رئيس بلدية النصيرات: هذه خطتنا لمواجهة أزمة المياه وإصلاح البنية التحتية
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
غزة- في إطار جهودها المتواصلة لمعالجة أزمة شح المياه وتحسين وصولها للمواطنين، أقامت بلدية النصيرات في قطاع غزة العديد من مشاريع حفر آبار المياه في مناطق تابعة لها للتخفيف من الأزمة.
وتأتي هذه المشاريع ضمن الخطة الطارئة للبلدية لتوسيع مصادر المياه البديلة، لا سيما بعد توقف آبار عدة عن العمل وانقطاع مياه "مكروت" (الشركة الإسرائيلية المزودة للمياه) منذ أكثر من 8 أشهر، بحيث تضمن استمرارية ضخ المياه لكافة مناطق النصيرات ضمن برنامج منتظم يتيح توصيل المياه للمنازل مرة أسبوعيا، رغم الظروف الصعبة وشُح الوقود.
وأنهت البلدية أعمال فتح العديد من الشوارع الرئيسية بعد أن ظلت مغلقة لفترة طويلة نتيجة الركام والأضرار التي خلَّفها العدوان الإسرائيلي، كما تواصل جهودها بمتابعة ومعالجة شكاوى الصرف الصحي، والمشكلات الناتجة عن الحفر الامتصاصية العشوائية، إضافة للاستعداد لفصل الشتاء لتجنب حدوث مكاره صحية وبيئية.
وأطلع رئيس بلدية النصيرات نبيل الصالحي الجزيرة نت، عبر حوار أجرته معه، على آخر المشاريع والجهود المبذولة للتخفيف من تداعيات العدوان على الأهالي والنازحين:
ما واقع أزمة المياه التي يعانيها مخيم النصيرات؟
يعيش مخيم النصيرات أزمة مائية كبيرة، إذ يبلغ تعداد سكانه الأساسيين 100 ألف نسمة، ومع النازحين يصل العدد إلى 200 ألف نسمة على مساحة 9.8 كيلومترات مربعة، ومع توقف خط مياه "مكروت" الإسرائيلي منذ 8 أشهر وتدمير العديد من الآبار تفاقمت الأزمة.
وتضخ البلدية يوميا نحو 7 آلاف كوب (متر مكعب) من المياه وفق جدول الضخ المعمول به حاليا، وتصل المياه إلى كل منطقة يوما واحدا في الأسبوع ولمدة 9 ساعات فقط، وبالتالي يحصل الفرد على معدل 35 لترا طيلة الأسبوع.
وهو أقل بكثير من المستوى الموصى به عالميا (100 لتر)، وهذه الكمية لا تكفي الحد الأدنى من احتياجات الإنسان الطبيعي، خاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
إعلانالأزمة لا تزال كبيرة، والأخطر أن الطلب يزداد بينما تبقى مصادر المياه محدودة أو تتناقص، ما يعني أن الهُوَّة بين المتاح والمطلوب تتسع يوما بعد يوم، كما أن البنية التحتية الحالية غير قادرة على الاستيعاب، ومع تزايد الكثافة السكانية بسبب موجات النزوح يصبح الحل أكثر تعقيدا.
ما إجراءاتكم لتقليل أزمة المياه والتغلب عليها؟ وهل هناك خطط لزيادة عدد الآبار أو تحسين شبكة التوزيع؟يعمل في النصيرات حاليا 28 بئر مياه، إضافة إلى خزانين رئيسيين بسعة 4 آلاف كوب لكل منهما، وتخدم هذه الآبار جميع مناطق النصيرات، ونسعى لزيادتها ضمن خطة الطوارئ، وفق الحاجة وبما يتناسب مع توفر الإمكانيات والدعم المادي والوقود.
وتحتاج عملية الضخ إلى 16 ساعة يوميا باستخدام المولدات لعدم توفر الكهرباء من المحطات المركزية، ما يتطلب نحو 800 لتر سولار لتوصيل المياه للمنازل مرة واحدة أسبوعيا.
