بوابة الوفد:
2025-10-08@02:49:47 GMT

الحرية ليست الأزمة

تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT

كثيرًا ما يُختزل الحديث عن نهضة الإعلام أو الصحافة فى عبارة «حرية الرأى»، وكأنها المعيار الأوحد لجودة الصحافة. والحقيقة أن هذا التبسيط لا ينصف المهنة ولا يعكس جوهر الحرية. فالحرية حين تُمارس بلا وعى أو ضابط تتحول إلى فوضى، بل قد يكون غيابها أهون من وجودها مشوهة.
لقد أصيبت الصحافة فى فترات طويلة بعلّة خطيرة؛ إذ غلبت عليها لغة الشائعات على حساب صوت الحقيقة.

بينما فى التجارب الصحفية الرصينة، لا تُنشر قضية رأى عام إلا بعد التحقق من الوثائق، والاستماع إلى جميع الأطراف، والالتزام بقاعدة التصحيح إذا ظهر الخطأ. لأن الصحافة ليست كيانًا فوق القانون، بل شريك أساسى فى العدالة الاجتماعية.
اليوم، ومع تكرار الدعوات إلى تطوير الإعلام، يصبح واضحًا أن الحرية لا تنفصل عن المسئولية. لا جدوى من شعارات الحرية إذا لم يقابلها التزام مهنى صارم يضع المصداقية فى المقدمة. فالقارئ لا يبحث عن صخب الأصوات، بل عن صحيفة تصون حقه فى الحقيقة، تحترم الرد، وتعرض الوقائع بتوازن.
ومن المهم ألا نشغل الناس بقضية حرية الرأى وكأنها المعضلة الوحيدة، بينما جوهر الأزمة فى مكان آخر: فى نوعية المحتوى، وفيمن يتولى صناعته. الإصلاح لا يتحقق باختيار نماذج تبحث عن منصب أو وجاهة، بل باختيار صحفيين حقيقيين قادرين على صناعة الفارق، وامتلاك أدوات التجديد والتأثير.
الأزمة الحقيقية لا تكمن فى القيود وحدها، بل فى المحتوى. نحن بحاجة إلى موضوعات حقيقية وأفكار تليق بعصرنا، بعيدًا عن القضايا التقليدية أو ملاحقة «الترند» السطحى. فالأفكار الخلاقة لا تعنى اغتيال السمعة أو التشهير، وإنما الإبداع فى طرح ما ينفع الناس.
العالم كله لا مكان فيه اليوم لفصلٍ مصطنع بين صحافة «معارضة» وأخرى «قومية». العالم كله يعرف نوعًا واحدًا من الصحافة، صحافة وطنية ناضجة، تطرح الإيجابيات والسلبيات معًا، وتضىء كل تجربة تستحق الاحترام. التوقف عن مغازلة المعلن أو ابتزازه ليس مجرد مطلب، بل شرط لبقاء المهنة.
المحتوى ثم المحتوى.. هو الفارق بين صحيفة راسخة تحظى بثقة، وأخرى هشة لا تُذكر إلا عابرًا فى الهامش. ومن لا يدرك هذه الحقيقة، فلن يكون جزءًا من مستقبل الصحافة، بل مجرد شاهد على أفولها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزاد أمجد مصطفى الترند

إقرأ أيضاً:

