ملاحظات حول الاتفاق النفطي المبهم بين بغداد وأربيل
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
7 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: كتب علي مارد الاسدي
1. ضعف الشفافية المالية.
حيث لم تعلن أرقام دقيقة عن حجم الإنتاج المتوقع، ولا نسب اقتطاع تكاليف النقل والتشغيل، ولا معادلة توزيع الإيرادات. يضاف له عدم وضوح في آلية تحويل الأموال إلى الخزينة الاتحادية وإلى الإقليم، ما يفتح الباب للتلاعب والمساومات السياسية.
2. معالجة سطحية للديون المستحقة.
هناك أكثر من مليار دولار ديون معلقة للشركات التي تعمل دون غطاء دستوري وقانوني في حقول إقليم شمال العراق، حيث لم يعلن إطار واضح أو جدول زمني لسدادها. أن بقاء هذه المسألة بلا حل يضعف التزام الشركات بالتصدير ويهدد بعودة التوقف.
3. اتفاق مؤقت غير مستقر.
الاتفاق محدد زمنيًا حتى نهاية 2025، ما يجعل استدامته رهينة للتجاذبات السياسية المقبلة.
ولهذا فإن أي تغيير بالموقف الحكومي أو حدوث أي تصعيد سياسي قد يعيد الخلافات من نقطة الصفر.
4. هشاشة الإطار القانوني.
لا توجد آلية تحكيم أو عقوبات إلزامية إذا أخل أحد (الطرفين) بالتعهدات. ونضع مفردة طرفين بين قوسين لأننا أمام حالة نزاع سيادي شاذة قياسًا بالمتعارف عليه في النظم الفدرالية. ومن المؤسف أن النزاعات الدستورية بين بغداد وأربيل حول ملكية النفط وصلاحيات الإقليم ما تزال بلا حسم.
5. هشاشة فنية ولوجستية.
الاعتماد الكلي على خط كركوك–جيهان مع ضعف البنى التحتية البديلة، يعرض الصادرات لمخاطر سياسية وقانونية وأمنية مستمرة ومتوقعة دائمًا مع الطرف الثالث، ويزيد من هشاشة القرار العراقي في هذا الملف الإستراتيجي.
6. تأثير سلبي محتمل على الأسعار والإيرادات.
أن زيادة الإمدادات في سوق عالمي يعاني فائضًا قد يتسبب بتخفيض سعر البيع، ما يقلص الفائدة المالية خصوصًا في ظل عدم وجود خطط حكومية عملية لحماية الموازنة من هذه التقلبات.
7. توظيف سياسي أكثر من كونه اقتصادي.
الإعلان جاء قبيل الانتخابات العامة وفي الأيام الأخيرة من عمر حكومة السوداني، ما يضفي الصبغة السياسية والحزبية على الاتفاق أكثر من كونه حل استراتيجي دائم. ولهذا نجد أن الخطاب الحكومي ركز على “الإنجاز” ولم يقدم تفاصيل واقعية حول الضمانات التنفيذية.
وأخيرًا.. المطلوب فيما يتعلق بهذا الإتفاق المبهم هو:
1. نشر تفاصيل مالية دقيقة وشفافة.
2. وضع آلية قانونية ملزمة للتحكيم وفض النزاعات.
3. أن تتحمل أربيل دفع أو معالجة ديون الشركات فورًا.
4. تطوير بدائل تصديرية داخلية في حال توقف التصدير من خط جيهان مجددًا.
5. وهذا الأهم.. ضمان إشراك البرلمان والجهات الرقابية لمتابعة التنفيذ.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
فخاخ قاتلة: أسلاك مكشوفة تتحول إلى صعقات مميتة أثناء الأمطار
20 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: مع موجة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت مدن العراق، تتكشف كارثة صامتة تتجاوز الفيضانات المعتادة، حيث تحولت برك المياه في الشوارع المكتظة إلى فخاخ موت كهربائية، جراء ملامسة أسلاك متهالكة ومكشوفة غمرتها المياه.
ويفيد حادث أن شاباً فارق الحياة في إحدى مناطق العاصمة إثر صعقة كهربائية مميتة أثناء محاولته عبور شارع غمرته مياه الأمطار، فيما نجت طفلة بأعجوبة في حادثة غريبة انتشرت مقاطعها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث غيرت مسارها في اللحظة الأخيرة قبل لمس كابل مكشوف يحمل تياراً قاتلاً.
ويبدو أن هذه الحوادث ليست معزولة، إذ تؤكد الأحداث المتتالية تكرارها مع كل موجة أمطار، مما يسلط الضوء على كارثة إنسانية متجددة.
وتشير قراءات المراصد الميدانية إلى أن الإهمال الواضح في صيانة شبكات الكهرباء والصرف الصحي يفاقم الفوضى الخدمية، حيث تغيب الصيانة الدورية منذ سنوات طويلة، رغم التحذيرات المتكررة.
ولا توجد إحصائيات رسمية شاملة صادرة عن وزارة الصحة العراقية أو الدفاع المدني حول حوادث الصعق الكهربائي خلال موجة الأمطار الحالية في بغداد ومحيطها.
ويبدو أن العدد الفعلي قد يكون أعلى قليلاً بسبب عدم الإبلاغ عن بعض الإصابات غير المميتة، في حين تشير المصادر الطبية إلى أن معظم الحالات تحدث في مناطق شعبية مكتظة مثل الكاظمية والشعب والصدر، حيث تتراكم المياه بسرعة حول أعمدة الإنارة المتهالكة.
و لا يمكن نسيان أن هذه المشكلة مزمنة، تعود إلى عقود من الإهمال والفساد الإداري، كما حدث في فيضانات سابقة أودت بعشرات الأرواح بسبب الصعق نفسه.
وتتحدث مصادر أمنية وطبية عن نقل جثة الشاب فوراً إلى المشرحة، فيما أفاد مصدر خاص في أمانة بغداد بأن عشرات الشكاوى ترد يومياً حول الأسلاك المكشوفة.
وقال ناشط مدني: “الأمطار تكشف عورات الدولة، وكل قطرة مياه قد تكون قاتلة”.
ويقول المحلل السياسي علي التميمي إن ضعف إدارة المؤسسات الخدمية يعكس أزمة حكم أعمق، فيما تتحدث مصادر برلمانية عن وعود حكومية متكررة بإصلاح الشبكات دون تنفيذ حقيقي.
على صعيد آخر، تركز الآراء المختلفة المرصودة على ضرورة تدخل عاجل لعزل الأسلاك وتحسين الصرف، إذ تقول التقديرات الأولية إن عشرات الحوادث المماثلة قد تتكرر مع استمرار المنخفض الجوي.
ومن زاوية أخرى، تؤكد الوقائع أن هذه الكوارث ليست قدراً محتوماً، بل نتيجة إخفاقات يمكن تلافيها، مما يجعل من الضروري محاسبة المسؤولين قبل أن تتحول الأمطار المنتظرة إلى لعنة سنوية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts