مصر تكتب فصلاً جديدا فى اقتصادها
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
لم يعد الحديث عن مستقبل الاقتصاد المصرى بعد انتهاء برنامج التعاون مع صندوق النقد الدولى مجرد نقاش اقتصادى بين الخبراء، بل أصبح قضية وطنية كبرى تعكس إرادة الدولة فى الانتقال من مرحلة الاعتماد على الدعم الفنى والبرامج المشروطة إلى صياغة رؤية مستقلة تنطلق من الداخل وتعتمد على قوة الموارد الوطنية.
لقد شهدت مصر خلال الأعوام الماضية إصلاحات اقتصادية صعبة دفع المواطن ثمنها لكنها وضعت الأساس لبناء اقتصاد أكثر قدرة على مواجهة الصدمات، وهو ما أكدته الأرقام والمؤشرات الدولية التى أشادت بتجربة مصر الإصلاحية رغم التحديات العالمية والجيوسياسية التى هزّت اقتصادات كبرى.
المرحلة المقبلة تمثل اختبارا حقيقيا؛ فمصر تملك اليوم احتياطيا نقديا تجاوز 49 مليار دولار، وتراجعت معدلات التضخم لتقترب من 13%، وانخفض العجز التجارى بنسبة 25% بفضل زيادة الصادرات لا بضغط الواردات، هذه المعطيات تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من النمو تستند إلى قطاعات واعدة مثل الصناعة والسياحة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهى قطاعات أصبحت تمثل أعمدة رئيسية فى الاقتصاد الوطنى.
الرؤية الجديدة لما بعد صندوق النقد يجب أن تُبنى على تعظيم الإنتاج والتصدير، فهما فرسا الرهان لأى دولة تبحث عن نهضة حقيقية ومع الاتجاه لانخفاض أسعار الفائدة فى البنوك، ستُتاح فرص أوسع للاستثمار وتنخفض تكلفة الإنتاج، ما يعزز تنافسية المنتج المصرى فى الأسواق العالمية ويضاعف من عوائد العملة الصعبة.
لكن نجاح هذه الرؤية لن يتحقق بالأرقام وحدها بل يتطلب التزام الدولة بمراقبة الأسواق بآليات أكثر صرامة لضمان عدالة الأسعار وتخليصها من الفوضى التسعيرية فليس منطقيا أن تنخفض مؤشرات التضخم أو يتحسن سعر الصرف دون أن يلمس المواطن أثرا مباشرا فى تكلفة معيشته اليومية.
مصر اليوم أمام فرصة تاريخية لتثبيت أقدامها فى نادى الاقتصادات الصاعدة بقدرات ذاتية بعيدا عن وصفات جاهزة لا تراعى خصوصيتها، وإذا أحسنت الحكومة صياغة وتنفيذ هذه الرؤية فإن السنوات الخمس المقبلة قد تحمل لمصر انطلاقة اقتصادية تضعها فى موقع متقدم بين الدول الصاعدة.
حفظ الله مصر جيشا وشعبا وقيادة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مع صندوق النقد تعكس إرادة الدولة ى صياغة رؤية
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب.. الملك بينوزم الأول
بما أن هناك أحداث طارئة جعلتنا نتجه بالسرد للأسرة الحادي والعشرون فإننا ما زلنا على تواصل مع هذه الأسرة ويجيب علينا أن لا نتجاهل الملوك السابقين لهذه الأسرة بما إننا أفتتحنا هذه الأسرة بملك معين وهو الملك آمون أم أوبت وذلك لظروف طارئة حديثة.
وبالتحديد إذا كان هذا الملك هو والد الملك بسوسينس وجد الملك أمون أم أوبت صاحب الأسورة المسروقة ويجب علينا أيضا أن نتوخى الحذر فى الحديث عن ملوك وملكات مصر الفرعونية القديمة وإلا يختلط الأمر على القارئ بين أسماء ملوك وملكات مصر وملك هذا الأسبوع هو الملك بينوزم الأول (ينطق أيضا بينچم) كاهن آمون الأكبر في طيبة في مصر القديمة في الفترة من 1070 ق.م حتى 1032 ق.م ، والحاكم الفعلي للوجه القبلي من عام 1054 ق.م ، وكان ابناً للكاهن الأكبر بيعنخي ، ويعتقد علماء المصريات الآن أن تسلسل انتقال كهانة آمون سار من بيعنخي إلي حريحور ثم إلى بينوزم.
