جسر العطيشي يبتلع أرواحاً بريئة في كربلاء وسط اتهامات بالفساد الفاضح
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
6 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: هز انهيار جزء كبير من جسر العطيشي، الواقع قرب مدخل باب بغداد في محافظة كربلاء، أركان المدينة المقدسة مساء السبت وسط صرخات رعب تدوي في السماء وأنقاض تطمر أجساداً بريئة تحت وطأتها الثقيلة، مما يكشف عن خفايا مشروع إنشائي يُعد رمزاً للإهمال الفاضح الذي يلازم مشاريع البنية التحتية في العراق منذ سنوات طويلة.
ويعود الجسر، الذي يربط كربلاء بالعاصمة بغداد عبر ناحية الحسينية، إلى كونه جزءاً من مجسر قيد الإنشاء لم يكتمل بعد، حيث يُشير الخبراء إلى أن ضعف التصميم والمواد الرخيصة، ناتجة عن صفقات فساد تبتلع ميزانيات الدولة، أدى إلى هذا الانهيار المفاجئ الذي يذكر بكوارث سابقة مثل انهيار مزارات وجسور أخرى في المنطقة بسبب الرطوبة والصيانة المُهملة.
وينتشر الذعر بين السكان كالنار في الهشيم، إذ أظهرت فيديوهات الشهود عيان اللحظات الأولى للسقوط، حيث تتداعى الأعمدة الضخمة كأنها أشباح من عصر الإهمال، مما يُبرز كيف أن هذا المدخل الرئيسي، تحول إلى فخ قاتل يُكشف عن خلفية تاريخية للمنطقة تشمل آثاراً مثل خان العطيشي الأثري، الذي بني في القرن الثامن عشر كمحطة للقوافل، لكنه اليوم يُعاني الإهمال نفسه الذي أودى بجسر اليوم.
وأبلغ مصدر أمني رسمي عن سقوط مصابين متعددين، بينهم اثنان من السوريين واثنان من الأفغان وواحد عراقي من أهالي طويريج، فيما تتردد أنباء أولية عن وفيات تصل إلى أربعة أشخاص وإصابات خطيرة لثمانية آخرين، مما يُضخم من حجم الكارثة ويُكشف عن خفايا الهجرة غير الشرعية والعمالة الرخيصة في مشاريع الإنشاءات، حيث يُشكل هؤلاء الضحايا الغالبية في مثل هذه المشاريع بسبب استغلال الجهات المسؤولة للقوة العاملة المهاجرة دون ضمانات أمان، في سياق يعود إلى عقود من الفساد الذي أدى إلى تأخير تخصيصات الموازنة كما حدث في 2022 حيث توقفت 33 مشروعاً بسبب الإهمال .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
المعلم.. منارة العلم التي أطفأها الإهمال
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / كتب: عوض المجعلي
لا يختلف اثنان على أن الثورات قامت وكان من أبرز أهدافها القضاء على الجهل، باعتباره السبب الأول للتخلف وقلة الوعي.
لكن ما يؤسف له أن بعض البلدان ابتُليت بقيادات كان آخر همّها تحرير شعوبها من الجهل، فكانوا بحق نكبةً على الأمة.
كيف لا، وقد تعمّدوا تهميش محور العملية التعليمية، المعلم، الذي تُبنى به العقول، وتُربى به الأجيال، وتُصاغ به الأفكار. وكأنهم لا يدركون فضل المعلم حتى عليهم هم أنفسهم!
شوقي وحافظ.. حكاية مع المعلم
لقد خلد التاريخ مساجلة شعرية شهيرة بين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم حول مهنة التعليم.
فحين أنشد شوقي قصيدته الخالدة في مدح المعلم قال:
> قم للمعلم وفِّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
قصيدة رائعة أصبحت شعارًا خالداً لكل من يقدّر رسالة التعليم. لكن صديقه حافظ إبراهيم، المعروف بخفة دمه، أراد أن يمازحه فقال:
> شوقي يقول وما درى بمصيبتي
قم للمعلم وفِّه التبجيلا
أقعد فديتُك هل يكون مبجَّلًا
من كان للنشء الصغار خليلا؟
ومازحه أيضًا بقوله: لو جرّب شوقي التدريس ساعةً واحدة، لعرف كم هي شاقة وصعبة حياة المعلم!
ذكريات لا تُنسى
كل واحد منا يحمل في ذاكرته أسماء معلمين خلدوا في وجدانه، كانوا مصابيح نور في العلم والتربية والخلق.
ففي المرحلة الابتدائية، لا أنسى أستاذيَّ الفاضلين: شيخ علي محمد – حفظه الله – وسالم العبد باعزب – رحمه الله – بابتسامتهما التي لم تفارق ذاكرتي.
كما أتذكر معلمةً فلسطينية تُدعى انتصار، درّستني اللغة العربية، وكانت تردد لي دائمًا: “أنت لديك تعبير متميز”، بكلمة مشجعة جعلتني أعشق الكتابة والتعبير.
ولا أنسى أيضًا المربين الكبار: الوالد سعيد عثمان عشال رحمه الله، والأستاذ موسى القمادي، والأستاذ الناصري، والمربي الجليل عبدالله علي مشدود – رحمه الله – الذي لم يبخل عليّ بوقته، يشرح لي النحو والعلوم الشرعية.
من زمن التكريم إلى زمن الإهمال
كان زمنًا جميلاً… زمن يُكرَّم فيه المعلم على مستوى الجمهورية سنويًا، وتُختار نماذج من المتميزين تكريمًا لعطائهم.
أما اليوم، فقد باتت أمنيتي أن يُكرم المعلم في يوم عيده، 5 أكتوبر، بصرف راتبه على الأقل، وبحفظ كرامته أمام أطفاله وأصحاب المحلات.
لكن واقع الحال أن القيادة الحالية لا تجيد الاحتفال إلا بالجباية والنهب والارتزاق، أما النداءات والمناسبات التعليمية فهي خارج جدول اهتماماتها.
كلمة أخيرة
سيبقى المعلم منارة الأمة مهما حاول الإهمال أن يطفئ نوره، فالعقول التي أنارها لا تُطفأ.
وقد قال الشاعر:
> أسمعتَ لو ناديت حيًّا
ولكن لا حياة لمن تنادي