ذكرى رحيل الفيلسوف والمفكر الكبير الدكتور زكي نجيب محمود، أحد أبرز رموز الفكر والفلسفة في مصر والعالم العربي في القرن العشرين، الذي وصف بأنه فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، وهو العقل المستنير الذي أسهم بدور بارز في تجديد الفكر العربي وتنوير العقل الجمعي وتجسير الفجوة مع العصر الحديث.

ولد زكي نجيب محمود في الأول من فبراير عام 1905 بقرية ميت الخولي عبد الله بمحافظة دمياط.

. التحق بعدها بمدرسة السلطان مصطفى الأولية بميدان السيدة زينب بالقاهرة بعد انتقال أسرته إلى العاصمة بسبب ظروف عمل والده في مكتب حكومة السودان، قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى السودان حيث أكمل سنوات من تعليمه بكلية غوردون في الخرطوم، ثم عاد إلى القاهرة ليستكمل دراسته الثانوية، التحق بمدرسة المعلمين العليا بالقسم الأدبي وتخرج فيها عام 1930، ليبدأ رحلته مع الفلسفة والدراسة الأكاديمية.

عمل بالتدريس حتى أوفد في بعثة علمية إلى إنجلترا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن عام 1947 عن أطروحته بعنوان الجبر الذاتي.

وبعد عودته التحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، حيث أمضى معظم حياته الأكاديمية حتى إحالته للتقاعد عام 1965، ثم عين أستاذا متفرغا، كما درس في جامعات عربية وعالمية من بينها جامعة بيروت العربية، جامعة الكويت، جامعة كولومبيا، وجامعة بوليمان بولاية واشنطن، إلى جانب عمله ملحقا ثقافيا بالسفارة المصرية في واشنطن بين عامي 1954 و1955.

مارس الدكتور زكي أدوارا ثقافية وفكرية متعددة، إذ انتدب للعمل في وزارة الإرشاد القومي (الثقافة) عام 1953، وانضم إلى لجنة التأليف والترجمة والنشر مع أحمد أمين، وأسهم في إصدار سلسلة من الكتب في الفلسفة وتاريخ الأدب، كما أنشأ مجلة الفكر المعاصر عام 1965 وظل يرأس تحريرها حتى 1968، ثم انضم إلى جريدة الأهرام عام 1973 بمقال أسبوعي صار يعاد نشره في 5 صحف عربية كبرى في اليوم نفسه.

مرت حياته الفكرية بثلاث مراحل رئيسة، بدأت الأولى قبل سفره إلى أوروبا وركز فيها على نقد الحياة الاجتماعية وتقديم الفلسفة بأسلوب تنويري، ثم دعا في المرحلة الثانية بعد عودته إلى مصر للأخذ بالفلسفة الوضعية المنطقية وقيم حضارة الغرب، أما المرحلة الثالثة فشهدت عودته إلى التراث العربي باحثا عن عناصر التجديد فيه، ساعيا إلى صياغة فلسفة جديدة تجمع بين الشرق والغرب، وبين العقل والروح.

أثرى المكتبة العربية بأكثر من 40 كتابا في مجالات الفلسفة والأدب والفكر، من بينها: المنطق الوضعي، موقف من الميتافيزيقا، تجديد الفكر العربي"، في حياتنا العقلية، جنة العبيط، قصة نفس، وحصاد السنين، إضافة إلى عدد من الترجمات المهمة مثل محاورات أفلاطون وتاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند راسل.

نال العديد من الجوائز والتكريمات، منها: جائزة التفوق الأدبي عام 1939، جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة عام 1960، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1975، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1975، جائزة الثقافة العربية من جامعة الدول العربية عام 1984، جائزة سلطان العويس عام 1991، كما منحته الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتوراه الفخرية عام 1985.

توفى الدكتور زكي نجيب محمود في الثامن من سبتمبر عام 1993 بالقاهرة عن عمر ناهز الثامنة والثمانين عاما، غير أن كتبه وأفكاره مازالت تعيش بيننا وتشهد على مكانته كأحد أبرز رموز الفكر العربي الحديث.

اقرأ أيضاًاستشهد ابنه في 73 وأثرى السينما بأعمال لا تنسى.. ذكرى وفاة «ابن كبير الرحيمية» سيد بدير

ذكرى وفاة أمينة رزق.. قصة 75 سنة فن لأشهر أم في تاريخ السينما

ذكرى وفاة شويكار.. أبرز المحطات الفنية في حياة «حواء السينما المصرية»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ذكرى وفاة زكي نجيب محمود زکی نجیب محمود الفکر العربی ذکرى وفاة

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي : حريصون على تفعيل التعاون مع البرلمان التشادي وتشاد تمثل جسرًا مهمًا لتعزيز العلاقات العربية الأفريقية

أكد  محمد بن أحمد اليماحي رئيس  البرلمان العربي، حرص البرلمان العربي على تطوير علاقات التعاون المؤسسي مع الجمعية الوطنية بجمهورية تشاد، مشيدًا بما يربط الجانبين من روابط تاريخية وثقافية ولغوية متجذّرة.

