الدم الذهبي.. من أصحابه ولماذ سمي بهذا الإسم؟
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
يشير مصطلح "الدم الأزرق" إلى الدم الملكي في أوروبا، لكن الزرقة لم تأت من الدم بل من لون الأوردة على بشرتهم البيضاء مقابل بشرة العوام الداكنة، لكن الدم الذهبي حقيقة لا مجاز.
أصحاب فصيلة الدم الذهبية أشخاص عاديون وعددهم على مستوى العالم قليل جدا ولا يتجاوز العدد المعروف من أصحاب أندر فصيلة دم 43 شخصا، فلماذا توصف هذه الفصيلة بالذهبية؟ ولماذا يواجه أصحابها صعوبة في العيش أكثر من الآخرين؟
في البداية يتوجب معرفة ماهية فصيلة الدم.
تحدد فصيلة دم المريض نوعية الدم الذي يمكن نقله بأمان. إذا لم تتطابق فصائل الدم مع بعضها البعض، فإن مستضد المتلقي سيتقاتل مع مستضد المعطي، ما يؤدي إلى تمزق خلايا الدم الحمراء ويجر عواقب صحية خطيرة للغاية تصل حد الموت.
تبعا لذلك، من أجل نقل الدم من المهم جدا معرفة العامل الرايزيسي في دم الإنسان وهو يعرف بالمستضد D. أنه بروتين يوجد في غشاء خلايا الدم الحمراء وهو المسؤول عن تكوين الأجسام المضادة المناعية. توجد ستة مستضدات في النظام الرايزيسي، إلا أن مستضد D هو الأكثر نشاطا وبوسطته يتم تحديد العامل الرايزيسي. إذا احتوى الدم على هذا البروتين، فسيكون العامل الرايزيسي "+" موجبا. وإن لم يكن موجودا فسيكون سالبا "-". العامل الرايزيسي السلبي يوجد لدى 15 ٪ فقط من البشر.
على سبيل المثال، أصحاب أصحاب فصيلة الدم O السالبة " O-" يعتبرون متبرعين شاملين، ويمكنهم التبرع بالدم لأي شخص بغض النظر عن فصيلة دمه، وذلك لعدم احتوائه على مستضدات A أو B أو العامل الرايزيسي "Rh" على سطح خلايا الدم الحمراء، في حين أن أصحاب فصيلة الدم O موجبة "O+"، رغم كونهم متبرعين شاملين، لا يستطيعون التبرع لأصحاب فصائل الدم السالبة بسبب وجود العامل الرايزيسي.
أما الدم البشري النادر والذهبي فيتمثل في فصيلة الدم مع العامل الرايزيسي صفر، أي الخالية منه. على مدى 50 عاما منذ اكتشافه، تم العثور على 43 شخصا فقط في العالم لديهم دم "ذهبي"، أي لا توجد لديهم في خلايا الدم الحمراء مستضدات العامل الرايزيسي.
يسمى هذا النوع من الدم "ذهبي" لأنه يعتبر شاملا يمكن نقله إلى الآخرين من أصحاب فصائل الدم النادرة في النظام الرايزيسي، لكن من الصعب جدا العثور على مثل هذا المتبرع.
تم لأول مرة العثور على العامل الرايزيسي الصفري لدى امرأة أسترالية من السكان الأصليين في عام 1961. حتى ذلك الوقت كان العلماء يعتقدون أن الأجنة التي لا تحتوي على مستضدات العامل الرايزيسي لا يمكن أن تنجو وتكتمل.
تبين للعلماء أن العامل الرايزيسي الصفري يحدث نتيجة طفرة جينية في جينات محددة. العامل الرايزيسي أيضا هو مثل فصيلة الدم ينتقل بالوراثة ويمكن أن تنتقل سمة الدم الخالي من العامل الرايزيسي من جيل إلى آخر. توجد حالات عديدة لوجود حاملي الدم "الذهبي" في عائلة واحدة.
يعتقد العلماء أن الزيجات بين الأقارب في دائرة ضيقة يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث طفرة جينية تسبب مثل هذا الدم الصفري. صاحب فصيلة الدم الذهبية يمكنه التبرع بأمان ويمكن نقل دمه من دون قلقل لخلوه من المستضدات الشائعة.
