبيقاتها اليومية، لتسهيل تجربة التواصل وتوفير وقت المستخدمين في صياغة النصوص.
الميزة الجديدة تظهر على شكل رمز قلم صغير داخل المحادثات الفردية أو الجماعية. عند الضغط عليه، يمكن للمستخدم طلب إعادة صياغة رسالته أو الحصول على اقتراحات لكتابتها بطريقة أكثر وضوحًا أو احترافية أو حتى بروح مرحة. وبعد توليد النص المقترح، يبقى للمستخدم كامل الحرية في تعديله أو الإبقاء عليه كما هو قبل إرساله.
حاليًا، تم طرح هذه الخاصية بشكل تجريبي في الولايات المتحدة فقط، وبلغة واحدة هي اللغة الإنجليزية. إلا أن الشركة أكدت خطتها لتوسيع نطاق الميزة إلى لغات أخرى ودول إضافية خلال العام الحالي، وهو ما يعني أن مستخدمي التطبيق في العالم العربي قد يحصلون على هذه الخاصية قريبًا.
الخصوصية.. السؤال الأهمإطلاق أي ميزة جديدة مبنية على الذكاء الاصطناعي يثير عادةً مخاوف متعلقة بالخصوصية، خاصة مع تطبيق مثل واتساب المعروف باستخدامه للتشفير التام بين الطرفين. السؤال الأساسي الذي طرحه كثير من المستخدمين هو: هل ستُرسل الرسائل أو النصوص المقترحة إلى خوادم خارجية لمعالجتها؟
هنا جاء رد "ميتا" واضحًا، إذ أوضحت أن المساعد مبني على تقنيات معالجة خاصة داخلية لا تتطلب إرسال محتوى المحادثات إلى السحابة. هذه التقنية تشبه ما تطبقه شركة آبل في أنظمة "الحوسبة السحابية الخاصة"، حيث تتم المعالجة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون مشاركة البيانات مع طرف ثالث.
وتؤكد ميتا أن ضمان الخصوصية الأساسي لواتساب ما زال قائمًا، بحيث لا يستطيع أحد الاطلاع على رسائلك سوى أنت والأشخاص الذين تراسلهم، حتى مع استخدام المساعد الذكي.
هل يحتاج المستخدم فعلاً لهذه الميزة؟
ورغم الطرح الواعد، يثار تساؤل آخر: ما القيمة الحقيقية لمثل هذه الميزة في سياق المحادثات النصية السريعة؟ صحيح أن وجود مساعد كتابة بالذكاء الاصطناعي قد يكون مفيدًا عند صياغة رسائل عمل رسمية، أو عند الرغبة في الرد بطريقة مهذبة أو خفيفة الظل، إلا أن البعض يرى أن استخدامه داخل محادثات شخصية قصيرة قد لا يكون ضروريًا.
ففي النهاية، معظم تطبيقات المراسلة تعتمد على البساطة والسرعة، بينما الكتابة بمساعدة الذكاء الاصطناعي تبدو أكثر ملاءمة للمشاريع الطويلة أو الأعمال التي تحتاج إلى عناية خاصة بالأسلوب والصياغة.
ورغم ذلك، فإن إدماج هذه الميزة في واتساب يعكس اتجاهًا عالميًا تتبعه معظم الشركات التقنية الكبرى. فمن جوجل إلى مايكروسوفت، الجميع يضيف أدوات كتابة ذكية إلى تطبيقاته، وبالنسبة لواتساب، الذي يستخدمه أكثر من ملياري شخص حول العالم، فإن أي تحديث جديد يحمل معه تأثيرًا واسعًا على تجربة التواصل الرقمي.
بالتالي، قد تكون هذه مجرد بداية لتطويرات أوسع يدمج فيها واتساب الذكاء الاصطناعي في نواحٍ أخرى من الخدمة، مثل تلخيص المحادثات الطويلة، أو اقتراح الردود الذكية، أو حتى تحسين تجربة العمل الجماعي عبر التطبيق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واتساب الذكاء الاصطناعي ميتا الولايات المتحدة الرسائل الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أوبن ايه آي تكشف ملامح جيل جديد من الذكاء الاصطناعي فيDevDay
شهدت مدينة سان فرانسيسكو انعقاد مؤتمر OpenAI DevDay 2025، الذي وصف بأنه الأكبر في تاريخ الشركة، بمشاركة كبيرة من المطوّرين والخبراء التقنيين. المؤتمر، الذي افتتحه الرئيس التنفيذي سام ألتمان، مثّل استعراضًا لقوة "أوبن ايه آي" المتصاعدة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وأطلق مجموعة من الإعلانات التي تُعد نقلة نوعية في علاقة المستخدمين والمطورين مع تقنيات الشركة.