 

جاء ذلك خلال لقائه مع علي كلوتو تشايمي رئيس الجمعية الوطنية التشادية في إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة التشادية أنجامينا للمشاركة في الجلسة الثالثة عشرة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام.

 

وثمن رئيس البرلمان العربي مواقف برلمان تشاد الداعمة للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن البرلمان العربي سيظل داعمًا لتشاد في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية.

 

كما أكد "اليماحي"على أهمية تبادل الوفود والزيارات البرلمانية، وإنشاء آلية حوار دوري لتعزيز التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ مؤكدًا أن العلاقات تتجاوز الإطار الشكلي لتصل إلى مستوى الشراكة الحقيقية.

 

ورحّب بمشاركة الجمعية الوطنية لجمهورية تشاد في المبادرات التشريعية العربية التي يطلقها البرلمان العربي، بما يخدم مصالح الشعوب العربية والأفريقية ويعزز التعاون في قضايا التنمية، ومكافحة الإرهاب، والأمن الغذائي والمائي، باعتبارها تحديات مشتركة تتطلب تكاملًا في الجهود على كافة المستويات.

 

وأشار رئيس البرلمان العربي إلى أن جمهورية تشاد هي الدولة الوحيدة من خارج جامعة الدول العربية التي تتمتع بصفة مراقب لدى البرلمان العربي، وهي مكانة تعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين العربي والتشادي.

 

من جانبه، رحب علي كلوتو تشايمي، رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية تشاد، بمعالي محمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، والوفد المرافق له، وذلك خلال لقائهما في العاصمة نجامينا.

 

وأعرب رئيس الجمعية الوطنية عن شكره وتقديره لمعالي رئيس البرلمان العربي على حرصه على المشاركة في الجلسة العامة الثالثة عشرة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام، مشيدًا بالموقف الداعم الذي يتخذه البرلمان العربي تجاه جمهورية تشاد والقضايا العربية بشكل عام.

 

كما أثنى على الجهود المقدَّرة والمشهودة للبرلمان العربي في مختلف المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية، مؤكّدًا أن هذه الجهود تسهم بفاعلية في دعم العمل العربي المشترك وخدمة المصالح العربية والأفريقية على السواء.

 

وخلال اللقاء، عبّر رئيس الجمعية الوطنية عن سعادته بالدعوة التي وجّهها رئيس البرلمان العربي للمشاركة في إحدى جلسات البرلمان العربي وإلقاء كلمة أمام أعضائه، مؤكدًا عزمه على تعزيز العلاقات بين البرلمان التشادي والبرلمان العربي بما يسهم في بناء جسور تواصل وتعاون بين البرلمانات العربية وبرلمانات الدول الإفريقية.

 

ضم وفد البرلمان العربي برئاسة محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي،  النائب علي زيد شاذلي، ومن الأمانة العامة للبرلمان العربي،  عثمان موسى رئيس وحدة الإعلام وتقنية المعلومات، و معتز عزالدين رئيس وحدة اللجان والجلسات، ومسؤل المراسم.

مقالات مشابهة

  • نقابة المحررين تلبّي دعوة الاتحاد العربي لإحياء ذكرى الحرب على غزة
  • وفاة أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار علماء الأزهر
  • برلماني: العلاقات المصرية السعودية نموذج يحتذى به في التضامن العربي ووحدة المصير
  • ذكرى ميلاد بليغ حمدي.. الموسيقار العبقري الذي أبدع في حب الوطن بأجمل الألحان
  • البرلمان العربي : حريصون على تفعيل التعاون مع البرلمان التشادي وتشاد تمثل جسرًا مهمًا لتعزيز العلاقات العربية الأفريقية
  • تفاصيل جديدة عن إشكال فندق الغولدن بلازا الذي أدى إلى وفاة معاون أول في قوى الأمن
  • قيادي بمستقبل وطن: العلاقات المصرية السعودية نموذج يحتذى به في التعاون العربي
  • إعلان نتائج مسابقة نور الشريف للفيلم العربي الطويل في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته الـ41
  • ما القمر العملاق الذي يُنير سماء العالم العربي غدا؟
  • في حلقة نقاشية عبر الإنترنت.. جائزة الكتاب العربي تناقش تحديات صناعة النشر