ورغم أن ذلك لا يلبي حاجة المواطنين، فإنه يفوق طاقتنا في ظل الحرب وزيادة أعداد النازحين وشح الموارد بسبب الحصار وإغلاق المعابر. وندرك تماما حجم أزمة المياه التي يعانيها أهلنا في النصيرات، ولهذا وضعت البلدية خطة للتخفيف منها عبر:
زيادة عدد الآبار العاملة وصيانة القائم منها لضمان استمرار الإنتاج. استمرار تشغيل جدول الضخ المعمول به وتعديله بما يتيح وصول المياه بشكل أفضل وأكثر عدالة. إصلاح الأعطال والتسريبات في الشبكة أولا بأول للحد من الفاقد. إنشاء خزَّانات مركزية ومجتمعية لزيادة القدرة على التخزين وضبط التوزيع. السعي لتوفير تمويل لمشاريع إستراتيجية وبنية تحتية مائية أكثر استدامة.يتم تشغيل الآبار وفق كميات الوقود التي يتم توريدها من خلال مصلحة مياه بلديات الساحل، وفي حال زيادتها نزيد ساعات الضخ، وحال تقليصها ينعكس ذلك مباشرة على جدول الضخ، وتكون الأولوية لتعبئة الخزَّانات الرئيسية لضمان الاستفادة القصوى من كل ساعة تشغيل.
هل هناك تعاون مع مؤسسات دولية أو أهلية لدعم هذه المشاريع؟نعم، في المقدمة مصلحة مياه بلديات الساحل التي تدعم قطاع المياه والصرف الصحي بشكل دوري عبر المؤسسات الدولية، إضافة إلى مشاريعنا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "يو إن دي بي"، كإعادة تأهيل مكب الشلال، ومؤسسة "طريق الحياة" التي دعمت حفر بعض الآبار، وكذلك مؤسسات شريكة أخرى مثل "معا" و"غزة ديستك"، التي ساهمت في دعم العديد من مشاريعنا.
منذ بداية العدوان فتحت البلدية أكثر من 950 شارعا رئيسيا وفرعيا، منها فتح شارع محارب الذي يربط مخيم 5 بحي المفتي وأرض أبو ستة، وهو شارع حيوي لحركة سيارات الإسعاف والدفاع المدني.
كما تم فتح شارع النادي، وبدوي، وأبو أمونة في بلوك (منطقة سكنية) "سي"، وشارع جبر في مخيم1، وهي مشاريع كلَّفت مبالغ طائلة وكميات كبيرة من الوقود.
إعلانكذلك شرعت بإزالة الركام من عدة مناطق داخل النصيرات، بعد الدمار الكبير الذي خلَّفه الاحتلال، بهدف إتاحة مساحات آمنة وملائمة لإقامة خيام النازحين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم نتيجة العدوان.
وندعو كافة الجهات والمؤسسات الداعمة للمساهمة معنا أكثر في التخفيف من معاناة المواطنين وتعزيز صمودهم ودعم احتياجاتهم الإنسانية.
في النصيرات توجد 4 محطات صرف صحي هي "المشتركة" و"أبو غولة"، وهما مدمرتان بالكامل ولا تعملان. و"الحساينة" و"المخيم الجديد" تعملان جزئيا لتفادي الطفح بالمناطق المأهولة.
الأضرار على البنية التحتية كبيرة، إذ تضرر أكثر من 12 ألف متر طولي من خطوط المياه، و9500 متر من خطوط الصرف الصحي، كما تضرر 2000 متر من شبكة تصريف الأمطار.
كما تضرَّرت الطرق (أكثر من 18 ألف متر طولي)، و11 مرفقا بلديا، و12 بئرا للمياه (7 كليا و5 جزئيا)، إضافة لتدمير 7 آليات و6 أنظمة طاقة شمسية.
بعد حصر الأضرار مباشرة، وضعت البلدية خطة للتحسين تشمل:
ترميم المحطات المتضررة. استبدال الخطوط الرئيسية. تعزيز الخزَّانات. توفير مصادر طاقة بديلة لضمان استمرارية الحد الأدنى من الخدمة.العدوان المستمر خلّف دمارا واسعا في البنية التحتية داخل النصيرات، حيث تضررت شبكات المياه والصرف الصحي والطرق والخدمات العامة بشكل كبير، وفي ظل هذه الظروف الصعبة والإمكانات المحدودة، نتعامل مع هذه الأضرار وفق منهجية طوارئ تقوم على:
فتح الطرق المتضررة وإزالة الركام بما يتيح حركة الإسعاف والإغاثة. إصلاح الكسور والتسريبات بشبكات المياه والصرف الصحي بشكل فوري لضمان استمرار الحد الأدنى من الخدمات. توفير نقاط بديلة للمياه وصهاريج متنقلة لتغطية المناطق التي تعطَّلت فيها الشبكة كليا. استخدام مواد ومعدات بسيطة لإعادة تشغيل المرافق الأساسية بالحد الأدنى الممكن، رغم محدودية الموارد. تعزيز حملات النظافة والوقاية الصحية لمنع انتشار الأوبئة نتيجة تراكم النفايات أو تلوث المياه. كيف تنسق البلدية مع المواطنين في موضوع ترشيد استهلاك المياه وتوزيعها؟ننشر جدول الضخ الأسبوعي عبر صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ونوزع نشرات إرشادية للمواطنين حول آليات التعامل مع خدمات البلدية أو آثار الحرب.