تقرير عبري: السيسي يسخر من الكيان باختيار محادثات غزة يوم 6 اكتوبر 2025

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن منصات التواصل الاجتماعي في مصر ربطت بين موعد المفاوضات في شرم الشيخ وأحداث نصر السادس من أكتوبر، ووصفت ذلك بأنه “جزء من الاحتفالات”. فاليوم الاثنين، تحتفل مصر بالذكرى الثانية والخمسين للهجوم المفاجئ الذي أشعل فتيل حرب أكتوبر، في الوقت الذي من المقرر أن تبدأ فيه محادثات إنهاء الحرب في قطاع غزة ظهرًا في شرم الشيخ.   واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي المصرية هذا التزامن “إهانة رمزية” للكيان الصهيوني، واقترحوا، من بين أمور أخرى، تحديد موعد بدء الاجتماع مع “ساعة الصفر” التي انطلقت فيها حرب أكتوبر، أو دعوة الوفد الإسرائيلي لزيارة سيناء ضمن فعاليات الاحتفالات الوطنية. وغادر الوفد التفاوضي الإسرائيلي إلى مصر حوالي الساعة الثانية ظهرًا، وهو التوقيت ذاته الذي بدأت فيه المعارك بين مصر وإسرائيل قبل 52 عامًا. وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن المصريين يحتفلون اليوم بـ”انتصار السادس من أكتوبر”، كما تصور حرب “يوم الغفران” في الرواية المصرية، وقد بدأت فعاليات إحياء هذا اليوم، ذي الأهمية البالغة لديهم، منذ صباح أمس. وزار الرئيس عبد الفتاح السيسي قبر الجندي المجهول في مدينة نصر، وقبري الرئيسين المصريين السابقين أنور السادات وجمال عبد الناصر، وعقد اجتماعًا مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ووفق الصحيفة، يُمنح المصريون في السادس من أكتوبر من كل عام عطلة رسمية، لكن تقرر في الآونة الأخيرة تأجيل عطلة هذا العام إلى التاسع من أكتوبر ودمجها مع عطلة نهاية الأسبوع. وأشارت بشمت ييفت الصهيونية المحاضرة في قسم دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة أريئيل في تل أبيب، إلى أن هذا التأجيل — حتى لو كان محض صدفة — يعكس محاولة واضحة ومتواصلة من جانب مصر الرسمية لفصل ذكرى السادس من أكتوبر 1973 عن ذكرى السابع من أكتوبر 2023. وفي حديث مع موقع الصحيفة Ynet، أوضحت ييفت أنه على الرغم من أن التحقيقات تُظهر أن حماس لم تكن تقصد أن يقع هجومها في السابع من أكتوبر بالقرب من ذكرى حرب أكتوبر في مصر، فإن ذلك أثار على الفور مقارنات داخل مصر نفسها، واعتبر البعض هجوم حماس جزءًا من “إرث أكتوبر”. ومن المقرر أن يصل إلى شرم الشيخ مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، للمشاركة في المحادثات، على أن ينضم إليهما وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بعد وصولهما بوقت قصير، وذلك رهنًا بالتطورات الميدانية. وستجرى المحادثات بوساطة مصر وقطر، وقد وصل وفد حماس برئاسة رئيس الوفد المفاوض خليل الحية إلى مصر ليلة أمس. وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات ستتناول أيضًا توقيت الانسحاب الإسرائيلي الأولي وفقًا لما نص عليه اتفاق يناير، والذي ينبغي أن يتبعه — مع تقدّم تنفيذ الاتفاق — إطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة والأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ولفتت يديعوت إلى أن القاهرة تخشى ما وصفته بـ”المفاجآت الإسرائيلية”، سواء في مسألة الانسحاب أو في قضية سلاح حماس. وأضافت أن مصر تعمل على تسريع جهود المصالحة الفلسطينية، على أمل استضافة قمة للفصائل قريبًا لحسم ملف سلاح حماس، حتى لا يُستخدم كذريعة لمماطلة إسرائيلية في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • «تنظيم الإعلام»: المحتوى المضلل ينتشر بسرعة
  • حصيلة غير مسبوقة.. 254 صحفيا شهداء الحقيقة في غزة
  • عبدالله آل حامد يستقبل الرئيسين التنفيذيين لشركتي “ريد بيرد آي إم آي” و”أوول ثري ميديا”
  • «الوزراء» يرحّب باختيار المملكة لاستضافة مؤتمر اليونسكو للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة
  • أكاديمية الإعلام الجديد تطلق برنامج رواد المحتوى الاقتصادي
  • «دبي للصحافة» يطلق برنامج «صُنّاع المحتوى الصحي والعلمي»
  • التغيّر في القيم الخبرية رسالة دكتوراه مع مرتبة الشرف للكاتب الصحفي أنور عبد اللطيف
  • تقرير عبري: السيسي يسخر من الكيان باختيار محادثات غزة يوم 6 اكتوبر 2025
  • عبد الله آل حامد: الاقتصاد الإبداعي ركيزة في تعزيز جودة الحياة
  • ضمن استعدادات انطلاق دورتها الأولى..”بريدج” و”ميتا” تتعاونان لخلق فرص جديدة أمام صناع المحتوى والمبتكرين