من المفارقات أن أصحاب الدم الذهبي يمكنهم إنقاذ حياة الآخرين، في حين أنهم إذا احتاجوا إلى نقل دم إليهم لا يجدون في الغالب إلا أنفسهم لصعوبة العثور على أصحاب مثل هذا الدم النادر.
في مثل هذه الحالة يجري البحث عن متبرع في جميع أنحاء العالم، وإذا لم يُوجد، فلن يكون هناك خيار إلا أن يتبرع المريض صاحب الدم الصفري النادر لنفسه مسبقا قبل إجراء العملية الجراحية ويعاد ضخ الدم إليه إذا دعت الضرورة. هذا ما جرى بالضبط في موسكو عام 2015 حين أجريت عملية جراحية لمريضة تحمل الدم الصفري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدم الذهبي خلايا الدم الحمراء نقل الدم خلایا الدم الحمراء الدم الذهبی فصائل الدم فصیلة الدم العثور على
إقرأ أيضاً:
ناسا تكشف حقيقة الأضواء الحمراء الشبيهة بقناديل البحر
الولايات المتحدة – في مشهد سماوي بدا وكأنه لقطة من فيلم خيال علمي، شهدت سماء الأرض مؤخرا ظهور أضواء حمراء غامضة رسمت ملامح شكل يشبه قنديل بحر عملاق يتوهّج في الفضاء.
وهذا العرض الضوئي المذهل الذي التقطته عدسات المراقبين فوق سحابة عاصفة رعدية، أثار موجة من التكهنات بين عشاق الظواهر الغريبة، حيث تساءل البعض عما إذا كانوا يشاهدون زيارة فضائية أو ظاهرة خارقة للطبيعة.
لكن الحقيقة العلمية، كما كشفت عنها وكالة ناسا، كانت أكثر إثارة على الرغم من أنها أقل غرابة. وهذه الأضواء القرمزية المتوهجة التي تنتشر في السماء، ما هي إلا واحدة من أندر الظواهر الكهربائية على كوكبنا، والمعروفة في الأوساط العلمية باسم “البرق الأحمر العابر” (Transient Luminous Event – TLE) أو “عفاريت البرق” (Sprites).
ويختلف هذا النوع من البرق اختلافا جذريا عن نظيره التقليدي الذي اعتدنا رؤيته. فبينما تضرب صواعق البرق العادية من السحب إلى الأرض، تنطلق هذه الأضواء الحمراء في رحلة معاكسة صعودا نحو الطبقات العليا من الغلاف الجوي، حيث تتشكل على ارتفاع يصل إلى ثمانين كيلومترا.
ولا تدوم هذه الظاهرة سوى لبضعة أجزاء من الألف من الثانية، وهي مدة قصيرة جدا تجعل رصدها بالعين المجردة ضربا من الصدفة النادرة.
ولطالما حيرت هذه “العفاريت الحمراء” العلماء منذ اكتشافها بالصدفة لأول مرة عام 1989، عندما التقط الباحثون صورة لها عن طريق الصدفة. ومنذ ذلك الحين، ظلت آلية تكونها لغزا علميا يحاول الباحثون فك شفرته. وما يعرفونه هو أنها ترتبط بشكل وثيق بأشد العواصف الرعدية قوة، حيث تعمل كهرباء هذه العواصف كمشعل لهذا النوع الفريد من البرق الذي يظهر بأشكال عضوية غريبة، أشهرها شكل قنديل البحر المتفرع أو شكل الجزر المقلوب.
والتقط الصورة الأخيرة نيكولاس إسكورات الذي ساهم عبر مشروع “سبريتاكيولار” في توثيق هذه اللحظة النادرة. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تظهر فيها الظاهرة، ففي يوليو الماضي تمكنت كاميرات محطة الفضاء الدولية من التقاط مشهد مماثل لعاصفة برق حمراء فوق سماء المكسيك والمناطق الصحراوية في جنوب غرب الولايات المتحدة، ما يؤكد أن هذه الظاهرة يمكن رصدها حتى من الفضاء الخارجي.
ورغم أن هذه الأضواء الحمراء قد تبدو للوهلة الأولى كرسالة من عالم آخر، فإنها في الحقيقة رسالة من أعماق غلافنا الجوي نفسه، تذكرنا بأن كوكبنا ما يزال يحمل في جعبته الكثير من الأسرار والظواهر التي تنتظر من يكتشفها ويفهمها.
المصدر: نيويورك بوست