واشنطن بوست تدافع عن تسمية وزارة الحرب
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست إن تغيير الرئيس دونالد ترامب اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب" يعد ضربة مستحقة للمصطلحات الحكومية الملطفة، لأنه يثير تفكيرا أوضح حول دور الجيش في الداخل والخارج.
وذكرت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الرئيس جورج واشنطن أنشأ وزارة الحرب كوكالة على مستوى مجلس الوزراء عام 1789 للإشراف على الجيش، وانضمت إليها وزارة البحرية على مستوى وزاري عام 1798، قبل أن تدمج فروع الخدمة تحت المؤسسة العسكرية الوطنية، برئاسة وزير دفاع عام 1947، لينشئ الكونغرس بعد عامين من ذلك وزارة الدفاع، ومقرها البنتاغون.
ومع أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب لا يمكن أن يلغي التشريع الصادر عام 1949، فإنه يجيز استخدام "وزارة الحرب" في التسميات والاتصالات، ويستطيع الكونغرس أن يضفي على هذا التغيير طابعا رسميا كما يقترح ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن القول إن مهمة البنتاغون هي الدفاع لا الحرب هو الأدق، لكن الدفاع حقيقة يعتمد على الحرب، لأن مدى قدرة البنتاغون على الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة حول العالم مرتبط بتوقع قدرة البلاد على خوض الحروب والفوز بها.
وهذا التوقع هو ما يشكّل حسابات الدول المتنافسة، كما قال ترامب بعد ظهر يوم الجمعة في المكتب البيضاوي، عندما صرح بالقول "سأدع هؤلاء الأشخاص يعودون إلى وزارة الحرب، ويفكرون في كيفية الحفاظ على السلام".
ونبهت الصحيفة إلى أن توضيح كون البنتاغون يخوض الحروب قد تكون له آثار إيجابية أخرى، لأن الكونغرس لم يعلن الحرب كما ينص الدستور على ذلك، منذ الحرب العالمية الثانية، حتى مع خوض القوات الأميركية حروبا كبيرة وصغيرة حول العالم، وسقوط قتلى من جيشها في تلك الحروب.
إعلانومع أن إعادة تسمية البنتاغون لن تدفع الكونغرس إلى تغيير مفاجئ في نهجه، فإنها على الأقل سوف تذكره بأن الصلاحيات التي يمارسها تخضع للرقابة التشريعية.
ورأت واشنطن بوست أن هذا التغيير لن يحدث بالضرورة الآثار السياسية التي يرغب فيها ترامب، متسائلة هل تجريد اسم قوات الحرس التي يستخدمها الرئيس لأغراض داخلية من الكناية سوف يثير معارضة أكبر لنشرها، ما دام الاسم الجديد يسلط الضوء بوضوح على القوة التي تمثلها بالنسبة للمواطنين، لأن أفرادها ليسوا ضباط شرطة، بل هم جنود.
وختمت الصحيفة بأن معارضي ترامب يشتكون من الدلالات العدوانية للاسم الجديد، مؤكدة أن الولايات المتحدة مع ذلك محمية بأكثر قوة قتالية فتكا ويقظة على الإطلاق، بغض النظر عن اسمها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات وزارة الحرب
إقرأ أيضاً:
ترمب مهددا: الخميس موعد نهائي لأوكرانيا لقبول مقترح السلام
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في تصريحات لإذاعة "فوكس"، إن الخميس المقبل يشكل "موعدا نهائيا مناسبا" لأوكرانيا من أجل قبول مقترح السلام الذي تعمل عليه واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا.
ويأتي تصريح ترمب في ظل ضغوط متزايدة تمارسها الإدارة الأمريكية على كييف لحملها على الموافقة على إطار اتفاق سلام يتضمن بنودا جوهرية، من بينها ترتيبات أمنية وتنازلات إقليمية.
كما كشف مصدران مطلعان لرويترز أن الولايات المتحدة هددت أوكرانيا بشكل غير مباشر بوقف تزويدها بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة، في محاولة لدفع كييف نحو الموافقة على إطار اتفاق سلام تقوده واشنطن، يتضمن بنودا تتبنى بعضا من أبرز مطالب موسكو في الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
وبالتوازي، قالت ثلاثة مصادر للوكالة الجمعة إن أوكرانيا، إلى جانب دول الترويكا الأوروبية ــ فرنسا وألمانيا وبريطانيا ــ تعمل على وضع مقترح مضاد للخطة الأمريكية المؤلفة من 28 نقطة، على أن تشارك فيه دول أوروبية أخرى لاحقًا.
ضغط أمريكي غير مسبوق
وبحسب المصدرين، فإن الضغوط الحالية التي تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترامب على كييف "أكبر بكثير" مما تعرضت له في محاولات تفاوضية سابقة، مشيرين إلى أن واشنطن تريد من أوكرانيا توقيع إطار الاتفاق قبل يوم الخميس المقبل.
