إغلاق بنك الرافدين العراقي في صنعاء.. تضييق مستمر لشبكات التمويل الحوثية
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
أعلن بنك الرافدين العراقي إغلاق فرعه في صنعاء في أعقاب تحقيقات مكثفة وتحذيرات أمريكية بشأن تورط المصرف بتقديم تسهيلات مالية لصالح ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
ويأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه القطاع المالي العراقي اختبارًا دقيقًا للثقة الدولية، وسط ضغوط أمريكية متصاعدة على بغداد لضمان التزام مؤسساتها المصرفية بالمعايير العالمية لمكافحة تمويل الإرهاب.
وأوضحت مصادر مصرفية في صنعاء أن الإغلاق جاء نتيجة التحقيقات المكثفة التي أجرتها إدارة البنك خلال الفترة الماضية، والتي أكدت صحة المعلومات حول تقديم المصرف تسهيلات مالية للحوثيين. وبحسب المصادر، فإن الحكومة العراقية وجدت نفسها أمام اختبار دقيق بين حماية سمعة نظامها المالي والالتزام بالضغوط الدولية التي تفرضها واشنطن، بعدما وجّهت الولايات المتحدة اتهامات مباشرة للبنك بتسهيل تحويلات لصالح جماعة الحوثي.
وأكد مصدر مطلع أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمر خلال الفترة الماضية بفتح تحقيق داخلي شامل للتأكد من صحة هذه الاتهامات، مع تشكيل لجنة تحقيقية ضمت ممثلين من الرقابة والتدقيق الداخلي والإدارة القانونية وقسم الامتثال المالي، وبإشراف البنك المركزي العراقي على جميع التحويلات المرتبطة بالفرع اليمني.
وأكد المصدر أن الهدف من التحقيق هو طمأنة الشركاء الدوليين بأن العراق لن يسمح باستخدام نظامه المالي لدعم الجماعات المسلحة أو الأنشطة المشبوهة.
اتهامات أمريكية
ويأتي تحرك العراق بعد سلسلة تقارير أمريكية أبرزها تصريحات النائب في الكونغرس جو ويلسون الذي اتهم بنك الرافدين بإدارة معاملات مالية لصالح الحوثيين، ملوحًا بتجميد التمويل الأمريكي عن بغداد إذا لم يتم معالجة الملف بجدية. كما نشرت شبكة "فوكس بيزنس" تقريرًا استند إلى محضر اجتماع بوزارة الخزانة الأمريكية في أبريل/نيسان الماضي، حضره وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، شدّد فيه المسؤولون الأمريكيون على ضرورة إغلاق أي نشاط مالي لفرع صنعاء ونقله إلى مدينة عدن.
وأشار التقرير إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية أعربت عن قلقها من احتمال استخدام شبكات مالية عراقية لدعم الحوثيين، فيما شددت الخارجية الأمريكية على أن أي تعاملات مع الجماعة تمثل خرقًا مباشرًا لقرارات مجلس الأمن الدولي، وتضع بغداد في دائرة المساءلة الدولية. ورغم نفي السفارة العراقية في واشنطن المزاعم رسميًا، يرى محللون أن القضية تكشف حجم التحديات التي تواجه القطاع المصرفي العراقي في الامتثال للمعايير الدولية، وقد تهدد سمعة العراق المالية وعلاقاته مع المؤسسات الدولية.
وكان المصرف قد اتخذ إجراءات احترازية سابقة شملت إيقاف الحسابات المرتبطة برواتب بعض فصائل الحشد الشعبي ونقلها إلى مصرف آخر، إضافة إلى إدخال أنظمة تدقيق جديدة لتعزيز الامتثال، إلا أن فتح ملف الحوثيين يعرض هذه الإصلاحات لاختبار حقيقي وسط متابعة دقيقة من واشنطن.
خطوة إيجابية
من جانبها، اعتبرت الحكومة اليمنية أن إغلاق فرع بنك الرافدين في صنعاء يمثل خطوة إيجابية في سبيل تجفيف منابع تمويل ميليشيات الحوثي. وأكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، أن القرار جاء نتيجة مباشرة للجهود الدولية لمواجهة تمويل الجماعة الإرهابية، والتي حولت المؤسسات المالية في مناطق سيطرتها إلى أدوات لنهب الأموال وتمويل أنشطتها العابرة للحدود.
وحذر الإرياني من محاولات الحوثيين الالتفاف على الإجراءات عبر إنشاء شبكات مالية موازية وشركات صرافة وهمية، واستخدام واجهات تجارية لتهريب الأموال وتبييض العائدات من نشاطات غير مشروعة تشمل تجارة الوقود والسلاح والمخدرات، إلى جانب الجبايات غير القانونية. ودعا الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات المالية الدولية لتعزيز الرقابة على حركة الأموال القادمة من وإلى مناطق سيطرة الحوثيين، وتوسيع دائرة العقوبات على الأفراد والكيانات المساندة لهم.
