مصر تشارك في إغلاق أكبر منصة بث رياضي غير قانونية في العالم.. ضربة قاصمة لشبكات القرصنة
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
في خطوة وُصفت بأنها ضربة قوية لشبكات القرصنة الرقمية، أُغلقت منصة Streameast، التي عُرفت كأكبر موقع لبث المباريات الرياضية بشكل غير قانوني في العالم. هذا الإنجاز جاء ثمرة تعاون دولي واسع النطاق، شاركت فيه السلطات المصرية جنبًا إلى جنب مع منظمات عالمية لمكافحة القرصنة. وتكشف تفاصيل القضية حجم التحدي الذي يواجهه قطاع الإعلام الرقمي، والانعكاسات الاقتصادية والأمنية لهذه الظاهرة التي تتجاوز مجرد مشاهدة مباراة دون اشتراك.
رغم أنها خدمت ملايين المستخدمين حول العالم، كان مقر المنصة المفاجئ في مدينة الشيخ زايد بمصر. وبحسب تقارير منظمة ACE (التحالف من أجل الإبداع والترفيه)، فإن Streameast اعتمدت على شبكة من 80 نطاقًا غير مرخص، ما جعلها منصة عابرة للحدود يصعب تتبعها. لكن الجهود الأمنية المصرية نجحت في مداهمة مقرها، والقبض على شخصين متورطين في إدارتها، مع مصادرة أجهزة حاسوب وهواتف ومبالغ مالية وبطاقات مصرفية.
أرقام تكشف حجم الخسائرتشير البيانات إلى أن المنصة حققت 1.6 مليار زيارة في عام واحد، وهو رقم يكشف عن مدى إقبال الجماهير على المحتوى المجاني غير المرخص. هذه الأعداد الضخمة حرمت شركات البث الرسمية من عوائد بملايين الدولارات، سواء من الاشتراكات أو من الإعلانات. كما أظهرت التحقيقات أن المنصة مرتبطة بشركة وهمية في الإمارات، استُخدمت كغطاء لغسل عائدات الإعلانات، والتي بلغت ملايين الجنيهات الإسترلينية، إضافة إلى تحويلات بالعملات الرقمية.
المنصة المقرصنة.. مقرها في الشيخ زايد
كشف الدكتور محمد النمر، أستاذ بكلية الهندسة في جامعة طنطا، أن المنصة التي تم إغلاقها كانت تتخذ من مدينة الشيخ زايد مقرًا لها. وقد نجحت هذه المنصة، عبر استغلال ثغرات تقنية متطورة، في بث المباريات الرياضية بشكل غير قانوني، مما تسبب في خسائر بملايين الدولارات لشركات البث الرسمية. لم تتوقف الأضرار عند هذا الحد، بل امتدت لتؤثر سلبًا على الاقتصاد الرقمي ككل، الذي يعتمد على الثقة والشرعية كأساس للنمو.
إنجاز يعكس قوة التعاون الدولي
أكد النمر أن إغلاق هذه المنصة لا يمكن فصله عن التعاون الوثيق بين مصر والجهات الدولية المتخصصة في مكافحة القرصنة الإلكترونية. فهذا التحرك يعزز صورة مصر كدولة تلتزم بالمعايير العالمية لحماية المحتوى الرقمي، ويبعث برسالة طمأنة للمستثمرين في قطاع الإعلام والاتصالات بأن بيئة الاستثمار في مصر آمنة ومتطورة.
دعم الاقتصاد الرقمي وتوفير فرص عمل
يرى النمر أن هذه الخطوة لن تتوقف عند مواجهة القرصنة فقط، بل ستفتح الباب أمام تطوير منصات رسمية قانونية توفر خدمات آمنة وموثوقة للمستهلكين. هذه المنصات قادرة على خلق فرص عمل جديدة في مجالات التكنولوجيا والإعلام، ما يساهم في دعم الاقتصاد الرقمي الذي يشكل أحد أعمدة التنمية المستقبلية.
رسالة إلى المستهلكين
لم ينسَ الخبير توجيه رسالة مباشرة إلى الجمهور، مفادها أن الاعتماد على المنصات الشرعية ليس مجرد التزام قانوني، بل هو دعم مباشر لصناعة الرياضة ولحقوق الأندية واللاعبين. ورغم أن تكلفة الاشتراك القانوني قد تبدو مرتفعة للبعض، إلا أنها تضمن جودة البث وتطوير صناعة إعلامية احترافية.