GPT-5 Pro .. الجيل الأقوى من النماذج الذكية
أعلنت "أوبن ايه آي" عن إطلاق نموذجها الجديد GPT-5 Pro، الذي يمثل الجيل الأحدث في قدرات التفكير والاستدلال المنطقي. يتميز النموذج بسرعة استجابة أعلى، ودقة أكبر في فهم السياق وتوليد المحتوى، مع تحسين قدرات التحليل المتعدد الوسائط ليجمع بين النص والصوت والصورة والفيديو ضمن تجربة موحدة.
Sora 2 .. قفزة في الذكاء الاصطناعي للفيديو والصوت
من أبرز المفاجآت إطلاق Sora 2، النموذج المتقدم لتوليد الفيديوهات والمواد الصوتية. يتيح النظام دمج المشاهد والمقاطع الصوتية بسلاسة، مع الالتزام بقوانين الفيزياء بشكل واقعي غير مسبوق. وقد استعرضت الشركة مقاطع مذهلة تُظهر دقة الحركة وتفاعل الأجسام في بيئات متنوعة مثل الرياضة والأنشطة اليومية.
منصة التطبيقات الجديدة داخل ChatGPT
قدّمت "أوبن ايه آي" أيضًا ما وصفته بأنه "التحول الأكبر في ChatGPT"، إذ أصبح التطبيق منصة متكاملة للتطبيقات الذكية.
من خلال App SDK الجديد، يمكن للمطورين بناء تطبيقات داخل ChatGPT نفسه، بحيث يستطيع المستخدم مثلاً تشغيل Spotify أو استخدام Canva أو تصفح العقارات عبر Zillow من دون مغادرة المحادثة.
تفاصيل الميزة الجديدة
الميزة الجديدة التي تحمل اسم "أبس اس دي كاي"، تتيح لـ"تشات جي بي تي" التفاعل مع تطبيقات الموسيقى والبحث عن عقارات وحجوزات في الفنادق أو رحلات جوية وإنشاء ملصقات وغيرها من الخدمات.وبات "تشات جي بي تي" يتيح أيضا للمستخدمين وضع إعداداتهم المفضلة على التطبيق عبر تحديد مهارات حاسوبية أساسية، بما يكوّن لديهم نموذجا شبه مستقل قادرا على أداء مهام معقدة بمفرده تشمل تحليل البيانات واستنتاج عمليات بحث إضافية وبناء البرنامج لاستخدامها.
أدوات بناء الوكلاء الذكيين
كشفت"أوبن ايه آي" عن AgentKit، وهي مجموعة أدوات تتيح للمطورين إنشاء "وكلاء ذكيين" قادرين على تنفيذ مهام مؤتمتة وإدارة سير عمل معقّد. إلى جانبها، تم إطلاق ChatKit كأداة لتضمين واجهات دردشة تفاعلية داخل تطبيقات الشركات والمواقع، مما يسهّل دمج قدرات ChatGPT في أي بيئة رقمية بسهولة وسرعة.
شراكة استراتيجية مع AMD
أعلنت "أوبن ايه آي" عن شراكة تقنية جديدة مع شركة AMD لتوريد معالجات وشرائح حوسبة عالية الأداء، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الضخمة للنماذج المستقبلية وتقليل الاعتماد على مورّد واحد، خاصة في ظل ارتفاع الطلب العالمي على رقائق الذكاء الاصطناعي.
تعاون بين ألتمان وجوني آيف
في ختام المؤتمر، شارك المصمم الشهير جوني آيف، مصمم أجهزة Apple السابق، في جلسة حوارية مع سام ألتمان.
وأشار آيف إلى أن الفريق يعمل على تصميم جيل جديد من الأجهزة الذكية، لا يقتصر على الهواتف أو الحواسيب، بل يهدف إلى إنشاء أدوات تفاعلية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي كوسيط أساسي للتفاعل بين الإنسان والتقنية.
ملامح المرحلة المقبلة
أكدت "أوبن ايه آي" أن رؤيتها المستقبلية تتمثل في تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة رقمية إلى رفيق تفاعلي في حياة الإنسان اليومية، في العمل، والتعليم، والإبداع، والترفيه.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان أمام حشد من المطورين في سان فرانسيسكو "هذا أفضل وقت في التاريخ للبناء؛ بات الانتقال من الفكرة إلى المنتج أسرع من أي وقت مضى".
هذا العرض التقديمي الذي شاهده أكثر من 30 ألف شخص مباشرةً، استهل يوما من العروض التوضيحية والمحاضرات لجمهور من المطورين تجمعوا في موقع على شواطئ خليج سان فرانسيسكو المشمس.
ويبدو أن DevDay 2025 لم يكن مجرد مؤتمر للمطورين، بل إعلانًا صريحًا عن دخول مرحلة جديدة من المنافسة بين عمالقة التقنية على قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي.
لمياء الصديق (أبوظبي)