ويعد إغلاق فرع بنك الرافدين في صنعاء اختبارًا عمليًا للقدرة العراقية على حماية سمعة نظامها المالي الدولي، ومؤشرًا واضحًا على أن المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، يراقب عن كثب أي محاولة لاستغلال البنوك العراقية في دعم جماعات مسلحة في الخارج، لا سيما في اليمن.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
"أوكيو لشبكات الغاز" تستعرض الإنجازات الرائدة في حفل "اليوبيل الفضي"
◄ نقل 43 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال ربع قرن
◄ 1.1 مليار ريال قيمة الأصول المملوكة للشركة
الرؤية- ريم الحامدية
احتفلت شركة أوكيو لشبكات الغاز (OQGN)، الناقل والمشغل الحصري لشبكة نقل الغاز الطبيعي في سلطنة عُمان، بذكرى اليوبيل الفضي ومرور 25 عامًا على تأسيسها؛ حيث نظّمت حفلًا خاصًا تحت رعاية معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن؛ بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، والمكرمين أعضاء مجلس الدولة، وممثلي جهاز الاستثمار العُماني والجهات العسكرية والحكومية، وأعضاء مجلس إدارة أوكيو لشبكات الغاز، إلى جانب عدد من الرؤساء التنفيذين والشركاء وموظفي الشركة.
ومنذ تأسيسها عام 2000، أدّت أوكيو لشبكات الغاز دورًا أساسيًا في تعزيز أمن الطاقة، والازدهار الاقتصادي، والنمو الصناعي، من خلال إدارة ونقل الغاز الطبيعي بكفاءة وموثوقية عالية. وتحت شعار "رواد الطاقة منذ 25 عامًا"، تُجسِّد هذه المناسبة مسيرة حافلة من الإنجازات ضمن سلسلة قيمة الطاقة والبنى الأساسية لنقل الغاز، كما تعكس رؤيتها المستقبلية الطموحة المتماشية مع رؤية "عُمان 2040" واستراتيجية السلطنة للحياد الصفري 2050، عبر تبني ممارسات الاستدامة والتحول الرقمي وانتقال الطاقة.
وقال أشرف بن حمد المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة أوكيو: "تعد أوكيو لشبكات الغاز أحد الأصول المهمة ضمن مجموعة أوكيو، وهي شريان الاقتصاد العُماني من خلال دورها الرئيسي في نقل الطاقة من مناطق الانتاج إلى نقاط الاستهلاك، وبالتالي تُعزِّز النمو الاقتصادي المستدام في مختلف القطاعات الصناعية واللوجستية فضلًا عن قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في سلطنة عُمان".
فيما أكد المهندس عياد بن علي البلوشي رئيس مجلس إدارة أوكيو لشبكات الغاز أن الشركة تُمثِّل قصة عُمانية أصيلة نُسجِت خيوطها عبر ربع قرن من العمل المتواصل والابتكار، مشيرًا إلى أنه على مرور السنوات أثبتت "أوكيو لشبكات الغاز" قدرتها على التعامل مع كافة التحديات والظروف في إدارة شبكة نقل الغاز، من أقصى شمال السلطنة إلى أقصى جنوبها؛ الأمر الذي مكَّنها من تحقيق مؤشرات استثنائية في نسبة توافر الغاز والتي تصل إلى 99.9% بكفاءة تشغيلية وموثوقية عالية.
وقال المهندس منصور بن علي العبدلي الرئيس التنفيذي لأوكيو لشبكات الغاز: "تمثل مسيرة أوكيو لشبكات الغاز رحلة ملهمة استمرت 25 عامًا، بدأت من خط أنابيب واحد وأصبحت اليوم شبكة أساسية تغذي عصب الاقتصاد العُماني يصل طولها إلى 4235 كيلومترًا، تضم 3 محطات ضغط و26 محطة إمداد غاز، وتربط محافظات سلطنة عُمان؛ فضلًا عن كونها شركة مدرجة في بورصة مسقط؛ مما يُعزِّز أسس التنافسية والشفافية والحوكمة". وأضاف أن نجاح هذه المسيرة يعود إلى العمل الجماعي وروح العزيمة والإصرار التي يتحلى بها موظفونا وشركاؤنا، وإلى ثقافة العمل المؤسسية المتميزة وقواعد والصحة والأمن والسلامة والالتزام البيئي الذي يشكل أساس عملياتنا.
ويُمثِّل هذا الاحتفال فرصةً سانحةً للاحتفاء بالكفاءات والقدرات والخبرات المتراكمة لموظفي الشركة منذ انطلاقتها منذ عام 2000 وحتى الآن؛ لما يمثلوه من دور أساسي في كافة النجاحات التي حققتها أوكيو لشبكات الغاز. وتفخر الشركة بسواعد كفاءاتها البالغ عددهم حوالي 470 موظفًا بنسبة تعمين تصل إلى أكثر من 94%.
وفي اليوبيل الفضي، تُبرهن أوكيو لشبكات الغاز على كفاءة عملياتها التشغيلية وموثوقية شبكة الغاز؛ حيث نقلت حوالي 43 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، فيما بلغت قيمة الأصول المملوكة للشركة ما يقارب 1.1 مليار ريال عُماني ورفعت توزيعات أرباحها إلى أكثر من 46 مليون ريال عُماني خلال 2024. كما عززت الشركة التزامها بالاستدامة عبر خفض الانبعاثات بنسبة 45% مقارنة بعام 2021، كما عملت على 15 برنامجًا للمساهمة الاجتماعية. وتأتي هذه النتائج لتجسد رؤية الشركة في الجمع بين التميز التشغيلي والقيمة المستدامة، وترسيخ موقع سلطنة عُمان كمركز إقليمي لنقل الطاقة وشريك فاعل في مسيرة التحول نحو مستقبل منخفض الكربون.