كان لوالديه بيعنخي ونوچميت العديد من الأطفال؛ ويعرف لبينوزم الأول منهم ثلاثة أشقاء (حقا نفر، حقا ماعت، عنخف ان موت) وأخت واحدة (فاي إن موت) ، كما يُعرف له ثلاث من زوجاته : دوات حتحور حنت تاوي (يعني اسمها محبوبة حتحور سيدة الأرضين)، ابنة رمسيس الحادي عشر التي ولدت له العديد من الأطفال منهم الفرعون بسوسنس الأول ، والزوجة الإلهية لآمون ماعت كا رع ، والأميرة حنت تاوي وعلى الأرجح أيضاً الملكة موت ان نزمت زوجة بسوسنس.
والزوجة الثانية تسمى استمخب (است - ام - خب)، مغنية آمون ، وقد ذكرت جنباً إلى جنب مع بينوزم الأول على طوب لبن وجد في منطقة تسمى الحيبان ، أما الزوجة الثالثة المحتمله فتسمى تنتابخنو ، التي ذكرت في بردية ابنتها نوني الجنائزية ، وقد دفنت نوني في طيبة وحملت لقب ابنة الملك، وبالتالي فمن المرجح أن بينوزم كان والدها.
و بخلاف بسوسنس، كان لبينوزم الأول أربعة أبناء آخرين والدتهم مجهولة الهوية، ولكن واحد أو أكثر منهم يجب أن تكون دوات حتحور حنت تاوي أمهم: ماساهارتا، دد خونسوف عنخ، من خبر رع (و كل واحد منهم أصبح فيما بعد كاهنا أعلى للإله آمون) ونسي با نفر حور، الأب الإلهي لآمون ، وقد تم استبدال اسمه باسم أحد أبناء حريحور في معبد خونسو في الكرنك.
ووفقا لفرضيات جديدة حول خلافة كهنوت الإله آمون، فإن بينوزم كان صغيرا جدا لخلافة والده في منصب كاهن آمون الأكبر بعد وفاته. لذلك تدخل حريحور وأخذ المنصب بدلا منه ، وبعد موت حريحور طالب بينوزم بالمنصب لأن والده بيعنخي كان الكاهن الأكبر في يوم يوم من الأيام ، ويدعم هذا التفسير النقوش من معبد خنسو بالكرنك حيث تتبع نقوش بينوزم مرحلة من نقوش حريحور دون تدخل من نقوش بيعنخي على الإطلاق ، وقد استمرت لفترة طويلة حيث تقلد بينوزم الأول منصب كاهن الإله أمون الأكبر ثم في وقت لاحق أصبح ملك طيبة.
و قد ورث بينوزم السلطتين السياسية والدينية في طيبة ، فقام على تعزيز سيطرته على مصر الوسطى ومصر العليا ، وأكد استقلال مملكته الظاهري عن حكم الأسرة الحادية والعشرين التي يوجد مقرها في تانيس ، وتزوج من دوات حتحور حنت تاوي ، ابنة رمسيس الحادي عشر، لتعزيز علاقاته مع الأسرات القوية في تلك الفترة ، وقد أصبح ابنهما ، بسوسنس الأول، فرعوناً في تانيس، مما أزال الفجوة بين الأسرتين ، وعمليا ، ففي العموم لم يكن ملوك الأسرة الحادية والعشرين وكبار كهنة طيبة متباعدين لهذه الدرجة سياسيا لأنهم احترموا الاستقلال السياسي لكل منهما.
في حوالي السنة 15 أو 16 من حكم الفرعون سمندس ، نصب بينوزم الأول نصب نفسه فرعوناً على الصعيد (مصر العليا) ، وورث دوره الكهنوتية ابنيه مساهارتا ومن خبر رع ، كما شغلت ابنته، ماعت كا رع ، منصب زوجة آمون.
أما عن آثار الملك بينوزم تم اكتشاف مومياء الملك بينوزم الأول داخل تابوت الملك تحتمس الأول، في خبيئة الدير البحري، وهي الآن معروضة في متحف القاهرة. على الرغم من نهب بعض مقتنيات المومياء، فقد عُثر على كتاب الموتى بين ساقي الفرعون سليماً. كما تم العثور على صناديق تماثيل مجيبة باسمه في نفس الخبيئة.
كما وُجدت في تابوت الملك تحتمس الأول بخبيئة الدير البحري، وتم إصلاحها وإعادة وضع جثة الفرعون بينوزم فيها.
وعُثر على صناديق تماثيل مجيبة باسم بينوزم الأول في خبيئة الدير البحري، وهي معروضة في متحف القاهرة.
ولكن تم نهب المجوهرات التي كانت تزين صدر المومياء، لكن كتاب الموتى وُجد سليماً بين ساقي الفرعون.
كما أوضحت مومياء الملك بينوزم الأول أنه كان قصير القامة ونحيل الجسم.