والتقى وفد رفيع من المسؤولين العسكريين الأمريكيين الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف الخميس. ووصف السفير الأمريكي ومسؤول عسكري حضر الاجتماع اللقاء بأنه "ناجح"، وأوضحا أن واشنطن تسعى لفرض "جدول زمني صارم" لتوقيع الوثيقة المشتركة.
وفي مكالمة هاتفية مع قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا الجمعة٬ تجنب زيلينسكي انتقاد الخطة الأمريكية، وقال: "نقدر جهود الولايات المتحدة والرئيس ترامب وفريقه لإنهاء هذه الحرب. نعمل على الوثيقة التي أعدها الجانب الأمريكي. يجب أن تكون هذه الخطة ضمانا لسلام حقيقي وكريم."
أوروبا: لدينا خطة من "نقطتين فقط"
القادة الأوروبيون الذين لم تستشر حكوماتهم بشأن الخطة الأمريكية، أعلنوا دعمهم الثابت لكييف.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن خطة أوروبا تتألف من نقطتين فقط: "إضعاف روسيا، ودعم أوكرانيا".
ودافع مسؤولون أمريكيون عن الخطة، وقال مسؤول كبير إن بنودها صيغت بعد محادثات مع أمين عام مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني رستم أوميروف، الذي "وافق على أغلب النقاط بعد إدخال تعديلات عليها وعرضها على الرئيس".
لكن أوميروف نفى ذلك الجمعة٬ وقال في رسالة عبر "تيليغرام": "خلال زيارتي للولايات المتحدة كان دوري تقنيا يقتصر على تنظيم الاجتماعات. لم أقدم أي تقييم ولم أوافق على أي نقاط. هذا ليس ضمن صلاحياتي."
وبعد اجتماعه بالوفد الأمريكي، أكد أوميروف أن كييف "لن تقبل أي خطة تنتهك سيادتها".
الكرملين: على كييف اتخاذ "قرار مسؤول"
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا لم تتلق إخطارا رسميا بالخطة الأمريكية، لكنه شدد على أنه "ينبغي لكييف اتخاذ قرار مسؤول، وأن تفعل ذلك الآن."
وقالت رويترز إن الخطة الأمريكية التي اطلعت عليها تتضمن شروطا سبق أن اعتبرتها كييف "استسلاما"، وتشمل:
- انسحاب أوكرانيا من أراض تسيطر عليها في الشرق وتقول روسيا إنها ضمتها.
- تنازل روسيا عن أراض أصغر في جبهات أخرى.
- منع انضمام أوكرانيا للناتو نهائيا.
- تحديد سقف الجيش الأوكراني بـ600 ألف جندي.
- تعهد من الناتو بألا ينشر قواته في أوكرانيا مطلقا.
- رفع العقوبات عن روسيا تدريجيا.
- عودة موسكو إلى مجموعة الثماني.
- إنشاء صندوق استثماري تدمج فيه الأصول الروسية المجمدة، مع حصول واشنطن على جزء من أرباحه.
وفي المقابل، يرد مطلب أوكرانيا الأساسي ــ ضمانات أمنية ملزمة توازي البند الخامس للناتو ــ في سطر واحد فقط:
- "ستحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية."
ترامب يسابق الزمن
ويسعى ترامب إلى إنهاء الحرب "سريعا"، رغم إبدائه تفهمه لبعض مبررات موسكو للغزو عام 2022، فإن مصادر أمريكية قالت إن صبره تجاه روسيا "بدأ ينفد".
ولاحقا، ألغى ترامب قمة كانت مقررة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وفرض عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين في روسيا يبدأ تطبيقها الكامل الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت٬ إن وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف٬ عملا على الخطة "بهدوء لنحو شهر"، مضيفة: "تمت صياغتها بما يعكس الحقائق على الأرض، لإيجاد أفضل سيناريو يعود بالنفع على الجانبين."
انتكاسات ميدانية في أوكرانيا وأزمة داخلية
تزامن ذلك مع تراجع القوات الأوكرانية على بعض الجبهات، إضافة إلى فضيحة فساد هزت حكومة زيلينسكي وأدت لإقالة وزيرين الأربعاء الماضي.
ومع دخول الشتاء الرابع منذ اندلاع الحرب، تسيطر روسيا على نحو خمس مساحة أوكرانيا وتتقدم ببطء على جبهة تمتد 1200 كيلومتر.
وتقول موسكو إنها سيطرت على مدينة كوبيانسك شمال شرق البلاد ومعظم بوكروفسك شرقا، في أولى مكاسبها الكبيرة منذ عامين. بينما تنفي كييف سقوط المدينتين، لكنها تقر بوجود تقدم روسي على الأرض.