إغلاق منصة Streameast ليس مجرد إجراء أمني، بل هو رسالة عالمية بأن زمن القرصنة الرقمية بلا حساب قد انتهى. وتؤكد هذه العملية أن حماية حقوق الملكية الفكرية باتت شرطًا أساسيًا لتطور الإعلام الرياضي والاقتصاد الرقمي. وبينما تتطلع الجماهير إلى مشاهدة المباريات بجودة عالية وأسعار مناسبة، تبقى المنصات الرسمية هي السبيل الآمن لضمان استدامة صناعة الرياضة والإعلام، في عالم تتزايد فيه التحديات الرقمية يوماً بعد يوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السلطات الإعلام القرصنة العالم المنصة
إقرأ أيضاً:
خبراء دوليون يبحثون في مسقط التحديات الرقمية والممارسات الناجحة ضمن "ملتقى الدراية الإعلامية"
مسقط- العُمانية
بدأت، الإثنين، أعمال الملتقى الإقليمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية تحت عنوان "تمكين العقول في عصر الذكاء الاصطناعي"، والذي يناقش لمدة 3 أيام الممارسات الناجحة في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، وتعزيز الوعي بالتحديات الرقمية، إلى جانب دور السياسات الوطنية والإقليمية في دعم الوعي الإعلامي، والعلاقة بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والإعلام والمعلومات.
رعى حفل الافتتاح معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزيرُ الإعلام، وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، ومشاركة خبراء وممثلين من منظمات دولية وجهات حكومية ومؤسسات أكاديمية وإعلامية من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
ويستهدف الملتقى المعلمين والمشرفين ومصممي المناهج الدراسية في مؤسسات التعليم المدرسي، والأكاديميين والطلبة في تخصصات الإعلام بمؤسسات التعليم العالي، والصحفيين والمحررين في وسائل الإعلام المختلفة، والعاملين في دوائر وأقسام التواصل والإعلام بمختلف مؤسسات الجهاز الإداري للدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
ويهدف الملتقى إلى التعريف بمفهوم الدراية الإعلامية والمعلوماتية، والتركيز على دور منظمة اليونسكو في تعزيز الوعي حول تعريف المستخدمين بحقوقهم في الفضاء الرقمي، والاستخدام الواعي والأخلاقي للمعلومات، والقدرة على التمييز بين الموثوق والمضلل في ظل تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، أن الواقع العالمي الجديد الذي تعاد فيه صياغة طرق إنتاج المعرفة وتداولها بفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي يدعو إلى الابتكار وتحسين التعلم والخدمات وتعزيز الوعي المجتمعي بالاستخدام الأخلاقي للتقنيات الحديثة خصوصًا فئة النشء للمحافظة على أسس السلام المجتمعي والتنمية المستدامة.
وأضاف في كلمته: "نؤكد على التزامنا بتجسيد التوجيهات السامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- الداعية إلى الاهتمام بالسمت العُماني والمحافظة على الهُوية الوطنية في ظل الانفتاح الرقمي، وتسخير الذكاء الاصطناعي كأداة تنموية تدعم تقدم الوطن وتُسهم في بناء اقتصاد معرفي متطور، ومجتمع رقمي آمن ومتوازن انسجامًا مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
وفي كلمة مسجلة لسعادة صلاح خالد مدير مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة، أكد أن العالم يشهد ثوره سريعة وغير مسبوقة في طريقة إنتاج المعلومات واستهلاكها ومشاركتها، موضحًا أنه مع تزايد تدفق المحتوى عبر الوسائط الرقمية باتت المهارات التقليدية في القراءة والكتابة غير كافية وحدها لمواكبة هذا العصر؛ ولهذا تؤكد منظمة اليونسكو على أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية تمثل إحدى الركائز الأساسية لبناء مواطن واعٍ قادرٍ على التفاعل النقدي والمسؤول مع الإعلام والمعلومات في جميع أشكالها، سواء كانت مكتوبة مرئية أو رقمية.
وتطرق في كلمته إلى جهود منظمة اليونسكو في تمكين الدول الأعضاء بمجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، مشيرًا إلى عملها على دمج هذا المجال في السياسات التعليمية والإعلامية، ودعم المناهج والبرامج التدريبية وبناء القدرات من أجل تعزيز التعاون الدولي عبر مبادرات وشراكات مثل التحالف العالمي للشركات.
وشهد حفل الافتتاح جلسة رئيسة حول "أهمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية في زمن الرقمنة من منظور المنظمات الدولية"، كما اشتملت أعمال اليوم الأول على جلستي عمل، بعنوان "التعاون الإقليمي والدولي في تعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية"، وتضمنت ثلاث أوراق عمل عن الجهود الإعلامية لتجربة سلطنة عُمان في ترسيخ الدراية المعلوماتية في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتجربة التونسية في هذا المجال، ودراسات الإعلام "التجربة الأردنية".
وناقشت الجلسة الثانية السياسات العامة والتشريعات الداعمة للدراية الإعلامية والمعلوماتية، وتناولت دور وزارة الإعلام في تعزيز الاتصال المؤسسي لمواجهة التضليل الإعلامي، ونموذج شرطة عُمان السُّلطانية في مجال الإعلام الأمني ودوره في تعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية، والحماية الجزائية للمجتمع في العصر الرقمي، والحوكمة والسياسات المؤسسية في تعزيز منظومة الأمن السيبراني.
ويأتي تنظيم الملتقى بإشراف وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة، بالتعاون مع وزارة الإعلام، وبشراكة مع منظمتي الإيسيسكو والألكسو.