تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال الصهيونى حول تهجير سكان غزة باتجاه مصر عبر معبر رفح، تعكس عقلية توسعية استعمارية ما زالت تراهن على أوهام قديمة، ولا تعرف أن الدولة المصرية يستحيل أن تكون طرفًا فى تصفية القضية الفلسطينية أو التفريط فى أمنها القومى.
الرد المصرى جاء سريعًا وحاسمًا من خلال تصريحات صحفية لوزير الخارجية أكد خلالها أن مسألة التهجير مرفوضة تمامًا، وأنها تمثل خطًا أحمر، مشددًا على أن مصر لن تسمح بأى شكل من الأشكال بترحيل الفلسطينيين من أرضهم.
هذا الموقف يعكس ثبات السياسة المصرية منذ عقود، وهى سياسة قائمة على دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، ورفض خطط الوطن البديل، والتأكيد على أن الحل الوحيد هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. لذلك لم يكن الرد المصرى مجرد موقف دبلوماسى، بل تجديد لعقيدة راسخة تؤكد أنه لا مساومة على القضية، ولا تفريط فى السيادة، ولا قبول بأى ضغوط أو ابتزاز.
معروف عن مصر أنها لا تبدأ الحروب لكنها لا تهرب منها، وإذا كُتب عليها القتال فإنها تخوضه بإرادة أمة كاملة. لا يهم المصريين ثرثرة أو أكاذيب رئيس وزراء الكيان أو غيره من قادة الاحتلال، فالشعب المصرى يعرف أن أى مساس بسلامة أراضيه أو أمنه القومى كفيل بأن يحوله إلى جبهة موحدة تتحطم عندها كل محاولات المساس بالدولة المصرية. ويشهد التاريخ على أن من يتجاوز حدود مصر يدفع الثمن غاليًا، ويكفى أن نتذكر دروس أكتوبر ١٩٧٣ وما أعقبها من عودة الجنود الإسرائيليين أسرى فى صور لا تزال شاهدة على أن الجيش الذى قيل إنه لا يقهر قد انكسر على ضفاف قناة السويس.
مصر ليست من دُعاة الحرب، لكنها تحتفظ بجيش قوى مستعد لأى مواجهة إذا فُرضت عليها. ويقف خلف الجيش أكثر من مئة مليون مصرى يدركون أن حماية الوطن خط أحمر. هذه ليست شعارات بل حقائق صنعها التاريخ وأثبتتها معارك هذا الشعب على مر العصور، بدءًا من الحروب القديمة وحتى حرب أكتوبر المجيدة.
إن تصريحات «نتنياهو» الأخيرة تكشف مأزقًا داخليًا إسرائيليًا أكثر مما تعكس أى خطة واقعية، فهو يحاول الهروب من فشل حكومته فى غزة إلى افتعال معارك كلامية مع مصر، ظنًا منه أن ذلك يشتت الانتباه عن جرائم الاحتلال وعجزه عن تحقيق أهدافه. وينسى رئيس وزراء الكيان أن مصر، بثقلها الإقليمى والدولى، وبما لديها من قوة عسكرية وشعبية، تعرف كيف تدير أزماتها وتحدد خطوطها الحمراء.
لقد قالت القاهرة كلمتها: «لا للتهجير، لا لتصفية القضية الفلسطينية، وأمن مصر القومى ليس مجالًا للمساومة». ومن يظن أن مصر يمكن أن تكون طرفًا فى مثل هذه المخططات لم يقرأ التاريخ جيدًا. إن مصر، كما كانت دائمًا، سند القضية الفلسطينية وقلب العروبة النابض ضد الأطماع الاستعمارية قديمًا وحديثًا، وستبقى هكذا وستظل رغم أنف المتآمرين والكارهين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عاطف خليل رؤية بنيامين نتنياهو توسعية استعمارية أن مصر على أن
إقرأ أيضاً:
السكتيوي يحذر قبل مواجهة سوريا: "مباراة لن تكون سهلة"
أكد طارق السكتيوي، مدرب المنتخب المغربي، الجاهزية الكاملة لـ"أسود الأطلس" قبل مواجهة نظيره السوري، غداً الخميس، في ربع نهائي كأس العرب 2025 على استاد خليفة الدولي.
وأشار السكتيوي في المؤتمر الصحفي إلى أن المباراة "لن تكون سهلة" أمام منتخب سوريا المحترم، مؤكدًا أن فريقه عازم على بذل قصارى جهده للتأهل إلى الدور نصف النهائي، بعد تصدره المجموعة الثانية بسبع نقاط، فيما تأهل سوريا كوصيف للمجموعة الأولى بخمس نقاط.
وقال المدرب المغربي: "جرت الاستعدادات في أجواء إيجابية، والروح المعنوية عالية بين اللاعبين الذين يتحلون بروح المسؤولية. سنعمل بكل قوة لتشريف كرة القدم المغربية وإرضاء جماهيرنا الغالية."
وأقر السكتيوي بتأثر خط هجوم فريقه بغياب بعض الأسماء البارزة مثل زكرياء بن شرقي، يوسف المليوي، وطارق ميهري بسبب الإصابات، لكنه شدد على أن هذا الغياب لن يضعف العزيمة، وسيتم التعويض بالعمل الجماعي والتركيز.
وأضاف مدرب "الأسود": "كل المباريات في هذه البطولة كانت صعبة وتستحق الاحترام لا يوجد فريق كبير وآخر صغير كرة القدم مدرسة للحياة، ونلعب بتواضع ونحترم جميع المنافسين، ولكننا لن نرضى أبداً عن الخسارة."