كما نتواصل مع لجان الأحياء ومراكز الإيواء، وننفذ حملات توعية ميدانية وإعلامية تشمل زيارات للمدارس ومراكز النزوح، ونُحذِّر المواطنين من العديد من المخاطر والتعديات.
تواجه البلدية يوميا تحديات كبيرة أبرزها:
نقص الوقود: مما يعيق بشكل مباشر تشغيل آليات جمع النفايات، ومحطات الضخ، والأعمال الميدانية الأساسية. صعوبة الحصول على قطع الغيار: حيث تتوقف كثير من المعدات والآليات بسبب الأعطال، وعدم القدرة على توفير القطع اللازمة يزيد من حجم المعاناة. تدمير أجزاء من الشبكة: شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء تعرضت لأضرار جسيمة، ما يفاقم صعوبة تقديم الخدمات الأساسية للسكان. صعوبة الوصول للمناطق المتضررة والخطيرة: خصوصا تلك القريبة من مناطق التوتر أو التي تعرَّضت لتدمير واسع، وهو ما يحد من قدرة الطواقم على التدخل العاجل لتقديم الخدمة. إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المیاه والصرف الصحی بلدیة النصیرات البنیة التحتیة أزمة المیاه الصرف الصحی فی النصیرات العدید من أکثر من
إقرأ أيضاً:
تحرك ميداني بنفق حسن صالح لمواجهة تجمعات المياه الجوفية قبل موسم الأمطار
في إطار الاستعدادات المكثفة التي تشهدها محافظة الشرقية لاستقبال فصل الشتاء، وتنفيذًا لتوجيهات محافظ الشرقية المهندس حازم الأشموني بضرورة المتابعة الميدانية المستمرة لمشروعات البنية التحتية، جرت جولة تفقدية للمحاسب محمد أبو هاشم رئيس حي ثان الزقازيق داخل نفق حسن صالح بمدينة الزقازيق، أحد أهم المحاور المرورية الحيوية، لمتابعة الموقف التنفيذي لأعمال التعامل مع تجمعات المياه الجوفية ووضع حلول جذرية تضمن عدم تكرار المشكلة خلال فترات سقوط الأمطار.
تأتي هذه الجولة ضمن خطة حي ثان الزقازيق لرفع كفاءة المرافق العامة وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة في المواقع التي تشهد تجمعات مائية متكررة تتسبب في إعاقة حركة السير.
وقد تم خلال المعاينة الميدانية الوقوف على أسباب تسرب المياه الجوفية داخل النفق، والاستماع إلى مقترحات الفنيين والمهندسين حول أنسب الطرق لمعالجتها بصورة دائمة تضمن الحفاظ على سلامة البنية التحتية واستمرار سيولة الحركة المرورية في الاتجاهين.
وشهدت الزيارة الاتفاق على تنفيذ مجموعة من الإجراءات الفنية العاجلة، تشمل تركيب ماتور غاطس جديد وصفايات مائية إضافية تعمل على سحب المياه المتجمعة أولًا بأول، مع تنفيذ أعمال صيانة دورية للخطوط الداخلية والتوصيلات الخاصة بالصرف لضمان استمرار كفاءة التشغيل.
كما تم التشديد على أهمية المتابعة اليومية لمستوى المياه داخل النفق، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء واحتمال زيادة معدلات سقوط الأمطار، مع استعداد فرق العمل الميدانية للتعامل الفوري مع أي طارئ.
وتتضمن خطة الحي خلال الفترة المقبلة معالجة جميع النقاط الساخنة التي تشهد تجمعات مائية أو ضعفًا في تصريف الأمطار، بالتنسيق مع إدارات الصرف الصحي والطرق، تنفيذًا لتعليمات المحافظ بضرورة التحرك الاستباقي قبل بداية موسم الأمطار.
وتشمل الإجراءات كذلك متابعة حالة المضخات والبالوعات والتوصيلات الداخلية بشكل دوري، لضمان جاهزية المنظومة بالكامل في مواجهة أي ظروف جوية طارئة.
وتأتي هذه الجهود في إطار حرص الأجهزة التنفيذية بمحافظة الشرقية على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتحسين جودة الحياة داخل المدن والأحياء، من خلال تنفيذ خطط صيانة شاملة للبنية التحتية، وتحقيق الانضباط في الشارع الزقازيقي، بما ينعكس على انسياب الحركة المرورية وتخفيف المعاناة عن المواطنين.